💎 حوارية (٩٣)لماذا نتساوى مع الكفار في دخولنا الجنة لأنهم لم تبلغهم الحجة ؟

 💎 حوارية (٩٣)لماذا نتساوى مع الكفار في دخولنا الجنة لأنهم لم تبلغهم الحجة ؟

☝️السائل :السلام عليكم ورحمة الله

شيخ عندي سؤال

الله عادل ومستحيل يظلم،

لماذا خلق الله البعض كفاراً ولا يعرفون شيء عن الاسلام !!

فهل يدخلون الجنة حالهم من حالنا لأنهم لم تبلغهم الحجة؟ في حين أننا تعبنا واجتهدنا فالقرب من الله واهم ماتعبوا،،،أضف إلى ذلك أن الله سبحانه لن يعذبهم لانهم مايعلمون الحكم،،،

✋الجواب 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بني العزيز. 

💡مقدمة :

إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ويعلم حاله ومصيره ويعرف كيف يوصل حجته له فخلق في كل إنسان جوهرة ثمينة تميز بين الحق والباطل وتبحث وتكتشف بجمع القرائن وتناقش وتسأل وهو العقل وهو أول حجة على الإنسان نفسه فقد ورد في الرواية عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له: أقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فأدبر ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا " هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن أحب، أما إني إياك آمر، وإياك أنهى وإياك أعاقب، وإياك أثيب.

انظر : الكافي للشيخ الكليني ج ١ ص ١٠. 

إن الله سبحانه وتعالى أودع العقل في الإنسان وهو حجة الله على عباده فالكافر مثلا يعلم أنه هناك ديانات متعددة ويعلم أن هذا الوجود يستحيل أن يوجد وليس له خالق فالعقل يوجب عليه أن يعبد هذا الخالق لأنه المنعم عليه بنعمة الوجود ولا تنس أن الله سبحانه وتعالى له رسل فما من قوم أو مجتمع إلا قد وصلتهم رسل الله تعالى وبلغوا وأنذروا وهناك رسل من نوع آخر إلى العبد فالمرض والبلايا وفقدان الأموال والولد والزوجة والموت كلها منبهات للخلق بوجود خالق مدبر لهذا الكون فيستحيل على الله سبحانه وتعالى أن يعذب أقواماَ ولم يبعث لهم رسلا وحججا كما قال تعالى في كتابه العزيز :

{ مَنِ اهْتَدى‏ فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ وَ ما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً(١٥)} الإسراء. 

وقال تعالى :

{وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ(٦)}الرعد.

وهنا يقول الله تعالى وهو أعرف مني ومنك : (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد). 

ففرضك أن قوماً لم تبلغهم الحجة غير صحيح ثم على فرض أن هناك إنسانا لم تبلغه حجة الله سبحانه وتعالى فإن الله سبحانه وتعالى لن يعذبه فالعادل لا يعذب إنسانا وهو لم يقم عليه الحجة فقد قال تعالى : {مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَ ما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ(٤٦)}فصلت. 

ومقتضى هذا العدل وعدم الظلم أن يقيم الحجة على الخلق فقد قال تعالى : { قُلْ فَلِلَّـهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ(149)}الأنعام. 

🕯️فجواب لماذا خلق بعضهم كفارا فهم كفار أصلاً ولا يعرفون شيئا عن الإسلام باختصار :

أن الله سبحانه وتعالى أعرف بخلقه سبحانه مني ومنك وأن دخولهم الجنة من عدمه مرهون بأعمالهم ورحمة الله التي وسعت كل شيء ولا يؤثر في عدله شيء لأن الخلق كله محتاج لرحمة الله سبحانه وتعالى أكثر من عدله. 

☝️السائل :

سؤال ثاني الكفار حالياً لو خرج الامام المهدي عليه السلام واسلموا به  كيف يكون حالهم من حالنا في الإيمان ونحن المسلمين سبقناهم إلى ذلك ؟ وما مصير الكفار الذين ماتوا واللذين لا يعرفون الاسلام بسبب الجهل ما هو حكمهم ؟ ،،

الله يعطيك العافية وعذرا على الازعاج بس هذه الأسالة دايم تراودني ليس هناك جواب حتى في قوقل؟! 

✋الجواب:

بعض من أجزاء سؤالك أجبناه في جواب السؤال الأول والآن نكمل الجواب للسؤال الثاني. 

بسمه تعالى :

إن الله سبحانه وتعالى لا يقاس فعله بالعدد والعدة ومقايس العقل المحدود لماذا؟ 

لأن الله سبحانه عنده الحقيقة الكاملة والجوهر التام في مخلوقاته فلا عبرة عنده بالسنوات والأشهر والأزمان فإن إبليس عليه لعنة الله سبحانه كما ورد في الرواية عبد الله سبحانه سبعة آلاف سنة واختبره الله سبحانه في السجود لآدم فرسب في الامتحان وجعل آدم عليه السلام أفضل منه وهو ابن ساعة من خلقه .

فقد ورد في الرواية عن علي بن عطية قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن إبليس عبد الله في السماء سبعة آلاف سنة في ركعتين فأعطاه الله ما أعطاه ثوابا له بعبادته. 

انظر : بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج ٦٠ ص ٢٤٠. 

إن الله سبحانه قال في كتابه العزيز  :

{وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَ نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ(١٦)}ق. 

وقال تعالى {أَ وَ لا يَعْلَمُونَ أَنَّ الله يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ(٧٧)}البقرة. 

فإذا خرج قائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإن بعض الكفار يؤمن به كما تقول والله يعلم علما سابقا بأنهم سيؤمنون به وبعض المسلمين سيكفرون به وهذه سنة الله في أرضه وهي الابتلاء والاختبار فقد قال تعالى :

{أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ(٢)}العنكبوت. 

وهناك شاهد واقعي حصل وهو أن أحد أنصار الحسين عليه السلام واسمه (وهب بن وهب) وكان نصرانياً فأسلم على يدي الإمام الحسين الشهيد عليه السلام وأصبح من أنصاره وهناك من خرج مع الإمام الحسين عليه السلام ولكن تركوه يواجه الحرب بنفسه. 

يا بني إن مقاييس العقل المحدودة لا تجري على غير المحدود وهو الحق سبحانه وتعالى. 

☝️السائل :

الله يجزيك الخير شيخنا طيب عندي تعليق بسيط

نحن اجتهدنا في العبادة والله سبحانه لا يعذب اللذين لم تشملهم الحجه يعني لن يدخلهم النار بينما احنا يمكن ندخل بسبب تقصيرنا في العبادة ولو دخلنا الجنة بعد ذلك ولكن من لم تبلغهم الحجة يدخلون الجنة ويتساوون معانا ألم يقل الله سبحانه وتعالى 

{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ ربه، ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)} الزمر. 

انا بس هذه الأسالة تراودني وإني لا أشك في عدل الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

✋الجواب :

بسمه تعالى. 

بني سبق وأني قلت لك إن الله سبحانه فعله لا يقاس بالعقول ولا تدركه الأوهام ولا يقاس بالناس فعلمه بالأشياء علم حقيقي لا لبس فيه وعلمنا بالشيء ظاهري محكوم بالزمان والمكان ولذا يسهل علينا أن ننخدع ولكن الله محيط علمه بكل شيء كما أشرنا في أجوبة أسئلتك الماضية فقاعدة التساوي محفوظة عند الله سبحانه لما أخذه الله على نفسه أن لا يظلم أحداً من خلقه ثم من قال إننا سنكون في الجنة في درجة واحدة ففي الجنة درجات أعلاها درجة محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم والله يعطي عبده بما عمل من صدق وورع واجتهاد وثبات أعلى ممن لم تبلغه الحجة كما هو في مفروض سؤالك هذا والله اعلم. 

☝️السائل :

الله يجزاك خير

رحم الله والديك شيخ. 

✋الجواب : 

ورحم الله والديك بني العزيز. 

✍️زاهر بن حسين العبدالله

للمزيد قناة التلقرام

https://t.me/zaher000