الجمعة، 29 ديسمبر 2023

حوارية (١١٣)ظاهرة التقديس بين حدين.

 ❇️ حوارية (١١٣) ظاهرة التقديس بين حدين. 


☝️سؤال...هل ظاهرة تقديس الأشخاص

ظاهرة جيدة أم لها أضرار على الطرفين؟

نقصد بالطرفين

الشخص المقدس والشخص الذي يقدس الآخرين


✋الجواب بسمه تعالى

سنأخذ الجواب من جهة طلاب العلم لأن التقديس يكون عادةً من جهتهم وإلا هناك من يقدس المشاهير اليوم ولكن إذا وقفنا على تقديس رجال الدين فيكون ما دونهم من باب أولى وأكثر تدقيقا فتأمل وتفكر وكن كيساً فطناً.

ظاهرة التقديس إذا لم تكن ضمن نظام متوازن يجمع بين العقل والعلم والسيرة الحسنة والعاطفة تكون ضارة على صاحبها أيا كان من يُقدسه ولكي يكون الإنسان أكثر حكمة فعليه أن يأخذ بقول سيد الحكمة أمير المؤمنين -عليه السلام- تكون في حالة توازن (إن الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله)(١)

 فعليك أن تجتهد لمعرفة الحق إذا عرفته حق معرفته ضع من تُقدسه على ميزان هذا الحق فإن وافق فقدسه وإن خالف ذلك توقف وخذ منه ما ينفعك في آخرتك.. 


💡وهناك ميزان دقيق وضعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تقييم العالم الذي تأخذ معالم دينك منه

[لا تجلسوا عند كل عالم يدعوكم إلا عالم يدعوكم من الخمس إلى الخمس: من الشك إلى اليقين، ومن الكبر إلى التواضع، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن العداوة إلى النصيحة، ومن الرغبة إلى الزهد.](٢)

فإذا وقع الإنسان في أحضان العاطفة المفرطة من جهة من يُقدس دون التوازن الذي تقدمنا به بين العقل والعلم والسيرة الحسنة والعاطفة فإنه سيرى أنه سيبرر كل فعل فعله أو قول قاله محبوبه..

ولذا ورد عن أمير المؤمنين علي -عليه السلام- (أحبب حبيبك هونا ما، فعسى أن يكون بغيضك يوما ما، وابغض بغيضك هونا ما فعسى أن يكون حبيبك يوما ما.)(٣)


هذه القاعدة من مولانا أمير الحكمة علي -عليه السلام- تجعلنا أمام موازنة التي أشرنا إليها.

🕯️أما من جهة المُقَدس: هذه نعمة اسمها الجاه وهي تفضل من الله -سبحانه وتعالى- عليه فليتقي الله -سبحانه وتعالى- على هذه النعمة فلا يستغلها في إرضاء نفسه وإنما يجعلها في خدمة الدين والمذهب

فقد ورد عن الحسين، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ما من مؤمن بذل جاهه لأخيه المؤمن إلا حرم الله وجهه على النار، ولم يمسه قتر ولا ذلة يوم القيامة، وأيما مؤمن بخل بجاهه على أخيه المؤمن وهو أوجه جاه منه إلا مسه قتر وذلة في الدنيا والآخرة، وأصابت وجهه يوم القيامة نفحات النيران، معذبا كان أو مغفورا له.(٤)


💡الخلاصة :

التوازن بين العقل والعلم والسيرة الحسنة والعاطفة ظمن الحدود الشرعية هو الأهم في قضية التقديس والمُقدس. 

والحمد لله رب العالمين. 




✍️زاهر حسين العبد الله


https://t.me/zaher000

أو الصفحة:

https://zaher000.blogspot.com/2023/12/blog-post_29.html

المصادر :

(١)ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ١ - الصفحة ٦٥٨.

(٢)الاختصاص- الشيخ المفيد- الصفحة ٣٣٥.

(٣)الأمالي - الشيخ الطوسي - الصفحة ٣٦٤

(٤)الأمالي- الشيخ الطوسي- الصفحة ٦٧٠

هناك 8 تعليقات:

  1. توفيق
    احسنت استاذي الجليل..🌹🌹
    دائما الموازنة هي ارقى وافضل.. وللطرفين على حد سواء..


    فالبعض تأخذه العاطفة فيزداد غلواً فتعمى بصيرته عن اي خطا او زلل لمن يقدس ..

    والبعض هو ليس بهذا المقام من التقديس الذي يحصل عليه حتى انه بذلك يزداد تكبرا و غرورا

    ردحذف
  2. مرهون من البحرين
    أحسنت.. العقلانية لها دور كبير، وهذه الحلة والكرامة مواهب سنية، وهي سعة النفوذ في قول او عمل للخير والصلاح ليكون رمزا وملعما واضحا لا دجل فيه ولا شك ولا ريب.. لذا حفظها نعمة.. استغلالها نقمة.. حفظكم الله واتحفكم بنعمه وكساكم من حلله واكرمكم خير إكرام.. 👌

    ردحذف
  3. ش علي الكوراني
    تقديس الاشخاص .. منه بحق وأكثره بغير حق لجهل أو غلو ..
    وسيبقى إلى أن يشاء الله .. ولا ينفعك أن تقاوم الخاطئ منه .. الا أن تكثر أعداءك ..

    ردحذف
  4. ش جواد الحاجي
    أحسنتم أستاذنا القدير

    اعرف الرجال بالحق ولاتعرف الحق بالرجال

    زادكم الله توفيقا🌷

    ردحذف
  5. ش ابراهيم الخزعل29 ديسمبر 2023 في 7:21 ص

    تقديس من يستحق وبقدر ما يستحق له خيط دقيق لم يوفق له إلا القليل
    ولتحقيق التقديس الصحيح علينا قراءة الروايات الواردة عن المعصومين عليهم السلام وتطبيقها على من يستحق
    وأما في أرض الواقع
    الأكثر يقدس من لا يستحق اما لجهل او تعصب أعمى

    ردحذف
  6. بوحسن
    كثرة التيارات الفكريه والاعتقاد بفكرة معينه وصناعة مرجعيه داخل المذهب والتعصب لهذة الفكرة اشغلت الناس عن إصلاح انفسهم إضافة إلى اختلاف المرجعيات مع بعض وتقديس الأراء لدرجه إلغاء اراء الآخرين طبعا سكوت المرجعيات عن تصرفات اتبعها اي كانت المرجعيه وتوجيها الي المسار الصحيح لذالك الان نرى على المنابر ملا يرد على شيخ وشيخ يرد على شيخ واصبح الناس مشغولين با المهاترات بينما هناك أمور أولى في مواجهتها لايجب ان ننسى ان اي رجل علم معمم كان او غير معمم التعامل معه في الأمور الشرعيه من ناحيه الأموال والنساء بحذر لان هؤلاء بشر ليسوا معصومين نعم لهم تقديرهم ومكانتهم لكن الله وضع قوانين في القرآن في التعامل من ناحيه الأموال وغيرها

    ردحذف
  7. بو سجاد البجحان
    الجميل في اي طرح تدعيمه بروايات أهل البيت عليهم السلام فيكسب الطرح صفة التنوير و ربط المتلقي بأهل البيت عليهم السلام..

    سلم قلمك وجعله الله سيال في طريق أهل البيت عليهم السلام

    ردحذف
  8. احسنتم بارك الله فيك وجزاك الله خير خوش تعليق شيخنا العزيز

    ردحذف

حوارية (122)ماذا يريد الإمام الصادق عليه من شيعته في هذا العصر؟

  حوارية ( 122) ماذا يريد الإمام الصادق (ع) من شيعته في هذا العصر ؟ 👆السائل : في ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام ماذا يريد منا الإما...