السبت، 27 أبريل 2024

حوارية (121) لا أريد أن أؤمن ببعض الكتاب(القرآن الكريم)

 ❇️حوارية (121) لا أريد أن  أؤمن ببعض الكتاب(القرآن الكريم) وأكفر ببعض؟ 


☝️السائل :

نمر اليوم بعدة مشاكل في الحياة ومنها المجاملة التي نصل معها حد النفاق وبين جفاف العلاقات بسبب عدم مراعاة الأدب القرآني في التعامل مع بعضنا 

نأخذ من القرآن الكريم مايناسب أهواءنا ونترك مايخالفها بحجة أو بأخرى فهل هناك توجيه لإدراك تعاليم القرآن الكريم بطريقة صحيحة كي لا أؤمن ببعض الكتاب وأكفر ببعض؟ 


✋الجواب بسمه تعالى 


القرآن الكريم كتاب هداية وبيان وتكاليف شرعية

فالقرآن الكريم يخاطبنا بعدة طرق نرتبها حسب الأولوية 

1- أوامر قرآنية 

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً( 59)}النساء. 

ويكون من طيات هذه الأوامر أن لا نشرك بالله طرفة عين ولا نعبد إلا إياه ونطيعه فيما أمر ونجتنب ما نهى عنه وقرن طاعته بطاعة من يبين أحكامه: حلاله وحرامه وهم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين 

وأول تلك الأوامر بعد الإيمان بالله وأصول الدين هي فروع الدين 

الصلاة والصيام والحج والزكاة والخمس والولاء والبراء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 


فلا نعمل واحداً ونترك البقية بل كلهم تكاليف شرعية يجب العمل بها. 


2- التوجيهات والإرشادات والمستحبات تدخل كلها في الأدب القرآني 


3- التدبر في آيات الله سبحانه من الذرة إلى أكبر مخلوقاته . 


فالقرآن الكريم وكلام العترة الطاهرة عليهم السلام منظومة كاملة جاءت لتنظم حياة الإنسان وتقويم سلوكه وتخلق مجتمعاً يشترك فيه الناس في الحقوق والواجبات وجعل بعضها قائماً على بعض وبعضها مصلح لبعض وبعضها زاجر لبعض  وبعضها يتعايش سلمياً مع بعض . 


فينبغي على طالب العلم أن يحيط بكل هذه الأمور القرآنية كلا بحسبه كي يكون توجيهه صحيحاً فحين يسكت عن دليل وحين يتكلم عن دليل وحين يأمر بمعروف وينهى عن منكر بدليل وهكذا. 


كي لا يصدق علينا قوله تعالى

{... أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى‏ أَشَدِّ الْعَذابِ وَ مَا اللَّـهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)}البقرة. 


💡الخلاصة :

 علينا أن نعرف تكليفنا الصحيح خصوصا بعد صلاح أنفسنا ومحاسبتها بأن نعرف كيف نطبق فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

ولا نترك العمل بها قدر استطاعتنا

وأنا القليل في مقام أذكر نفسي الأمارة بالسوء إلا مارحم ربي والحمد لله رب العالمين. 


✍️زاهر حسين العبدالله

https://t.me/zaher000

الاثنين، 22 أبريل 2024

 ❇️ حوارية ( 120) إمام الحوار الصادق عليه السلام

👆السائل : نحن في زمن الحوارات الفكرية والثقافية والدينية فهل هناك ضابطة نتكئ عليها في حواراتنا نستفيدها من حياة الإمام الصادق عليه السلام؟


✋الجواب : بسمه تعالى

نعم وأجمل صورة للحوار هي قول الله تعالى

{ادْعُ إِلى‏ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)}النحل.

هذه الآية الكريمة نقف معها وقوف المسؤولية أمام من نحاوره إذا أردنا أن نكون متبعين مسلّمين لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام 

وهنا نحلل ماذا تريد منا الآية إذا صرنا في مقام الدعوة إلى الله تعالى 

1- أن نكون على قدر كاف ٍ من العلم والتقوى والورع لنكون مؤهلين لأن نكون دعاة إلى الله سبحانه وعماد هذا هو الصلاح في القول والعمل 

2- تؤكد الآية الكريمة على أن يكون الحوار مبنياً على الحكمة وهو وضع الشيء في موضعه ولا يتم ذلك إلا بمعرفة الصالح من الفاسد والتمييز بينهما بشكل دقيق بل أبعد من ذلك الصالح والأصلح والفاسد والأكثر فساداً فيعرف الأسلوب الأمثل للتعامل مع من يحاوره الذي يعطي طابعاً للطرف الآخر أن هذا الإسلام يحمل قيماً ومبادئ منعكسة على متبعيه فيظهر بصورة مشرقة من التوازن النفسي والعصبي والسكينة والهدوء والصمت حتى تنتهي حجة الآخر واختيار أفضل العبارات وأوجزها وأبلغها حجة على الآخر. 

3- ثم تؤكد الآية الكريمة ( الموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) 

ليكن الحوار مبنياً على النصيحة الصادقة والرحمة والشفقة وعدم الانتصار للذات والغلبة بل البحث من أجل الوصول للحقيقة وعدم تقوية الحجة بإسقاط الآخرين بل لما يملك من قوة في الدليل وأبلغ في البيان. 

وقد جسد ذلك مولانا الصادق عليه السلام في كل حواراته مع من يختلف معهم حتى شهدوا وأذعنوا له الكل حتى الملاحدة 

ونذكر هنا شاهداً جميلاً جدا يشهد فيه أبو العوجاء الملحد لأحد تلامذة الصادق عليه السلام الذي أغلظ له في الكلام بكلمات تكتب بماء الذهب وكأنه يجسد الآية الكريمة في شخصية الإمام الصادق عليه السلام 

حيث كان مصداقاً جلياً، لقوله تعالى: {وجادلهم بالتي هي أحسن}، وعرف عنه هذا الأمر، فلم يكن (ع) يستخدم العنف اللفظي مع أحد من الناس ولا سيما محاوريه، ولا يتمكن أحد من استدراجه ليقع في فخ الانفعال والغضب، وهذا ما شهد به أحد كبار الملاحدة، ففي إحدى حوارات تلميذ الإمام (ع) المفضل بن عمر مع ابن أبي العوجاء نجد أنّ المفضل يقسو على ابن أبي العوجاء ويُغلظ له في القول مستخدماً عبارات من قبيل: "يا عدو الله ، ألحدت في دين الله وأنكرت الباري جل قدسه.."

💡وهنا الشاهد 

 فيجيبه ابن أبي العوجاء قائلاً: "يا هذا إن كنت من أهل الكلام كلمناك، فإن ثبتت لك حجة تبعناك، وإن لم تكن منهم فلا كلام لك، وإن كنت من أصحاب جعفر الصادق فما هكذا يخاطبنا ولا بمثل دليلك يجادلنا، ولقد سمع من كلامنا أكثر مما سمعت، فما أفحش في خطابنا ولا تعدى في جوابنا، وإنّه للحليم الرزين العاقل الرصين، لا يعتريه خرق ولا طيش ولا نزق ويسمع كلامنا ويصغي إلينا ويستغرق حجتنا حتى إذا استفرغنا ما عندنا وظننا أنا قد قطعناه أدحض حجتنا بكلام يسير وخطاب قصير يلزمنا به الحجة ولا نستطيع لجوابه رداً، فإن كنت من أصحابه فخاطبنا بمثل خطابه" (بحار الأنوار ج3 ص58).


☝️هذا الكلام من الملحد يلخص لنا شخصية الإمام الصادق عليه السلام فأبرز أهم الخصال في الحوار

1- أنه لايفحش في قول

2- حليم رزين عاقل رصين

3- مستمع جيد لحجة مخالفيه فلا يقطعه حتى ينتهي من بيان حجته حتى يظن من يحاوره أنه قد غلبه. 

4- فإذا نطق تكلم بكلمات قصيرة عميقة في نفوس من يختلف معه غزيرة في دلالاتها  بالغة في حجتها قاطعة في بيانها فلا يكون بعدها تعليق بل إذعان وتصديق وإيمان وأنه الصادق عليه السلام حتى يقال في حقه

ذرية بعضها من بعض فالله أعلم حيث يجعل رسالته فهو من بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه. 


💡الخلاصة :

علينا أن نقتدي بهذا الإمام العظيم الذي تسالم أهل المشرق والمغرب من مختلف التيارات الديانات والمذاهب على علمه وتقواه وصدقه. كما ذكر غير واحد من علمائنا حيث

هكذا هم أهل البيت(ع) كالشمس ترسل نورها لكل الناس، المؤمن منهم والكافر، البر والفاجر، أو كالمطر الذي يروي ظمأ البلاد وعطش العباد دون تمييز بين غني أو فقير، ولقد كنت تجد في طلاب الإمام الصادق(ع) - الذين قيل أنهم بلغوا ما يزيد على أربعة آلاف شخص - الفقيه والمتكلم والمفسِّر والأديب والمؤرخ.

والحمد لله رب العالمين.


✍️ زاهر حسين العبد الله

https://t.me/zaher000


السبت، 27 يناير 2024

حوارية( ١١٦)إن الله سبحانه يعلم كل شيء لماذا هناك ملائكة تراقبنا إذاً؟

 ❇️حوارية( ١١٦)إن الله سبحانه يعلم كل شيء لماذا هناك ملائكة تراقبنا إذاً؟ 


☝️السائل :أخي عندي سؤال وأتمنى الإجابة عليه: بما أن الله سبحانه وتعالى عالم بكل شيء فلم جعل ملائكة تراقبنا وتكتب حسناتنا وسيئاتنا؟


✋الجواب :بسمه تعالى


هذا السؤال عن فعل الله سبحانه وقد نهانا الله سبحانه عن أن يُسأل عما يفعل


قال تعالى {لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ}


ولكن ما يمنع أن نحلل سؤالك من عدة وجوه


🌴الأول : إن الله سبحانه وتعالى غني مطلق لا يحتاج لخلقه ولكن الخلق يحتاجون إليه فمن لطفه وكرمه أن يعطي خلقه فرصة التعرف عليه وعمل ما يقربهم منه، من مهام. مثل الملائكة إذا أعطوهم مهام مراقبة العباد فهذا تشريف من جهة وتكليف من جهة أخرى فهم عليهم السلام يؤدون شكر المنعم والمتفضل عليهم بأن يقوموا بهذا الدور لينالوا شرف خدمة الحق سبحانه. كما ورد في الرواية عن مولانا علي بن الحسين السجاد عليه السلام عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث قدسي


( كنت كنزا " مخفيا " فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف )


م:بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨٤ - الصفحة ١٩٩.


🌴الثاني : إن الله سبحانه وتعالى ربط الوجود كله بقانون منظم وهو العلة والمعلول والسبب والمسبب هذا القانون من لوازم وجود حفظة مراقبين وناظرين ومحصين وكُتاب وووو.. فيكون وجودهم دلالة على عظمة الله وقدرته وهيمنته وتلامس حواس البشر الطبيعية التي تشعر الخوف من الإحصاء والمراقبة كما قال تعالى في كتابه العزيز {ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(١٨)}ق.


يكفي هذا المقدار كي أفتح لك آفاق التحرك والتفكير خارج المألوف وبعيداَ عن الحواس المحدودة

والحمد لله رب العالمين.


✍️زاهر حسين العبدالله

https://t.me/zaher000

أو الصفحة

https://zaher000.blogspot.com/2024/01/blog-post_27.html

الثلاثاء، 23 يناير 2024

حوارية (١١٥) لماذا هذا البلاء لأمير المؤمنين (ع)

 ❇️حوارية (١١٥) لماذا كل هذا البلاء لأمير المؤمنين عليه السلام وشيعته؟

 

☝️السائل: أستاذي الكريم سؤال شغلني من فترة لماذا كل هذا البلاء لأمير المؤمنين عليه السلام وشيعته حتى يومنا الحاضر وإلى متى ينتهي هذا المسلسل من البلاء؟ وهل هذا البلاء مكتوب على من يحبه إلى موته ؟ أرجو إجابتي إجابةً شافيه كافيه 

 

✋الجواب بسمه تعالى

🕯️مقدمة:

أخي العزيز إن الله سبحانه وتعالى جعل الدنيا أمام خيارين لإختبار الناس وهما 

١-خيار يسلك به إلى جنة أعدها لرضاه سبحانه ورحمته 

٢-خيار يهوى به إلى نار سجّرها ربها لغضبه.


فأودع الله سبحانه وتعالى في هذه النفس شهوات ٍ إذا لم تختار ما أرده الله سبحانه وتعالى وتجتنب نهى عنه تَهلك وتُهلك غيرها. وأول من وقع في هذا الامتحان هو إبليس عليه لعنة الله حينما أُمر بالسجود لآدم فأبى واستكبر وقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فكان هواه مخالف لأمر الله سبحانه وتعالى فصدق عليه قول الله سبحانه {أَ رَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَ فَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (٤٣)} الفرقان.

فأصبحت سنة الظالمين لأنفسهم إلى يوم القيامة. 

ومن جهة أخرى من سنن الله سبحانه أن أشد الناس بلاءً في هذه الدنيا يكون أقربهم منزلة منه سبحانه وتعالى ولذا ذكر آيات عديدة في ثواب الصابرين مثل قوله تعالى {وقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ولا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُونَ (٨٠)} القصص.

فكان المصداق الأبرز نبينا العظيم (ص) حتى قال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم (ما أوذي أحد مثل ما أوذيت في الله). (١)وتبعه في البلاء أهل بيته عليهم السلام وأولهم أمير المؤمنين على عليه السلام الذي واجه أشد أنواع البلاء والمصائب ممن نصب له العداء وجوهره هذا العداء بسبب رسول الله صلى الله عليه وآله ولكن لا يمكنهم الإفصاح عن ذلك لأن كل المصالح التي بنوا عليها خططهم ستكون في مهب الريح فكان الضحية هو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو أمير المؤمنين عليه السلام.

وهنا يأتي الجواب حينما جسّد أمير المؤمنين عليه السلام الإيمان كله فكان مظهر لجلال الله وجماله وإرادته وجنته وناره بنص حديث (يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق إلى يوم القيامة) (٢)

فالمؤمن في الجنة والمنافق في الدرك الأسفل من النار، هنا اشتعلت نيران الأنا والعصبية والهوى القبلية والحسد لهذا الرجل العظيم الذي هو محط عناية الله سبحانه ولطفه فكرهت الناس الحق المتمثل في سيد الموحدين علي عليه السلام كما في قوله تعالى {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (٧٠)} المؤمنون. 

فوقفت هذه النفوس المريضة أمام إرادة الله سبحانه وتعالى واختياره 

فجعل الله سنة الابتلاء جزءا من هذا الوجود ليميز الخبيث من الطيب إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها

قال تعالى {أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وهُمْ لا يُفْتَنُونَ (٢)} العنكبوت.

فكان أمير المؤمنين عليه السلام هو الإيمان والحق المحض كله وميزان العدل القسط كله حتى صار الإمام علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيث دار كما ورد عن نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله

(علي مع الحق والحق مع علي، يدور حيثما دار) (٣). وقال في حقه حينما بلغت الروح التلاقي وبلغت القلوب الحناجر في حرب الخندق أمام زهو عمرو بن ود العامري. وهو يقول هل من مبارز؟

فأحجم الصحابة خوفاً ورعبا فرفع يده سيد الموحدين قائلاً أنا له يا رسول الله فأذن رسول الله صلى الله عليه لعلي عليه السلام بمبارزته ثم قال (ص) روحي فداه (برز الإيمان كله إلى الكفر كله) (٤)

فحين قتل أمير المؤمنين عليه السلام عمر بن ود العامري قال روحي فداه (لضربة علي خير من عبادة الثقلين) أي مظهر أجلى وأصدق من إرادة الله ونهيه في هذا المقال الجامع المانع الواضح في مقام أمير المؤمنين عليه السلام 

 

والأقوال في حق أمير المؤمنين عليه السلام كثيرة لكن نختم بهذه الرواية توضح جانباً من سؤالك على لسان مولانا الإمام الباقر (عليه السلام) - إذ جاءه رجل فقال: والله إني لأحبكم أهل البيت -: فاتخذ للبلاء جلبابا، فوالله إنه لأسرع إلينا وإلى شيعتنا من السيل في الوادي، وبنا يبدأ البلاء ثم بكم، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم. (٥)

وهناك أسباب جوهرية مباشرة لهذا الحقد على أمير المؤمنين عليه السلام ذُكرت بصراحة في دعاء الندبة نأخذ محل الشاهد حيث يقول الدعاء  

(...وحبل الله المتين، وصراطه المستقيم، لا يسبق بقرابة في رحم، ولا بسابقة في دين، ولا يلحق في منقبة يحذو حذو الرسول صلى الله عليهما وآلهما، ويقاتل على التأويل، ولا تأخذه في الله لومة لائم، قد وتر فيه صناديد العرب، وقتل أبطالهم، وناهش ذؤبانهم، فأودع قلوبهم أحقادا بدرية وخيبرية وحنينية وغيرهن، فأضبت على عداوته، وأكبت على منابذته حتى قتل الناكثين والقاسطين والمارقين) (٦).

فهل بعد هذا الكلام تتنازل عن نعمة الولاية أم لا؟ 

 

☝️السائل : أحسنتم بارك الله فيكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحمد لله على نعمة الولاية وثبتنا عليها حتى نلقاه. 


✋الجواب : آمين يارب العالمين 


✍️زاهر حسين العبدالله 

 

المصادر: 

(1)         كنز العمال 5818.

(2)         بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٩ - الصفحة ٢٨٧.

(3)         شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2 / 297.

(4)         بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٩ - الصفحة ١.

(5)         ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ١ - الصفحة ٥٢٠.

(6)         بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٩ - الصفحة ١٠٦.

الجمعة، 12 يناير 2024

❇️حوارية (١١٤) كيف تحافظ على أخلاقك و مبادئك في هذا العصر؟

 ❇️حوارية  (١١٤) كيف تحافظ على أخلاقك و مبادئك في هذا العصر؟


✋الجواب بسمه تعالى


🕯️مقدمة : 

كل إنسان عاقل صاحب دين وخلق ويتبع القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام في هذه الحياة يسعى إلى أعلى درجات الكمال وهو الوصول إلى درجة العليين الذي فيه أفضل خلق الله وهم محمد وآله الطيبين الطاهرين 

ولكن هذا الطريق مليء بالاختبارات من بلاء وفقر ومرض وجوع وألم ومصيبة وغيرها من اختبارات الله سبحانه التي يميز بها الخبيث من الطيب كما قال تعالى {أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ(٢)}العنكبوت. 

وعليه كي 

نحافظ على أخلاقنا وإيماننا إذا يجب أن نجيب على هذا السؤال الهام جداً  في حياتنا أشار إليه الإمام الصادق عليه السلام. 

وهو : هل نحاسب أنفسنا دائما ونراقب أفعالها؟ كما ورد

عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الحسن الهادي عليه السلام قال: ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فإن عمل حسناً استزاد الله، وإن عمل سيئاً استغفر الله منه وتاب إليه.


وعن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله شيئاً إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم، ولا يكون له رجاء إلا من عند الله جل ذكره، فإذا علم الله عز وجل ذلك من قلبه لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها، فإن للقيامة خمسين موقفاً كل موقف مقداره ألف سنة، ثم تلا قوله تعالى: ﴿في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون﴾(١)


💡تأمل هذين الحديثين جيداً  ونكتشف أسرارهما في أنفسنا الضعيفة الذليلة المسكينة نسألها يانفس لماذا خُلقت؟ ولأي غاية تريدين أن تصلي؟ وما هي وظيفتك في هذه الحياة؟ عندها سنكون في مأمن من الشهوات والانحرافات الفكرية والعقدية وكذلك الملوثات الروحية الإيمانية من حسد وكره وحقد ونميمة وغيرها 

وأفضل طريق يعصمنا من الضلال هي وصية النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله الخالدة التي تركها لنا إلى يوم القيامة حيث قال 

(إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا:كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.(٢)


💡الخلاصة : علينا أن نراجع أنفسنا في كل آنات حياتنا ونراقبها في أقوالها وأفعالها وتصرفاتها كي نصبح مصداقاً لقوله تعالى

( وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها (٧) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها(٩) وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (١٠)} الشمس. 

ونكرر الدعاء المشهور الغريق 

عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله ابن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى لا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق قلت: وكيف دعاء الغريق؟ قال: تقول:

يا الله يا رحمان يا رحيم، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فقلت: يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك، فقال: إن الله عز وجل مقلب القلوب والأبصار ولكن قل كما 

أقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. (٣)

وفي زمن الغيبة علينا بالتمسك بمراجعنا العظام أعلى الله مقامهم في أمور الدين لأنهم هم أعرف بحلال وحرام محمد وآله الطيبين الطاهرين 

لما لهم من الفضل كما ورد في الرواية 

(قال جعفر بن محمد عليه السلام: علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريته، يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا، وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته النواصب، ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة، لأنه يدفع عن أديان محبينا، وذلك يدفع عن أبدانهم.(٤)

والحمد لله رب العالمين 


✍️زاهر حسين العبدالله 

https://t.me/zaher000

أو الصفحة



المراجع :

(١)وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ١٦ - الصفحة ٩٥.

(٢)وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ٢٧ - الصفحة ٣٤. 

(٣)بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٢ - الصفحة ١٤٩. 

(٤)الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ١٥٥.

الجمعة، 29 ديسمبر 2023

حوارية (١١٣)ظاهرة التقديس بين حدين.

 ❇️ حوارية (١١٣) ظاهرة التقديس بين حدين. 


☝️سؤال...هل ظاهرة تقديس الأشخاص

ظاهرة جيدة أم لها أضرار على الطرفين؟

نقصد بالطرفين

الشخص المقدس والشخص الذي يقدس الآخرين


✋الجواب بسمه تعالى

سنأخذ الجواب من جهة طلاب العلم لأن التقديس يكون عادةً من جهتهم وإلا هناك من يقدس المشاهير اليوم ولكن إذا وقفنا على تقديس رجال الدين فيكون ما دونهم من باب أولى وأكثر تدقيقا فتأمل وتفكر وكن كيساً فطناً.

ظاهرة التقديس إذا لم تكن ضمن نظام متوازن يجمع بين العقل والعلم والسيرة الحسنة والعاطفة تكون ضارة على صاحبها أيا كان من يُقدسه ولكي يكون الإنسان أكثر حكمة فعليه أن يأخذ بقول سيد الحكمة أمير المؤمنين -عليه السلام- تكون في حالة توازن (إن الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله)(١)

 فعليك أن تجتهد لمعرفة الحق إذا عرفته حق معرفته ضع من تُقدسه على ميزان هذا الحق فإن وافق فقدسه وإن خالف ذلك توقف وخذ منه ما ينفعك في آخرتك.. 


💡وهناك ميزان دقيق وضعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تقييم العالم الذي تأخذ معالم دينك منه

[لا تجلسوا عند كل عالم يدعوكم إلا عالم يدعوكم من الخمس إلى الخمس: من الشك إلى اليقين، ومن الكبر إلى التواضع، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن العداوة إلى النصيحة، ومن الرغبة إلى الزهد.](٢)

فإذا وقع الإنسان في أحضان العاطفة المفرطة من جهة من يُقدس دون التوازن الذي تقدمنا به بين العقل والعلم والسيرة الحسنة والعاطفة فإنه سيرى أنه سيبرر كل فعل فعله أو قول قاله محبوبه..

ولذا ورد عن أمير المؤمنين علي -عليه السلام- (أحبب حبيبك هونا ما، فعسى أن يكون بغيضك يوما ما، وابغض بغيضك هونا ما فعسى أن يكون حبيبك يوما ما.)(٣)


هذه القاعدة من مولانا أمير الحكمة علي -عليه السلام- تجعلنا أمام موازنة التي أشرنا إليها.

🕯️أما من جهة المُقَدس: هذه نعمة اسمها الجاه وهي تفضل من الله -سبحانه وتعالى- عليه فليتقي الله -سبحانه وتعالى- على هذه النعمة فلا يستغلها في إرضاء نفسه وإنما يجعلها في خدمة الدين والمذهب

فقد ورد عن الحسين، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ما من مؤمن بذل جاهه لأخيه المؤمن إلا حرم الله وجهه على النار، ولم يمسه قتر ولا ذلة يوم القيامة، وأيما مؤمن بخل بجاهه على أخيه المؤمن وهو أوجه جاه منه إلا مسه قتر وذلة في الدنيا والآخرة، وأصابت وجهه يوم القيامة نفحات النيران، معذبا كان أو مغفورا له.(٤)


💡الخلاصة :

التوازن بين العقل والعلم والسيرة الحسنة والعاطفة ظمن الحدود الشرعية هو الأهم في قضية التقديس والمُقدس. 

والحمد لله رب العالمين. 




✍️زاهر حسين العبد الله


https://t.me/zaher000

أو الصفحة:

https://zaher000.blogspot.com/2023/12/blog-post_29.html

المصادر :

(١)ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ١ - الصفحة ٦٥٨.

(٢)الاختصاص- الشيخ المفيد- الصفحة ٣٣٥.

(٣)الأمالي - الشيخ الطوسي - الصفحة ٣٦٤

(٤)الأمالي- الشيخ الطوسي- الصفحة ٦٧٠

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2023

أم البنين (ع) أعظم باكية على الحسين (ع)

❇️أم البنين (ع) أعظم باكية على الحسين (ع) السائل : كيف وصلت أم البنين (ع) هذا المقام لتكون مقصد وسيلة وبابا من أبواب الحوائج؟


 ✋الجواب بسمه تعالى أم البنين عليها السلام من زوجات سيد الموحدين أمير المؤمنين علي عليه السلام وهي الأعلى منزلة بعد الزهراء عليها السلام بما شرفها الله تعالى بسبب تضحيتها بأبنائها. من أصعب الأمور على الذات والنفس أن ينكرها صاحبها وتذوب في المحبوب المطلق وهو الله سبحانه وتعالى وهذا المقام اي الذوبان لا يناله إلا الأنبياء والمرسلون والأولياء والصالحون من عباده لأنهم باعوا أنفسهم لله سبحانه فكانوا مصداقا لقوله تعالى : {وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّـهِ وَ الله رَؤُفٌ بِالْعِبادِ(٢٠٧)} البقرة. صحيح أن أجلى مصاديقها في وقت نزولها سيد الأولين والآخرين بعد خاتم النبيين و المرسلين محمد صلى الله عليه وآله هو أمير المؤمنين عليه السلام إلا أن الآية طريق من طرق الكمال رايته أمير المؤمنين (عليه السلام ) لكنه مفتوح لمن يحب أن يسلكه من الصالحين ومن هؤلاء الصالحين :

 💡أم البنين (عليها السلام ) وقد نالت هذا المقام العظيم لعدة أسباب منها : 

١- لأنها آثرت أهل بيت العصمة والطهارة على نفسها وبذلت أغلى مهجها في سبيل الله ليكونوا شهداء بين يدي حجة الله في أرضه مولانا الحسين عليه السلام. 

٢- لأنها وطنت نفسها على خدمة أولياء الله فذابت في حبهم.

 ٣-لأنها أدركت أن الفوز في هذه الحياة متمثل في الحسين عليه السلام.

 ٤- لأنها علمت أن البكاء على الحسين عليه السلام من أعظم القربات فصارت أعظم باكية على الحسين عليه السلام فقد ورد في فضل البكاء على الحسين (عليه السّلام ) عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لأذى مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله بها في الجنة مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله، عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار. انظر : كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه ص ٢٠١. 

٥- لأنها أيقنت بوعد الله تعالى يوم القيامة أنه سيوفيها أجور الصابرين من قوله تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ(١٥٥)}البقرة. نكتفي بهذا القدر ونسأل من الله تعالى أن ننال زيارتها في الدنيا وشفاعتها يوم القيامة والحمد لله رب العالمين. ✍️زاهر بن حسين العبدالله https://t.me/zaher000

 أو الصفحة https://zaher000.blogspot.com/2023/12/blog-post_26.html

حوارية (121) لا أريد أن أؤمن ببعض الكتاب(القرآن الكريم)

  ❇️حوارية (121) لا أريد أن  أؤمن ببعض الكتاب(القرآن الكريم) وأكفر ببعض؟  ☝️السائل : نمر اليوم بعدة مشاكل في الحياة ومنها المجاملة التي نصل ...