الاثنين، 8 أغسطس 2022

الحجاب ضاع مفهومه عند بعض نساءنا اليوم

 الحجاب ضاع مفهومة عند بعض نساء اليوم

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} الأحزاب وقال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} وقال تعالى: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }.

مقدمة

لو تأملت المرأة المؤمنة في هذه الآيات بعين القلب لتعرف ما هي حدود الحجاب لما احتاجت لتفسير أو تبرير أو غيره. لذا نريد أن نركز جلستنا هذه الليلة على أمرين أساسين، وهما: معنى الحجاب كما أشار القرآن إليه، والثاني مضامين الحجاب الداخلي الذي يريده الإسلام. ولعل الكثير تكلم عن الحجاب بشكل موسع إلا أننا نلاحظ أن هناك فقرة من فقراته لم تشبع، وهي سلوك المحجبة مع نفسها ومع مجتمعها، ونريد هنا في هذه الجلسة أن نستعرض أبرز ما وصلت إليه بعض المحجبات اليوم.

 لمن يريد المزيد عن المسائل النسائية عن الحجاب فليراجع هذا الموقع (مسألة الحجاب للشيخ مرتضى مطهري) للمرجعين السيد السيستاني والخوئي 

www.imamreza.net/arb/imamreza.php?print=348

والجلسة ستتناول ما يلي:

معنى الحجاب وحدوده. وهل هو مقتصر على الحجاب الشكلي فقط؟

أسباب عدم تمسك بعض الأخوات بالحجاب كما ينبغي.

ممارسات قد تكون محرمة أو مكروهة كراهية شديدة أو لا تليق بامرأة مؤمنة.

علاج مشكلة الحجاب في مجتمعنا.

المناقشة مع الشباب.

معنى الحجاب وحدوده وهل هو مقتصر على الحجاب الشكلي فقط ؟

الحجاب: هو الستار. والخمار كما عرفه الشيخ مطهري: هو الغطاء الذي يوضع على الرأس فيغطي الأذن والصدر والرقبة.

(الخُمُر) بضمتين: جمع خمار وهو ما تغطي به المرأة رأسها وينسدل على صدرها، والمراد بالجيوب: الصدور، والمعنى: وليلقين بأطراف مقانعهن على صدورهن ليسترنها بها. وفي مجمع البحرين، مادة (خمر): أي مقانعهن، جمع خمار وهي المقنعة وهو شعار إسلامي مقدس لصون المرأة وحفظها من الأذى. كما أشارت الآية القرآنية، ولا يقتصر على الشكل، بل يتعدى ذلك إلى المضمون. وحجاب المضمون أهم وهو أن تعي المرأة المؤمنة أن حجابها وعفتها الداخلية هي انعكاس طبيعي على حجابها الخارجي. ومن مضامين الحجاب الداخلي الخلق العالي إذ لا بد أن تكون المرأة على مستوى من الأخلاق والآداب تجعلها قدوة في مجتمعها، وأن تتخذ لها قدوة في حجابها، وهي سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام وفخر المخدرات زينب عليها السلام. 

ولي وقفه مع الحجاب اليوم عند بعض أخواتنا هداهم الله تعالى، ولديّ مجموعة أسئلة أريد الإجابة عليها من وجدان الأخوات بصراحة وواقعية، وهي همسة في الأذن. 

س1/هل العباءة التي تلبسينها اليوم هي للستر أم للزينة، وأقصد عباءات اليوم مثل عباءة الكتف أو المغربية أو غيرها مما لا يحضرني أسماؤها؟

س2/ هل أنت مقتنعة بأن العباءة التقليدية التي تلبسها بعض المؤمنات اليوم أكثر ستراً من عباءات الموضة اليوم؟

س3/ هل الحجاب يمنع المرأة من بعض الممارسات التي تخالف الحجاب مثل رفع الصوت الزائد أو سوء الخلق مع الوالدين أو التكبر ...إلخ

س4/ لو كان للحجاب الخارجي وصف ماذا سيكون وصفه من وجهة نظرك؟ 

س5/ لماذا يكون الجمال عادة في نصف التعري أو لبس ما يلفت النظر؟

أختي المؤمنة إنما دفعني لهذه الأسئلة ما نشاهده اليوم من بنات الإسلام، وكيف بدأ الحجاب يضيع في ظل العولمة، وأرجو من الأخوات أن لا يأخذن الأمر بسلبية، ويكلن بمكيالين، ويقلن مثلاً: لماذا لا ينظر إلى نفسه وأسرته؟ فأنتن أكبر من أن تفكرن بهذا التفكير، وإنما أقصد بهذا الموضوع نفسي وأهلي وأخواتي جميعا من دون استثناء، وإنما يجب أن تكون غيرتنا على بنات المسلمين جميعا.

أعود للموضوع بعد أن وضعنا سمات بحثنا نريد أن نركز على من هم القدوة من النساء المحجبات، ونعتب عليهن عتاب الأخ لأخته، ونُذكرهن بمسؤوليتهن تجاه أنفسهن وتجاه مجتمعهن، ولكي أختصر الطريق سأذكر صفات المرأة المحجبة المؤمنة بأدنى مراتبها، وليس أعلاها، وهي:

ـ أن تكون قدوة في شكل الحجاب العفيف الذي أخذ قصدا للستر فقط، وليس للزينة.

ـ أن تكون قدوة في السلوك وفي الخلق والأدب العالي مع الأهل أولاً ثم الأقارب ثم الأصدقاء ثم نساء المجتمع.

ـ أن تكون قدوة في معرفة مسائل دينها وتكاليفها الشرعية.

ـ أن تترفع عن الرياء والسمعة والشهرة، وتكون متواضعة في تعاملها مع بنات مجتمعها.

ـ أن تكون مثالا للتضحية والإباء.

ـ أن تكون صاحبة رسالة تريد توصيلها في المجتمع، وتتعامل بأنها خادمة للزهراء عليها السلام وأهل البيت عليهم السلام.

ـ أن تربي الفتيات على الحجاب والأخلاق الكريمة.

هذه جملة من الصفات المختصرة التي بإمكان أي امرأة مؤمنة التحلي بها.

أسباب عدم تمسك بعض الأخوات بالحجاب كما ينبغي

ـ الجهل بفوائد وفلسفة الحجاب، وما يعطيه الحجاب من منعة وحفظ لها كما أشار القرآن الكريم.

ـ التربية الخاطئة من قبل بعض الأسر، وعدم تعويد بناتهن منذ الصغر على الحجاب، وعدم توضيح أهميته في الإسلام.

ـ عدم وجود حوافز لمن ترتدي الحجاب كي تحب الطفلة الحجاب.

ـ قلة الوعي بالمفاسد التي تأتي من وراء خلع الحجاب.

ـ عدم وجود برامج علاجية لتعريف الحجاب عند الفتيات لترغبهن في ارتداء الحجاب.


 ممارسات قد تكون محرمة أو مكروهة كراهية شديدة، أو لا تليق بامرأة مؤمنة 

ـ وضع العطر قوي الرائحة، والسير به في الأسواق وغيرها، فيطمع الذي في قلبه مرض فيها، وتعرض نفسها للأذى.

ـ وضع الشنطة على اليد وما لها من أشكال وألوان فسفورية ملفتة للنظر تشجع نظرات السوء أن تمتد إليها.

ـ عدم لبس الجورب على الرغم من حرمة ذلك، وقد تلبسه لكن للأسف الشديد بعض النساء تختار ما يلفت النظر في هذا الجورب من قصره أو لونه أو شكله. وكذلك صوت قرع النعال كما أشارت الآية التي تلوناها في بداية الجلسة.

ـ وضع النقاب الملفت والكحل الفاضح والمكياج الظاهر وغيرها من الأمور التي يندى لها الجبين!!

ـ المشية المريبة والخضوع في الكلام والتصنع في الحركات كل ذلك جهلًا من بعض النساء بأنه يزيد جمالها بهذا، وهذا خطأ كبير جدًا تقع فيه بعض الأخوات هداهن الله لسواء السبيل. 

علاج مشكلة الحجاب في مجتمعنا 

ـ توعية المجتمع من خلال المحاضرات والدروس الحوزوية بأهمية الحجاب.

ـ ربط الأخلاق الحميدة بالحجاب، وأنها أساس في عملية ارتداء الحجاب.

ـ تعليم الفتاة أنه ليس كثرة فعل النساء لسلوك معين دليل على صحته وليس القليل هو الخطأ.

ـ الصبر على جهل بعض الناس أو المجتمعات والسير قدما نحو ما أراده الله ورسوله صلى الله عليه وآله رغم تعيير الناس.

ـ لا بد من وجود مرجعية فكرية وشرعية ترجع إليها الفتاة في تقويم سلوكها، ومن ضمنها الرسالة العملية لمرجعها فهي الحكم، وليس عرف الناس هو الحكم.

ـ التمسك بالآيات والروايات التي تحث على أن تكون المرأة محجبة قلبا وقالبًا.

مناقشة مع الشباب

س1/ ما هو الحجاب الشرعي عند المراجع؟

من جملة ما يركز عليه المراجع في الحجاب أن يكون فضفاضًا كاتماً أي أن لا يحاكي الجسد- يشف عن لون الجسد-، ويظهر مفاتنه، وأن لا يُلبس بقصد الزينة بل للستر، وأن لا يكون شكله ملفتا للنظر. وهذا ما فهمته من خلال مجالستي للعلماء من المشايخ والسادة في تشخيص هذه المسألة.

س2/ أنا شاب متزوج وعرف أسرة زوجتي لبس العباءة الكاب والنقاب فهل أمنعها أم ماذا؟

انظر أيهما أهم عندك: رضا الله وأهل البيت عليهم السلام أم رضا أهل زوجتك، وأذكرك ونفسي بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}.

س3/ نحن نعرف بعض المؤمنات التي تحسب على خدام الزهراء يعلوها الكبر على بعض الأخوات، فماذا يجب علينا تجاههن؟

علينا أن نذكرها بأنك قدوة لأخواتك والحجاب لا يقف عند الشكل الخارجي، بل الأهم هو حجاب الداخل والمضمون بحيث يحمل في طياته التواضع والخلق العالي لكل طوائف المجتمع والشعور بالمسؤولية لتوعية الأخوات وتقريبهم من الله سبحانه.

س4/ كيف كان حجاب الزهراء عليها السلام في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله؟

الأمر يصعب وصفه، لكن سأقول ما أعرفه لما خرجت من المنزل كي تدافع عن حريم الإمامة لاثت خمارها، وذهبت تطأ أذيالها، ومشت وكانت مشيتها لا تخرم مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فيفهم من الحديث أنها كانت على أعلى درجات الحشمة والعفة والطهارة، وكانت مغطاة الوجه فضفاضة الغطاء لا يرى من تفاصيل جسدها الشريف شيء، وعلى كل هذا فهي خرجت في جمع من النساء. ونطلب من الأخوات أدنى مراتب هذه الحشمة، وهي ما أشرنا به في جواب السؤال الأول.

س5/ ما هي حدود الحجاب الاسلامي عند المراة ؟

الواجب ستر الراس والجسم ما عدا الوجه والكفين ويجب ان لا يكون اللباس زينة ولا موجباً لبروز مفاتنها  .

س6/ ما يحدث في الأعراس من دخول أهل الزوج مع الزوجة في صالة الأفراح هل يجوز أم لا؟

لا يجوز لأنهم أجانب على النساء غير المحارم، وهذه من العادات الجديدة التي ما أنزل الله بها من سلطان، ويقع للأسف فيها المتدينون أيضا.

س7/ ما هو واجبنا نحن الشباب تجاه أخواتنا؟ 

الغيرة عليهن من نظر المعتدين والشد على يد الصابرات منهن على سوء جهل بعضهن وتعييرهن، والوقوف بحزم ضد العادات السيئة التي تسيء للمذهب من بعض الممارسات التي تغضب الله عز وجل.


حوارية (121) لا أريد أن أؤمن ببعض الكتاب(القرآن الكريم)

  ❇️حوارية (121) لا أريد أن  أؤمن ببعض الكتاب(القرآن الكريم) وأكفر ببعض؟  ☝️السائل : نمر اليوم بعدة مشاكل في الحياة ومنها المجاملة التي نصل ...