الاثنين، 23 أغسطس 2021

الليلة الثالثة عشر

 المحاضرة الثالثة عشر:  ١٤٤٣ هـ 

شيخ: عبد الجليل البن سعد

 

💎الموضوع: أمل الإنسان الأخير المركزية مع الإمام المهدي عجل الله فرجه 

قال تعالى { فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا  وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(٤٥) } الأنعام .


🕯️مقدمة : 

لا شك أن الإنسان بطبعة يبحث عن حلم المركزية وأن يكون هو محور الكون ولكن يخطئ الطريق في كثير من الأحيان كما بين ذلك في الحديث ( كل بني أدم خطأ ) فطبيعة الإنسان ليس في ذات طبيعتها بل في تحقيق تلك الأحلام ويحاول الإنسان ويعد الكرة مرة بعد مرة تلك الأحلام ويقع في ذات الخطأ أو أسوء منه ولذلك لا بد أن يوجد نهاية لتلك الأخطاء لبني الأنسان والتي ستكون مسددة من قبل السماء وهي وجود مولانا صاحب العصر والزمان ليحقق العدالة في الأرض ويعطي المركزية المناسبة والمشروعة للإنسان بعد أن يخلصه من المركزية المشبوهة والمشوهة فحين تتحقق على يد القائد المدخر من قبل الله سبحانه سيضع المفهوم الصحيح للمركزية الإنسانية 


وهنا سنذكر عدة أشكال للمركزية الإنسانية  


١- المركزية الاستعبادية (الاستبدادية)

 يقول بعضهم من السلفية وهو أبو الحسن الندوي في كتابة ( ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين في ص٣٠ .

يقول : كثير من السلاطين كلاً- عبئاً وثقلا - على للأرض وويل للنوع الإنساني وعذاباً للأمم الصغيرة وقطع هذا الجزء السقيم وإبعاده عن الجزء السليم مظهر كبيراً لربوبية رب العالمين . أنتهى .

 يعني أنه لن يتخلص العالم من هذا الكل والويل للنوع الإنساني إلا بدخالة ربانية بقي أن يقول أنه الإمام المهدي عجل الله فرجه. وهذا يكشف أن الإيمان بالمخلص من الأوليات المعرفية. فهو شعر أن هذا الظلم غير متوافق مع الطبيعة البشرية وشعر أنه لا بد أن يُقتلع ولا سبيل للتخلص منه إلا بدخالة ربانية . 

 فحين يأتي المخلص الموعود بقانون دقيق حينها ستتحقق الحرية العامة .  فالعالم جرّ الويلات لأنه فكر بحرية ذاتية ولذا يجب أن تكون حراً بشرط يكون عملك لصالح المنظومة الكبرى و العامة فيكون لك جزاء وهو مقدار الحرية التي مُنحت لك من قبل المنظم الأساس وهو الحق سبحانه فلو أديت حق الله الشرعي من أموالك فليس لأحد حق أن يقول لك لماذا تنفق هنا وتبسطها هناك نعم لو تعاملت بزهد ستحسب لك نقاط كمالية وتعود لك ادخار موفور يوم القيامة .

تنبيه :  يتوهم البعض أنه لا يستطيع أن يتعايش مع الأغنياء ولكن هذا فهم خاطئ خصوصاً إذا عرف حدوده الشرعية لأن الدين مرن والدليل على ذلك 

أن الإمام الحسين عليه السلام عنده عدة زوجات من أزواجه عندها بيت خاص بها وزوجة ساكنه في بيته فهناك تفوات في شكل البيتين فبيت الإمام عليه السلام بسيط به أثاث متواضع وبيت زوجته الثانية التي تملك بيتها به أثاث جميل فكان المؤمنون يحضرون عند الإمام عليه السلام مرة في هذا البيت وأخرى في البيت الثاني فرأ الفرق فسأل أحدهم عن الفرق بين البيتين

 فقال له الإمام عليه السلام علينا أن نمهر النساء ولكن أين تضع المرأة مهرها فهذا شأنها . 

هذا الحديث يعطينا درس مهم وهو تصحيح مفهوم مبدأ الزهد واحترام حق المرأة  

وهذا الموقف تكرر عند الإمام الباقر عليه السلام لأن بعض النساء لا تتذوق الحياة إلا بهذه الطريقة ولذا عند الإمامين يحب أن يشاركها حياتها . 


٢-المركزية الزائفة:

 نقصد كيف تصاغ فيها الخدعة 

طريق حسابها إذا أرد أن يسود الناس بحكمه الزائف أسند نفسه للسماء وأنه مخلوق من السماء كما جرى عند جماعة السسان فكانوا يعتبرون ملوكهم من السماء فأي ملك منهم يُحيّا على أنه مخلوق من السماء ومن هو من السماء له كل ما يريده من أهل الأرض وليس العكس .

مثال٢ : الصينيون كانوا في وقت يعتقدون أن الإمبراطور ابن السماء يعني مخول فيما يخول به الانسان مع نفسه فينتج من هذا الفهم أنهم يقودون الناس كالقطيع دون كرامة لهم .

مثال ٣: كذلك البراهمة أعطت علمائهم مكانه لو دمر العالم بفتواه فهذا البرهمي مغفور له لأنه لن يحاسب ويرون أن الطبقة الأولى منهم هم صفوة الله حتى لو جار عليك وفرض عليك الحرمان فهذا حق له . 

مثال ٤ : كذلك الجبرية الإستسلامية كما فعلت الدولة الأموية من استعباد الناس تحت مفهوم أن الله هو الذي أختارهم على الخلق وجعلهم حكاماً ولهم حق التسلط عليهم فكان معاوية يعقد مجلس ليقرأ عليه تاريخ الملوك السابقة لساعات فما يعجبه يطبقه على شعبة . وهم من فتح باباً للفلسفة السلبية كما يذكر ذلك الشيخ فاضل اللنكراني في بحثه الأصول استطرادا إلى هذا المعنى 


٣-المركزية التكنلوجية:

 استغلال التطور في بلوغها 

هناك علاقة عكسية بين العقل والآلة بحيث يعتمد كثيراً على نتائج الألة فيعطل الذكاء النادر في الشخصيات الموهوبة ولذا أثره خطير مستقبلاً الموضوع ليس متوقف على الطبيب حتى المكانيكي حتى الفقيه يضظر للاتكاء على تشخيص غيره ومنها الاتكاء على الآلة فكان الفقيه يقف بنفسه على الأفاق مثل الزوال و تحديد القبلة وغيرها فلا يوجد اليوم حاسة تشغيل الدقة والفطنة بشكل يومي .

فيأتي هناك التطور الأامن في عصر الحجة عليه السلام فيدير البوصلة بشكل دقيق حتى لا يعطي التطور طريق التهور ولا يصبح الخير تحت أنياب الشر فالألة في حد ذاتها خير إذا استخدمت على أيدي الخير . وهناك من أستخدم التطور في هلاك الناس كما فعلت القوى المستكبرة القنبلة الذرية وضربت بها الناس ثلاث مرات في أقل من خمسين سنة واليوم عندنا المفاعلات النووية فلو ينفجر أحدها تنتهي البشرية . 


٤-المركزية العاطفية:

وهي تناشد بين الدين والعلم وهي الحياة الأخلاقية ولكن للأسف هذا النوع نادر الوجود أن يكون هناك أقبال على المزج بين العلم والدين . كما كان سابقاً في منطقة الأحساء كان هناك منهج في الإقبال على العلم و الدين . فقد كانت هناك عوائل ترعى العلم فلو دخلت على قناة الشيخ محمد الحرز  في التلقرام حقق كثير في هذا الموضوع فحريّ بالشباب الدخول في قناته في التلقرام ليلمس ذلك فحقق في عوائل أنها هي أساسية في وجود العلم والأن مع الأسف الشديد أجيالها المتعاقبة انشغلت بالحياة العامة عن العلم فإذا الوجهاء أياً كان احترموا العلم وأقبلوا عليه أقبل الشباب على العلم في السابق كان الناس تدعوا أهل العلم في منازلها فيتأثر الولد فيحترم أهل العلم .


٥-المركزية العالمية في الحكومة العالمية مع القيادة العالمية وهي شخصية الإمام الحجة عليه السلام .

أن يكون هناك حاكم غير مؤطر بقومية ولا بمنطقة جغرافية ولكن تكون مركزيته عامة للبشرية. ستكون كجده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فلم يستطيع سادة قريش تأطيره في قالب واحد حين قالوا له ( لو شئت عقدنا لك ألويتنا فكنت رأساً ما بقيت ) فرفض النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ذلك لأنها ستكون مأطرة بغطاء قرشي ولن تكون عالمية ولن تمارس التعادل بين الخير والشر ولن تمارس التعادل في الأخلاق فتدلنا الروايات عن مولانا صاحب العصر والزمان سيغيب غيبة طويلة لكي يستوطن في قلوب العالم لأن الكل ينشد المخلص فلن يكون له قومية ومنطقة جغرافية فحين سيخرج سيكون للعالم فيتداعى له . ولذا لن يمارس عملية الإصلاح إلا إذا أزال ذلك الظلم هنا أو هناك فحين يقال في الدعاء ( اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآخر تابع له على ذلك ) فيستجاب على يد هذا المخلص الموعود . 

ونسأل من الله سبحانه أن ندعوا معه هذا الدعاء في ذكرى الحسين عليه السلام ونقول معه ( لأندبك صباحاً ومساء ولأبيكن عليك بدل الدموع دما ) 

 ✍️زاهر حسين العبدالله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حوارية (122)ماذا يريد الإمام الصادق عليه من شيعته في هذا العصر؟

  حوارية ( 122) ماذا يريد الإمام الصادق (ع) من شيعته في هذا العصر ؟ 👆السائل : في ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام ماذا يريد منا الإما...