السبت، 27 أبريل 2024

حوارية (121) لا أريد أن أؤمن ببعض الكتاب(القرآن الكريم)

 ❇️حوارية (121) لا أريد أن  أؤمن ببعض الكتاب(القرآن الكريم) وأكفر ببعض؟ 


☝️السائل :

نمر اليوم بعدة مشاكل في الحياة ومنها المجاملة التي نصل معها حد النفاق وبين جفاف العلاقات بسبب عدم مراعاة الأدب القرآني في التعامل مع بعضنا 

نأخذ من القرآن الكريم مايناسب أهواءنا ونترك مايخالفها بحجة أو بأخرى فهل هناك توجيه لإدراك تعاليم القرآن الكريم بطريقة صحيحة كي لا أؤمن ببعض الكتاب وأكفر ببعض؟ 


✋الجواب بسمه تعالى 


القرآن الكريم كتاب هداية وبيان وتكاليف شرعية

فالقرآن الكريم يخاطبنا بعدة طرق نرتبها حسب الأولوية 

1- أوامر قرآنية 

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً( 59)}النساء. 

ويكون من طيات هذه الأوامر أن لا نشرك بالله طرفة عين ولا نعبد إلا إياه ونطيعه فيما أمر ونجتنب ما نهى عنه وقرن طاعته بطاعة من يبين أحكامه: حلاله وحرامه وهم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين 

وأول تلك الأوامر بعد الإيمان بالله وأصول الدين هي فروع الدين 

الصلاة والصيام والحج والزكاة والخمس والولاء والبراء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 


فلا نعمل واحداً ونترك البقية بل كلهم تكاليف شرعية يجب العمل بها. 


2- التوجيهات والإرشادات والمستحبات تدخل كلها في الأدب القرآني 


3- التدبر في آيات الله سبحانه من الذرة إلى أكبر مخلوقاته . 


فالقرآن الكريم وكلام العترة الطاهرة عليهم السلام منظومة كاملة جاءت لتنظم حياة الإنسان وتقويم سلوكه وتخلق مجتمعاً يشترك فيه الناس في الحقوق والواجبات وجعل بعضها قائماً على بعض وبعضها مصلح لبعض وبعضها زاجر لبعض  وبعضها يتعايش سلمياً مع بعض . 


فينبغي على طالب العلم أن يحيط بكل هذه الأمور القرآنية كلا بحسبه كي يكون توجيهه صحيحاً فحين يسكت عن دليل وحين يتكلم عن دليل وحين يأمر بمعروف وينهى عن منكر بدليل وهكذا. 


كي لا يصدق علينا قوله تعالى

{... أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى‏ أَشَدِّ الْعَذابِ وَ مَا اللَّـهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)}البقرة. 


💡الخلاصة :

 علينا أن نعرف تكليفنا الصحيح خصوصا بعد صلاح أنفسنا ومحاسبتها بأن نعرف كيف نطبق فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

ولا نترك العمل بها قدر استطاعتنا

وأنا القليل في مقام أذكر نفسي الأمارة بالسوء إلا مارحم ربي والحمد لله رب العالمين. 


✍️زاهر حسين العبدالله

https://t.me/zaher000

الاثنين، 22 أبريل 2024

 ❇️ حوارية ( 120) إمام الحوار الصادق عليه السلام

👆السائل : نحن في زمن الحوارات الفكرية والثقافية والدينية فهل هناك ضابطة نتكئ عليها في حواراتنا نستفيدها من حياة الإمام الصادق عليه السلام؟


✋الجواب : بسمه تعالى

نعم وأجمل صورة للحوار هي قول الله تعالى

{ادْعُ إِلى‏ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)}النحل.

هذه الآية الكريمة نقف معها وقوف المسؤولية أمام من نحاوره إذا أردنا أن نكون متبعين مسلّمين لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام 

وهنا نحلل ماذا تريد منا الآية إذا صرنا في مقام الدعوة إلى الله تعالى 

1- أن نكون على قدر كاف ٍ من العلم والتقوى والورع لنكون مؤهلين لأن نكون دعاة إلى الله سبحانه وعماد هذا هو الصلاح في القول والعمل 

2- تؤكد الآية الكريمة على أن يكون الحوار مبنياً على الحكمة وهو وضع الشيء في موضعه ولا يتم ذلك إلا بمعرفة الصالح من الفاسد والتمييز بينهما بشكل دقيق بل أبعد من ذلك الصالح والأصلح والفاسد والأكثر فساداً فيعرف الأسلوب الأمثل للتعامل مع من يحاوره الذي يعطي طابعاً للطرف الآخر أن هذا الإسلام يحمل قيماً ومبادئ منعكسة على متبعيه فيظهر بصورة مشرقة من التوازن النفسي والعصبي والسكينة والهدوء والصمت حتى تنتهي حجة الآخر واختيار أفضل العبارات وأوجزها وأبلغها حجة على الآخر. 

3- ثم تؤكد الآية الكريمة ( الموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) 

ليكن الحوار مبنياً على النصيحة الصادقة والرحمة والشفقة وعدم الانتصار للذات والغلبة بل البحث من أجل الوصول للحقيقة وعدم تقوية الحجة بإسقاط الآخرين بل لما يملك من قوة في الدليل وأبلغ في البيان. 

وقد جسد ذلك مولانا الصادق عليه السلام في كل حواراته مع من يختلف معهم حتى شهدوا وأذعنوا له الكل حتى الملاحدة 

ونذكر هنا شاهداً جميلاً جدا يشهد فيه أبو العوجاء الملحد لأحد تلامذة الصادق عليه السلام الذي أغلظ له في الكلام بكلمات تكتب بماء الذهب وكأنه يجسد الآية الكريمة في شخصية الإمام الصادق عليه السلام 

حيث كان مصداقاً جلياً، لقوله تعالى: {وجادلهم بالتي هي أحسن}، وعرف عنه هذا الأمر، فلم يكن (ع) يستخدم العنف اللفظي مع أحد من الناس ولا سيما محاوريه، ولا يتمكن أحد من استدراجه ليقع في فخ الانفعال والغضب، وهذا ما شهد به أحد كبار الملاحدة، ففي إحدى حوارات تلميذ الإمام (ع) المفضل بن عمر مع ابن أبي العوجاء نجد أنّ المفضل يقسو على ابن أبي العوجاء ويُغلظ له في القول مستخدماً عبارات من قبيل: "يا عدو الله ، ألحدت في دين الله وأنكرت الباري جل قدسه.."

💡وهنا الشاهد 

 فيجيبه ابن أبي العوجاء قائلاً: "يا هذا إن كنت من أهل الكلام كلمناك، فإن ثبتت لك حجة تبعناك، وإن لم تكن منهم فلا كلام لك، وإن كنت من أصحاب جعفر الصادق فما هكذا يخاطبنا ولا بمثل دليلك يجادلنا، ولقد سمع من كلامنا أكثر مما سمعت، فما أفحش في خطابنا ولا تعدى في جوابنا، وإنّه للحليم الرزين العاقل الرصين، لا يعتريه خرق ولا طيش ولا نزق ويسمع كلامنا ويصغي إلينا ويستغرق حجتنا حتى إذا استفرغنا ما عندنا وظننا أنا قد قطعناه أدحض حجتنا بكلام يسير وخطاب قصير يلزمنا به الحجة ولا نستطيع لجوابه رداً، فإن كنت من أصحابه فخاطبنا بمثل خطابه" (بحار الأنوار ج3 ص58).


☝️هذا الكلام من الملحد يلخص لنا شخصية الإمام الصادق عليه السلام فأبرز أهم الخصال في الحوار

1- أنه لايفحش في قول

2- حليم رزين عاقل رصين

3- مستمع جيد لحجة مخالفيه فلا يقطعه حتى ينتهي من بيان حجته حتى يظن من يحاوره أنه قد غلبه. 

4- فإذا نطق تكلم بكلمات قصيرة عميقة في نفوس من يختلف معه غزيرة في دلالاتها  بالغة في حجتها قاطعة في بيانها فلا يكون بعدها تعليق بل إذعان وتصديق وإيمان وأنه الصادق عليه السلام حتى يقال في حقه

ذرية بعضها من بعض فالله أعلم حيث يجعل رسالته فهو من بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه. 


💡الخلاصة :

علينا أن نقتدي بهذا الإمام العظيم الذي تسالم أهل المشرق والمغرب من مختلف التيارات الديانات والمذاهب على علمه وتقواه وصدقه. كما ذكر غير واحد من علمائنا حيث

هكذا هم أهل البيت(ع) كالشمس ترسل نورها لكل الناس، المؤمن منهم والكافر، البر والفاجر، أو كالمطر الذي يروي ظمأ البلاد وعطش العباد دون تمييز بين غني أو فقير، ولقد كنت تجد في طلاب الإمام الصادق(ع) - الذين قيل أنهم بلغوا ما يزيد على أربعة آلاف شخص - الفقيه والمتكلم والمفسِّر والأديب والمؤرخ.

والحمد لله رب العالمين.


✍️ زاهر حسين العبد الله

https://t.me/zaher000


حوارية (122)ماذا يريد الإمام الصادق عليه من شيعته في هذا العصر؟

  حوارية ( 122) ماذا يريد الإمام الصادق (ع) من شيعته في هذا العصر ؟ 👆السائل : في ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام ماذا يريد منا الإما...