الخميس، 19 أغسطس 2021

ليلة العاشر


المحاضرة العاشرة : ليلة العاشر ١٤٤٣ هـ
شيخ : عبد الجليل البن سعد
عنوان المحاضره :
الإمام الحسين عليه السلام: حاضر في عصر التحولات الكبرى

الا ترون إلى الدنيا قد تغيرت أحوالها فهي كما وصفها الإمام الحسين عليه السلام  حينما قا ل ( الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه مادرت معايشهم إذا ما محصوا بالبلاء قل الديانون )
مقدمة :
هنك عنصر شبه بين عصر الإمام الحسين عليه السلام وبينا عصرنا فكلا العصرين يتسم بالتحولات الكبرى والمفاجأة المتتابعة ومن طبيعته تلك المتغيرات تكون النفوس والعقول أمامها ضعيفة .  كما حصل في عصر الإمام الحسين عليه السلام حيث كانت الانتكاسة الجماعية في ضعف الأنفس والعقول. كذلك اليوم المتغيرات كبيرة جداً وغير متوقعة ومتسارعة فمن الحجاب والحشمة الوقار إلى دعوى للتحرر و الابتعاد عن تعاليم الله سبحانه كذلك من الذين يرعون الإرهاب في العالم تجده اليوم يتعامل مع الأحداث الجديدة بصورة الحمل الوديع وعليه ما هو السبيل في عصر التحولات والتغيرات الثقافية الكثيرة و غير المنضبة وكيفية التعامل مع هذا العصر؟
الجواب :
أفضل طريق للنجاة من هذه التحولات هو
توطين النفس بكل أبعادها 
وليس الإيمان كافي لذلك بل المطلوب أكثر من ذلك وهذا ما كشفت عنه معادلة كربلاء لأناس لطالما كانوا عاكفين في مسجد الكوفة ولكن حين جاء وقت الإمتحان الحقيقي أحرجتهم في سلوكهم العبادي أنه لم يترجم عملي في الواقع وإنما تراجع. فالعبادة والإيمان لم تكن تربي روح التضيحة وتوطن النفس لأولياء الله سبحانه وأنما حركات تعودها فقط ليس لها جوهر في عالم الحقيقة لأن الموضوع أعمق بكثير من مجرد حركات وأشكال ظاهرها عبادي فقط .

💡توطين النفس يحتاج إضاءات نسلط الضوء على بعضها :

١-المبدأ النفسي :
أضاءه تنعكس على مرآة النفس فعليك أن تكون ضنيناً بالثقة على الرجال يعني لا تعطي ثقة للرجال إلا بعد الخبرة في الثبات على المواقف ورباطة الجأش في المحن لأنك في عصر التقلابات والمتغيرات  تحتاج رجال لا تغّيرهم الأحداث تحت مسمى الإيمان .
كما حصل في عصر الإمام الحسين عليه السلام حين أعطى الناس ثقتهم لرئيس قبيلتهم وكان ليس أهلاً لهذا الامتحان فرسبوا معه ولا تعطي الثقة لعباد عكفوا في المساجد دون توطين نفس في الشدائد.

٢-المبدأ الأخلاقي:
أن تقبل النصيحة مها صعبت على نفسك فهي صفة المؤمن القوي أو المستقوي وهو المؤمن القوي الذي وصفه الإمام الحسين عليه السلام حين يقول في حقه
( اللهم أحمدك أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين ). فمن يملك هذه الصفات يكون مؤمن قوي ولذا تجد أصحاب الحسين عليه السلام وهم ينصحون نموذج خاص حين حملوا معنى النبوة الحقيقي ووعوا مضامين القرآن الكريم و تفقهوا في دينهم فوجدوا أن الإمام الحسين عليه السلام في عصر التقلابات هو أجلى مصاديق الإسلام الأصيل فتمسكوا به إلى أخر لحظة من حياتهم بل أكثر من ذلك وقفوا ناصحين لأعدائهم ومرشدين لهم لعلهم يتذكروا وتستيقظ ضمائرهم يتوبوا إلى ربهم ولكن هيهات لمن طمست قلوبهم من ذلك

٣-المبدأ الإيماني:
حقيقة العبادة تجدها في لسان حبيب ابن مظاهر: حين يقول بئس القوم قوم أقدموا قتلوا أبن نبيه وذريته وأهل بيته ثم يقول لأصحابه وهو يصفهم لأنهم ثبتوا على الحق ووطنوا أنفسهم للقاء الله سبحانه ( ياعباد هذا المصر المجتهدين بالأسحار  الذاكيرن الله كثيرا . وهذا يكشف حال أصحاب الحسين عليه السلام أنهم اجتمعوا على شعيرة وهي ( وتواصوا بالحق وتاصوا بالصبر .. ) فهذه النفوس وطنوا أنفسهم على العبادة الحقيقية قولاً وعمالا .

٤- مبدأ الوعي:
الوعي الذي نحتاجه في عصر المتغيرات والتحولات ليس أن تعي بالمهم وتترك الأهم بل تقدم الأهم على المهم وذلك بحسن التقدير في قراءة الأحداث قراءة حاذقة متربصة وعلى بصيرة كما فعل  أصحاب الحسين عليه السلام أحسنوا التقدير حين قدموا أرواحهم أنفسهم في سبيل الله سبحانه لأنهم رأوا أن الحق و الحقيقة تمثلت في هذا الزمان بالإمام الحسين عليه السلام
كما لاحت لزهير ابن القيم حين لحق بالإمام الحسين عليه السلام ولاموه البعض لماذا أنت مع الإمام الحسين عليه السلام فقال تذكرت مكانه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكلما رأيته تذكرت رسول ا لله صلى الله عليه وآله وسلم لذا يجب أن نوطن أنفسنا . كذلك اليوم فحين تأتي إلى يتيم مثلاً فإذا رآيت نفسك تتغير وتهتز مشاعرك لأنه وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وبادرت ما يتوجب عليك تجاه من حقه الذي أوصى به عليه صلوات الله عليه فاعلم أنك واعي وموطن نفسك  . ولذا علينا أن نحسن التقدير في أمورنا في عصر التحولات والتبدلات
ولذا تجد بعض طلبة العلم حين يحتفى به يتمتم بقول اللهم صلي على محمد وآل محمد أنا على يقين أن هذا التقدير وهذا التقديم ليس لأجل نسبي وجاهي بل لقتران هذا الزي برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

٥-مبدأ أن تكون على مسافة من الدينا
وقد أشار إليه الامام الحسين عليه السلام (الناس عبيد الدنيا والدين لاعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم وإذا ما محصوا بالبلاء قل الديانون)
فعليك أن لا تتأثر بالدنيا بحيث لا تفرح بما أتاك منها ولا تحزن على ما فاتك منها وكن بين ذلك وذاك شاكراً ذاكراً حامداً لله سبحانه .
فعلينا في هذا العصر أن نلتمس كل ما يعزز علاقتنا بالله سبحانه ويوطن أنفسنا بما أمر الله به و بما نهى عنه ولا ننساق خلف الدنيا ومتاعها الزائل خصوصاً في عصر التقلابات والمتغيرات التي تجرف الشباب والفتيات والمثقفين وحتى بعض طلبة العلم فلا يسحنوا التقدير في ماذا يقدمون وماذا يأخرون وبما يتكلمون وعن ماذا يسكتون . لنكن ثابتين على المبدأ مهما تبدلت الأحوال وتغيرت الأمور لنكون في ركب وخط الإمام الحسين عليه السلام
فالسلام عليك يا أبا عبد الله يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً حشرنا الله معك ومع أصحابك فيالتنا كنا معك فنفوز والله فوراً عظيما
والحمد الله لله رب العالمين

✍️زاهر حسين العبد الله
https://t.me/zaher000
لمشاهدة المحاضرة كاملة
https://youtu.be/coKPKP7Qp-I

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حوارية (122)ماذا يريد الإمام الصادق عليه من شيعته في هذا العصر؟

  حوارية ( 122) ماذا يريد الإمام الصادق (ع) من شيعته في هذا العصر ؟ 👆السائل : في ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام ماذا يريد منا الإما...