الأربعاء، 30 يناير 2019

🔶حوارية ( ٤٥) هل الله قادر على كل شيء؟ 🔶

🔶حوارية ( ٤٥) هل الله قادر على كل شيء؟ 🔶
🔷🔷سؤال هل الله سبحانه لا يقدر على شيء 🔷🔷
🔶السؤال :
‏تنص المفارقة على: إذا كان بإستطاعة الكائن تنفيذ أي فعل فيجب أن يكون قادراً على خلق
مهمة ما لا يستطيع هذا الكائن ذاته تنفيذها ولذا فإن هذا الكائن لايستطيع تنفيذ كل الأشياء لكن
بالمقابل إذا كان هذا الكائن غير قادر على خلق مهمة لا يستطيع تنفيذها إذاً يوجد شيء لا يستطيع
هذا الكائن فعله.
🔶الجواب
بسمه تعالى نستعين
هنا محتاجين من السائل أن يجيبنا على بعض ما ذكره من كلمات ماذا يقصد بها  
وماهي لوازم هذا الفهم؟
🔶السؤال الأول : ماهو الكائن الذي يقصده؟
إذا كان  يقصد الكائن الذي له حدود وله جهة ويشبه المخلوقين كما تقول بعض الفرق الإسلامية
كما تليق بجلاله
🔴 نقول له إن كان هذا هو المقصود فعلاً هو عاجز لأنه
محدود بالزمان والمكان فطبيعي أن يخلق شيء ثم لا يتمكن من حمله أو تنفيذه كما ورد
في الإشكال.
أما إن كان يقصد بكلمة الكائن الأول هو الخالق الذي كما قال الله في حق نفسه
﴿فاطِرُ السَّماواتِ وَالأَرضِ جَعَلَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا وَمِنَ الأَنعامِ أَزواجًا
يَذرَؤُكُم فيهِ لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّميعُ البَصيرُ﴾ [الشورى: ١١]
ليس كمثله شيء بعد صرف كل الأذهان المحسوسة عنه فهو ( قل هو الله أحد) فهو أحد لا مثيل له
ولا ند له و الله أكبر بمعنى أكبر من أن يوصف بشيء أو يتوهمه شيء فهو اللامحدود ونحن مداركنا
العقلية محدودة والمنطق يقول لا يمكن أن يُدرك المحدود اللامحدود فالعقل أعجز من أن يدرك جميع
المحسوسات في الدنيا فضلاً أن يدرك ما هو خارجها سواء في أسرار الكون أو السموات والملائكة
والجن والجنة والنار وعلم الغيب برمته وأقصد الذي لا يخضع للعمليات الفلكية الحسابية أو الفيزيائية
التراكمية
والكمية المربوطة بالعلة والمعلول وكذلك يدرك العقل كنه الروح و غيرها من أسرار الطبيعة
🔶الخلاصة : العقل أعجز من أن يصف المحسوسات كلها فضلاً
عن الغيبيات إذا كان كذلك فوصف قدرة الله سبحانه وتعالى أعجز وأعجز لأنه خالق كل شيء

🔶السؤال الثاني :
ماهو معنى القدرة التي يريد إسقاطها على الخالق إذا تنزلنا جدلاً بعد أن فصلنا
الفرق بين المفهومين السابقين الكائن ومراعاة للاختصار نتحدث عن المفهوم الثاني وهو
[ أن الله ليس كمثله شيء ]
فقدرة بالنسبة لله سبحانه تنقسم إلى قسمين
قسم في قوله تعالى
﴿بَديعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَإِذا قَضى أَمرًا فَإِنَّما يَقولُ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾
[البقرة: ١١٧]
فأمر الله اي قدرته سبحانه في الخلق  للذرة والمجرة في دائرة الإمكان واحدة لا فرق ولكن الله
خلق الاشياء تحت قاعدة العلة والمعلول فأول ماخلق هو الزمان والمكان ثم خلق العلة والمعلولة
في نظام دقيق جداً كما قال تعالى ﴿لَا الشَّمسُ يَنبَغي لَها أَن تُدرِكَ القَمَرَ وَلَا اللَّيلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ
في فَلَكٍ يَسبَحونَ﴾ [يس: ٤٠]
وكذلك قوله تعالى  ﴿إِنّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقناهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: ٤٩]
وهناك القدرة التي منحها الله لخلقه والمحدودة بالزمان والمكان وبيانها كما يلي :
🔶مقدمة :
س : هل القدرة معنى مادي أو معنى معنوي؟
القدرة تحتمل الأمرين معاً ولأن صاحب الإشكال  مربوط بالمحسوس والمرئي والمسموع أي
بالحواس الخمس كحد أقرب وبغير المحسوس من خلال الأجهزة التي صنعها الإنسان هنا سنستخدم
نفس الوسائل في صغرى الأشكال
🔶القدرة المعنوية : مثل الشجاعة و عدم الخوف و العزيمة و
الإصرار على بلوغ الهدف مهما كانت الظروف وقد شهد لنا العلم التجريبي بنجاح كل هذه
القدرات لتخطي أصعب المشكلات وحل المعضلات
فمثلاً : قدرة إنسان فاقد  القدمين والرجلين أن يدرس في مختلف المناهج العلمية إلى أن أصبح
محاضر في أحدى الجامعات وهذا مايسمى إرادة حديدية تفتت الصخر الصلب فلم يمنعه فقدان
أطرافه من أن يتقدم في سلم العلم خذ مثال على ذلك في الرابط التالي  
https://youtu.be/6eVBBUlFapg
وهناك أمثلة كثيرة على معاقين تحدوا الأعاقة والنت مليء بذلك
🔶 القدرة الحسية : وهي إمكان شخص أن يقوم بعمل ما يتناسب مع قدرته العضلية فكلما كان
حجم عضلاته أكبر  حمل أوزان أعلى وهناك من البشر لهم خوارق خاصة بأن يلوي حديد أو
تلتصق بجسده بعض المعادن أو يسبح في جليد أو يمشي على الجمر وبعض التمرينات الصعبة
التي لا يمكن فعلها عند كثير من الناس  
وهناك بعض القوى الشيطانية التي تكون خارقة للعادة
وهناك قوى ربانية التي تكون على شكل معجزة للأنبياء والكرامات للأولياء الصالحين
وهنا نسلط الضوء على الأشكال
هل تقصد بالقادر المطلق الذي لا يخلق شيء عبثاً كما في قوله تعالى :
{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) } المؤمنون .
أو تتحدث عن الحكيم المطلق الذي خلق كل شيء بقدر محدود كما في قوله تعالى :
{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) } القمر  
كل شيء خلقناه بقدر وحكمة فإن قدرته لا حدود لها فليس للعاجز أي المخلوق أن
يعرف مدى قدرة المطلق وهو الله اللامحدود إذ أين الحكمة في استجابة الحق سبحانه لتوهم
خلقه فقد قال تعالى
﴿لا يُسأَلُ عَمّا يَفعَلُ وَهُم يُسأَلونَ﴾ [الأنبياء: ٢٣]
وهناك الجواب الجدلي وهو هل لو رميت حجر مثل لو رميت ريشه بنفس القوة
لماذا الحجر يبتعد طويلاً والريشه لا تبتعد حتى متر واحد عن جسمك هل الخلل في
القادر أو الخلل في القابل وهو الريشة
فالمانع من القدرة ليس القادر ولكن المانع في القابل لأنه لا يتحمل قدرة القادر
إذاً هناك أسئلة مستحيلة غير ممكنه إذا لم تخضع لضروف تخرجها من وضعها الطبيعي كأن
يأتي أحدهم يقول هناك تجربة فيزيائية إذا نزعنا الهواء تماما من مكان وكذا الجاذبية منه واسقطنا
كرة من الحديد وريشه معاً من إرتفاع معين  يصلان في وقت واحد
نقول له انت غيرت الوضع الطبيعي إلى صناعي و جعلته يخضع لقانون آخر لذا لن أسهب
أكثر واعتمد على ذكائك في فهم المطلب من القدرة
وهناك شاهد جميل في الروايات  ُسُئل أمير المؤمنين عليه السلام هذا السؤال
عن عمر بن أُذينة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: هل يقدر ربك أن يدخل الدنيا في بيضة من غير أن يصغِّر الدنيا
أو يكبر البيضة ؟ قال : إن الله تبارك وتعالى لا يُنْسَبُ إلى العجز، والذي سألتني لا يكون.
م : كتاب التوحيد للشيخ الصدوق رحمه الله المتوفى عام 389هـ في ص129 ح9
بمعنى لا يتصور بأن يجعل الكبير في الصغير وهذا ليس له علاقة بالقادر وإنما القابل الذي
لا يمكن اختراقه بسبب العلة والمعلول
🔶السؤال الثالث : ما هو الشيء الذي تقصده في المفارقه؟
اذا كنت تقصد كل شيء محسوس ملموس مرئي اي مربوط بالحواس الخمس وإذا زدنا كل ما
وصل له الإنسان من تقنية  أو ما صنعت جوارحه كالمجهر والعدسات المكبرة والموجات الصوتية
وغيرها نقول إن هذا الشيء الذي تقصده محدود جدا جداً فهناك الكثير الكثير من خلق الله لم يتمكن
العلم حتى الساعة من كشفه . فمثلا كنه الألم و الأدراك والخيال والوهم والوصف والمشاعر بشكل
عام وكذا أسرار الكون والجن والملائكة والروح وطبقات الأرض وغيرها يطلق عليها شيء ولكن
لايدرك وهناك شيء
أعمق بكثير مما يدركه العقل ولكن القرآن الكريم أشار إليه حين قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلّم
﴿لَقَد رَأى مِن آياتِ رَبِّهِ الكُبرى﴾ [النجم: ١٨]
فما هي الآيات الكبرى هل هي الشيء الذي لا يدركه إلا هو رسول الله صلى الله عليه وآله؟
🔶الخلاصة أن كلمة شيء كلمة غاية في الاستغراق في الشمول والعموم وهي مبهمة
التفاصيل في كثير من الأحيان  كما يقول أهل اللغة
فأي شيء تقصد أيها السائل
بعد هذا التوسع في فهم المصطلحات نجيب

🔶سؤالك التالي
قادراً على خلق مهمة ما لا يستطيع هذا الكائن ذاته تنفيذها ولذا فإن هذا الكائن لا يستطيع تنفيذ
كل الأشياء لكن بالمقابل إذا كان هذا الكائن غير قادر على خلق مهمة لا يستطيع تنفيذها إذاً يوجد
شيء لا يستطيع هذا الكائن فعله.
🔶الجواب : الله لا يفعل قبيحاً أو شيئاً عبثيا فهو الحكيم المطلق وقد بينا من خلقه الخلق
نقول هل من الحكمة خلق مهمة لا يستطيع تنفيذها؟ هذا السؤال خطأ و مستحيل في حق الله تعالى
لماذا؟
نجيبك كما أجاب أمير المؤمنين( إن الذي تقول لا يكون) منه سبحانه
وهناك سؤال شبيه نوعا ما منه وهو هل يستطيع ربك أن يخلق إله مثله؟
الجواب : من صفاته سبحانه وتعالى
أنه ازلي لا بداية له ولا أول له ولا نهاية له ولم يسبق بعدم ثم وجد فإذا خلق مثله يكون حادث وله
بداية ولا يكون ازلياً فكيف يكون مثله فهذا مستحيل في حد ذاته وليس القادر المطلق عز وجل علاقة
في قدرته كما هو الحال في رمي الحجر والريشة بنفس القوة. انتهى
إذاً الجواب أن الذي تقول لا يكون لأنه مستحيل في ذاته خارج عن نطاق الحكمة داخل في دائرة
العبث وهي مستحيلة الوجود اساساً ارجو ان يكون الجواب واضح
للمزيد
https://t.me/zaher000
✍ زاهر العبد الله
24 / 5 / 1440 هجرية

حوارية (121) لا أريد أن أؤمن ببعض الكتاب(القرآن الكريم)

  ❇️حوارية (121) لا أريد أن  أؤمن ببعض الكتاب(القرآن الكريم) وأكفر ببعض؟  ☝️السائل : نمر اليوم بعدة مشاكل في الحياة ومنها المجاملة التي نصل ...