الاثنين، 16 أغسطس 2021

ش عبد الجليل البن سعد الليلة ٨

 المحاضرة الثامنة

مركزية الإنسان دينيا || التطرف تهمة متبادلة بين الدين والإنسان

قال تعالى { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ  وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ...}ال عمران 


عنوان ورقتنا هذه الليلة : أنسنة العنف والتطرف 


تنبيه : لا نتحدث عن كل أشكال العنف فلا نقصد بالعنف الأسري وبحثنا عن العنف والتطرف فيه مستواه الإقليمي والعالمي 

والهدف : التوصل إلى العامل الأقوى لهذه الظاهرة و تفسيرها و الرأي الراجح في تفسيرها 


عناصر هذه الليلة 

١-هناك نظرية ترى أن العنف والتطرف له عامل مستقل واحد 

٢-وهناك نظرية تقول بوجود عوامل متعددة 


١-هناك نظرية ترى أن العنف والتطرف له عامل مستقل واحد وتدور حول فكرتين


(١)الفكرة الأولى : العقيدة هي منبع التطرف 

صاحب هذه الفكرة يقول أن منظومة علم الكلام زاخرة بالمنقولات والأقوال والتدين بها ينتج التطرف والتوحش مثل عقيدة الولاء البراء والولاء ومقولة أحباط الأعمال من الحسنة إلى السيئة ومقولة أثبات الصفات وبين النافي لها فينتج موجة التكفير 


تعليقنا على هذا الكلام : 

أضاءة تعود لنفس الفكرة خاصة بنفس الأمثلة السابقة 

الولاء والبراء لم يحجز علماء الكلام أن تفرد كامل لبيان هذه المفردة وبيان ما يثبت به الإسلام من عدمه وكذلك وجود حالات المدارس الأخرى اتباع الصحابة مثل عقيدة الطحاوي و التفتازاني تؤيد ما هب إليه الشيعة. 

والمقصود من عقيدة الولاء والبراء هو أن يفهم الانسان عقيدته ولوازمها وهو حديث تقويم للنفس وليس نظرة للتطرف للأخر وليس جور على الأخر 

أما أحباط الأعمال الحسنة إلى سنة يفسرها البعض من المفسرين هو أن يخسر السعادة الدنيوية 

كذلك نفي واثبات الصفات للحق سبحانه كما أن بعض السلفية تكفر من يقر بالصفات للحق سبحانه أمثال مدرسة ابن تيمية ولكن هناك سلفية الالباني لا ترى تكفير الأخر .


(٢) الفكرة الثانية : نزعة التسلط 

هناك من يرى النزعة السياسية دافع للتسلط و هناك أحد الكتاب وهو علي أحمد الديري عنده كتاب ( نصوص متوحشة ) يقول ان المحور الواحد للإرهاب هو السلجوقي وثم تكلم عن المماليك فذكر حين أن هناك التكفير السلجوقي وحشدوا لهم متكلمين وفقهاء والأدباء و عقدوا اللقاءات معهم كي يعطوا أراء تكفر الأخرين ليكون لم مبرر  بعد تكفيرهم لقتل الناس ولمن يختلف معهم في الرأي وجرت مذابح وفتن كبيرة جراء ذلك . 

بالمناسبة أن السلجوقينن انتزعوا الملك من الحمدانيين و البوهوين ويفترض أن هذه الإمارتين مع التشيع على وفاق قوي جداً فنلاحظ أن كتاب التاريخ أغمطوا الامارة الحمدانية حقها واعطوا فوق ما يستحق الامارة البوهوية خذا مثال أن من تصدى للصلبين هو سيف الدولة الحمداني وكما أشرنا سابقاً أن الدولة العباسية أعطت لها حكم ذاتي مقابل تحارب عنها بالوكالة الصليبين والبزنطينين . ولكن الامارة الثانية وهي البوهية أعطهم التساوي بين المسلمين ولذا نشط الشيخ المفيد والشيخ الطوسي ورغم ذلك المبدأ نفوا الشيخ المفيد ولكن في التاريخ خمسين منهم كتب بيد السلاطين وتركوا العلماء المستحقين وهذا مقارنة أقدمها أضافة على ما ذكره الكاتب . نعود للكاتب 

علي أحمد الديري حيث يقول في كتابه : علينا دراسة خطاب التكفير في عهد المماليك وجدنا أن هناك خطاب يتشكل بشكلين 

خطاب تكفيري مطلق يتكلم عن النظريات مثل من قال بالصفات مبتدع 

وخطاب تكفيري معين يتكلم عن أسماء فكل من كان ضد المماليك فهو كافر  

تعليق الشيخ على الكاتب : يقول أعطى وجه صحيح وأغفل وجه لم يذكره 


٢-وهناك نظرية تقول بوجود لعوامل متعددة أو بعدة دوافع 

وهناك قرائتين

 

(١) قراءة التأمرية 

هناك من يقول حصر العنف في علم الكلام وكتب التراث وهذا فخ دبره المستشرقون 

ونعلق: لا ننكر التأمر و لا ننفيه ولكن لا نريد المغالاة في الميل إليه نعم أستفاد المستشرقون من علم الكلام فيما يخدم قراءتهم ولكن ليس على أطلاقه لأن التطرف لم يقتصر على الأديان بل أمتد إلى الفنون .


(٢) قراءة اجتماعية 

محصلة النظر فهيا تقول أن أسباب التطرف لا تنضبط لأنها ترجع إلى المجتمع و المجتمع دائرة غير منسجمة لوجود اتجاهات وهويات وانطباعات وأطوار فيكون بعددها يكون هناك أسباب التطرف وبعبارة التطرف رحم تتخلق فيه إرادات وصرعات لا حد لها 

نعم أي كان هذا الإرهاب غالباً يغطى بغطاء الدين وما هو مغطى خلفه هو الانسان وهو أساس المأساة وهذه القراءة نرتضيها 

ضمن هذه القراءة نحتاج أن ندلل عليها أن التطرف يعتمد على النزعة التاريخية والتي  تنفصل تمام الانفصال عن العقيدة والفقه .


مثال : هناك رجل اسمه عثمان الرحابي في عام ١٦٣ هـ  لجرأته يقول أنا أبغض علياً  عليه السلام قالوا له لماذا ؟ يقول لأنه قتل أجدادي فهذه الحالة تحمل نزعة تاريخية وليست دينية .

مثال أخر : في أواخر الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية وصل المسلمين إلى حد من التضييق أنهم لا يستطيعون تسمية أبناءهم بأسماء أهل البيت عليهم السلام ( علي - فاطمة - حسن - حسين) فاضطروا الشيعة وغيرهم لتسمية أبناء معاوية ويزيد والوليد بدل أسماء أهل البيت عليهم السلام فهذه نزعة وصراع سياسي تاريخي في بدايتها وإن لم تكن في نهايتها  وليس ديني

 

مثال ٣ : يقول الدكتور أدريس هاني كاتب مغربي يقول أن من أسباب التطرف هو حالة ذهنية واضطراب روحي يقول الشيخ ( هناك يمارس شهوة التكفير ) يقول حين درس حالة التكفير وجد أن المكفرين حين مارس شهوة التكفير هو بنفسه خرج عن الدين مثل عبد الله القصيمي وبعضهم ادعى النبوة .

يقول الشيخ : المجتمع هو الرحم الذي تتخلق فيه كل أشكال التطرف أو سلوك منحرف أو سلوك عنيف أو سلوك متهور  وهي غير محصورة وكذلك العكس من ذلك .

وهناك كاتب مستشرق مثل جوزيف فان في كتابه علم الكلام والمجتمع في حدود قراءتي له يوصل إلى التطرف هو عقلية إنسانية. والغريب أن مجتمعنا الشيعي العام وليس أفراد لم يقعوا في هذا الفخ الملغوم . 

ولذا الشيخ المفيد في كتابه أوئل المقالات حين يعرف الكفر يقول أن له أقسام للكفر وقال هناك كفر النعمة وكفر الضلالة وهذا الكفر لا يخرج من الملة كما ورد في الرواية أنه يسأل عن كفرهم قال نحكم عليه كفر الردة أم الضلالة قال بل كفر الضلالة ولذا تحل ذبائحهم ومناكحهم .

ويدلل هذا سلوك الإمام الحسين عليه السلام قبل توبة من حاربه قبل واقعة الطف مثل الحر ابن يزيد الرياحي . وهناك من سيندم أنه قاتل الامام الحسين عليه السلام تحت ظل الإسلام سيعذب أشد من الكافر . 

وهناك من أصحابه من كشف لهم منازلهم في الجنة ومنهم القاسم عليه السلام .


✍️زاهر حسين العبدالله

https://t.me/zaher000

أو 


للإستماع للمحاضرة 

https://youtu.be/atwFjv1KEl4

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حوارية (122)ماذا يريد الإمام الصادق عليه من شيعته في هذا العصر؟

  حوارية ( 122) ماذا يريد الإمام الصادق (ع) من شيعته في هذا العصر ؟ 👆السائل : في ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام ماذا يريد منا الإما...