السبت، 14 أغسطس 2021

محاضرات الشيخ عبد الجليل البن سعد لشهر محرم لعام ١٤٤٣هـ الليلة الخامسة

 الليلة الخامسة :

أساسان لخطأ مركزية الإنسان مجتمعيا (الأساس الأول : الصنمية من و إلى الإنسان) ليلة 5 محرم 1443هـ

قال تعالى { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ  أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(٢٣)}الجاثية 

مقدمة : ذكرنا أن سلب الأهلية عن المركزية الأخلاقية من المجتمع لأنه لا يملك الأهلية لزعامة نفسه ولا نغفل أنه من الضروري أن يكون له الكملة المشاركة والمساندة ولفهم المشروع الأخلاقي و الوحياني وليس هو بمغلول اليد عن طرح رأيه ولكن أوضاعه التاريخية والاجتماعية لا تعطيه هذا الترشيح الكافي لذلك . 

الصنمية من أكثر الظواهر التي رافقت تاريخ الإنسان فانشغل الباحثين في هذه الظواهر وليس الفكر الديني فحسب بل حتى فكر عصر النهضة الأوربية وأقلامهم كان لها دراسات في هذا المجال ولذا سيكون الحديث 

 عن ثلاث أجزاء وهي :

الجزء الأول : الصنمية المشبعة نستعير صياغتها من المجتمع الأوربي  

الجزء الثاني : إعادة قراءة الصياغة الصنمية وأنها لا تغني عن الصنمية الجديدة في الحالة المنبسطة . 

الجزء الثالث : أمثلة الصنمية التي شجبها القرآن الكريم وحاصراها بعنصر الهداية  




الجزء الأول : 

الصنمية المشبعة نستعير صياغتها المجتمع الأوربي  

الفيلسوف  الفرنسي بيكون قدم قراءة للصنمية الاجتماعية حيث يقول أن الأصنام الذين يأخذون بزمام المجتمع ثالثة وهي 

١-القبلية وهي عبارة عن عقل المفكر والمدبر واحد في القبيلة يفكر عن القبيلة ككل وليس للفرد فيها رأي بعد قول رأيسها . ولا ننكر أن بعض القبائل ليسوا ضد الدين بل لهم دور فالسمع والطاعة .

فالقبيلة في المجتمعات الأفريقية هي العقل المفكر والمدبر  تكون بيد واحد وكل فرد فيها يدين بفكر هذه القبيلة وليس بوسعه مخالفة قوانينها .


٢-الكهف الخاص ويقصد به النفس وهو صنم يشلّ حركة الإنسان 


٣-السوق قادر أن يؤثر تأثير عميق في اللغة و في السلوك وغير ذلك .

 

الجزء الثاني : 

إعادة قراءة الصياغة الصنمية وأنها لا تغني عن الصنمية الجديدة في الحالة المنبسطة . 

ملاحظة ليس بالضرورة حينما نقول نعيد القراءة في نظرية أنها خطأ بل نعيد القراءة لوجود شيء صائب فيها وهناك شيء أخر أصوب فنظرية بيكون محدودة الرؤية ونريد أن نقف على أوسع من ذلك بالشكل العام ونجري مع الأخر في سباق مع المفهوم 

نقف على مفردة السوق عند بيكون وتأثيره العميق في المجتمع 

مثل : نسائنا كانت ترا من أربعين سنة أخواتهم من الخليج والشام ومصر لم يتأثر شكلها الديني بشكل واضح في حال حينما عُرضت العباءات المزخرفة والمزركشة أشكال وألوان تأثرت الفتاة بها مع الأسف الشديد 

فنظرية بيكون تتحدث عن الحالات الفردية ولكن كلامنا عن المجتمعات والحالات الخاصة ونوسع أنواع للصنمية 

ونقول بحسب رؤيتنا في القرآن الكريم والمستفادة والمكتسبة أكبر عامل للصنمية هو إتباع الهوى كما أشار له القرآن الكريم { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ } 

وهذا هو صنم النفس و تعني أن الصنمية جمع أشياء في واحد من حيث المعنى وليس معنى الصنمية أن تجسدها في صنم مصنوع من تمر أو خشب أو طين بل الصنمية هي أمر معنوي ومستمر يتبدل بتبدل الأجيال 

والقرآن أستعمل تقنية بلاغية فرأى أن النفس هي المصنع والمصمم للهوى عند الإنسان فلو قلت لماذا القرآن لم يعدد لنا الأصنام؟ القرآن يجيبك ويقول أن الأصنام هي تجليات للهوى والجوى .

 فالهوى هو تفكير الإنسان. 

 فأول ثمرة من بحث نستفيدها هذه الليلة 

أن الصنمية من مضاعفات مركزية الإنسان 


الجزء الثالث :

أمثلة الصنمية التي شجبها القرآن الكريم وحاصراها بعنصر الهداية  

الأمثلة والنماذج القرآنية المعنوية الذي تحمل دعوى الصنمية وخصوصاً المجتمعية وعدد أشكالها لأن المجتمع على خطر فهو لا يؤمن على الفكر فكيف يؤتمن على منظومة الأخلاق. ولا نغفل ما ذكرناه سابقاً أن الدين أعطى للمجتمع نافذه في المساندة والمشاركة أسمها في الأصول السيرة العقلانية ولها دورها الفاعل وحدها بحدود الشرع .


أشكال الصنمية في القرآن الكريم 

١-نمط التقليد :

 التقليد التاريخي وأخص بالتقليد العرقي { ...إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ (٢٣)} الزخرف . وهذه صنمية مجتمعية 

المجتمع بما أثبت لنا تاريخياً يبحث عن بصمته فإذا جاء الدين يخالف ما كان عليه الأباء والأجداد يكون المجتمع ضده وهذا نمط من التقليد 

٢-نمط التقليد الجاهلي (التقليد الأعمى كما يقول الملا صدرا) 

وهو تقليد المتصدرين الذين لا يستحقون الصدارة لعدم وجود الأهلية هو ليس حكراً على الفقهاء بل حتى العرفاء والمتصوفة حيث كتب الملا صدرا كسر أصنام الجاهلية حيث تكلم عن اغترار أهل زمنة ببعض المتدينين والمتعرفنين المتصوفه الذين يدعون اتصالهم بالله وقربهم منه فتصدى لهم لعدم أهليتهم ودجلهم 

فقال في كتابه حصل تقليد الناقصين العاطلين  وأصحاب الأغاليط والشطحات وأنكر طقوسهم مثل بعض المتصوفة وكذلك الأشعار لها نغمة خطيرة

يقول الملا صدرا : ولا يصح منها إلا نغمة الدعاء والقرآن الكريم . ولو سألنا ملا صدرا عن الرياضة الروحية يقول كل رياضة روحية قبل العلم والمعرفة هو نقض للتوحيد ولا يتم إلا بالتوحيد وساق على استدلاله أحاديث مثل سأل رجل عن القرآن الكريم وقال وهل تتم قراءة القرآن إلا بالعلم .

فقال الملا صدرا في كتابة ص ٤١ ٤٢ ، ٤٣ يتحدث عن التوحيد بعض الناس توحيده قلبي وهو التأمل والتفكر وهو أفضلها وهناك التوحيد اللفظي و التوحيد السمعي والمطلوب هو التوحيد القلبي لأنه عن علم ومعرفة .

فمن يعتمد على الذكر فقط أو السمع فقط في الذكر لا يجني الأثر المأمول بل المطلوب هو الجمع بالعلم والمعرفة يكون الأثر أبلغ حين تتناول الذكر 


النمط الثاني المنازعة :

 هناك من يا تحمل من ينازع مكانته وقد يصل الأمر أنه يرفض كل واحد ينافسه في المحل ( قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ(٩٧)}البقرة.


نمط ثالث الازدواجية:

 وهو ازدواج عن علم ويحرفونه عن سياقه فأذا جاءهم الدين تناوله بمزاجهم فيأخذون ما يناسب مزاجهم 

قال تعالى ( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ  وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (١٩)}آل عمران .

مثل اجتهاد مقابل النص كما حصل في بعد عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .


نمط رابع التسطيح :

 في المصطلحات 

مثل كلمة فقيه يفهما البعض أنها خاصة بالعلماء وانما لها معاني ومنها أنه فقيه على نفسه فتكون له عقيدة بحث عنها عن علم ومعرفة 

وهناك فقيه الحلال والحرام وهذا يؤخذ من مراجع التقليد 

نمط خامس التغيير :

 المجتمع عصي عن التغير وصعب في التغير ولا يتغير ويستجيب  إلا بالانفجار مثل الثورات كما يقال الكاتب جيرني وتكون هناك صدمة قوي يؤثر على الجميع لأنها مشبعة عاطفياً . 

وكذلك ثورة الحسين عليه السلام أحدثت انفجار في الوجدان الأمة وإصلاح عام مثل يزيد ابن معاوية الذي نزع نفسه عن الخلافة وكذلك منع السب عن أمير المؤمنين عليه السلام على المنابر . فثورة الحسين عليه السلام أعادة للإسلام الحياة بعد أن كادت يموت فكان يبحث عن المناخ الملائم وهو من يتمثل في الإيمان كله والنفاق كله وهي أرض كربلاء 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حوارية (122)ماذا يريد الإمام الصادق عليه من شيعته في هذا العصر؟

  حوارية ( 122) ماذا يريد الإمام الصادق (ع) من شيعته في هذا العصر ؟ 👆السائل : في ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام ماذا يريد منا الإما...