الاثنين، 23 أغسطس 2021

الليلة الثالثة عشر

 المحاضرة الثالثة عشر:  ١٤٤٣ هـ 

شيخ: عبد الجليل البن سعد

 

💎الموضوع: أمل الإنسان الأخير المركزية مع الإمام المهدي عجل الله فرجه 

قال تعالى { فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا  وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(٤٥) } الأنعام .


🕯️مقدمة : 

لا شك أن الإنسان بطبعة يبحث عن حلم المركزية وأن يكون هو محور الكون ولكن يخطئ الطريق في كثير من الأحيان كما بين ذلك في الحديث ( كل بني أدم خطأ ) فطبيعة الإنسان ليس في ذات طبيعتها بل في تحقيق تلك الأحلام ويحاول الإنسان ويعد الكرة مرة بعد مرة تلك الأحلام ويقع في ذات الخطأ أو أسوء منه ولذلك لا بد أن يوجد نهاية لتلك الأخطاء لبني الأنسان والتي ستكون مسددة من قبل السماء وهي وجود مولانا صاحب العصر والزمان ليحقق العدالة في الأرض ويعطي المركزية المناسبة والمشروعة للإنسان بعد أن يخلصه من المركزية المشبوهة والمشوهة فحين تتحقق على يد القائد المدخر من قبل الله سبحانه سيضع المفهوم الصحيح للمركزية الإنسانية 


وهنا سنذكر عدة أشكال للمركزية الإنسانية  


١- المركزية الاستعبادية (الاستبدادية)

 يقول بعضهم من السلفية وهو أبو الحسن الندوي في كتابة ( ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين في ص٣٠ .

يقول : كثير من السلاطين كلاً- عبئاً وثقلا - على للأرض وويل للنوع الإنساني وعذاباً للأمم الصغيرة وقطع هذا الجزء السقيم وإبعاده عن الجزء السليم مظهر كبيراً لربوبية رب العالمين . أنتهى .

 يعني أنه لن يتخلص العالم من هذا الكل والويل للنوع الإنساني إلا بدخالة ربانية بقي أن يقول أنه الإمام المهدي عجل الله فرجه. وهذا يكشف أن الإيمان بالمخلص من الأوليات المعرفية. فهو شعر أن هذا الظلم غير متوافق مع الطبيعة البشرية وشعر أنه لا بد أن يُقتلع ولا سبيل للتخلص منه إلا بدخالة ربانية . 

 فحين يأتي المخلص الموعود بقانون دقيق حينها ستتحقق الحرية العامة .  فالعالم جرّ الويلات لأنه فكر بحرية ذاتية ولذا يجب أن تكون حراً بشرط يكون عملك لصالح المنظومة الكبرى و العامة فيكون لك جزاء وهو مقدار الحرية التي مُنحت لك من قبل المنظم الأساس وهو الحق سبحانه فلو أديت حق الله الشرعي من أموالك فليس لأحد حق أن يقول لك لماذا تنفق هنا وتبسطها هناك نعم لو تعاملت بزهد ستحسب لك نقاط كمالية وتعود لك ادخار موفور يوم القيامة .

تنبيه :  يتوهم البعض أنه لا يستطيع أن يتعايش مع الأغنياء ولكن هذا فهم خاطئ خصوصاً إذا عرف حدوده الشرعية لأن الدين مرن والدليل على ذلك 

أن الإمام الحسين عليه السلام عنده عدة زوجات من أزواجه عندها بيت خاص بها وزوجة ساكنه في بيته فهناك تفوات في شكل البيتين فبيت الإمام عليه السلام بسيط به أثاث متواضع وبيت زوجته الثانية التي تملك بيتها به أثاث جميل فكان المؤمنون يحضرون عند الإمام عليه السلام مرة في هذا البيت وأخرى في البيت الثاني فرأ الفرق فسأل أحدهم عن الفرق بين البيتين

 فقال له الإمام عليه السلام علينا أن نمهر النساء ولكن أين تضع المرأة مهرها فهذا شأنها . 

هذا الحديث يعطينا درس مهم وهو تصحيح مفهوم مبدأ الزهد واحترام حق المرأة  

وهذا الموقف تكرر عند الإمام الباقر عليه السلام لأن بعض النساء لا تتذوق الحياة إلا بهذه الطريقة ولذا عند الإمامين يحب أن يشاركها حياتها . 


٢-المركزية الزائفة:

 نقصد كيف تصاغ فيها الخدعة 

طريق حسابها إذا أرد أن يسود الناس بحكمه الزائف أسند نفسه للسماء وأنه مخلوق من السماء كما جرى عند جماعة السسان فكانوا يعتبرون ملوكهم من السماء فأي ملك منهم يُحيّا على أنه مخلوق من السماء ومن هو من السماء له كل ما يريده من أهل الأرض وليس العكس .

مثال٢ : الصينيون كانوا في وقت يعتقدون أن الإمبراطور ابن السماء يعني مخول فيما يخول به الانسان مع نفسه فينتج من هذا الفهم أنهم يقودون الناس كالقطيع دون كرامة لهم .

مثال ٣: كذلك البراهمة أعطت علمائهم مكانه لو دمر العالم بفتواه فهذا البرهمي مغفور له لأنه لن يحاسب ويرون أن الطبقة الأولى منهم هم صفوة الله حتى لو جار عليك وفرض عليك الحرمان فهذا حق له . 

مثال ٤ : كذلك الجبرية الإستسلامية كما فعلت الدولة الأموية من استعباد الناس تحت مفهوم أن الله هو الذي أختارهم على الخلق وجعلهم حكاماً ولهم حق التسلط عليهم فكان معاوية يعقد مجلس ليقرأ عليه تاريخ الملوك السابقة لساعات فما يعجبه يطبقه على شعبة . وهم من فتح باباً للفلسفة السلبية كما يذكر ذلك الشيخ فاضل اللنكراني في بحثه الأصول استطرادا إلى هذا المعنى 


٣-المركزية التكنلوجية:

 استغلال التطور في بلوغها 

هناك علاقة عكسية بين العقل والآلة بحيث يعتمد كثيراً على نتائج الألة فيعطل الذكاء النادر في الشخصيات الموهوبة ولذا أثره خطير مستقبلاً الموضوع ليس متوقف على الطبيب حتى المكانيكي حتى الفقيه يضظر للاتكاء على تشخيص غيره ومنها الاتكاء على الآلة فكان الفقيه يقف بنفسه على الأفاق مثل الزوال و تحديد القبلة وغيرها فلا يوجد اليوم حاسة تشغيل الدقة والفطنة بشكل يومي .

فيأتي هناك التطور الأامن في عصر الحجة عليه السلام فيدير البوصلة بشكل دقيق حتى لا يعطي التطور طريق التهور ولا يصبح الخير تحت أنياب الشر فالألة في حد ذاتها خير إذا استخدمت على أيدي الخير . وهناك من أستخدم التطور في هلاك الناس كما فعلت القوى المستكبرة القنبلة الذرية وضربت بها الناس ثلاث مرات في أقل من خمسين سنة واليوم عندنا المفاعلات النووية فلو ينفجر أحدها تنتهي البشرية . 


٤-المركزية العاطفية:

وهي تناشد بين الدين والعلم وهي الحياة الأخلاقية ولكن للأسف هذا النوع نادر الوجود أن يكون هناك أقبال على المزج بين العلم والدين . كما كان سابقاً في منطقة الأحساء كان هناك منهج في الإقبال على العلم و الدين . فقد كانت هناك عوائل ترعى العلم فلو دخلت على قناة الشيخ محمد الحرز  في التلقرام حقق كثير في هذا الموضوع فحريّ بالشباب الدخول في قناته في التلقرام ليلمس ذلك فحقق في عوائل أنها هي أساسية في وجود العلم والأن مع الأسف الشديد أجيالها المتعاقبة انشغلت بالحياة العامة عن العلم فإذا الوجهاء أياً كان احترموا العلم وأقبلوا عليه أقبل الشباب على العلم في السابق كان الناس تدعوا أهل العلم في منازلها فيتأثر الولد فيحترم أهل العلم .


٥-المركزية العالمية في الحكومة العالمية مع القيادة العالمية وهي شخصية الإمام الحجة عليه السلام .

أن يكون هناك حاكم غير مؤطر بقومية ولا بمنطقة جغرافية ولكن تكون مركزيته عامة للبشرية. ستكون كجده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فلم يستطيع سادة قريش تأطيره في قالب واحد حين قالوا له ( لو شئت عقدنا لك ألويتنا فكنت رأساً ما بقيت ) فرفض النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ذلك لأنها ستكون مأطرة بغطاء قرشي ولن تكون عالمية ولن تمارس التعادل بين الخير والشر ولن تمارس التعادل في الأخلاق فتدلنا الروايات عن مولانا صاحب العصر والزمان سيغيب غيبة طويلة لكي يستوطن في قلوب العالم لأن الكل ينشد المخلص فلن يكون له قومية ومنطقة جغرافية فحين سيخرج سيكون للعالم فيتداعى له . ولذا لن يمارس عملية الإصلاح إلا إذا أزال ذلك الظلم هنا أو هناك فحين يقال في الدعاء ( اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآخر تابع له على ذلك ) فيستجاب على يد هذا المخلص الموعود . 

ونسأل من الله سبحانه أن ندعوا معه هذا الدعاء في ذكرى الحسين عليه السلام ونقول معه ( لأندبك صباحاً ومساء ولأبيكن عليك بدل الدموع دما ) 

 ✍️زاهر حسين العبدالله 

السبت، 21 أغسطس 2021

ليلة الثاني عشر

 

المحاضرة الثاني عشر :  ١٤٤٣ هـ
شيخ : عبد الجليل البن سعد
عنوان المحاضرة: الصراع العملي بين الإنسان والعقل

قال تعالى {...فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِه...(٧)}آل عمران .
الدائرة الثالثة في الأطروحة في هذا المساء هي صور الاستلاب والاغتراب
تذبذب العقل بين والوهم والتوهيم

أولاً : الوهم :
هو ما يقع فيه الانسان بفعل طبيعي . مثل مجتمع في القرن الأفريقي لا توجد مدارس ومنقطعين تدخلهم الأوهام بسهولة فلو وصلت له بعض الأحكام يقعون في بعض الأحكام المخالفة ومن غير قصد وله مناشئ منها
الوهم يكون وليد سلوكيات ومن ضمن ذلك التساهل في الاعتقاد وهذا يعطي التسليم لعقله دون أن يخضع لمنهج معرفي وهو الذي لا يعرف معنى الفهم بل يعتقد أن الفهم هو ذلك الشيء الذي يتبادر للذهن بمجرد ما يمر التعبير عنه أو يراه أو يسمعه وله نوعين

نوع ١: يأخذ العلم بتسليم دون تحليل
لو أخذنا مثال المعلم في تفهيم الطلاب فحين يشرح للطلاب يرى الطالب يفهم الدرس في وقته وحتى لو وقع الإستاذ في خطأ غير مقصود.

ونوع٢: ياخذ العلم أو يسمعه فينزل الفهم ويحلله
وفق منهج معرفي مثال
هناك طالب يفهم الدرس ويأتي غداً يحلله وتجد ذلك واضح عند معلمين الرياضيات .
  وهذين النوعين موجودين حول الأئمة عليهم السلام فمنهم من يستمع النص لا يتجاوز إلى الفهم وهناك من يعي الفهم
مثال روي في البحار  ج٤٨ /٢٠٤ عن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فورد عليه رجل من الشام  فقال: إني صاحب كلام وفقه وفرائض، وقد جئت لمناظرة أصحابك، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: كلامك هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله، أو من عندك؟ فقال: من كلام رسول الله بعضه، ومن عندي بعضه، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: فأنت إذا شريك رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: لا،
قال: فسمعت الوحي عن الله ؟
قال: لا، قال: فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: لا قال: فالتفت إلي أبو عبد الله عليه السلام فقال: يا يونس هذا خصم نفسه قبل أن يتكلم ثم قال: يا يونس لو كنت تحسن الكلام كلمته، قال يونس: فيالها من حسرة، فقلت:
جعلت فداك سمعتك تنهى عن الكلام وتقول: ويل لأصحاب الكلام يقولون: هذا ينقاد وهذا لا ينقاد، وهذا ينساق، وهذا لا ينساق  وهذا نعقله وهذا لا نعقله فقال أبو عبد الله عليه السلام: إنما قلت: ويل لقوم تركوا قولي بالكلام  وذهبوا إلى ما يريدون به،
.. )
فلو نقل يونس أن الإمام الصادق عليه السلام أنه نهى عن علم الكلام دون أن يوضح ما أراده الإمام بعلم الكلام لنتشر حكم أن الصادق عليه السلام يحرم علم الكلام فولا هذا الموقف لما عرف هناك تفصيل في هذا المجال .
وبعض أصحاب الإمام عليه السلام يسمع الكلام الامام الصادق عليه السلام يفهم الكلام بأبعاده المختلفة فيراجع الإمام في تفكيك كلام الإمام.
ولعل متسائل يقول لعل كثير من الرواة من الصنف الأول الذين يسمعون الإمام ولكن لا يفهمون كلامه بالشكل الصحيح ؟
الجواب :
١-أن الروايات فيها نصوص وفيها مطلقات وهذه المشكلة تحدث في مع المطلقات والعمومات فقط وحدوثها مع النصوص نادر جداً
٢-من الإعتقاد الخاطئ أن الرواة يسمعون الكلام ثم يذهبون ويكتبونه والصحيح كثير من الرواة يدخلون على الإمام عليه السلام بألواحهم أو ما يكتبون عليه فيسمعون من الإمام ويكتبون مباشرة في نفس الوقت .

٣-في الحديث الذي ذكرناه كان الحديث عن نص يتحدث عن أناس يسمعون الكلام ويخالفون قولي

٤-علمائنا ملتفتين أن إذا أطلق الإمام أمر معناه أراده جداً فإذا جاءت أحاديث تقيد هذا الحديث علمنا أن ليس مراد جدي وإذا رأينا الإمام يكرر الاطلاق في عدة مرات علمنا بمراده الجدي فيه .
وهناك منشأ من مناشأ الوهم هو المقارنة الخاطئة بسبب النتائج المتوقعة رسمها في ذهنة
١-لو هناك طالب استشار أحدهم على الابتعاث وقال له نعم اذهب هناك من ذهب ونجح وحين سمع كلام من استشارة ذهب الطالب وفشل في دراسته
٢- مثال أخر في المقارنة الفلسفية الخاطئة
عندنا شخصيتين فلسفيتين هما أبو المجد الأصفهاني و أبو الحسن الندوي
البعض يقول : هناك عتب على علماء الذين يتابعون ويطاردون الفلسفة الأوربية ويردون عليها ويهدموها وليس لها حاجة في مجتمعة لأننا عندنا ما يكفي من علوم محمد وآل محمد ولا راح نتأثر . هذا التساؤل كان مطروح قبل ١٠٠ عام في زمن أبي المجد الأصفهاني تطرق لها ص ١٧ وهو يقول البعض
يقول أن الفلسفة اليونانية دخلت العالم الإسلامي مبكراً ولم يتأثر بها الإسلام فأجاب أبي المجد الأصفهاني : أن العلوم اليونان لم تنقل إلينا إلا بعد زوال عزهم ولم يصل إلينا كتبهم ونظرياتهم بكتابهم و لم تصل بأليات أو أجندة ولو أثرت تكون أثرت ببعض النخب . ورأي هؤلاء – الأوربيين – في أبان مجدهم وأبهة سلطانهم ولقد ملكت صفاتهم و عادتهم ولغات البلاد وصار  أقوى البراهين في الحياة حتى وصل الشباب يقولون لبعضهم في الإقناع أن الإفرنجة يقلون هكذا أو أن البلاد المتمدنة يفعلون كذا . وهذا للأسف ما نعيشه اليوم في حياتنا اليوم في لباس شبابنا ولغة شبابنا انقلبت على أي نمط
مقارنة أبو الحسن الندوي : سر تخلف المسلمين أنهم اشتغلوا بالعلوم النظرية وتركوا العلوم التجريبية التي من ورائهم الصناعة كما يذكر في كتابة ماذا خسر العالم بإنحطاط ص ١٢٣-١٢٤ .
وهذه مقارنة خاطئة اليوم المجتمع الأوربي يحفل بالفلسفة بشكل ما مر على العالم على الكرة الأرضية فهم يشتغلون بالألسنيات والفلسفيات وأبواب كثيرة من العلوم النظرية ومع هذا لم يتركوا العلوم التجربية . كما كان في العهود الأولى في الإسلام اهتموا بالعلوم التجربية مثل أبو الحسن الهيتمي ولكن هناك من أهملهم وترك الدعم عنهم ومن الذي قال أن العلوم لا تحتاج إلى قواعد كلامية أو فلسفية أو نظرية .

ثانياً التوهيم المعرفي والثقافي :
أي هناك من يمارس دور أن يخلق الوهم بفعل فاعل  غرضه الاغتراب أو الاستلاب .
ولها شكلين في استعراض الفكرة
الأساطير السياسية أو المادية
تأتي تقدم أساطير معرفية بعد مدة من الزمن تكون دومية في يد هؤلاء بعد أن تؤمن بها وتصدقها
مثال مجلة نوشيون الأمريكية منقولة من كتاب المتلاعبون ضمن سلسلة عالم المعارف الكويتية ص ٢٤ .
تتكلم المجلة أن أسطورة دخلت في مناهج الدراسة الأمريكية وهي أن الطبيعة الإنسانية لا تتغير. بمعنى أن العالم لا يعيش إلا بحروب ونزعات والسرقة والابتزاز لأن ذلك من طبيعة الإنسان لا تتغير . ماذا تتوقع أن من جيل هذا التعليم فبثت هذا النوع من الأساطير بشكل علمي من أجل الهيمنة على العالم
الشكل ثاني في السبعينات
القبول بالمثلية رسمياً هذه المشكلة موجودة في السويد حتى أن أهلنا هناك لا يستطيعون الحديث عن نفيها وسوئها أمام أبنائه فيطلبون من الكلام عوضاً عنهم .

ما هو السر الذي جعل المثلية تتنتشر هذا الانتشار الكبير؟
سببها حسب استنتاجي وقراءة كتاب استينلوف ص٣٣ في كتابه الإنسانوية أعطى أشاره خفية بين قصة تنامي المثلية وأن على ارتباط بالأدلجة السابقة أن طبيعة الإنسان لا تتغير وبين سبب آخر
أن الشعب الأوربي والشعب الأمريكي بالخصوص حينما أعطه مساحة للملحدين في التعبير عن رأيهم لوجود مساحة من الحرية ولا أحد يحاسبهم واجهوا مشكلة وهي .
إذا أرادوا الزواج كثيراً من البيوت ترفض الملحد أن تزوجه ولذا حصل فراغ يحتاج إلى سد فلجؤا إلى صناع الألحاد لحل هذه المشكلة ففتحوا لهم باب المثلية كردة فعل انتقامية بسبب رفضهم تزويجهم.
وهم طرحوا الجبرية الإستسلامية في  الولايات الأمريكية وشكلت عليها ثقافة وراح ضحيتها الشعب الإمريكي كذلك أنتقلت هذه الثقافة في العالم الإسلامي كما يذكر أبو هلال العسكري أن معاوية ابن أبي سفيان أول من زعم أن الله يريد أفعال العباد كلها وصعد يوم على المنبر فقال مضمون الكلام
لا يأتي أحدكم يقول أني أكنز المال عنكم الذي أخذه منكم بل أخذه الله منكم وتلى عليهم قوله تعالى { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ(٢١) } الحجر . أي أن ما ينزل عليكم هو القدر الذي تحتاجونه فقط
كذلك عبد الله ابن عمر حينما سأل معاوية عن سبب تنصيب يزيد على رقاب المسلمين فقال له قضاء من القضاء وليس للعباد الخيرة من أمرهم .
ولذا خرجوا المفندون والمحللون والمعترضون يناقشوا هذه الأفكار المنحرفة ولكنهم لم يتركوا . فهناك محمد أبن أسحاق وهو أول من كتب في السيرة فكانت عقوبته الجلد من النظام وكذلك الحسن البصري رأى من واجبه نقض هذه الفكرة جاؤا له وأنذروه وحذروه أن لا يتكلم عن ذلك بعد اليوم فقال لهم لن أعود لمثلها تجد ذلك في كتاب الملل و النحل للشيخ جعفر السبحاني وهذا الكتاب قيم جداً في جـزء ١ / ٢٤١ .
فحين ترا يزيد فعل ما فعل من أباحه المدينة والهجوم على الكعبة وقتل النفوس الشريفة والمحرمة هذا لم يأتي في يوم وليلة بل مهد له بأقوال أن كل ما يحدث لكم هو من الله سبحانه ولذلك فتح لهم الطريق ولم يكن يخجلون من قتل الصحابة وتابعيين بحيث كل انتشرت عند أمراء بني أمية فيحن دخلت السبايا على أبن زياد عليه اللعنة رأى شاب مع السبايا فسأل من هذا فقالوا له هذا علي ابن الحسين عليهما السلام فقال أليس الله قتل عليا فقال الإمام السجاد عليه السلام بل قتله الناس فغضب من هذا القول وهناك سبب أخر وهو صبر زينب عليها السلام حيث أبهرهم وكان مفاجئاً لهم جداً كيف لا وقد رأوا العجب من أمرأة فقدت كل أبناءها وأخوتها واقربائها ولم تنهار فكانت محاولات منهم لتنهار وأخر ما صنعوا أنهم مروا بها على جثامين الشهداء

لقراءة في التلقرام
https://t.me/zaher000
لقراءة في المدونة

للإستماع للمحاضرة

https://youtu.be/QcOJ0LoXJ_8

الجمعة، 20 أغسطس 2021

ليلة الحادي عشر

 المحاضرة الحادي عشر : ليلة العاشر ١٤٤٣ هـ 

شيخ : عبد الجليل البن سعد 

عنوان المحاضرة: ضربة العلم لعبّاد العقل من الملحدين وغيرهم 


المحنى الأول والثاني :

تقسيم العقل بنوعين من وجهة حقيقة إسلامية 

العقل الأدنى – العقل الأعلى 

فاذا عرفنا العقل الأدنى سنتعرف على العقل الأعلى 


العقل الأدنى : 

إذا وضع الإنسان في غرفة مغلقة وبها نافذة تطل على الحياة بشكل عام من جبال و حيوانات وغيرها من المخلوقات فلو أغلقنا كل منافذ النور فيها من كل جهة فتتعطل حاسة البصر ولكن ستنشط حواس أخرى مثل حاسة اللمس فيتحسس ما حوله من أمور صلبه و ولينة وكذلك حاسة السمع إذا سمع بعد الأصوات ستنشط هذه الحاسة وكذلك الذوق ولكن حين نفتح النافذة المطلة على الحياة مستعمل حاسة البصر فيرى الطبيعة من حوله فهل إذا أراد شيئاً منها على مسافة بعيدة يستطيع أن يلمسها بيده هنا ستتعطل هذه الحاسة ففي الوقت التي تنشط بعض الحواس تتعطل أخرى حسب الضرف والمكان. 


فائدة المثال : 

أن هذه الحواس مرهون نشاطها بما يتوفر لها من ضروف فتارة تعمل كلها وتارة ينشط بعضها ويتعطل بعضها أو يتمركز على حاسة ويترك بقية الحواس . يكشف لنا هذا الحال أن العقل لا يكتشف كل شيء بتفاصيلة ولذا يسمى بالعقل الأدنى بخلاف العقل العقل الأعلى يرى كل الزوايا بمنظار واحد بكل تفاصيلها وكل خفاياه وزواياه متناظرة فهل هذه متوفرة لعقل الإنسان ؟ 

الجواب لا . ولذا من صفات الحق سبحانه في الدعاء ( يامن هو المنظر الأعلى ) هذا المنظر الذي لا حد فيه وتتناظر فيه كل الأشياء ولم يصل إليه أحد من الخلق ولم يدعيه أحد لنفسه ما عدا من وهبه الحق سبحانه وهو المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كما في قوله تعالى { ولقد رآه بالأفق المبين } المبين هنا بمعنى لا ظلمة فيه .


المنحى الثالث:

 التقدير الإلهي في العقل الأدنى 

العقل الأدنى ومحو الأمية :

الدين والتراث الإسلامي سعى في تجميل العقل وليس المجاملة وذلك بالتعليم والكسب ولذا يحتاج العقل لمدارس لينموا ويتكامل فيها ويندمج بالعقل الأعلى وهذا ما قام به النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم حيث يحرك العقول ويرفع مستوى الوعي عند قومه. 


يذكر أحدهم أن هذه الإنسان عبارة خلية بها فليم وقته ملايين السنين وكل ما يحدث الآن هو تمثيل لذلك الفلم الموجود . 

فحين يعطي الله سبحانه هبات لبعض الأنبياء في كل زمان لسابق علمه أنه سيبْدع في هذه النقطة من التمثيل وليس غيره .


إذا العقل الأعلى يدعوا العقل الأدنى ويقول له عليك أن تنمو وتتطور لكي تصل إلى العقل الأعلى كما في الدعاء (أنت دللتني عليك ) بمعنى أن الله سبحانه قدم هذه الدعوة المفتوحة أمام كل عقل دنيوي . وحتى النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله أتته دعوة الحق سبحانه فأمن وصدق واستجاب لأنه سلّم المركزية المطلقة له وحده لا شريك له. 


مثال : لو قلنا أن من مقررات محو الأمية مقرر (أسمه العلة والإرادة) 

من ذوي العقول الدنيا من رسب في هذا المقرر فألحد ومنهم من أمن بسبب هذا المقرر 

العقل الأدنى في الغرب في عصر الصحوة التي ظهرت في قرن الخامس عشر بما يسمى عصر الحداثة   

قال : هناك من قال أن لكل موجود علة وليس هناك إرادة تعالج السبب وهناك الطرف الأخر وهم الفزيائيين في القرن العشرين خالفوهم 

فقدموا حقائق رهيبة فركزوا على فاعلية الإرادة وهي تتحكم في العلة بما تملكه من خارطة للعلل فضربوا مثالاً 


الجاذبية : إذا رأيت حجر على الأرض وهي مستقرة على الأرض لماذا ؟ لوجود الجاذبية 

فلو جاء إنسان وأخذ هذه الحجر ورمى به عالياً فارتفع من الذي رماه ؟ ستقول ساعد الإنسان وهذا خطأ وإنما إرادة الإنسان وهذه الإرادة واعية لأنها كانت تمتلك برامج قانون الجاذبية بين الحجر وبين الأرض، ولأن الإرادة واعية هيمنة على قانون العلة .

فحين نتحدث عن عروج النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم إلى السماء يحتاج إرادة واعية ليهيمن على قانون الجاذبية وقانون الحجب كي يتمكن من الصعود. 

فالعقل الذي يقول أن الذي مكن الحجر يطير في السماء هو العقل الأدنى والذي أدرك عروج النبي الأعظم إلى السماء هو العقل الأعلى. 


مثال أخر: الحرارة تتنقل من الحار إلى الأقل حرارة وعبر مليارات السنين لمن -يقول بذلك – أن الجسم الحار ينتقل الى الجسم الأقل حرارة. فجاء العصر الحديث

 وقال: هناك عكس ذلك وهي الديناميكية الحرارية التي تنقل الجسم البارد إلى الحار فمن صنع هذه العملية هو الإنسان ولكن بمليء إرادته لأنها واعية فاستطاعت تهيمن على القانون لأنها واعية وذكية لأنه تعرف بالخارطة بأدق تفاصيلها.


💡الفائدة من هذين المثالين:

أن فوق قانون العلل هو قانون الإرادة الذي تتحكم بالعلل 

فحين نأتي لقوله تعالى { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (٤٢) }ص . 

يقول المفسرين أن نبي الله أيوب عليه السلام تعفن جسمه حتى خرج الدود منه 

وقد يقول البعض طبياً أن الجسم إذا تعفن المفروض أنه يموت ولكن حين تكون الإرادة واعية بالعلل فإنها تهمن على قوانينها فصبر نبي الله أيوب على هذا البلاء العظيم إرادة أبطلت قانون العلة الطبيعي أو كشف علاج مشكلة الحياة مع وجود عفن الجسم ولذلك تمكن من البقاء حياً . 


كذلك حينما يتلقى الإنسان ضربة على مفرق رأسه بسيف مسموم يجب أن يموت في لحظاته الأولى كائن من كان ولكن إذا بقي أنسان بعد هذه الضربة ثلاثة أيام وبكامل وعيه وهو أمير المؤمنين عليه السلام وهذا متسالم عليه تاريخياً عند الفريقين هذا يكشف لنا أن هناك إرادة واعية فوق قانون العلة ومهيمنة عليه .

 

المدرسة الوضعية خارج المدرسة 


زملاء مدرسة محو الأمية (تيار فلسفي اسمها المدرسة الوضعية) 

لأنهم قالوا أن الفكر البشري وهو الفكر الأدنى (العلق الأدنى) أن غاية العلوم عند الإنسان هي كل شيء خاضع للتجربة يسمى علم وغيره ليس كذلك وكل شيء خارج دائرة العلم مرفوض.

 ولكن الفزيائيين خالفهم هذا الرأي تماماً

  فقالوا : هناك علوم خارجة عن العلوم الطبيعة والتجارب الشخصية مثال ذلك الإرادة.

  وأن هناك كائنات في الكون لها بداية لم نعرف علتها ثم ألهمنا علتها ومخلوقات لها علة واحدة ولكن اكتشفنا أن لها علل متعددة في الوجود فتغير مبدأ الحتمية في العلم إلى الاحتمال بعد تجارب متعددة . 

مثال ذلك : هناك مخلوقات داخل الإنسان بها شفرات كل صفات الإنسان مثل dna. وهناك مخلوق أسمه

الصوط البكتيري :هي مخلوقات دقيقة جداً لها صوط تتحرك به وهي بالغة التعقيد و تدلل على وجود إرادة واعية تحركها وسرعة دورانها ١٠٠ الف دورة في الدقيقة الواحدة وبها ٣٠ بروتين فلو نقص بروتين يبطل دورها مثل ما ذكره ( بهي ) ورد على دارون في الخلق العشوائي وإنه لا يمكن اختزال الخلق . 


💡وهنا فوائد : 

العلماء الفزيائيين الكمومين هؤلاء نبشوا كتب قديمة رفضوا أخذ مافيها سابقاً لأنهم اعتبروها اساطير مثل السفر عبر الزمن و طي الأرض. 

واعادوا النظر والتحقيق فيها من جديد. 


💡غاية هذا البحث 

وما ذكرناه سابقاً أكثر ما يستفيد منه ثلاثة أنماط من الناس 

١- من تورطوا في الإلحاد 

٢-هناك من أعجزته أسئلة الإلحاد ولكن مؤمنين وبقوا على ذلك لكن حرت من أن أجد إجابات شافية لإشكالاته 

٣- من يبحث عن الفقاهة في دينة: وهي تعني هو أن تستمتع بكل علم يتصل بالدين سواء احتجت له أو لم تحتاج إليه. 


فحين تمر بأحداث مرت على الامام الحسين عليه السلام توجع القلب وتقول إنها مستحيلة عقلاً تعرف بعد هذا البحث أن هناك إرادة فوق قانون العلل مثل استخراج السهم المثلث من ظهر الحسين عليه السلام.

الخميس، 19 أغسطس 2021

ليلة العاشر


المحاضرة العاشرة : ليلة العاشر ١٤٤٣ هـ
شيخ : عبد الجليل البن سعد
عنوان المحاضره :
الإمام الحسين عليه السلام: حاضر في عصر التحولات الكبرى

الا ترون إلى الدنيا قد تغيرت أحوالها فهي كما وصفها الإمام الحسين عليه السلام  حينما قا ل ( الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه مادرت معايشهم إذا ما محصوا بالبلاء قل الديانون )
مقدمة :
هنك عنصر شبه بين عصر الإمام الحسين عليه السلام وبينا عصرنا فكلا العصرين يتسم بالتحولات الكبرى والمفاجأة المتتابعة ومن طبيعته تلك المتغيرات تكون النفوس والعقول أمامها ضعيفة .  كما حصل في عصر الإمام الحسين عليه السلام حيث كانت الانتكاسة الجماعية في ضعف الأنفس والعقول. كذلك اليوم المتغيرات كبيرة جداً وغير متوقعة ومتسارعة فمن الحجاب والحشمة الوقار إلى دعوى للتحرر و الابتعاد عن تعاليم الله سبحانه كذلك من الذين يرعون الإرهاب في العالم تجده اليوم يتعامل مع الأحداث الجديدة بصورة الحمل الوديع وعليه ما هو السبيل في عصر التحولات والتغيرات الثقافية الكثيرة و غير المنضبة وكيفية التعامل مع هذا العصر؟
الجواب :
أفضل طريق للنجاة من هذه التحولات هو
توطين النفس بكل أبعادها 
وليس الإيمان كافي لذلك بل المطلوب أكثر من ذلك وهذا ما كشفت عنه معادلة كربلاء لأناس لطالما كانوا عاكفين في مسجد الكوفة ولكن حين جاء وقت الإمتحان الحقيقي أحرجتهم في سلوكهم العبادي أنه لم يترجم عملي في الواقع وإنما تراجع. فالعبادة والإيمان لم تكن تربي روح التضيحة وتوطن النفس لأولياء الله سبحانه وأنما حركات تعودها فقط ليس لها جوهر في عالم الحقيقة لأن الموضوع أعمق بكثير من مجرد حركات وأشكال ظاهرها عبادي فقط .

💡توطين النفس يحتاج إضاءات نسلط الضوء على بعضها :

١-المبدأ النفسي :
أضاءه تنعكس على مرآة النفس فعليك أن تكون ضنيناً بالثقة على الرجال يعني لا تعطي ثقة للرجال إلا بعد الخبرة في الثبات على المواقف ورباطة الجأش في المحن لأنك في عصر التقلابات والمتغيرات  تحتاج رجال لا تغّيرهم الأحداث تحت مسمى الإيمان .
كما حصل في عصر الإمام الحسين عليه السلام حين أعطى الناس ثقتهم لرئيس قبيلتهم وكان ليس أهلاً لهذا الامتحان فرسبوا معه ولا تعطي الثقة لعباد عكفوا في المساجد دون توطين نفس في الشدائد.

٢-المبدأ الأخلاقي:
أن تقبل النصيحة مها صعبت على نفسك فهي صفة المؤمن القوي أو المستقوي وهو المؤمن القوي الذي وصفه الإمام الحسين عليه السلام حين يقول في حقه
( اللهم أحمدك أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين ). فمن يملك هذه الصفات يكون مؤمن قوي ولذا تجد أصحاب الحسين عليه السلام وهم ينصحون نموذج خاص حين حملوا معنى النبوة الحقيقي ووعوا مضامين القرآن الكريم و تفقهوا في دينهم فوجدوا أن الإمام الحسين عليه السلام في عصر التقلابات هو أجلى مصاديق الإسلام الأصيل فتمسكوا به إلى أخر لحظة من حياتهم بل أكثر من ذلك وقفوا ناصحين لأعدائهم ومرشدين لهم لعلهم يتذكروا وتستيقظ ضمائرهم يتوبوا إلى ربهم ولكن هيهات لمن طمست قلوبهم من ذلك

٣-المبدأ الإيماني:
حقيقة العبادة تجدها في لسان حبيب ابن مظاهر: حين يقول بئس القوم قوم أقدموا قتلوا أبن نبيه وذريته وأهل بيته ثم يقول لأصحابه وهو يصفهم لأنهم ثبتوا على الحق ووطنوا أنفسهم للقاء الله سبحانه ( ياعباد هذا المصر المجتهدين بالأسحار  الذاكيرن الله كثيرا . وهذا يكشف حال أصحاب الحسين عليه السلام أنهم اجتمعوا على شعيرة وهي ( وتواصوا بالحق وتاصوا بالصبر .. ) فهذه النفوس وطنوا أنفسهم على العبادة الحقيقية قولاً وعمالا .

٤- مبدأ الوعي:
الوعي الذي نحتاجه في عصر المتغيرات والتحولات ليس أن تعي بالمهم وتترك الأهم بل تقدم الأهم على المهم وذلك بحسن التقدير في قراءة الأحداث قراءة حاذقة متربصة وعلى بصيرة كما فعل  أصحاب الحسين عليه السلام أحسنوا التقدير حين قدموا أرواحهم أنفسهم في سبيل الله سبحانه لأنهم رأوا أن الحق و الحقيقة تمثلت في هذا الزمان بالإمام الحسين عليه السلام
كما لاحت لزهير ابن القيم حين لحق بالإمام الحسين عليه السلام ولاموه البعض لماذا أنت مع الإمام الحسين عليه السلام فقال تذكرت مكانه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكلما رأيته تذكرت رسول ا لله صلى الله عليه وآله وسلم لذا يجب أن نوطن أنفسنا . كذلك اليوم فحين تأتي إلى يتيم مثلاً فإذا رآيت نفسك تتغير وتهتز مشاعرك لأنه وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وبادرت ما يتوجب عليك تجاه من حقه الذي أوصى به عليه صلوات الله عليه فاعلم أنك واعي وموطن نفسك  . ولذا علينا أن نحسن التقدير في أمورنا في عصر التحولات والتبدلات
ولذا تجد بعض طلبة العلم حين يحتفى به يتمتم بقول اللهم صلي على محمد وآل محمد أنا على يقين أن هذا التقدير وهذا التقديم ليس لأجل نسبي وجاهي بل لقتران هذا الزي برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

٥-مبدأ أن تكون على مسافة من الدينا
وقد أشار إليه الامام الحسين عليه السلام (الناس عبيد الدنيا والدين لاعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم وإذا ما محصوا بالبلاء قل الديانون)
فعليك أن لا تتأثر بالدنيا بحيث لا تفرح بما أتاك منها ولا تحزن على ما فاتك منها وكن بين ذلك وذاك شاكراً ذاكراً حامداً لله سبحانه .
فعلينا في هذا العصر أن نلتمس كل ما يعزز علاقتنا بالله سبحانه ويوطن أنفسنا بما أمر الله به و بما نهى عنه ولا ننساق خلف الدنيا ومتاعها الزائل خصوصاً في عصر التقلابات والمتغيرات التي تجرف الشباب والفتيات والمثقفين وحتى بعض طلبة العلم فلا يسحنوا التقدير في ماذا يقدمون وماذا يأخرون وبما يتكلمون وعن ماذا يسكتون . لنكن ثابتين على المبدأ مهما تبدلت الأحوال وتغيرت الأمور لنكون في ركب وخط الإمام الحسين عليه السلام
فالسلام عليك يا أبا عبد الله يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً حشرنا الله معك ومع أصحابك فيالتنا كنا معك فنفوز والله فوراً عظيما
والحمد الله لله رب العالمين

✍️زاهر حسين العبد الله
https://t.me/zaher000
لمشاهدة المحاضرة كاملة
https://youtu.be/coKPKP7Qp-I

الأربعاء، 18 أغسطس 2021

ليلة التاسعة من محرم

 

المحاضرة التاسعة: ١٤٤٣ هجري 

شيخ عبد الجليل البن سعد حفظه الله 
مركزية الإنسان في الفن
س: الفن جميل لماذا يصبح قبيحاً؟
عناصر المحاضرة
1- هن الفن فردي أو اجتماعي
2- ما هو موقف الدين من الفن
3- عمق الفن القرآني
4- الفن بين الجميل و القبيح

(١) هل الفن فردي أو اجتماعي؟

هناك من كلوستي يقول الفن هو لغة فردية يعبر عن عاطفة والمواقف الانفعالية وتعبر عن المزاج الشخصي .
في المقابل من الفلاسفة يقول أن الفن ليس فردياً بل هو حالة مزج من الفرد والمجتمع أو دمج بين الطرفين ليعطي في النهاية فكر كتجربة شخص وأثرها على مجتمعة مثل  تجربة أبي علي سينا مع مجتمعة اذا الفن ينقل أو يدرس التجربة .
تنبيه : ذكر الأسماء ليس ترويج لها أو تأييد بل هو للتوسع في عرض الشبهه كي تقوى الحجة بشكل أوسع .
الفن يلتحم فيه عدة تجارب سواء كان تصورياً أو لفظياً أو غير ذلك .
الفن فيه قدرة على الخلق وفيه يد تصنع ومهارة وفيه روح اجتماعية نابضة كخلاصة لما ذكره زكريا إبراهيم في كتابة في مشكلة الفن ص٥٩.
كلامنا في السؤال السائل. وهناك سؤال مسؤول
والفرق أن السؤال المسؤول يحلل سؤاله وتخريج سؤاله وفلسفته الخاصة

(٢) ما هو موقف الدين من الفن؟

لا يختلف أحد أن زعماء التاريخ لا يستغنون عن الفن لاحظ أن الأمراء والملوك يهتمون بالأثار الفنية كما في الإمارة الحمدانية كان لهم قصر به فنون نفيسة وتحف رائعة ولكن تم الانتقام منهم لمحو كل أثر لهم خصوصاً أن سيف الدولة أهتم بألوان الفن من العلم والجمال من المنحوتات وغيرها. وكان هناك فن أسم السريالي له رموز  وشفرات خاصة لكل فنان حيث تخرج من مكنون النفس وتعبر عنه فتصاغ في لوحات فنية حيث يصعب تفسيرها بسهولة على من يشاهدها و الذي يهتم بكوامن النفس .
الفن سلاح أسر العقل و الروح والعاطفة وبيان ذلك في نقطتنا التالية

(٣) عمق الفن القرآني

حين يسألك أحدهم عن الفن القرآني يحيلك على الفن البلاغي في القرآن الكريم فقط في غالب الأحيان كما أدرك ذلك فصحاء الجاهلية. مثال الوليد أبن المغيرة حين بعث إلى الرسول ص ليحرجه ولكن حين رجع معه
(فما أقول فيه؟ فوالله ما منكم رجل أعلم في الاشعار مني ولا أعلم برجزه مني، ولا بقصيده، ولا بأشعار الجن. والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، والله إن لقوله لحلاوة، وأن عليه لطلاوة وإنه ليحطم ما تحته، وإنه ليعلو ولا يعلى)
م: البيان في تفسير القرآن - السيد الخوئي - الصفحة ٥٧.
حين رجع الوليد لم يلحظ فقط الفن البلاغي فقط بل ذهب ابعد من ذلك
حمل الوليد مداليل ثلاثة لإعجاز القرآن الكريم

أ-الحلاوة:
هو ما يلتذ به السمع من صوت جرس كلمات القرآن الكريم وهذا مذاق محسوس.

ب-الطلاوة:
درجة أعلى من الذوق الحسي وهو أمر يلامس الروح بكل أبعادها.

ج- يحطم ما تحته ويعلو ولا يعلى :
وهو خاص بالعقل يعني فيه حركة ويغلب غيره
يقول سيد قطب عن القرآن الكريم حين في التفسير الموضوعي تتجلى له معجزته حيث يتكلم في كل زوايا الموضوع مثل مفردة الإنسان حيث يتناول كل ماله علاقة بالإنسان الفردية والاجتماعية و النفسية و تداخل الأجيال فيدخلك في عمق عاداتهم وتقاليدهم.

والبعد الجمالي في القرآن الكريم : حيث أهتم بعرض الجمال وعادتاً يستطرد القرآن جمال الطبيعة من انسان وحيوان ونبات و فلك.
مثال الحيوان
قال تعالى {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (٥) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (٦)} النحل .
وفي الإنسان المتحرك:
قال تعالى { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (٧٠) } الاسراء
يقول السيد قطب كم هنا فرق بين المدارس الدنية الأخرى في التعاطي مع الإنسان
فبعض المدارس الوضعية التي حطت مقدار الإنسان حين أرادت تفسير الإنسان
كما هي نظرية الدارونية التي حطمت نظرية الأفضلية وأنه الأشرف في الخلق وقالوا أن أصله حيوان وهذه الجذوة التي اشتعل الفكر الماركسي وظهرت تاريخية الانسان بخلاف القرآن الكريم الذي جاء بحالة من التوازن لكرامة الانسان وكيف وجوده بين المخلوقات وأن يكون الانسان حالة يحب خالقه .
وأنصح الشباب لقراءة كتاب الدكتور محمود البستاني ولذلك لقلة من تكلم عن الفن .

(٤)الفن بين الجميل والقبيح

فن الشعر في تاريخ الانسان
الإنسان له طابع تاريخي مثل اشتغاله بالمجون والخمر والهجاء والحرب والتفاخر  وهذا أثر في تاريخ الانسان والقى بضلاله على واقع المعاش و تخلص بعض الشعراء من الهجاء والحروب وغيرها ولكن مازال بعضهم في التهاويم والهوس يشغل مساحة فيه . مع رفع القبة التقدير عند شعرائنا الذين حافظوا على الأصالة

الرؤية الدينية من الشعر
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقف بين موقفين بداية الدعوة ثم بعد قوة الدعوة وشجعوا على الشعر الهادف والقيمي كما شجع النبي صلى الله عليه وآله على فن الخطابة وضخ فيها روح الكلمة وهناك من المعاصرين مثل السيد موسى الصدر الذي تميز بقوة خطابه وسلاسة عباراته

فن الغناء :
تعال للمتدين الذي له حضوره في المساجد والحسينات والنوادي الدينية ولكن مدمن للغناء وهو سحر الكلام كما يقول الجرجاني يلهي الثكلان ويهمن على الجماد الصامت في صورة الحي الناطق .

ولكن في الطرب يقولون به طاقة يفجر الطاقة الداخلية التي لا تجعل الإنسان في توازنه العام .
ينقل أبو الفرج الأصفهاني في كتابة الأغاني كان في مجلس الوليد وكان أمير مطرب أسمه أبو عائشة كان يغني بين يديه فطلب منه الإعادة فعاد ولكن بزيادة من الصخب فارتمى الوليد في حضن هذا المطرب وقبل كل عضو فيه ثم طلب الوليد في التكرار زاد في الصخب فنزع ثيابه أمام الناس .
ولعل البعض يقول هذا لا يصدق. تعال لأيام خلت في قناة اليويتوب ويرى تلك الفتاة التي فقدت توازنها وخرقت الصفوف و احتضنت المطرب أمام الناس .

وهناك الفن الهادف هو :
الذي ينبض بروح الإيمان والتقوى مثل أرتجاز الأبطال في كربلاء مثل علي الأكبر حين قال ( أنا علي ابن الحسين ابن علي – نحن وبيت أولى البني – اضربكم بالسيف أحمي عن أبي – ضرب غلام هاشمي علوي ) 

✍️زاهر حسين العبدالله
https://t.me/zaher000
لمشاهدة المحاضرة كاملة
https://www.youtube.com/watch?v=ke-FgThlVNI

الاثنين، 16 أغسطس 2021

ش عبد الجليل البن سعد الليلة ٨

 المحاضرة الثامنة

مركزية الإنسان دينيا || التطرف تهمة متبادلة بين الدين والإنسان

قال تعالى { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ  وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ...}ال عمران 


عنوان ورقتنا هذه الليلة : أنسنة العنف والتطرف 


تنبيه : لا نتحدث عن كل أشكال العنف فلا نقصد بالعنف الأسري وبحثنا عن العنف والتطرف فيه مستواه الإقليمي والعالمي 

والهدف : التوصل إلى العامل الأقوى لهذه الظاهرة و تفسيرها و الرأي الراجح في تفسيرها 


عناصر هذه الليلة 

١-هناك نظرية ترى أن العنف والتطرف له عامل مستقل واحد 

٢-وهناك نظرية تقول بوجود عوامل متعددة 


١-هناك نظرية ترى أن العنف والتطرف له عامل مستقل واحد وتدور حول فكرتين


(١)الفكرة الأولى : العقيدة هي منبع التطرف 

صاحب هذه الفكرة يقول أن منظومة علم الكلام زاخرة بالمنقولات والأقوال والتدين بها ينتج التطرف والتوحش مثل عقيدة الولاء البراء والولاء ومقولة أحباط الأعمال من الحسنة إلى السيئة ومقولة أثبات الصفات وبين النافي لها فينتج موجة التكفير 


تعليقنا على هذا الكلام : 

أضاءة تعود لنفس الفكرة خاصة بنفس الأمثلة السابقة 

الولاء والبراء لم يحجز علماء الكلام أن تفرد كامل لبيان هذه المفردة وبيان ما يثبت به الإسلام من عدمه وكذلك وجود حالات المدارس الأخرى اتباع الصحابة مثل عقيدة الطحاوي و التفتازاني تؤيد ما هب إليه الشيعة. 

والمقصود من عقيدة الولاء والبراء هو أن يفهم الانسان عقيدته ولوازمها وهو حديث تقويم للنفس وليس نظرة للتطرف للأخر وليس جور على الأخر 

أما أحباط الأعمال الحسنة إلى سنة يفسرها البعض من المفسرين هو أن يخسر السعادة الدنيوية 

كذلك نفي واثبات الصفات للحق سبحانه كما أن بعض السلفية تكفر من يقر بالصفات للحق سبحانه أمثال مدرسة ابن تيمية ولكن هناك سلفية الالباني لا ترى تكفير الأخر .


(٢) الفكرة الثانية : نزعة التسلط 

هناك من يرى النزعة السياسية دافع للتسلط و هناك أحد الكتاب وهو علي أحمد الديري عنده كتاب ( نصوص متوحشة ) يقول ان المحور الواحد للإرهاب هو السلجوقي وثم تكلم عن المماليك فذكر حين أن هناك التكفير السلجوقي وحشدوا لهم متكلمين وفقهاء والأدباء و عقدوا اللقاءات معهم كي يعطوا أراء تكفر الأخرين ليكون لم مبرر  بعد تكفيرهم لقتل الناس ولمن يختلف معهم في الرأي وجرت مذابح وفتن كبيرة جراء ذلك . 

بالمناسبة أن السلجوقينن انتزعوا الملك من الحمدانيين و البوهوين ويفترض أن هذه الإمارتين مع التشيع على وفاق قوي جداً فنلاحظ أن كتاب التاريخ أغمطوا الامارة الحمدانية حقها واعطوا فوق ما يستحق الامارة البوهوية خذا مثال أن من تصدى للصلبين هو سيف الدولة الحمداني وكما أشرنا سابقاً أن الدولة العباسية أعطت لها حكم ذاتي مقابل تحارب عنها بالوكالة الصليبين والبزنطينين . ولكن الامارة الثانية وهي البوهية أعطهم التساوي بين المسلمين ولذا نشط الشيخ المفيد والشيخ الطوسي ورغم ذلك المبدأ نفوا الشيخ المفيد ولكن في التاريخ خمسين منهم كتب بيد السلاطين وتركوا العلماء المستحقين وهذا مقارنة أقدمها أضافة على ما ذكره الكاتب . نعود للكاتب 

علي أحمد الديري حيث يقول في كتابه : علينا دراسة خطاب التكفير في عهد المماليك وجدنا أن هناك خطاب يتشكل بشكلين 

خطاب تكفيري مطلق يتكلم عن النظريات مثل من قال بالصفات مبتدع 

وخطاب تكفيري معين يتكلم عن أسماء فكل من كان ضد المماليك فهو كافر  

تعليق الشيخ على الكاتب : يقول أعطى وجه صحيح وأغفل وجه لم يذكره 


٢-وهناك نظرية تقول بوجود لعوامل متعددة أو بعدة دوافع 

وهناك قرائتين

 

(١) قراءة التأمرية 

هناك من يقول حصر العنف في علم الكلام وكتب التراث وهذا فخ دبره المستشرقون 

ونعلق: لا ننكر التأمر و لا ننفيه ولكن لا نريد المغالاة في الميل إليه نعم أستفاد المستشرقون من علم الكلام فيما يخدم قراءتهم ولكن ليس على أطلاقه لأن التطرف لم يقتصر على الأديان بل أمتد إلى الفنون .


(٢) قراءة اجتماعية 

محصلة النظر فهيا تقول أن أسباب التطرف لا تنضبط لأنها ترجع إلى المجتمع و المجتمع دائرة غير منسجمة لوجود اتجاهات وهويات وانطباعات وأطوار فيكون بعددها يكون هناك أسباب التطرف وبعبارة التطرف رحم تتخلق فيه إرادات وصرعات لا حد لها 

نعم أي كان هذا الإرهاب غالباً يغطى بغطاء الدين وما هو مغطى خلفه هو الانسان وهو أساس المأساة وهذه القراءة نرتضيها 

ضمن هذه القراءة نحتاج أن ندلل عليها أن التطرف يعتمد على النزعة التاريخية والتي  تنفصل تمام الانفصال عن العقيدة والفقه .


مثال : هناك رجل اسمه عثمان الرحابي في عام ١٦٣ هـ  لجرأته يقول أنا أبغض علياً  عليه السلام قالوا له لماذا ؟ يقول لأنه قتل أجدادي فهذه الحالة تحمل نزعة تاريخية وليست دينية .

مثال أخر : في أواخر الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية وصل المسلمين إلى حد من التضييق أنهم لا يستطيعون تسمية أبناءهم بأسماء أهل البيت عليهم السلام ( علي - فاطمة - حسن - حسين) فاضطروا الشيعة وغيرهم لتسمية أبناء معاوية ويزيد والوليد بدل أسماء أهل البيت عليهم السلام فهذه نزعة وصراع سياسي تاريخي في بدايتها وإن لم تكن في نهايتها  وليس ديني

 

مثال ٣ : يقول الدكتور أدريس هاني كاتب مغربي يقول أن من أسباب التطرف هو حالة ذهنية واضطراب روحي يقول الشيخ ( هناك يمارس شهوة التكفير ) يقول حين درس حالة التكفير وجد أن المكفرين حين مارس شهوة التكفير هو بنفسه خرج عن الدين مثل عبد الله القصيمي وبعضهم ادعى النبوة .

يقول الشيخ : المجتمع هو الرحم الذي تتخلق فيه كل أشكال التطرف أو سلوك منحرف أو سلوك عنيف أو سلوك متهور  وهي غير محصورة وكذلك العكس من ذلك .

وهناك كاتب مستشرق مثل جوزيف فان في كتابه علم الكلام والمجتمع في حدود قراءتي له يوصل إلى التطرف هو عقلية إنسانية. والغريب أن مجتمعنا الشيعي العام وليس أفراد لم يقعوا في هذا الفخ الملغوم . 

ولذا الشيخ المفيد في كتابه أوئل المقالات حين يعرف الكفر يقول أن له أقسام للكفر وقال هناك كفر النعمة وكفر الضلالة وهذا الكفر لا يخرج من الملة كما ورد في الرواية أنه يسأل عن كفرهم قال نحكم عليه كفر الردة أم الضلالة قال بل كفر الضلالة ولذا تحل ذبائحهم ومناكحهم .

ويدلل هذا سلوك الإمام الحسين عليه السلام قبل توبة من حاربه قبل واقعة الطف مثل الحر ابن يزيد الرياحي . وهناك من سيندم أنه قاتل الامام الحسين عليه السلام تحت ظل الإسلام سيعذب أشد من الكافر . 

وهناك من أصحابه من كشف لهم منازلهم في الجنة ومنهم القاسم عليه السلام .


✍️زاهر حسين العبدالله

https://t.me/zaher000

أو 


للإستماع للمحاضرة 

https://youtu.be/atwFjv1KEl4

الأحد، 15 أغسطس 2021

المحاضرة السابعة ش عبد الجليل البن سعد ١٤٤٣

المحاضرة لليلة السابعة : 

مركزية الإنسان دينيا || أقدم معاناة مع الإنسان: سلوكه خط اللامنهجية مع الدين !

روي ( إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق )

عناصر المحاضرة 

١-صور من التاريخ المعاصر ( مشاهد مؤسفة في فهم الدين ) 

٢-صور  قديمة حديثة وحديثة قديمة 


١-صور من التاريخ المعاصر (مشاهد مؤسفة في فهم الدين) 

(١) صورة المثقف الديني حول الدين :

مقدمة : تحدث هذه الضائقة الفكرية  النفسية للإنسان مع دينه وهي الأقدم خصوصاً بعد نبي الله موسى وعيسى عليهما السلام رغم ما قدموه من شريعة فوصلت مشوهة فشكلت مأساة بسبب عدم المنهجية في الدين وأفرزت شخصيتين 


الشخصية الأولى: ذوي الانطباعات الدينية سواء كانوا من اليهود أو المسحيين أو بدن دين فهم يكتبون عن الدين لتوثيق انطباعات ولكن كلهم سلكوا خط غير المنهجية مثل المستشرقين.


الشخصية الثانية: ذوي الطباع وعادتاً يكون من ذوي الدين لهم عدة صور 


أ- الأولى المثقف الذي يسير حول الدين 

وكان غرضه الدفاع عن الدين بتجاوز بعض المشكلات. 

يتحدث عن  المثقف الديني الدكتور الرفاعي

ويقول : المثقف النقدي له سمات اربع ويذكرها سنذكر منها اثنان 

💡عدم الارتياب من العلوم والمعالم الحديثة 

💡عدم تحريم الأسئلة الكبرى. 


وتحليلي الشخصي له أقول إنه أدخلنا في المتاهة الدلالية فما معنى الارتياب وماهي الأسئلة المحرمة. فهل تقصد من الارتياب هناك محاربة للعلوم الحديثة وإذا سلمنا به نقول لا يوجد له واقع ولعلك تقصد الأمزجة التي تقاطع العلوم الحديثة فليس لنا علاقة بالأمزجة واسقطها على الواقع العام فهذا الأسلوب يعتبر لا منهجية في تناول الدين 

وإذا قصدك ثقل الثقافة الدينية وأبرز صورة لها الحوزات العلمية وعليها أن تواكب العلوم الحديثة وتعطيها الثقة المطلقة فهذا مسير على الطريق الغير المنهجي ولو رجعنا بعض كتبك مثل كتاب مقاصد الشريعة من المنهجية أن نقيس العلوم والمعارف الحديثة على مقاصد الشريعة هل توفر حقيقة أو مقاصد فهذه العلوم توفر حقيقة وليس مقاصد 

مثال :  مسألة الهلال علينا أن نخضع للحسابات الفلكية وندع الشريعة فهذا السلوك غير منهجي . لأن من المنهجية أن نعود للشريعة لنعرف هل الرؤيا هنا يقصد بها رؤية العين من خلال النصوص الشريفة قد يكون مقصد الشريعة العرف وهي المشاركة الإيمانية بين المؤمنين فهذا مضمون روحاني ونفسي و اجتماعي والعلوم الحديثة تتحدث عن حقيقة فقط. 

مثال : السرقة في الشريعة يحتاج وجود شهود والعلوم الحديثة تكشف الحقيقة من خلال البصمات فهل العلوم الحديثة تحفظ المضامين الأخلاقية والاجتماعية و النفسية . 

وكذلك في الزنا جعلها معقدة في شهادة الشهود لأنه لا يريد البحث عن حقيقة بل يبحث عن مضامين ليضل باب التوبة مفتوح . فهذا يقّوم الخلق عند الإنسان 

فالإنسان عبارة عن شبكة من جوانب متعددة من أخلاق و نفسي و وروح ومضامين مختلفة فالشريعة جاءت تحفظ هذه الاعتبارات. 


فالعلوم الحديثة والمعارف يعالج موقف لكن لا يعالج الإنسان 

هنا مقاربة : العلوم الحديث تبحث عن أشياء لا وجود لها في الواقع الملموس. 

مثل ولو وضعوا الحيوان المنوي تحت المجهر لعلم مواصفات الجنين ولكن هذا لا وزن له في الميزان الشرعي لأنه لا يرتب الأثر عليه حتى يكون واقع ملموس. 

و الدكتور علي المرهج يقول : لا وجود للمثقف الديني لأنه يدافع عن الخطباء في الجو الشعبي وهذا مفهم مغلوط وخلط لماذا ؟ لوجود أشكال مختلفة في تناول المثقف فهناك عدة أشكال منها 


الشكل الأول: مثقف قارئ فقط ولا يملك مؤهلات الفحص والنظر 

مثقف مسكين أنت ظلمته حين صنفته أنه مثقف وهو غير متنبه للأخطاء الشعبية لكي لا يقع في الأخطاء الشعبية يحتاج ذهنية خاصة فليس المثقف مجرد قارئ فقط فليس من الإنصاف أن تصنفه أنه يحامي بقصد عن الثقافة الشعبية .


الشكل الثاني : مثقف يجامل الناس فيما يكتب أو لمصالح فيكون بدافع مزاج أما لمصالح خاصة هذا من الظلم تصنيفه في سلة المدافع عن الأخطاء الشعبية التي تفضلت بها .


الشكل الثالث : هو المثقف أو الكتاب أو الخطيب المثقف 

يمارسون النقد ويتحدثون عن كل ظاهرة غير صحيحة لكن ليس بأسلوب المهيج للعواطف ولا بأسلوب يخرجهم من حفرة فيقع فيه هوة بركان بحيث يتكلمون بكلام موزون ومشفر ويفرز في أفهام الناس هذا الكلام الموزون وهذا النوع لا يصل لأصحاب الصدامية و الحنق والمشاغلة والمشاغبة فبعض المثقفين والكتاب والخطباء إذا خرج وضع على عاتقه تربية المجتمع تجده سنة عن سنة يخرج بنتاج فكري محترم ويوصل للمجتمع أن النقد الهادف تربية وليس صدام فيؤهل الناس النفسية والروحية ليتجددوا في تناول الخطاب والأفهام. 


(٢)الصورة الثانية من التاريخ المعاصر (الذين يعانون من التصرف اللا منهجي مع الدين

 

💡الانهماك في الشعائر : 

كلنا يقبل على الشعائر ونحن نمارس جزء من الشعائر ولكن هناك مشكلة عند بعض المؤمنين أقبال عشوائي على الشعائر ولكيلا يقع المؤمن في العشوائية في هذا الإقبال عيله أن يمارس خطتين أما روحية نفسية أو اجتماعية . 


الخطة الأولى : التقدم الروحي والنفسي 

فعليك أيها المؤمن أمام هذا العرض الضخم في الوسائل والوسائط يلزم منك وضع خطة بحث تنتقي من هذا العرض الخطباء وتنتقي من الخطباء محاضرات بحيث يكون لدى المتلقي حس خاص بأن يميّز أفضل محاضرة قدمها من يزاول على متابعته ولو تعددت المتابعات للخطباء تكون له ذهنية فرز بحيث حدد المحاضرات الأبرز لكل خطيب 

بالمقابل تجد بعض شباب ينهمك في أعجابه بالرواديد ويفرز اثنتان أو ثلاث ويقف عليها طيلة العشرة لا يغيرها ولا يسمع غيرها لأنه سمعها من أول الموسم بالمقابل هل تجد من كل مائة من المستمعين يكرر سماع محاضرة . 


الخطة الثانية: خطة اجتماعية 

في أثناء ممارستك الشعرية لأحد أمرين لإدارة الشعائر 

الأثر الأول :

تلمّس الأثر: ألوان من العزاء من قراءة ونعي و عزاء وله أثر فوري (مباشر ) وأثري رجعي وأحياناً تأثير فوري مباشر  من يشاركك في المذهب يؤذيه ويثير حفيظته فعليه أن يزن الأثر الرجعي لأنه يسبب لك أثار مستقبلية على المستوى الاجتماعي .


الأثر الثاني :

عدم المغالاة : ولا نقصد من المغالاة بأنه يقدم الشعيرة على الفرائض بل نقصد المغالاة في الدخول المناقشات والسجالات في الخلافات التي يعملها المكلف وهو بناني فعله على متكأ شرعي أخذه من مرجع تقليده . فعلينا أن نحذر من العصبية لأنها تفسد العلاقات الاجتماعية فتتكلم عن أزمة الأخلاقية وليس دينية .

من الاختزال المجحف للشعيرة في مفردة الجزع فقط بل عليّ أن أنوع صور الجزع مثل الصور واللباس والسلوك والحزن ووو 


💡ولذا هناك توصية للمؤمنين 

قراءة كتب خاصة مثل القرآن الكريم والأحاديث ونهج البلاغة وقراءة المقتل 

وكلها ملهمة للقارئ ومتجدد في النفس 



 (٣) الصورة الثالثة: إنتاج ديني هجين 

من حيث الشكل أو للباس ثوب حجازي على عمامة عمانية 

متدين يأخذ معلومات منافية للدين ويرتب الأثر عليها 

متدين يعطي أولوية لغير التعليم الديني 

فهذا خلط ومزج غير مقبول ولكن ما هي أسباب ذلك نذكر منها 

١-دوافع سياسية : فهناك دول تدعم هذه التعددية لأنهم وجدوا فيها مجال ينصر أهدافهم 


٢-ضعف المتدين ولذا يقع في التهجين سواء كان رجل عادي أو طالب علم بسيط هب في قراءة الكتب بطريقة غير منهجية فحين تمر عليه شبه يسارع فيه تصحيحها بما يملك من رصيد دون التروي و الرجوع لأهل الخبرة فيقع في إشكال أكبر لم يحسب له حساب لأنه يصل أن لا يملك حجة كافية في ردها فيُقرّ بها كما وقع عند المسحيين حينما حاربوا النظرية الدارونية حتى نفذت حججهم فقبلوها مع الوقت بل أكثر من ذلك حينما مات داورون دفنوه إكراماً له في مقبرة الكنيسة وذلك لفقدان الحجة عليه وهذا نتيجة الضعف الذي قادهم لذلك 


٣-دافع البؤس : للأسف مجتمعنا اليوم أصبح زاخر بصور البؤس خصوصاً في التفكك الأسري رغم الاهتمام البالغ في صيانة الأسرة ولكن للأسف تضاعفت مشاكل الأسرة فسبب حالة من البؤس خصوصاً عند الشباب الناعمين الذي من أيام قليلة متزوج فإذا ضعف موقفه في التعاطي مع المشاكل الأسرية يفقد التمييز ممن يأخذ النصيحة وصل بعضهم يحيل الشباب لضعفه في حل المشاكل إلى مبروك عطية لحل مشاكلة الزوجية وحلول هذا الرجل قاصرة جداً وتجد كثير من شبابنا يتوجه في حل مشاكلة إلى وصايا جورج قرداحي المسيحي في برنامج المسامح كريم يضعهم تحت ضغط الجمهور فيرجعون لكن دون قناعة فرجوع المشكلة بشكل أشد وارد جداً . 

💡تنبيه : ولعل البعض يقول هذه مصادرة للرجل فقد يكون نجح في بعض الموارد في برنامجه أقول لك كلامك صحيح ولكن أنا في مورد تسجيل نقدي على أمر علني لا أكثر.

هذا النوع من التعاطي يسمى تهجين فأصبح المتدين لا يعرف ممن يأخذ معالم دينه 

-------------

العنصر الثاني: صور حديثة قديمة وقديمة حديثة

 

أولاً: اللامنهجية الطائفية: 

هناك فضول طائفي محمود يأتي من المذاهب ليطلع فقط ما يفعله الشيعة هذه الأيام هذا النوع لا مشكلة عندنا عليه بل نشجعه ولكن من نقصده الفضول المذموم الذي نعاني منه هو التدخل في مفردات التشيع من باب الكرامات والمعاجز ويعطي قراءة أنها جاءت من الدولة الحمدانية والبوهئية تعال نناقش قوله 

أنها دولتان هذا خطأ بل هما إمارتان هذه الإمارات اتفقت مع الدولة العباسية الكبرى تعطيها إمارة مستقلة بها مقابل أن تحارب بالوكالة عن الدولة العباسية ولذا الإمارة الحمدانية كانت مشغولة بالحرب والمقاتلة مع البزنطنين والصلبين بين كر وفر من انتصار وهزيمة واستمرت على ذلك تحت سيف الدولة و ناصر الدولة فتجد تحت بلاط سيف الدولة شعراء وأدباء وغيرهم لكن لاوجود لفقهاء بينهم بل أكثر من ذلك كل أمارة منهم عندها منبر أعلامي تعتمد عليه في توصيل رسائلهم لعامة الناس وهي صلاة الجمعة وفقهائنا في ذلك الوقت كان رأيهم أن صلاة الجمعة لا تجب . وهذا يعطي طابع أنه لا تأييد واضح لهذه الأمارة .


تعال لأقدم خرم للمنهجية وهو مبدأ الإمامة وهو تسليم غير الأكفاء مع وجود الأكفاء

مثال أمير المؤمنين عليه السلام : 

تسليم غير أمير المؤمنين علي عليه السلام مقاليد السلطة رغم كل ما شهد له النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وما قام به لتثبيت أمامته ولكن  الأمة ضعفت بعدة وسائل وسلمت ذلك لغيره .


 كذلك جاؤا الدولة العباسية تحت مسمى خلفاء فأساؤا تمثيل الدين لأنهم ليسوا الأكفأ ولو وجد الأكفاء لكن لا يجيد بالقدر الكافي . 

 

ومبدأ الكفاءة ليس حكراً على الشيعة لأنه من البدهيات 

 فمبدأ الكفاء ليس يقره منهج لأهل البيت عليهم السلام فقط بل حتي غيرهم مثل أبو الحسن الندوي له كتاب كامل يعيد ويزيد في هذا الموضوع.

 

💡والدرس الذي نأخذه هذه الليلة أن الإمام الحسين عليه السلام مارس المنهجية الصحيحة فأصبح أصحابه من الفقهاء والعلماء والأتقياء فكانوا صفوة ومن الفقهاء هو أبو الفضل العباس عليه السلام حيث تجلت في مواقفه أعلى مراتب اليقين حين تجده 

يقول : والله أن قطعتم يمني أني أحامي أبداً عن ديني وعن إمام صادق اليقيني نجل النبي المصطفى الأميني . ذوق يحتاج إلى وعي خاص وهو في اللحظات الحرجة ويقين راسخ 

ويقول : يانفس لا تخشي من الكفاري .


للإستماع للمحاضرة كاملة

https://youtu.be/wuVLH4f1HRA


السبت، 14 أغسطس 2021

محاضرات الشيخ عبد الجليل البن سعد لشهر محرم لعام ١٤٤٣هـ الليلة السادسة

الليلة السادسة:١٤٤٣

أساسان لخطأ مركزية الإنسان مجتمعيا || الأساس الثاني : الحياة درس ننجح في فهمه و نخطئ في تطبيقه .

قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً  وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ  إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١)}النساء


تحدثت الآية عن طورين من حياة الإنسان 

طور الوحدة حين لا يوجد البشر وطور الكثرة حين هيئ له زوجة 

ما هو الفرق بين الوحدة والكثرة 

الوحدة أهم معالمها السكون فليس لها حيويتها حسب ميزان الحياة المادية فلا توجد الإرادة 

أما خاصية الكثرة ميزتها الحركة والنشاط والفاعلية والحيوية حسب ميزان الحياة المادية 

سنتحدث عن أربع عناصر 

١-بداية مأساة البشرية 

٢- فرضية مأساة البشرية 

٣-مناقشة في فرضية مأساة البشرية 

٤- التوجيه النهائي الذي نرتئيه في سبب في تلك المأساة


١-بداية مأساة البشرية 

ولدت المأساة والمعاناة مع وجود الكثرة في حياة الإنسان وكلامنا تحت محورية هذه الأطروحة الإنسانوية رقي أم مأساة ولذا نحن أمام سؤال 

لماذا المعاناة في العالم ؟ كيف نعيش في ظلة معاناة العالم ؟ وهذا ما سنجيب عليه في المحاور الأتية 


٢- فرضية مأساة البشرية

هناك فرضية مشهورة في العالم الأوربي قسم منهم يرجع لها ويقال أنها لشوبن هاير ولكن أميل أنها ل كانت 

أن الصرعات والخيانات كانت حين لم تكن وكأنه يتكلم عن طورين للإنسان 

الطور الأول: وهي إنسان واحد فكان هناك إرادة واحدة فلم يحصل شيء ولكن حين تكثر الإنسان تكوّن التعدد و التمثلات و التبدلات ظهرت المأساة فصارت الإرادة والعقل ليس هو سيد الموقف وليس بزعيم فيها . وهنا تكمن الخطورة حسب تعبيري الخاص لهذه الفرضية حسب كتابه العالم الإرادة التمثل وهو كتاب غلس كما يصفه البعض 

ودليله على التعدد في هذه الحياة يقول لو وجود ذئب ووجد أرنب فهل سيعش الأرنب وحين أقول أنا فسيكون هناك أنت والعكس صحيح فكيف سيكون العيش لوجود حالة من المنافسة و المصادمة والصراع وحين نقول هناك حيوان مفترس يعني هناك فريسة فحين تعدد البشر  تتعدد الصراعات 


٣-مناقشة في فرضية مأساة البشرية لشوبن هاير 

الملاحظة الأولى:

نقول أن هناك خطأ لغوي في الجانب العلمي وقع فيه صاحب الفرضية حيث عبر بعالم التعدد والتعبير الصحيح هو التقابل بمعنى وجود نظام ولكن تعبير التعدد يصور الإرادة الصامتة الصادمة لوجود غيرها . لكن حين تقول المقابلة يكون هناك إرادة مستمرة فيكون هناك انسجام وتكامل وتكافل مستمر بين الكائنات لماذا ؟ 

لأنك قرأت الكون قراءة موجهة وله أهداف في وجودة. عكس تعبيره بالتعدد فأنه يصور العبثية في الوجود وهذا تعطيل للإرادة .عكس المقابلة يكون للوجود هدف .

 مثال : وجود الغابات مهمة للمناخ فلو كانت لوحدها تنمو فقط لغطت الكرة الأرضية ولم تكن صالحة للعيش ولكن حين توجد حيوانات النباتية فهي تهذب وجود النباتات ووجود حيوانات المفترسة تهذب وجود الحيوانات النباتية وهكذا كل وجود بقدر معلوم فتستمر دورة الحياة وهذا نتيجة وجود إرادة قائمة ومستمرة لتكون حالة من تكافل وتكامل في دورة الحياة فتكوّن التوازن الدائم في الوجود فلا يطغى وجود شيء على حساب شيء آخر 

تعليق: وكأن الشيخ يشير إلى قوله تعالى {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (٤٩) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠)} القمر .


الملاحظة الثانية: 

أن المقابلة تكون صفة خاصة بالوجود وبينما التعدد خاصة بالأحوال والمنطلقات وكلا الوجودين في ظمن سلة التدبير فحين يكون التعدد توجد في الأفهام والأحوال يكون طبيعي بسبب أدراك العقل ولكن حين يكون في الرجل الواحد يكون أعمى كما يعبر شوبن هاور  


٤- التوجيه النهائي الذي نرتئيه في سبب في تلك المأساة 

إذا كان العقل هو سيد الموقف فإما أن يكون متمايل أو متوازن والإرادة إما مستقيمة أو مائلة فمن الطبيعي أن تكون المأساة مستمرة حسب الأدلة القرآنية 

هناك نافذتين من المعاناة 

أ-المعاناة العلمية 

لو تحدثنا في عالمنا الإسلامي تؤكد عن معاناة ومأساة كبرى لأننا تفننا في الابتعاد عن العلم ومن أشكال التفنن .

الشكل الأول 

 الإهمال :

فكان بزوغ النهضة في الدولة العثمانية فكانت تحارب العلوم الحديثة فجاءة النهضة الأوربية في قلب تركيا وأطلقت بالون كبير في السماء ونعته الناس بالسحر من أشكال التفنن في موت العلوم 


الشكل الثاني :

منع العلوم التزاوج : 

مثل الفلسفة نعتها البعض أنها دمار لوجود المقاولات الكثيرة التي لا يعرف لها مستند  وقد نوافقه بصورة عامة لكن هذا لا يكفي لابد أن نعرف أسباب ذلك كما أشار لذلك الملا صدرا في كتابه كسر الأصنام الجاهلية من صفحة ٥٨ إلى ٦١ كتب عن تاريخ الفلسفة وهو ينقل عن هذا التاريخ وذكره باختصار أشد أمين الدين الطبرسي في كتابة أسرار الإمامة ذكروا أن اول ما درست الفلسفة على يد من ؟ 

امبا ذقلس هو بدوره درس على يد لقمان الحكيم  و فيثا غورس تتلمذ على يد أصحاب سليمان وسقراط أخذ عن الذي أخذه أصحاب سليمان وهكذا فعلوم الأنباء هي حكم وهي رؤوس مطالب وهي مفاتيح أسرار  فتأتي تلاميذ هذه المدارس يزيدون وتسمى بأسمائهم مثل مدرسة أفلاطون الحديثة وكل يضيف لها أسم لوجود حالة من التنافس وسبب ذلك وجود الصنمية فكثرة الأخطاء في تلك الفلسفات القديمة 

كما يذكره الملا صدرا في كتابه .


الشكل الثالث :

عدم الاهتمام بالعلم وعدم التنبؤ بالمستقبل 

فلا يوجد اهتمام بالعلم ولا تنبؤ بمستقبله بل من يتنبأ بذلك أحد لا يسمعه ولا يصغي له أحد . بينما لو عدنا للقرآن الكريم هو الذي دعانا للتنبوء في قوله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ...(٦٠) } الأنفال . 

وهنا عتاب للشباب المثقف حين ينسب الفضل في الثقافة إلى محمد عبده و خولي و أمين قاسم والطنطاوي وغيرهم ونسي أن هناك من هو أقدم منهم بكثير تحدث عن بداية نهضتنا الإسلامية  .

فأول من تنبأ بمستقبل العلم هو الشيخ أبو المجد الأصفهاني في كتابه نقد نظرية دارون ومن يقرأه وهو خبير في القراءة تكلم هذا الشيخ الجليل في كتابة في ص ١٥ فتكلم عن الاكتفاء الذاتي ١٣٦٢ عن مفهوم كنت أظن بعد التقنية 

يقول: فنحن الآن أحوج ما نكون لمعرفة الصنائع التي تعيد ثروتنا وتقلل احتياجنا إلى الاجانب وتحمي ثغورنا بلدنا من هجماتهم من معرفة كفريات نيتشه وشوبن هاور  السوانح العمرية لفلان المجنون توماس  .. مما يدلل هذا الرجل عكف عمراً في قراءة الأفكار وسهر ليالي لنقد هذه النظريات .

ثمرة هذه الليلة جاءت من عقل وإرادة لكنها ميّاله ولم تتعادل مع الأسف الشديد لينبسط عقل الأخرين علينا ويهمن برأيه 


ب -المعانة الإنسانية 

الشكل الأول: 

العقل المنحرف طرح مفهوم المساوة المرأة: أصبحت ضحية حين عطل مفهوم التقابل وجعلها في مفهوم التعدد فجعل وجود المرآة محل تنافس لوجود الرجل فأفسد مبدأ التقابل الذي يعني التكامل بين المرأة والرجل وركز على مبدأ التعدد الذي أفسد عقل المرأة بأنها نداً للرجل ونحن مع المساواة العادلة الذي حددها الشارع المقدس الذي يعطي كرامة للمرأة . 

كما حصل في الغرب جاء العلم الحديث ظن أنه يخلص المرأة من الأسر فأوقعها في أسر أكبر هو التساوي في كل شيء غافلاً عن طبيعة الرجل وطبيعة المرأة 

وللأسف في العالم أن تجعل المرأة يد في السرقة البيضاء وهو استغلال انوثتها في أخذ ما في يد الغير من غير حاجة سوى أشباع رغبات الرجل المقابل لها وهذا الأسر المقنع للمرأة. فنحن بحاجة أن تخرج المرأة بكرامتها وتعود بكرامتها 

الشكل الثاني 

المغالاة في التمدن : 

يقول عبد الرحمن بدوي فكلما زادت المدنية زاد الألم ولذا نجد الرجل البدائي أي في القرى أقل ألم من الحياة المدنية . كما يتكلم جيرني في كتابه في عصر الوصول .

يقول : كأوربي في تقدم الأمم فيقول في كتابة فإن هذه الفضائل لا تعفي السلوك الأوربي من التعالي والمرأة الإنسانية التي انبثقت منه ولا يوازي الأوربيين في غطرستهم وفي نظرتهم إلى الأخر من الأجناس و الحضارات سابقة وقد اقترنت الغطرسة الأوربية بسلوك مشين يبقى وصمة في تاريخ الحضارة الأوربية ص ١٠ .

العلاج : قال تعالى { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (١١٨) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ

(١١٩)}هود .

تريد أن تقول الآية هناك وجود عقل وإرادة ولكن تريد أن تضع علاج دافع و رادع دافع وجود أسباب الهداية و رادع وجود الوعيد و العقاب 

وهكذا الحسين عليه السلام مارس الدافع في الأمر بالمعروف ومارس الرادع وهو النهي عن المنكر. فقال: ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا ينتهي عنه. ويقول في موضع أخر الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم فمارس دور الرادع والدافع فحين يمارسه العفو والسماحة بقوله اذهبوا أنتم في حل من بيعتي ... 


محاضرات الشيخ عبد الجليل البن سعد لشهر محرم لعام ١٤٤٣هـ الليلة الخامسة

 الليلة الخامسة :

أساسان لخطأ مركزية الإنسان مجتمعيا (الأساس الأول : الصنمية من و إلى الإنسان) ليلة 5 محرم 1443هـ

قال تعالى { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ  أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(٢٣)}الجاثية 

مقدمة : ذكرنا أن سلب الأهلية عن المركزية الأخلاقية من المجتمع لأنه لا يملك الأهلية لزعامة نفسه ولا نغفل أنه من الضروري أن يكون له الكملة المشاركة والمساندة ولفهم المشروع الأخلاقي و الوحياني وليس هو بمغلول اليد عن طرح رأيه ولكن أوضاعه التاريخية والاجتماعية لا تعطيه هذا الترشيح الكافي لذلك . 

الصنمية من أكثر الظواهر التي رافقت تاريخ الإنسان فانشغل الباحثين في هذه الظواهر وليس الفكر الديني فحسب بل حتى فكر عصر النهضة الأوربية وأقلامهم كان لها دراسات في هذا المجال ولذا سيكون الحديث 

 عن ثلاث أجزاء وهي :

الجزء الأول : الصنمية المشبعة نستعير صياغتها من المجتمع الأوربي  

الجزء الثاني : إعادة قراءة الصياغة الصنمية وأنها لا تغني عن الصنمية الجديدة في الحالة المنبسطة . 

الجزء الثالث : أمثلة الصنمية التي شجبها القرآن الكريم وحاصراها بعنصر الهداية  




الجزء الأول : 

الصنمية المشبعة نستعير صياغتها المجتمع الأوربي  

الفيلسوف  الفرنسي بيكون قدم قراءة للصنمية الاجتماعية حيث يقول أن الأصنام الذين يأخذون بزمام المجتمع ثالثة وهي 

١-القبلية وهي عبارة عن عقل المفكر والمدبر واحد في القبيلة يفكر عن القبيلة ككل وليس للفرد فيها رأي بعد قول رأيسها . ولا ننكر أن بعض القبائل ليسوا ضد الدين بل لهم دور فالسمع والطاعة .

فالقبيلة في المجتمعات الأفريقية هي العقل المفكر والمدبر  تكون بيد واحد وكل فرد فيها يدين بفكر هذه القبيلة وليس بوسعه مخالفة قوانينها .


٢-الكهف الخاص ويقصد به النفس وهو صنم يشلّ حركة الإنسان 


٣-السوق قادر أن يؤثر تأثير عميق في اللغة و في السلوك وغير ذلك .

 

الجزء الثاني : 

إعادة قراءة الصياغة الصنمية وأنها لا تغني عن الصنمية الجديدة في الحالة المنبسطة . 

ملاحظة ليس بالضرورة حينما نقول نعيد القراءة في نظرية أنها خطأ بل نعيد القراءة لوجود شيء صائب فيها وهناك شيء أخر أصوب فنظرية بيكون محدودة الرؤية ونريد أن نقف على أوسع من ذلك بالشكل العام ونجري مع الأخر في سباق مع المفهوم 

نقف على مفردة السوق عند بيكون وتأثيره العميق في المجتمع 

مثل : نسائنا كانت ترا من أربعين سنة أخواتهم من الخليج والشام ومصر لم يتأثر شكلها الديني بشكل واضح في حال حينما عُرضت العباءات المزخرفة والمزركشة أشكال وألوان تأثرت الفتاة بها مع الأسف الشديد 

فنظرية بيكون تتحدث عن الحالات الفردية ولكن كلامنا عن المجتمعات والحالات الخاصة ونوسع أنواع للصنمية 

ونقول بحسب رؤيتنا في القرآن الكريم والمستفادة والمكتسبة أكبر عامل للصنمية هو إتباع الهوى كما أشار له القرآن الكريم { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ } 

وهذا هو صنم النفس و تعني أن الصنمية جمع أشياء في واحد من حيث المعنى وليس معنى الصنمية أن تجسدها في صنم مصنوع من تمر أو خشب أو طين بل الصنمية هي أمر معنوي ومستمر يتبدل بتبدل الأجيال 

والقرآن أستعمل تقنية بلاغية فرأى أن النفس هي المصنع والمصمم للهوى عند الإنسان فلو قلت لماذا القرآن لم يعدد لنا الأصنام؟ القرآن يجيبك ويقول أن الأصنام هي تجليات للهوى والجوى .

 فالهوى هو تفكير الإنسان. 

 فأول ثمرة من بحث نستفيدها هذه الليلة 

أن الصنمية من مضاعفات مركزية الإنسان 


الجزء الثالث :

أمثلة الصنمية التي شجبها القرآن الكريم وحاصراها بعنصر الهداية  

الأمثلة والنماذج القرآنية المعنوية الذي تحمل دعوى الصنمية وخصوصاً المجتمعية وعدد أشكالها لأن المجتمع على خطر فهو لا يؤمن على الفكر فكيف يؤتمن على منظومة الأخلاق. ولا نغفل ما ذكرناه سابقاً أن الدين أعطى للمجتمع نافذه في المساندة والمشاركة أسمها في الأصول السيرة العقلانية ولها دورها الفاعل وحدها بحدود الشرع .


أشكال الصنمية في القرآن الكريم 

١-نمط التقليد :

 التقليد التاريخي وأخص بالتقليد العرقي { ...إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ (٢٣)} الزخرف . وهذه صنمية مجتمعية 

المجتمع بما أثبت لنا تاريخياً يبحث عن بصمته فإذا جاء الدين يخالف ما كان عليه الأباء والأجداد يكون المجتمع ضده وهذا نمط من التقليد 

٢-نمط التقليد الجاهلي (التقليد الأعمى كما يقول الملا صدرا) 

وهو تقليد المتصدرين الذين لا يستحقون الصدارة لعدم وجود الأهلية هو ليس حكراً على الفقهاء بل حتى العرفاء والمتصوفة حيث كتب الملا صدرا كسر أصنام الجاهلية حيث تكلم عن اغترار أهل زمنة ببعض المتدينين والمتعرفنين المتصوفه الذين يدعون اتصالهم بالله وقربهم منه فتصدى لهم لعدم أهليتهم ودجلهم 

فقال في كتابه حصل تقليد الناقصين العاطلين  وأصحاب الأغاليط والشطحات وأنكر طقوسهم مثل بعض المتصوفة وكذلك الأشعار لها نغمة خطيرة

يقول الملا صدرا : ولا يصح منها إلا نغمة الدعاء والقرآن الكريم . ولو سألنا ملا صدرا عن الرياضة الروحية يقول كل رياضة روحية قبل العلم والمعرفة هو نقض للتوحيد ولا يتم إلا بالتوحيد وساق على استدلاله أحاديث مثل سأل رجل عن القرآن الكريم وقال وهل تتم قراءة القرآن إلا بالعلم .

فقال الملا صدرا في كتابة ص ٤١ ٤٢ ، ٤٣ يتحدث عن التوحيد بعض الناس توحيده قلبي وهو التأمل والتفكر وهو أفضلها وهناك التوحيد اللفظي و التوحيد السمعي والمطلوب هو التوحيد القلبي لأنه عن علم ومعرفة .

فمن يعتمد على الذكر فقط أو السمع فقط في الذكر لا يجني الأثر المأمول بل المطلوب هو الجمع بالعلم والمعرفة يكون الأثر أبلغ حين تتناول الذكر 


النمط الثاني المنازعة :

 هناك من يا تحمل من ينازع مكانته وقد يصل الأمر أنه يرفض كل واحد ينافسه في المحل ( قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ(٩٧)}البقرة.


نمط ثالث الازدواجية:

 وهو ازدواج عن علم ويحرفونه عن سياقه فأذا جاءهم الدين تناوله بمزاجهم فيأخذون ما يناسب مزاجهم 

قال تعالى ( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ  وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (١٩)}آل عمران .

مثل اجتهاد مقابل النص كما حصل في بعد عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .


نمط رابع التسطيح :

 في المصطلحات 

مثل كلمة فقيه يفهما البعض أنها خاصة بالعلماء وانما لها معاني ومنها أنه فقيه على نفسه فتكون له عقيدة بحث عنها عن علم ومعرفة 

وهناك فقيه الحلال والحرام وهذا يؤخذ من مراجع التقليد 

نمط خامس التغيير :

 المجتمع عصي عن التغير وصعب في التغير ولا يتغير ويستجيب  إلا بالانفجار مثل الثورات كما يقال الكاتب جيرني وتكون هناك صدمة قوي يؤثر على الجميع لأنها مشبعة عاطفياً . 

وكذلك ثورة الحسين عليه السلام أحدثت انفجار في الوجدان الأمة وإصلاح عام مثل يزيد ابن معاوية الذي نزع نفسه عن الخلافة وكذلك منع السب عن أمير المؤمنين عليه السلام على المنابر . فثورة الحسين عليه السلام أعادة للإسلام الحياة بعد أن كادت يموت فكان يبحث عن المناخ الملائم وهو من يتمثل في الإيمان كله والنفاق كله وهي أرض كربلاء 


محاضرات الشيخ عبد الجليل لشهر محرم ١٤٤٣ هـ الليلة الرابعة

 الليلة الرابعة:

 استعداد الإنسان للإنحراف هل يجعله أمينا على الأخلاق؟


يقول الإمام الحسين ع مخاطباً ( لقد خشيت عليكم ايها المتمنون على الله ان تحل بكم نقمة من نقماته لأنكم بلغتم من كرامة الله منزلة فضلتم بها ومن يعرف بالله لا تكرمون وأنتم بالله في عباده تكرمون وقد ترون عهود الله منقوضة فلا تفزعون وأنتم لبعض ذمم آبائكم تفزعون وذمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محقورة..) 

م:أهل البيت في الكتاب والسنة - محمد الريشهري - الصفحة ٣٢٩


نقطة الإرتكاز في حديث هذه الليلة : المرجعية البديلة للأخلاق مع من يدعي ضرورة تحويل المركزية إلى المجتمع للإنسانية 

لمعالجة هذا الموضوع نحتاج إلى 

البند الأول : تجذر الإنحراف وما هي حقيقته وماذا يساوي من الصور 

البند الثاني : العلامات السلبية للإنحراف ومحددات الإنحراف 

البند الثالث : حجم المأساة مع الإخفاق المجتمع الأخلاقي 

البند الرابع : الدلالة الانثروبلووجيا 

البند الخامس : الإنقلاب 

البند السادس : الانحراف الناعم ( المضمر ) المراوغ 


البند الأول : 

تجذر الانحراف وما هي حقيقته وماذا يساوي من الصور 

الانحراف قد يصل إلى الجذر وقد يمتد الجذر له امتداد آخر  هذه الصورة نطبقها على الانحراف 

فقد يصل الإنحراف للدهماء من الناس أي وجهاء والقوم وعليتهم فإذا وصل لمن خلفهم وأتباعهم تصل إلى امتداد في الجذور 

وبتعبير آخر قد يكون الانحراف متحّيز وقد يكون  غير متحيز 

المتحيّز يكون لطبقة من الناس بخلاف غير المتحيز الذي يكون الانحراف عام للناس جميعاً 


البند الثاني :

 العلامات السلبية للإنحراف ومحددات الإنحراف 

نقدم رؤيا خاصة لأبن رشد وهو أكثر شخصية عالمية دارت حوله أطاريح جامعية ودارسات وقدم لنا ابن رشد رؤيا تحت عدة نقاط :


١-نقص الفطرة: وأحتمل أن يكون أنبوءه فلسفية أو لها أصل أستقاها دلالاتها من رواية هنا اوهناك 

يقول البعض يولد ناقص الفطرة ولا نوافقه على ذلك لأنه يصادم مسلمات الإسلام لأنه قد يتغير إذا الإنسان تام الفطرة 


٢-ويولد البعض فطرته سليمة ولكن ناقص الفكرة  ولكن حين يكبر  يكون له سوء نظره فيها وهذا المسألة في خصوص الفرد وكلامنا اليوم عن المجتمع أحياناً نرى هناك سن قوانين ومدارس اللانحراف حينها كيف يواجه هذا الانحراف 


٣-غلبة الشهوة على العقل و تحمل قسمين 

شهوة شرهية وعادتاً تكون في شهوة البطن 

شهوة شبقية وعادتاً تكون في الأمور الجنسية 

وأحياناً تجد المجتمع يعين على الانحراف في تحليل الحرام لغرض أخر دنيوي فبعض الزوجات تعلم بإنحراف زوجها في السفر وهي راضية بذلك بل قد تعطي زوجها المال ليقوم بالفواحش ولا يطلب الحلال هو أن يعدد في الزواج بتبرير أن الفواحش تنسى مع الأيام بينما التعدد الحلال لا ينسى. 


٤-فقدان المعلم المرشد وهو الهادي وليس الذي يعلم بالبيان فقط  بل هو هادي لغيره مثل حب الناس للمرجعية أو حب الاسرة للأب. 


٥- هو اللاشي الذي يجمع السلبيات الأربع السابقة مجتمعة هذا المجتمع لا ترجوا منه عافية فهو ميت ولا يعود للحياة .



البند الثالث : 

حجم المأساة مع الإخفاق المجتمع الأخلاقي هل نتيجته الإخفاق مع الفرد ؟ 

الجواب لا بل المجتمع نفسه وقد بين القرآن الكريم في كثير من المواضع انحراف المجتمع وأنه أكثر خطراً من الانحراف عند الفرد فحين يتحدث عن الكيان الاجتماعي تجده يحشد الآيات الكثيرة مثل قوم نبي الله نوح وقوم نبي الله لوط وقوم نبي الله صالح عليهم السلام كيف أنهم معاندون في الانحراف. 

وهناك أمر أخر في الانحراف الاجتماعي يذكر حيث يذكر بداية الإنحراف ولا يذكر نهاية هذا الانحراف إلا بعض المجتمعات الذين صب عليهم العذاب صباً كقوم نبي الله لوط و قم نبي الله صالح عليهما السلام 

في المقابل تجد  الانحراف الفردي له بداية وله نهاية مثل فرعون هلك على يد نبي الله موسى ع والنمرود على يد نبي الله إبراهيم وغيرهم .

ومواضع انحراف الفرد في القرآن الكريم قليلة ومحدودة. 


الخلاصة : أن انحراف المجتمع يصعب احتوائه أو يكاد يستحيل إصلاحه عكس الانحراف الفردي يمكن احتوائه واصلاحه 


البند الرابع : 

الدلالة ( الانثروبلووجيا ) وهي رصد العادات والتقاليد العريقة عند الانسان والمجتمع المحيط به. 

هناك انحرفات متكررة في المجتمعات لماذا؟ 

نقول : هذا الإنزلاق والإخفاق طبيعة متكررة ونستطيع أن نغتنم منها دلالة فكرية وهي ضرورة وجود الإمامة أو لا أقل تؤمن لعدم عبثية وجود الإمامة لتصلح هذه الإخفاقات 

مثال : أنت حين تفتح روضة للأطفال وطبيعة الأطفال يحتاجون رعاية على الدوام من قبل مربيات فاضلات يقوّمن سلوك الأطفال فهذا أمر إيجابي . 

لنسقط ذلك على المجتمع حينما نقرأ المجمتع عبر تاريخه تجده غالباً يكون في الانحدار أكثر من الصلاح ولذا دائما يحتاج هذا المجتمع لوجود الهادي والمصلح والإمامة في قيادة هذا المجتمع. 

وهنا نجمل ما وصلنا إليه في نقاط مايلي : 

 

أ- الانثروبلووجيا تعني مراقبة حياة الإنسان وهي رصد العادات والتقاليد الشبه مستمرة عبر تاريخ الفرد والمجتمع طيلة سنين طويلة مع وجود تكرار في حالات مختلفة رغم تباعد الزمن. 


ب-الكلام سابقاً عن الإمامة كان لاهوتياً  والأن أصبح مفتوح فأصبح اثبات الإمامة يتحرك في أكثر من اتجاه علمي فهناك دليل اننثربولجي والدليل الاجتماعي والدليل السسيلوجي وغير ذلك. 


ج-قد تقول هذا لا يكفي في اثبات الامامة نقول نعم مرة تقول نظرية ضرورة الإمامة ومرة تقول عدم عبثية الإمامة فكلامنا عن الثاني وهو عدم عبثية نظرية الإمامة بعد أن عرفنا أن تاريخ البشرية دائماً يحتاج لوجود المصلح الأمين على رعاية مصالح الناس . 


البند الخامس : الانقلاب 

الانقلاب هو : التحول أو التغير  السريع فمرة يكون هناك انقلاب صعودي وهناك انقلاب نزولي ولأننا نتكلم عن الأخلاق نقول هناك انقلاب كمالي وانقلاب انحطاطي 

فانقلاب كمالي حينما أستجاب الناس لتعاليم والقيم الأخلاقية التي دعى إليها النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في بداية الدعوة وعملوا بها حباً وكرامه رغم ما كانوا عليه من جاهلية وعصبية 

وهناك صورة انقلاب عكس الأولى تماماً مع النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولكن بعد وفاته انقلبت انقلاب انحطاطي حيث صورها القرآن الكريم بقوله 

 { وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‏ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ }ال عمران 

ففي صور من الانقلاب الكمالي في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول البعض 

أغرب انقلاب في تاريخ البشرية حصل مع النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم 

حيث قلب صورة الانحراف المجتمع إلى صورة أفضل مما كانوا عليه بأن غير المفاهيم المغلوطة إلى مفاهيم قيمية فكان من صورها 

ألف بين قلوبهم وحرم عليهم الخمر والفواحش وكانوا يسمعون له طائعين راغبين فيما أمر ومنتهين عمى نهى بل وصل الأمر أن تشكل خط فدائي في الإسلام يفدي بروحه لأجل سلامة النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم 

مثل عمر ابن الجموع كان شديد العرج ويريد أن يقاتل مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في معركة أحد رغم أنه قد سقط عنه الجهاد ورغم ذلك أصر أن يقاتل رغم طلب أولاده التضحية بدل عنه ولم يسمع لكلامهم  حتى ذهبوا به إلى النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله فقال لهم دعوه إن له أمر لا بد بالغه وفعلاً استشهد في معركة أحد 

وكذلك فضيل ذهب كرسول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لقريش فصلبوه على خشبة وقالوا له هل تتمنى يكون على هذه الخشبة رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لهم بقلب حديد لا أريد من النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يفديني بشوكة فضلاً عن نفسه المقدسة 

وكذلك تلك المرأة العظيمة التي لها نصيب من الفداء 

فهناك امرأة قالوا لها أستشهد أبوك وزوجك وأخوك في معركة التي خاضوها مع نبي الرحمة فقالت لهم وكيف رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا له سالم فوقفت عليه وقالت بقلب صادق كل وجود بعدك جلل. بالمقابل 

هناك نموذج انقلاب انحطاطي 

مجرد ما يذهب القائد يعود الانحطاط الأخلاقي والقيمي وذلك نتيجة الطغيان

 فتُكون الأسباب الخمسة الذي ذكرها أبن رشد الأنفة الذكر. 

 ‏

الخلاصة: الانقلاب الكمالي فرقه عن الانحطاطي أن الكمالي هو 

الأنقلاب الكمالي يكون زمنه محدود وقصير 

والإنقلاب الانحطاطي يكون طويل الأمد ومستمر كما يقول الصحابي أنس حينما 

قال : لم أرى شيئاً مما كان في عهد رسول الله صلى عليه وآله وسلم. 


البند السادس: 

الانحراف الناعم (مضمر) أو مراوغة الانحراف 

تجد هناك من الناس يحبون أهل الصلاح بطبيعتهم ولكن يكرهون المُصلح الذي يريد ترتيب أفكار الناس وتقويم سلوكهم وتقدمهم في الأمم 

مثال : الشيخ أبو المجد الأصفهاني كان رجل عالم وفلتة زمانه وهذا كتب رسالة للشيخ حسين كاشف الغطاء يشتكي من بعض أقرانه لأنه كان يقرأ الثقافة الأوربية في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر للرد عليهم والدفاع عن الدين ولكن أقرانه هذا السلوك منه لم يعجبهم فحاربوه وشوهوا صورته رغم أنه مصلح . وهناك مصلحين نجحوا بعد طول سنين مثل النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم . وكذلك الحسين عليه السلام .


محاضرات الشيخ عبد الجليل البن سعد لشهر محرم ١٤٤٣ الليلة الثالثة

 المحاضرة الثالثة: هل منبع الأخلاق العقيدة أم فكر الإنسان؟!

قال تعالى { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه ۝ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه}

هل الأخلاق بنت العقيدة ولا صلة لها بالفكر البشري أم هي من خصائص العقل البشري ؟ 

هذا السؤال المتجاذب ظهر وله خلفيتان العلمية والعملية بل أكثر من ذلك بل بخلفية القلق بين الديني والعلماني. 

وليس كلامنا عن الأخلاق في الحياة العامة مثل الحب والتصالح وغيرها القيم الأخلاقية كلامنا حول. 


أولاً :خلفية المنطق العلمي 

(ملاحظة: لم أذكر هذه الملاحظات حسب الأهمية بل مناسبة لفضائنا العمومي) 


سنبين هذا الكلام خلال ثلاث معاني وهي :

المعنى الأول: 

الشيخ محمد جواد مغنية في كتابة فلسفة الأخلاق الإسلامية ذكر 

أنه لا مانع من التبادل بين العقل والدين وأن المركزية تكون بين العقل و الوحي 

والمعني الثاني: 

د صبح الصالح في كتابه فلسفة الأخلاق وقال الموضوع مرتبط بقاعدة اللطف الإلهي ونقررها أن الله هداه إلى الطريق السليم لأنه لو تركه لواجه جملة من العقبات وبتقرير ثاني إن الدين يقدم فاتحة للإنسان مثل يعّلِمه كيف يصنع فيعلمه كيف يخيط الثياب ليرفع الحاجة عنده ويستر بها عورته كما علّم نبي الله إدريس عليه السلام فهو أول من خاط وتعتبر هذه فاتحة وكذلك الصناعة فعّلم  نبي الله نوح عليه السلام كيف يصنع الفلك وهي السفينة فالتعليم هنا مفاتيح ومقدمات للحاجة التي ينشدها الإنسان .

المعنى الثالث:

 لم نصل لحقيقة بين التجاذبات بين العلمانية والدين أو الوحي و العقل وليس كلامنا من هو الأصل العقل أو الدين ومن هو الأسبق لرفع راية الأخلاق هل الدين والوحي أو العقل بل كلامنا حول من جاء يبين من المؤثر ومن المتأثر. 

 ‏

العلمانية تقول إن العقل هو المؤثر على الدين فينعكس على الأخلاق. 

الديني يقول : أن الوحي هو الذي يؤثر على الأخلاق ويحكمه. 


لبيان تأصيل لهذا الموضوع نحتاج أن نقول 

أ-العقل يحتاج المتممة والمساندة وأهم مساندة هو الوحي كما بينا تفصيله سابقاً  لأنه لا يستطيع أن يستغني عنه .

ب-الإنسان يمارس دور كبير في الحياة وهو دور الإدراك من خلال أسئلته مثل (من – أين – متى – ما هو – ماذا يريد - كيف .. ) كلها مفاتيح إدراكية. لكن السؤال هنا كم جهاز يعمل لهذه الأسئلة ؟ 

ثلاثة أجهزة العاطفة والعقل و الدين ( الوحي أو العلم ) وهذه هي مراتب الإدراك 

فجهاز العاطفة مثلاً ليس له قدرة استقلالية إدراكية أمام العقل لماذا ؟ بيان ذلك 

مثال : لو أنسان أراد أن يذبح ذبيحة على عتبة داره ونظر إليه الطفل لهذه الحالة إي جهاز إدراكي سيتحرك عند الطفل جهاز العاطفة لوجود حالة الألم عنده . هل العقل خضع لهذا الجهاز؟ بحيث يمتنع عن أكل ما ذُبح أمام عينه لا بل لجأ لطريق أخر ليتجاوز الألم ( العاطفة ) وهو إذا أكل هذا الطعام كان سبباً لتقوية جسده وبناء نفسه . والعقل لا يمتلك بيان كل شيء لأنه يحتاج لأمور مساندة ولا يستطيع أن يُشرف على جميع الزوايا لذلك يحتاج متمم من  من بيده الشريعة . 

ج-العقل يدرك أصول الأشياء سواء كانت عقدية أو غير عقدية لأنها واضحة ولا يحتاج لغيرها لشدة وضوحها .

نحن نقبل أن الأخلاق تبنى على الدين بل يمكن تبنى الدعوة إلى الدين على الخلق مثال قال تعالى ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا  وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ  أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا  وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (١٧٧)}البقرة 

القرآن هنا بدقته ركز على البر لأنه يؤثر على النفس والغير من خلال هذه النافذة الأخلاقية تم الوصول إلى أصول عقائدية من الإيمان بالله والملائكة والرسل ولكن ليس المفصل منها من الفروع ولا تؤخذ هذه الفروع إلا من قول الرسول كما قال تعالى { ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(٧) } الحشر .

وهذا البر بُنية دعوة عليه وهي الدعوة إلى الدين فأدت إلى الأصول . 

وهناك من أتخذ طريق آخر للدعوة للدين وهو الطريق الأخلاقي كما فعل شيخ الطائفة الخاجة نصير الطوسي الشيخ المظفر والسبحاني وغيرهم بنوا العقيدة على أساس أخلاقي من باب شكر المنعم وهي صفة وموقف أخلاقي 

د- إذا وقفنا  على الآية { فمن يعمل ذرة خيراً يرا) 

البعض وصل عنده أن هذه الآية لم تدع مجال للعقل وتربط الفعل بالخير والشر وهذه القراءة ليست دقيقة لأن الشرع ليس بمعرض ما يجب فعله وما يحرم  بل جاءت تربط بين العقل والشرع كما أشارة بعض الروايات حين قالت مخاطبتاً العقل ( بك أثيب وبك أعاقب ) ولذا الثواب والعقاب من مبدأ الاستحقاق وهو منطق عقلي . 

نجمل ما قلناه 

أي امتياز للدين في مسألة الأخلاق إذا أعطينا العقل كل هذه المساحة؟ نقول

 هناك امتياز ديني لأن العقل لا يمكن أن يدرك كل شيء لماذا؟ لأن الدين له امتياز في الخلق الذي لا بيان له إلا من الدين وله أيضاً بيان في الخلق الذي يأتي من العقل انظراً لسعته كيف ؟ 

مثال : أنت تحتاج تأكل وتشرب فهذه الحاجة يدركها الإنسان بل هل هذه لوحدها كافية أم تحتاج لمقدامات كثيرة ؟ بل تحتاج 

واحدة من المقدمات لقمة الحلال من خلال من الكسب الحلال فتكون هنيئة مهما قّلْت ومقدمة أخرى وهي طهي الطعام تعال نأتي إلى العقل 

إذا أدرك العقل أن هذا الخلق حسن فهل هذا يكفي؟ بل يحتاج لمقدمات الفتاة لو أدركت أن العفاف واجب فهل هذا الإدراك كافي أم تحتاج لمقدمات؟ بل تحتاج مقدمات منها أن يكون لها واعظ كي تقوم بالعفاف فتتأثر الفتاة فتلتزم العفاف كما قال تعالى 

{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ۝ } 

وهناك وجه أسمه قانون الاحترام نعم هناك أمور يدركها العقل ولكن هناك أمور لا يراها العقل لازمة لكن هذه الأمور لو صدرت مما هو أعلى منك فعقلك يقودك للالتزام بها وتنفيذها مثل احترام قول الأب إذا أراد طلب معين من الأبن فعقله لا يرى أنه لازم و لكن حينما أمر به الأب فأوجب بذلك العقل أن يعملها كأن يقول أبيه أطفئ التلفاز فيدرك العقل أنه لازم عليه الامتثال وإن أدرك العقل أنه غير لازم . لكن من باب قانون الاحترام يكون لازماً . من هنا حينما يأتي الوحي ويكشف عن طلبه فيكون طلبه لازم وراجح وإن أدرك العقل أنه غير لازم .

النتيجة هي : أن الدين هو صاحب الامتياز  سواء فيما للعقل فيه بيان أم لم يكن له بيان . 


ثانياً : الخلفية العملية: 

هناك حالة متبادلة من القلق بين الديني و العلماني .

فالديني يرى أن هذا الأمر له خلفية أخلاقية لكن يتخوف عرض ذلك للعلماني تجد بعض العلمانين يدركون أن العقل لا يدرك بعض الأمور ولكن لا يريد أن يعترف بذلك للدينين على واقع قلق يعيشه ما هو سبب هذا القلق المتبادل ؟

العلماني يقول: حينما أعترف للدينين أن العقل ليس له سيادة ولا مركزية على الأخلاق سوف يلجموني الحجة ويدحضوا تبريراتي فتصبح لا قيمة لرأي عندهم بخلاف لو أعطيت مساحة أكبر والعقل وأقول أن العقل كافي أن يدرك كل شيء فيكون تعزيز لموقفي وأقوى لحجتي فيفرض هيمنته بهذه الطريقة 

أما قلق الديني : أن للعقل مساحة وله بيان ولكن ليس ترك كامل العنان له ولو قلنا للعلمانيين برأينا هذا لأخذوه ذريعة أن يفتحوا للعقل نوافذ لأساليب واعية وغير واعية فحينما نقول للعمانيين أن العقل يدرك ستفتح مصائب عند عقل ووعي العلماني لماذا؟ 

للأسباب التالية :

١-لأنه سيبرر أفعال غير أخلاقية كالشذوذ الجنسي أو المثلية أنها وسلوك أخلاقي مثله مثل الزواج فحينما يعترض عليه الديني ويقول له هذا ليس سلوك أخلاقي يرد عليه العلماني ويقول هذا ما ذهب به إدراك عقلك أما عقلي يقول أنه سلوك أخلاقي لذلك هذا الأسلوب وسيلة للقتك بالثقافة الأصيلة.

٢-وسيلة للتلاعب واستبطان للشر بحيث يسن قوانين شريرة 

٣-إذا أعطينا مساحة أكبر للعقل ستتغير الأخلاق و قد تسحب لمفردات العقيدة كأن يقول عقلك يدرك أنها عقيدة أما عقلي لا يدرك ذلك .

لكن لأطمئن المؤمنين أن الأخلاق لا تتغير إلا بتغير العقيدة في حدودها الشرعية فهي متحركة لسعتها وفق ضوابط أصيلة حتى في الأحكام الشرعية في أحكامها الثانوية 

مثال: يدخل رجل على الإمام الحسين عليه السلام ويقول له أنا من شيعتكم فيقول له الإمام الحسين عليه السلام للرجل اتقى الله ولا تدعين شيئاً يقول الله لك كذبت وفجرت في دعواك إن شيعتنا من سلمت قلوبهم من غل وغش ودغل ... 

ففي مثل هذا المثال لو أن من الشيعة به من الذنوب والمعاصي ولكن هناك فعل أخلاقي يقوم به أخيه المؤمن ليعيده لرشده بأن يهجره مثلاً أو يعظه ليترك هذه الذنوب فيستغفر الله ثم يعود لرشده لماذا لأن عقيدته قادته لتغير سلوكه هذا ما قصدناه من أن الأخلاق تتغير وتتحرك بتغير العقيدة نقصد في سعتها وشمولها ببعد نظرها قبل وفيه وبعد لذلك المصالح و المفاسد تدرس في أبواب العقيدة. 

هناك لفته جداً مهمة عقائدية التفت إليها كل من سأل الحسين عليه السلام عن سبب خروجه كأم سلمه ومحمد ابن الحنفية وغيرهم حينما يقول لهم رأيت جدي رسول الله صلى الله عليه آله وسلم في المنام يقول لي : إن لك درجة في الجنة لا تنالها إلا بالشهادة تجدهم يسلمون لماذا ؟ لأنهم يعلمون ويدركون أن رؤيا الحسين عليه السلام يقضه وحقيقة وهذا أتى من خلفية عقائدية مرتكزة عندهم فلم تجد أحد قال له هذه أضغاث أحلام . ولذا قال عليه السلام (خِير لي مصرع أنا لاقيه ... )

محاضرة الشيخ عبد الجليل البن سعد الليلة الثانية لشهر محرم ١٤٤٣ هـ

 المحاضرة الثانية : تناقض مركزية الإنسان مع الحاجة الى الوحي 

مقدمة : 

أنتهينا في المحاضرة السابقة في قول الإمام الحسين عليه السلام حين قال (إن لم يكن لكم دين وكنتم مما لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في ديناكم وانظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي).

أن الإسلام عودنا في الإنسانية على التوازن في مركزيته بما ينسجم مع التعاليم الإسلامية دون إفراط أو تفريط سنتحدث عن أربع بنود في هذا المساء 


البند الأول : هل يعرف الوحي بالعقل أم العقل بالوحي 

البند الثاني : نظرة على أنواع الوحي 

البند الثالث : الجمع بين أشكال الوحي 

البند الرابع : الصفوة المساندة ( أساتذة البشرية ) 


البند الأول: هل يعرف الوحي بالعقل أم العقل بالوحي ؟

نؤكد أن مركزية العقل أستحت في عدة محطات من نفسها بسبب عجزها ولذا هناك محاولات تطوير وتحسين لهذه المركزية لسد الخلل الظاهر منها عبر مراحل الحياة 

فهل يُعرف العقل بالوحي أم العقل بالوحي ؟ 

الجواب : العقل يعرف بالوحي إذا كان كذلك لأن العقل يلتفت للوحي بمقدار التفاته لنفسه فإذا عرف نفسه عرف الوحي وإذا جهل الوحي جهله نفسه .

تعليق : وكأن سماحة الشيخ يشير إلى حديث ( من عرف نفسه فقد عرف ربه ) 


البند الثاني : نظرة على أنواع الوحي وهي المحطة الرئيسة في بحثنا 

هناك نوعين من الوحي أساسي وهو وحي السماء وثانوي وله وجوه مثل 



أ-الوحي الطبيعة 

الطبيعة أكثر وأقوى من يحرج العقل لأنه يحتاج إلى إيحاءات الطبيعة ولبيان ذلك نحتاج لحضور شخصيتين في توضيح الفكرة ونجعل بينهما حوار

عالم فيزيائي عنده معلومة ثابته وهي الحركة تساوي المادة. ليس معنى ذلك أن هناك إنسان أو حيوان يمشي ولا حشرة تسير ولا تدب بل يقصد بحركة التكوين (الانتقال) فتكوين السحاب مثلاً عبارة ( تبخر الماء – ثم تكثفها في السماء – ثم سقوط الأمطار ) كذلك ( زرع البذور – - السقي - تنبت النبات ) فالطبيعة أوحت لي أن كل كائن حي يعيش حركة الانتقال وليست من نسج خيال الإنسان وهذه الحركة يطلق عليها المادة 

فنقول: هل الطبيعة أوحت للعقل الفزيائي أم أن العقل الفزيائية أستقل عن وحي الطبيعة؟

الجواب: العقل استند إلى وحي الطبيعة .

الشخصية الثانية الفيلسوف (العقل الفلسفي ) مثل الملا صدرا حيث تحدث عن أمور مستقبلية بَعدُ لم تحدث عن طريق نظرية الجوهر وللأسف أستفاد منها الغرب في دراستها ونحن لم نستفيد منها بالشكل المطلوب كما أننا لا ننكر بعض من علمائنا أستفاد منها لكن ليس هو المأمول . لنقف على ما قاله الملا صدرا 

يقول الملا صدرا أستذكر العشر شكلك في العشر الأولى من عمرك ثم أنظر في العقد الثاني والثالث فهل أنت متعدد الوجود أم أن هناك جوهر وهناك تغير في الشكل فقط تحكمه الطبيعة ؟ 

الجواب : بل التغير في الشكل والجوهر هو واحد في مختلف مراحل نمو الإنسان .

 يعلق الشيخ : فنقول للملا صدرا هل اكتشفت هذا من وحي العقل مستقلاً أم من وحي الطبيعة ؟ نقول بل وحي الطبيعة حين رأى مراحل نمو الإنسان من الضعف إلى القوة ومن القوة إلى الضعف وكذلك أشار القرآن الكريم في قوله تعالى { يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ  وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (٤٨)}إبراهيم .

 ‏خلاصة هذا البند :

 ‏ أن العقل ناقص ومحدود يحتاج إلى وحي مساند يعينه وهو وحي الطبيعة . 

 ‏ب-الوحي النفساني 

 ‏النفس متممة للعقل وهو لا يستطيع أن ينفك عن النفس وهناك أشكال له منها  

 ‏وحي المنامات وما يكشفه من خلاله الإنسان . بيان ذلك

 ‏ العالم  أبو علي سينا يقول كثير من المسائل سهرت عليها كثيراً لم أجد حلها ولكن في المنامات وجدت حلها . يريد أن يقول حين أعطينا الاستقلال للعقل لم يستطع حلها ولعل البعض يقول ليس من الإنصاف تعطينا مثال لعالم متصوف وهو صاحب تجارب خفية وهي حجة على أصحابها. 

 ‏نقول له هذا الموضوع ليس متوقف عليه وهناك حزمة من الأمثلة توضح ذلك منها

 ‏عالم الرياضيات لينه ديكارت هو أبو الرياضيات كما يقال له 

 ‏ يقول رأيت منام تكرر علي ثلاث كشف لي مفاتيح لنظرية الأس وهذا رجل ليس رجل دين بل هو حسب ترجمته هو صاحب غزل ومراقص ليلية ولم نحدثك عن علمائنا مثل آية الله بهجت أو السيد علي القاضي قدس الله أسرارهم . 

 ‏وخذ مثال ثالث فردريك ارسطوس عالم كيمائي أكتشف لغز البنزين  بعد جهود مضنية أجهد العلماء أنفسهم فيها فلم يكتشفوا سر هذا البنزين وكيفية الاستفادة ففاجئهم العالم الكيمائي فريدرك  بنظرية البناء الحلقي للبنزين وهو أن الجزيء في البنزين شكله حلقي فسألوه كيف اكتشفت ذلك يجيب في مجلة كيمائية أسمها جمعية المتعطشين للكمياء يقول حينما كنت نائم رأيت حية تأكل ذيلها فرأها تكّون حلقة ثم جلس من النوم واسقط ذلك على الجزيء في البنزين حلقي وخدم البشرية بهذا الاكتشاف .

 ‏خلاصة هذا البند :

 ‏أن العقل عاجز عن أن ينفك عن النفس بل لا بد أن يتمم وجوده بها .

ج-الوحي السماوي 

وفي عقيدتنا أن الوحي متمم للعقل وله بحث خاص وله صور مختلفة منها المنام و الخيرة التي يقومون بها بعض طلبة العلم للمؤمنين ولست هنا في عرض دعاية لها وإنما لبيان أشكال الوحي 

تروادني خاطرة أن أحد النساء لها ثقل ثقافي في القروبات وليس لهم صورة المتدينين ولا تؤمن بالخيرة فتواصلت مع أحد المشايخ وأرادت الخيرة فكلا الشخصين أستغرب الطلب وكان الشيخ يكتفي فالخيرة بأفعل لا تفعل أو هذه زينة أم غير جيدة فألهم الله الشيخ على غير عادته أن يفسر الخيرة فتعجبت المثقفة من جواب الشيخ وكأنه لمس حاجتها بالضبط. لعل هذه هبة من الله سبحانه كي يلفت هذه الفتاة لما هي عليه.

الخلاصة:

أن الوحي السماوي متمم للعقل ومساند له وداعم له 


البند الثالث: الجمع بين أشكال الوحي 

نتائج نتوصل لها بعد كل كلامنا الفائت 

١-كل نتائج وفروض الوحي داعمة للعقل ومسانده له 

٢-إن العقل إذا وعى أشكال الوحي السالفة الذكر عرف عجزه فتبطل حجة كل أشكال استقلالية للعقل فهو لا يستحق المركزية إلا في حدود وضعها الإسلام فيه .


س: من المستغني عن الآخر الوحي عن العقل أو العقل عن الوحي ؟

الجواب: يمكن الاستغناء الوحي عن العقل لأن هناك كائنات لا تصنف على العقلاء ورغم ذلك تقوم بدور إتقان شديد مثل النحل { وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (٦٨)} النحل . 

فملكة النحل منظومة هندسية غاية في الدقة ونظام إنتاجي غاية في الدقة وكذلك كيمائي 

فسبحان من ألهما ذلك ولا مساحة للعقل فيها .


البند الرابع: الصفوة المساندة (أساتذة البشرية) 

دـ الصفوة (أساتذة البشرية ) ونعتبره هذا طريق ثاني يساند العقل وهو من غير الوحي  كما روى الإمام الحسين عليه السلام ( أن مجاري الأمور  والأحكام في يد العلماء بالله والأمناء على حلاله وحرامه ) ولعلي أميل أنها كلمة لأمير المؤمنين عليه السلام وهو يخاطب أصحابه ولا أدعي أني أعلم من الذي نسبها للإمام الحسين عليه السلام وهو العالم الجليل أبن شعبة الحراني عليه الرحمة  . 

تعليق سماحة الشيخ : يريد أن يقول الحديث أن من أشكال المساندة للعقل وجود الصفوة وبلوغ السعادة التي ينشدها الإنسان من خلال أتباع تلك الصفوة و ليس باستقلال العقل فإنه لا يستطيع لوحده بلوغها . 

المقصود من الصفوة: هي الإمامة بالأول وبالذات ولكن في مرحلة ثانية العلماء من باب حفظ الرتب مثل الولاية لله وحده والله حجب نفسه عن خلقه فتأتي رتبه أقل وهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهكذا بقية أهل البيت عليهم السلام ثم الأمثل من العلماء في عدم وجودهم النوراني . لعل البعض يعتقد أنها فرضية دينية ولكن هي فسلفة عالمية وهذا الأمر ليس جديداً فهناك من طرح نفس المبدأ وهو أفلاطون طرح فكرة الجمهورية إذا أراد أن يحقق المجتمع سعادة عليهم أن يجعلوه بيد الفلاسفة 

فحين يجعل النبي الأعظم الإمام بعده لأنه يمثل صفوة الصفوة حين يقول لعمار ( يا عمار إذا سلك علي واد وسلك الناس واد أخر فسلك ما سلك علي فإنه لا يدليك في ردا ولن يخرجك من هدى ) 

وهنا لفته : هل ألتزم أصحابها بها ؟ الجواب : لا .

مثل أفلاطون هل ألتزم بها ؟ طبعاً لا لأن الواقع فرض شيء أخر  وهل أمير المؤمنين عليه السلام وفق للالتزام بها  ؟ أم كما يقول البعض أن الإمام تصالح مع الواقع ؟ وهذا ما أرفضه لماذا ؟ لأن الإمامة حق لله ليس لأمير المؤمنين عليه السلام فكيف يتنازل عما هو حق لله وإنما نستطيع تخريجها ونقول: هو تنزل للواقع ومدارة كما يقول عليه السلام ( لا أسالمنهم ما سلمت أمور المسلمين ) وكذلك الإمامين الحسنين عليهما السلام في صلحهم مع معاوية ابن أبي سفيان . 


هـ - الوحي الاستكشافي 

الواقع له تأثير في تغير واكتشاف نظريات جديدة خذ مثال لو راجعنا للتاريخ ونظرنا إلى نابولون وما أحدثه ثورات وغزوات وحملات همجية أحدثت واقع جديد فرض وجود نظريات جديدة غيرت وجه الأحداث منها فلسفة شوبن هاور ومنها نظرية هيقل وهما نظريتان متصارعتان وسبب وجودهما  أنهما تأملا غزوات وحملات نابولون فخرجا بنظريات جديدة . 

النتيجة: أن العقل ليس صاحب مركزية لكنه يمتلك فن الاستناد بحيث يستند لوحي الطبيعة والنفس و الصفوة وليس صاحب سيادة ومركزية. 

الخلاصة : هل من المعقول أن ثورة نابولون تحدث كل هذا التغير وتعطي مساندة للعقل وإلهام ولا تعطي مثل  ذلك ثورة الإمام الحسين عليه السلام التي هزت الوجدان الإسلامي ليثور ضد الظلم والاستبداد فرض واقع جديد ولذا نجد بعض علمائنا وهو العلامة الشهرستاني وهو أول من أستخدم العناوين العصرية التي كنت في فترة أتحفظ عليها و الآن أدركت هذه التعبير منه حيث ألف كتاب تحت أسم نهضة الحسين عليه السلام لأن النهضة ليست سيف فقط بل غيّرت وجهة التاريخ الإسلامي كانت مختلفة تماماً عن حقبة ما بعد النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم حيث منع التدوين وتصدر أسماء الصحبة للرسول ص ولا مجال للكملة و الحديث في تلك الفترة وبعد استشهاد الامام الحسين عليه السلام رفع منع تدوين عن الحديث بعد إرهاصات حسينية و تصدر الفقهاء في المساجد بدل مصطلح الصحابة ثم خرجت الثورات باسم الحسين عليه السلام لأنه عليه السلام ربط ثورته بالقدر كيف ؟ حينما سؤل الحسين عليه السلام لماذا خرجت ؟ يقول : شاء الله أن يراني قتيلا ويراهن سبايا . وقاله كثيراً في عدة منازل مثل قالت أم سلمة قالت له بني حينما رأته يهيئ نفسه للسفر إلى أين ذاهب فقال لها أماه إلى أرض يقال لها العراق . فقالت له ألا أخبرك بحديث عن جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال لها حباً وكرامه.

فقالت: حدثني جدك أن ستقتل في هذه الأرض وأعطاني قارورة بها تراب من ذلك المكان وقال لي إذا تحول دماً عبيطاً فاعلمي أن ولدي الحسين قد استشهد.

✍️: زاهر حسين العبدالله

https://t.me/zaher000

محاضرات الشيخ عبد الجليل لعام ١٤٤٣ لشهر محرم الليلة الأولى

 ملخص الليلة الأولى: إشكاليات حول مركزية الإنسان. 


الأحساء: زاهر العبدالله 


المرجعية تتعدد عند الإنسان وتأخذ أبعاد ولكن القلب الذي لا يعترف بالمركزية الدينية فإن يذهب إلى مركزية نفسه. 


هل في الحياة مأساة ذات مركزية أم هناك تفرعات ؟ 


هناك عالم فيلسوف كبير قريب من عصرنا اسمه ( أونابونو ) كتب ( معنى العصيان في الحياة ) يدلل أن أعمق مأساة في الحياة الإنسان ويعتبر أبرز ما كتب وأعادها ورصدها بطريقة فكرية فلسفية. فقال: الإنسانوية تعني فيما تعني المركزية في الإنسان. حيث أن الإنسان لا يحتاج إلى مرجعية لغير نفسه وأوعز ذلك إلى وجود التقدم في الحياة فمن يطلبها هو الإنسان ذاته. وهناك صراع ثلاثي، العقل والعقل والحياة. لا يستطيع أن ينفك عنها الإنسان ولا يتقدم إلا من خلال هذه العناصر الثالثة. وكذلك الإنسان يعيش أجزاء مثل العاطفة فلا ينشدها إلا ذات الإنسان والجميل في كلامه أنه هذه الفكرة خلقت مأساة عميقة في الإنسان.


لماذا أخترنا هذا الموضوع بالذات ؟


1- أريد أن أقدم قراءة في الفكر الفلسفي بمقدار ما قرأت. فلو سألني أحدهم ماذا تبحث عنه الفلسفة؟ أقول خلاصة الفلسفة تبحث في مركزية الإنسان وخصائصها وما هو المقبول وغير المقبول منها .


2- أن نكشف عن حجم مأساة مركزية الإنسان وأثرها على ديننا وطريقة تفكيرنا وتعاطينا للأحداث. التصوير للمركزية للإنسان بعنوان المطلق يصادم مع تعاليم القرآن الكريم مثل { إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ } العصر ٢. وقال تعالى { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ  إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} الأحزاب ٧٢. 


3- أدعو المنفتحين على الواقع الثقافي والتجاذب أن يراقبوا طبيعة تطور المركزية الإنسانوية مثل عصر التنوير فإن لها دلالات خاصة تريد أن  تهيمن على كل شيء ولكن تصادمت كثيراً مع بعض المثقفين فتجد بعض المتحمسين يقول تحت مسيميات لا أوافق على إطلاقها أن الدين أو المذهب يتطور لأنه يستوعب المتغيرات وهذا كلام غير دقيق بل المركزية الإنسانوية كما خنقت طورت من وضعها. 


4- ما هو موقف الإسلام من المركزية المطلقة للإنسان؟  ينظر أنها سلبية لأن الإنسان ضد الإنسان. 


ما هي غاية الغايات للمركزية الإنسانوية ؟


هي البحث عن السعادة والبحث عن السعادة في خمس مجالات ( الأخلاق، المجتمع، الدين، الفن، العقل).  وهذه السعادة يمكن يصفها الإنسان الغاية (الفتنة). ومكمن المشكلة في المركزية الإنسانوية حصرها في الرغبات الشخصية دون قيود وحدود ومن يطلب السعادة من أجل الراحة فيوهم نفسه أنه لا يوجد قيود مثل وجود حساب في الآخرة. مثال، من يريد الفاحشة يجب أن يوهم نفسه أنه لا يوجد إله يحاسبه وينظر إليه فيصدق ذلك فيرتكب الفاحشة. ولذا هناك بند من بنود الإنسانية خطير جداً وهو: لا حياة وبعد الحياة. فيلغي تأثير وخز الضمير والذنب والحساب بعد الموت فيتبع هواه .وهذا الأمر ليس جديداً بل حتى مع الإنسانية القديمة كانت تمارس ذلك بأن يوهم نفسه كما قال كفار قريش في صدر الإسلام 

(إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ(٣٧)}المؤمنون.ولا يقف الأمر عند منكرين وجود الإله بل حتى بعض المؤمنين يعيش الإنسانية دون قصد. مثال: تجد البعض عندنا أزمات صحية مثل مرضى السكري إذا وضع بجانبه صحن رطب يتردد في الأخذ منه ثم يوهم نفسه فيقول الموت واحد فيتناول ما يريد وينسى أن هناك حساب وعتاب وعقاب على فعله. ولذا غاية السعادة هي فاتنة. 


الجذر التاريخي 


الإنسانوية كانون يعززون للمركزية الإنسانوية، مثل الديانة الأبنوشاد الهندية تعتمد على المركزية الإنسانوية بحيث ألغت القيود وتنازلت عن الإله. وكذلك الكنفوشوسية وهي فلسفة مهيمنة على الصين فأعطت تشريعات وقانونين واجتماعية دون الاعتراف بالإله. 


الحضارة الرومانية ( أسميها حضارة الطرب) لوجود كثرة المسارح فيها وما يحدث من غناء وأناشيد واستخفاف وتهميش للإله و الدين حتى جاء وقت أصيب الشعب الروماني ببرود في العاطفة الدينية .وهناك فيلسوف قديم (بروترت جوراتس )أختصر لنا النزعة الإنسانوية، يقول: الإنسان هو مقياس كل شيء . مقياس ما يوجد وما لا يوجد. 


تفاصيل المشكلة وحقيقتها في المركزية الإنسانوية. 


الغلو في ذات الإنسان وأول صدام لها هو الإنسان ذاته. هوس الظلم عند المركزية الإنسانوية. هناك زعيم شيوعي مثل استالين كان مهوس بالظلم لدرجة أن أي واحد يختلف معه يعاقبه في التو والحظة وهناك آخر من زعماء الشيوعية اسمه ويباموتسي فكان يتفنن في القساوة وكذلك غيره.  فأعطت عظماء حسب زعمهم ولكن لم يعطوا زعيماً روحياً لأنه هي التي تدوم وليس غيرهم. 


ما هو تقدير المركزية الإنسانوية عند الإسلام؟


إنها مرجعية حقه لكن تعضده بجهة وتبعده من جهة بحدود وقيود منسجمة مع الدين كما أشار لها الإمام الحسين عليه السلام حين قال (إن لم يكن لدين وكنتم مما لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في ديناكم وانظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي).


ملخص محاضرة للشيخ حسين الحكيم ( ظاهرة التمرجع )

 💡ظاهرة التمرجع التحليل والموقف المطلوب

مقدمة : محاضرة قدمها السيد حسين الحكيم تحت عنوان : "التمرجع التحليل والموقف المطلوب" ، تجدها في اليوتيوب على الرابط 

https://www.youtube.com/watch?v=F9UjDg-tmf4

لخصتها بتصرف وإعادة صياغة حسب فهمي لها والله العالم .

👈التمرجع: هو أن يدعي المرجعية شخص وهو ليس لها بأهل.

 أو يدعوها اشخاص مجرد دمى أو مشاغبين يشوشون مشهد المرجعية يستفاد منهم من قبل جهات مأجورة ولكن هناك صنف آخر أخطر من كل ذلك وهو وجود

 

👈المترجع :أشخاص عندهم أثارة من علم (يظهر انهم علماء) يتواصل معهم من أصحاب الأهواء والنزوات بطرق شتى سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة وهنا الخطر الأكبر. 


🕯️س : كيف يُعرف المتمرجع (مدعي المرجعية) ؟ 

👈الجواب : 

مدعو المرجعية يكمن الخطر فيهم في النقص الحاد في العدالة والتقوى الذي هو مقدمة العلم . والتشيّع الاجتماعي عنده مناعة وحصانة عبر الدهور من محاولات اختراقه ولو بحثت في تاريخ الأئمة عليهم السلام تجد هناك من ادعى الإمامة في زمانهم ولكنها محاولات باءت بالفشل لم يكن ذلك دون ثمن باهض من تشريد وقتل وتضحيات كثيرة لإطفاء نور الله سبحانه ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره. كما ورد في الرواية (ما منا إلا مقتول أو مسموم ) (١) فكيف بما دون ذلك مثل المرجعية

فهناك محاولات كثيرة لأضعاف رمزية المرجعية في المجتمع الشيعي وذلك بزرع من ليس اهلا للتصدي لصلاح الأمة وتشويش المشهد في قلوب ضعفاء شيعة أهل البيت عليهم السلام. 

 خصوصاً أننا موعودون بمحن في آخر الزمان فعلينا أن نكون على بصيرة من ديننا كي تشملنا الرحمة الإلهية حيث سفكت دماء واستأجرت ضمائر وبِيعت ذمم في سبل خرق المرجعية الرشيده والحمدلله أن مشاريع المرجعية الدينية الرشيدة لم تُخترق لأنها بنظر مولانا صاحب العصر والزمان عليه السلام. 

 ومن أهم حفظ هذا الكيان من الإختراق وجود أشخاص ذو خبرة خاصة ومرسة في السلك الحوزوي يسمون أهل الخبرة فهم  على أعلى درجات التقوى والاحتياط ليقفوا ضد حملات التشنيع على  الخط المرجعية ويحافظوا عليه من خلال الأقلام الرصينة والصحافة النزيهة والإعلام القوي ، ولذا نحتاج إلى تطوير الوعي بكافة الوسائل وبالتشخيص السليم خصوصاً في موارد التزوير والخلل. 

 ‏

💡ملاحظة هامة ( أسباب دعو َى المرجعية) 

هناك حالة نفسية تنتاب مدعي المرجعية سواء كانت عن قصد أو عن غير قصد وهي 

١-أني وصلت إلى درجة من العلم تكفي أن يكون لي رأي خاص بي من خلاله أصدر الأحكام والفتاوى ولذا الإفراط في ادعاء العلم مذموم لماذا؟  لأن الله سبحانه وتعالى بين علم الناس على لسان النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله حيث قال {...وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}٨٥ الإسراء. وكذلك الروايات أكدت على عدم إبداء الرأي إلا بعلم حيث روي عن سيد الموحدين عليه السلام (من ترك قول لا أدري فقد أصيبت مقاتله)(٢)

 لكن للأسف تجد بعض الناس يفتخر أنه يقول تعلمت أن أجيب الناس على كل شيء وهذا خلل خطير لأن كثيرا من الأمور يجهلها الإنسان . 

روي في صفات المؤمنين عن الحسن بن محمد الديلمي عن جعفر محمد بن علي عليه السلام قال : " من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء ، أو يصرف وجوه الناس إليه ، فليتبوأ مقعده من النار ، وإن الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها "(٣) 

بخلاف أهل التقوى والورع الذين يتحسرون على حالهم أنهم لم يبلغوا من العلم إلا قليلا مع عمرهم الكبير لذ تجد جل وقتهم في بحث وتدقيق و تحقيق و ومراجعة و مباحثة وتدريس وو .. ليبحثوا عن ما يبرئ ذمتهم أمام الله سبحانه ويعذرون حينما يختارون هذا الرأي على ذاك . 


٢- الاندفاع والعجلة في اتخاذ المواقف وتقلب آرائهم وتناقضها على فترات قصيرة قد تصل في بعض الأحيان في كلامهم الواحد في مجلس واحد.

ولذا ليس من المقبول تقديم العالم أنه يعلم  كل شيء لأن التخصصات زادت ويصعب استيعابها وورد في الرواية عن رزين أبي النعمان عن 

الإمام علي ( عليه السلام ) : إذا سئلتم عما لا تعلمون فاهربوا ، قالوا : وكيف الهرب يا أمير المؤمنين ؟ قال : تقولون " الله أعلم " ) وعنه ( عليه السلام ) : ولا يستحي أحدكم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول : لا أعلم . (٤)

وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال : (لا تغتروا بصلاتهم ولا بصيامهم، فإن الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش ولكن اختبروهم عند صدق الحديث، وأداء الأمانة)(٥)

وكذلك ورد في الرواية عن الصادق عليه السلام (انظر إلى ما بلغ به علي (عليه السلام) عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فالزمه! فإن علياً إنّما بلغ ما بلغ به عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بصدق الحديث وأداء الأمانة ) (٦)

وري عن سيد الموحدين عليه السلام ( إنما العلم ذو فضائل كثيرة ورأسه التواضع وعينه البراءة من الحسد وحفظه الفحص وقلبه حسن النية  إلى أن يقول وجيشه محاورة العلماء ) (٧)


٣- بُعد الإنسان عن الدرس والتدريس والمباحثة مع العلماء يصل بالإنسان أو من يدعي العلم إلى أنه لا يسمع إلا صوت نفسه وما يوافق هواه ويعطي ذاته فوق ما تستحق ويضعها في غير محلها. فتجد بعضهم ينشغل بأن يقدم ذاته ومن حوله . وهذا خلاف خط المراجع الورعين المخلصين وخذ مثالا السيد الخوئي قدس سره إلى آخر حياته وهو يتطور في علمه لماذا؟  لوجود مجلس الاستفتاء الذي يضم فحول العلماء لتعرض عليه المسائل وتناقش مع السيد الخوئي قدس سره وبعض المسائل لا يبت فيها قبل أن تعرض على هذه اللجنة. 


✋خلاصة ما فهمته من محاضرة السيد حسين الحكيم :

عليك أيها المكلف أن تكون على بصيرة من دينك و أن لا تخدعك صور الأشخاص أو نسبهم أو كلامهم بل عليك أن ترى علمهم من خلال أهل الخبرة والتخصص وعطائهم الفكري و  العلمي و أن لا تصغي إلى من يطعن في المرجعية المشهود لها في الحوزات العلمية المعتبرة فإنهم وصية مولانا صاحب العصر والزمان عليه السلام . 


🕯️المصادر : 

١-بحار الأنوار – المجلسي – ج٣ – ص٢١٧

٢-بحار الأنوار ج٢ ص ١٢٤ .

٣-أعلام الدين -ص٩٠ - الكافي 1 : 37 / 6. 

٤-العلم والحكمة في الكتاب والسنة، محمد الريشهري، ص ٣٣١

٥-جامع السعادات ١٨٢/٢

٦-بحار الأنوار: 75/116

٧-منية المريد – الشهيد الثاني ص ١٤٨ .

حوارية (121) لا أريد أن أؤمن ببعض الكتاب(القرآن الكريم)

  ❇️حوارية (121) لا أريد أن  أؤمن ببعض الكتاب(القرآن الكريم) وأكفر ببعض؟  ☝️السائل : نمر اليوم بعدة مشاكل في الحياة ومنها المجاملة التي نصل ...