السبت، 27 يناير 2024

حوارية( ١١٦)إن الله سبحانه يعلم كل شيء لماذا هناك ملائكة تراقبنا إذاً؟

 ❇️حوارية( ١١٦)إن الله سبحانه يعلم كل شيء لماذا هناك ملائكة تراقبنا إذاً؟ 


☝️السائل :أخي عندي سؤال وأتمنى الإجابة عليه: بما أن الله سبحانه وتعالى عالم بكل شيء فلم جعل ملائكة تراقبنا وتكتب حسناتنا وسيئاتنا؟


✋الجواب :بسمه تعالى


هذا السؤال عن فعل الله سبحانه وقد نهانا الله سبحانه عن أن يُسأل عما يفعل


قال تعالى {لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ}


ولكن ما يمنع أن نحلل سؤالك من عدة وجوه


🌴الأول : إن الله سبحانه وتعالى غني مطلق لا يحتاج لخلقه ولكن الخلق يحتاجون إليه فمن لطفه وكرمه أن يعطي خلقه فرصة التعرف عليه وعمل ما يقربهم منه، من مهام. مثل الملائكة إذا أعطوهم مهام مراقبة العباد فهذا تشريف من جهة وتكليف من جهة أخرى فهم عليهم السلام يؤدون شكر المنعم والمتفضل عليهم بأن يقوموا بهذا الدور لينالوا شرف خدمة الحق سبحانه. كما ورد في الرواية عن مولانا علي بن الحسين السجاد عليه السلام عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث قدسي


( كنت كنزا " مخفيا " فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف )


م:بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨٤ - الصفحة ١٩٩.


🌴الثاني : إن الله سبحانه وتعالى ربط الوجود كله بقانون منظم وهو العلة والمعلول والسبب والمسبب هذا القانون من لوازم وجود حفظة مراقبين وناظرين ومحصين وكُتاب وووو.. فيكون وجودهم دلالة على عظمة الله وقدرته وهيمنته وتلامس حواس البشر الطبيعية التي تشعر الخوف من الإحصاء والمراقبة كما قال تعالى في كتابه العزيز {ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(١٨)}ق.


يكفي هذا المقدار كي أفتح لك آفاق التحرك والتفكير خارج المألوف وبعيداَ عن الحواس المحدودة

والحمد لله رب العالمين.


✍️زاهر حسين العبدالله

https://t.me/zaher000

أو الصفحة

https://zaher000.blogspot.com/2024/01/blog-post_27.html

الثلاثاء، 23 يناير 2024

حوارية (١١٥) لماذا هذا البلاء لأمير المؤمنين (ع)

 ❇️حوارية (١١٥) لماذا كل هذا البلاء لأمير المؤمنين عليه السلام وشيعته؟

 

☝️السائل: أستاذي الكريم سؤال شغلني من فترة لماذا كل هذا البلاء لأمير المؤمنين عليه السلام وشيعته حتى يومنا الحاضر وإلى متى ينتهي هذا المسلسل من البلاء؟ وهل هذا البلاء مكتوب على من يحبه إلى موته ؟ أرجو إجابتي إجابةً شافيه كافيه 

 

✋الجواب بسمه تعالى

🕯️مقدمة:

أخي العزيز إن الله سبحانه وتعالى جعل الدنيا أمام خيارين لإختبار الناس وهما 

١-خيار يسلك به إلى جنة أعدها لرضاه سبحانه ورحمته 

٢-خيار يهوى به إلى نار سجّرها ربها لغضبه.


فأودع الله سبحانه وتعالى في هذه النفس شهوات ٍ إذا لم تختار ما أرده الله سبحانه وتعالى وتجتنب نهى عنه تَهلك وتُهلك غيرها. وأول من وقع في هذا الامتحان هو إبليس عليه لعنة الله حينما أُمر بالسجود لآدم فأبى واستكبر وقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فكان هواه مخالف لأمر الله سبحانه وتعالى فصدق عليه قول الله سبحانه {أَ رَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَ فَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (٤٣)} الفرقان.

فأصبحت سنة الظالمين لأنفسهم إلى يوم القيامة. 

ومن جهة أخرى من سنن الله سبحانه أن أشد الناس بلاءً في هذه الدنيا يكون أقربهم منزلة منه سبحانه وتعالى ولذا ذكر آيات عديدة في ثواب الصابرين مثل قوله تعالى {وقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ولا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُونَ (٨٠)} القصص.

فكان المصداق الأبرز نبينا العظيم (ص) حتى قال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم (ما أوذي أحد مثل ما أوذيت في الله). (١)وتبعه في البلاء أهل بيته عليهم السلام وأولهم أمير المؤمنين على عليه السلام الذي واجه أشد أنواع البلاء والمصائب ممن نصب له العداء وجوهره هذا العداء بسبب رسول الله صلى الله عليه وآله ولكن لا يمكنهم الإفصاح عن ذلك لأن كل المصالح التي بنوا عليها خططهم ستكون في مهب الريح فكان الضحية هو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو أمير المؤمنين عليه السلام.

وهنا يأتي الجواب حينما جسّد أمير المؤمنين عليه السلام الإيمان كله فكان مظهر لجلال الله وجماله وإرادته وجنته وناره بنص حديث (يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق إلى يوم القيامة) (٢)

فالمؤمن في الجنة والمنافق في الدرك الأسفل من النار، هنا اشتعلت نيران الأنا والعصبية والهوى القبلية والحسد لهذا الرجل العظيم الذي هو محط عناية الله سبحانه ولطفه فكرهت الناس الحق المتمثل في سيد الموحدين علي عليه السلام كما في قوله تعالى {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (٧٠)} المؤمنون. 

فوقفت هذه النفوس المريضة أمام إرادة الله سبحانه وتعالى واختياره 

فجعل الله سنة الابتلاء جزءا من هذا الوجود ليميز الخبيث من الطيب إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها

قال تعالى {أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وهُمْ لا يُفْتَنُونَ (٢)} العنكبوت.

فكان أمير المؤمنين عليه السلام هو الإيمان والحق المحض كله وميزان العدل القسط كله حتى صار الإمام علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيث دار كما ورد عن نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله

(علي مع الحق والحق مع علي، يدور حيثما دار) (٣). وقال في حقه حينما بلغت الروح التلاقي وبلغت القلوب الحناجر في حرب الخندق أمام زهو عمرو بن ود العامري. وهو يقول هل من مبارز؟

فأحجم الصحابة خوفاً ورعبا فرفع يده سيد الموحدين قائلاً أنا له يا رسول الله فأذن رسول الله صلى الله عليه لعلي عليه السلام بمبارزته ثم قال (ص) روحي فداه (برز الإيمان كله إلى الكفر كله) (٤)

فحين قتل أمير المؤمنين عليه السلام عمر بن ود العامري قال روحي فداه (لضربة علي خير من عبادة الثقلين) أي مظهر أجلى وأصدق من إرادة الله ونهيه في هذا المقال الجامع المانع الواضح في مقام أمير المؤمنين عليه السلام 

 

والأقوال في حق أمير المؤمنين عليه السلام كثيرة لكن نختم بهذه الرواية توضح جانباً من سؤالك على لسان مولانا الإمام الباقر (عليه السلام) - إذ جاءه رجل فقال: والله إني لأحبكم أهل البيت -: فاتخذ للبلاء جلبابا، فوالله إنه لأسرع إلينا وإلى شيعتنا من السيل في الوادي، وبنا يبدأ البلاء ثم بكم، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم. (٥)

وهناك أسباب جوهرية مباشرة لهذا الحقد على أمير المؤمنين عليه السلام ذُكرت بصراحة في دعاء الندبة نأخذ محل الشاهد حيث يقول الدعاء  

(...وحبل الله المتين، وصراطه المستقيم، لا يسبق بقرابة في رحم، ولا بسابقة في دين، ولا يلحق في منقبة يحذو حذو الرسول صلى الله عليهما وآلهما، ويقاتل على التأويل، ولا تأخذه في الله لومة لائم، قد وتر فيه صناديد العرب، وقتل أبطالهم، وناهش ذؤبانهم، فأودع قلوبهم أحقادا بدرية وخيبرية وحنينية وغيرهن، فأضبت على عداوته، وأكبت على منابذته حتى قتل الناكثين والقاسطين والمارقين) (٦).

فهل بعد هذا الكلام تتنازل عن نعمة الولاية أم لا؟ 

 

☝️السائل : أحسنتم بارك الله فيكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحمد لله على نعمة الولاية وثبتنا عليها حتى نلقاه. 


✋الجواب : آمين يارب العالمين 


✍️زاهر حسين العبدالله 

 

المصادر: 

(1)         كنز العمال 5818.

(2)         بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٩ - الصفحة ٢٨٧.

(3)         شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2 / 297.

(4)         بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٩ - الصفحة ١.

(5)         ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ١ - الصفحة ٥٢٠.

(6)         بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٩ - الصفحة ١٠٦.

الجمعة، 12 يناير 2024

❇️حوارية (١١٤) كيف تحافظ على أخلاقك و مبادئك في هذا العصر؟

 ❇️حوارية  (١١٤) كيف تحافظ على أخلاقك و مبادئك في هذا العصر؟


✋الجواب بسمه تعالى


🕯️مقدمة : 

كل إنسان عاقل صاحب دين وخلق ويتبع القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام في هذه الحياة يسعى إلى أعلى درجات الكمال وهو الوصول إلى درجة العليين الذي فيه أفضل خلق الله وهم محمد وآله الطيبين الطاهرين 

ولكن هذا الطريق مليء بالاختبارات من بلاء وفقر ومرض وجوع وألم ومصيبة وغيرها من اختبارات الله سبحانه التي يميز بها الخبيث من الطيب كما قال تعالى {أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ(٢)}العنكبوت. 

وعليه كي 

نحافظ على أخلاقنا وإيماننا إذا يجب أن نجيب على هذا السؤال الهام جداً  في حياتنا أشار إليه الإمام الصادق عليه السلام. 

وهو : هل نحاسب أنفسنا دائما ونراقب أفعالها؟ كما ورد

عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الحسن الهادي عليه السلام قال: ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فإن عمل حسناً استزاد الله، وإن عمل سيئاً استغفر الله منه وتاب إليه.


وعن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله شيئاً إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم، ولا يكون له رجاء إلا من عند الله جل ذكره، فإذا علم الله عز وجل ذلك من قلبه لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها، فإن للقيامة خمسين موقفاً كل موقف مقداره ألف سنة، ثم تلا قوله تعالى: ﴿في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون﴾(١)


💡تأمل هذين الحديثين جيداً  ونكتشف أسرارهما في أنفسنا الضعيفة الذليلة المسكينة نسألها يانفس لماذا خُلقت؟ ولأي غاية تريدين أن تصلي؟ وما هي وظيفتك في هذه الحياة؟ عندها سنكون في مأمن من الشهوات والانحرافات الفكرية والعقدية وكذلك الملوثات الروحية الإيمانية من حسد وكره وحقد ونميمة وغيرها 

وأفضل طريق يعصمنا من الضلال هي وصية النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله الخالدة التي تركها لنا إلى يوم القيامة حيث قال 

(إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا:كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.(٢)


💡الخلاصة : علينا أن نراجع أنفسنا في كل آنات حياتنا ونراقبها في أقوالها وأفعالها وتصرفاتها كي نصبح مصداقاً لقوله تعالى

( وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها (٧) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها(٩) وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (١٠)} الشمس. 

ونكرر الدعاء المشهور الغريق 

عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله ابن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى لا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق قلت: وكيف دعاء الغريق؟ قال: تقول:

يا الله يا رحمان يا رحيم، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فقلت: يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك، فقال: إن الله عز وجل مقلب القلوب والأبصار ولكن قل كما 

أقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. (٣)

وفي زمن الغيبة علينا بالتمسك بمراجعنا العظام أعلى الله مقامهم في أمور الدين لأنهم هم أعرف بحلال وحرام محمد وآله الطيبين الطاهرين 

لما لهم من الفضل كما ورد في الرواية 

(قال جعفر بن محمد عليه السلام: علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريته، يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا، وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته النواصب، ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة، لأنه يدفع عن أديان محبينا، وذلك يدفع عن أبدانهم.(٤)

والحمد لله رب العالمين 


✍️زاهر حسين العبدالله 

https://t.me/zaher000

أو الصفحة



المراجع :

(١)وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ١٦ - الصفحة ٩٥.

(٢)وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ٢٧ - الصفحة ٣٤. 

(٣)بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٢ - الصفحة ١٤٩. 

(٤)الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ١٥٥.

حوارية (121) لا أريد أن أؤمن ببعض الكتاب(القرآن الكريم)

  ❇️حوارية (121) لا أريد أن  أؤمن ببعض الكتاب(القرآن الكريم) وأكفر ببعض؟  ☝️السائل : نمر اليوم بعدة مشاكل في الحياة ومنها المجاملة التي نصل ...