السبت، 14 أغسطس 2021

محاضرات الشيخ عبد الجليل البن سعد لشهر محرم لعام ١٤٤٣هـ الليلة السادسة

الليلة السادسة:١٤٤٣

أساسان لخطأ مركزية الإنسان مجتمعيا || الأساس الثاني : الحياة درس ننجح في فهمه و نخطئ في تطبيقه .

قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً  وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ  إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١)}النساء


تحدثت الآية عن طورين من حياة الإنسان 

طور الوحدة حين لا يوجد البشر وطور الكثرة حين هيئ له زوجة 

ما هو الفرق بين الوحدة والكثرة 

الوحدة أهم معالمها السكون فليس لها حيويتها حسب ميزان الحياة المادية فلا توجد الإرادة 

أما خاصية الكثرة ميزتها الحركة والنشاط والفاعلية والحيوية حسب ميزان الحياة المادية 

سنتحدث عن أربع عناصر 

١-بداية مأساة البشرية 

٢- فرضية مأساة البشرية 

٣-مناقشة في فرضية مأساة البشرية 

٤- التوجيه النهائي الذي نرتئيه في سبب في تلك المأساة


١-بداية مأساة البشرية 

ولدت المأساة والمعاناة مع وجود الكثرة في حياة الإنسان وكلامنا تحت محورية هذه الأطروحة الإنسانوية رقي أم مأساة ولذا نحن أمام سؤال 

لماذا المعاناة في العالم ؟ كيف نعيش في ظلة معاناة العالم ؟ وهذا ما سنجيب عليه في المحاور الأتية 


٢- فرضية مأساة البشرية

هناك فرضية مشهورة في العالم الأوربي قسم منهم يرجع لها ويقال أنها لشوبن هاير ولكن أميل أنها ل كانت 

أن الصرعات والخيانات كانت حين لم تكن وكأنه يتكلم عن طورين للإنسان 

الطور الأول: وهي إنسان واحد فكان هناك إرادة واحدة فلم يحصل شيء ولكن حين تكثر الإنسان تكوّن التعدد و التمثلات و التبدلات ظهرت المأساة فصارت الإرادة والعقل ليس هو سيد الموقف وليس بزعيم فيها . وهنا تكمن الخطورة حسب تعبيري الخاص لهذه الفرضية حسب كتابه العالم الإرادة التمثل وهو كتاب غلس كما يصفه البعض 

ودليله على التعدد في هذه الحياة يقول لو وجود ذئب ووجد أرنب فهل سيعش الأرنب وحين أقول أنا فسيكون هناك أنت والعكس صحيح فكيف سيكون العيش لوجود حالة من المنافسة و المصادمة والصراع وحين نقول هناك حيوان مفترس يعني هناك فريسة فحين تعدد البشر  تتعدد الصراعات 


٣-مناقشة في فرضية مأساة البشرية لشوبن هاير 

الملاحظة الأولى:

نقول أن هناك خطأ لغوي في الجانب العلمي وقع فيه صاحب الفرضية حيث عبر بعالم التعدد والتعبير الصحيح هو التقابل بمعنى وجود نظام ولكن تعبير التعدد يصور الإرادة الصامتة الصادمة لوجود غيرها . لكن حين تقول المقابلة يكون هناك إرادة مستمرة فيكون هناك انسجام وتكامل وتكافل مستمر بين الكائنات لماذا ؟ 

لأنك قرأت الكون قراءة موجهة وله أهداف في وجودة. عكس تعبيره بالتعدد فأنه يصور العبثية في الوجود وهذا تعطيل للإرادة .عكس المقابلة يكون للوجود هدف .

 مثال : وجود الغابات مهمة للمناخ فلو كانت لوحدها تنمو فقط لغطت الكرة الأرضية ولم تكن صالحة للعيش ولكن حين توجد حيوانات النباتية فهي تهذب وجود النباتات ووجود حيوانات المفترسة تهذب وجود الحيوانات النباتية وهكذا كل وجود بقدر معلوم فتستمر دورة الحياة وهذا نتيجة وجود إرادة قائمة ومستمرة لتكون حالة من تكافل وتكامل في دورة الحياة فتكوّن التوازن الدائم في الوجود فلا يطغى وجود شيء على حساب شيء آخر 

تعليق: وكأن الشيخ يشير إلى قوله تعالى {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (٤٩) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠)} القمر .


الملاحظة الثانية: 

أن المقابلة تكون صفة خاصة بالوجود وبينما التعدد خاصة بالأحوال والمنطلقات وكلا الوجودين في ظمن سلة التدبير فحين يكون التعدد توجد في الأفهام والأحوال يكون طبيعي بسبب أدراك العقل ولكن حين يكون في الرجل الواحد يكون أعمى كما يعبر شوبن هاور  


٤- التوجيه النهائي الذي نرتئيه في سبب في تلك المأساة 

إذا كان العقل هو سيد الموقف فإما أن يكون متمايل أو متوازن والإرادة إما مستقيمة أو مائلة فمن الطبيعي أن تكون المأساة مستمرة حسب الأدلة القرآنية 

هناك نافذتين من المعاناة 

أ-المعاناة العلمية 

لو تحدثنا في عالمنا الإسلامي تؤكد عن معاناة ومأساة كبرى لأننا تفننا في الابتعاد عن العلم ومن أشكال التفنن .

الشكل الأول 

 الإهمال :

فكان بزوغ النهضة في الدولة العثمانية فكانت تحارب العلوم الحديثة فجاءة النهضة الأوربية في قلب تركيا وأطلقت بالون كبير في السماء ونعته الناس بالسحر من أشكال التفنن في موت العلوم 


الشكل الثاني :

منع العلوم التزاوج : 

مثل الفلسفة نعتها البعض أنها دمار لوجود المقاولات الكثيرة التي لا يعرف لها مستند  وقد نوافقه بصورة عامة لكن هذا لا يكفي لابد أن نعرف أسباب ذلك كما أشار لذلك الملا صدرا في كتابه كسر الأصنام الجاهلية من صفحة ٥٨ إلى ٦١ كتب عن تاريخ الفلسفة وهو ينقل عن هذا التاريخ وذكره باختصار أشد أمين الدين الطبرسي في كتابة أسرار الإمامة ذكروا أن اول ما درست الفلسفة على يد من ؟ 

امبا ذقلس هو بدوره درس على يد لقمان الحكيم  و فيثا غورس تتلمذ على يد أصحاب سليمان وسقراط أخذ عن الذي أخذه أصحاب سليمان وهكذا فعلوم الأنباء هي حكم وهي رؤوس مطالب وهي مفاتيح أسرار  فتأتي تلاميذ هذه المدارس يزيدون وتسمى بأسمائهم مثل مدرسة أفلاطون الحديثة وكل يضيف لها أسم لوجود حالة من التنافس وسبب ذلك وجود الصنمية فكثرة الأخطاء في تلك الفلسفات القديمة 

كما يذكره الملا صدرا في كتابه .


الشكل الثالث :

عدم الاهتمام بالعلم وعدم التنبؤ بالمستقبل 

فلا يوجد اهتمام بالعلم ولا تنبؤ بمستقبله بل من يتنبأ بذلك أحد لا يسمعه ولا يصغي له أحد . بينما لو عدنا للقرآن الكريم هو الذي دعانا للتنبوء في قوله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ...(٦٠) } الأنفال . 

وهنا عتاب للشباب المثقف حين ينسب الفضل في الثقافة إلى محمد عبده و خولي و أمين قاسم والطنطاوي وغيرهم ونسي أن هناك من هو أقدم منهم بكثير تحدث عن بداية نهضتنا الإسلامية  .

فأول من تنبأ بمستقبل العلم هو الشيخ أبو المجد الأصفهاني في كتابه نقد نظرية دارون ومن يقرأه وهو خبير في القراءة تكلم هذا الشيخ الجليل في كتابة في ص ١٥ فتكلم عن الاكتفاء الذاتي ١٣٦٢ عن مفهوم كنت أظن بعد التقنية 

يقول: فنحن الآن أحوج ما نكون لمعرفة الصنائع التي تعيد ثروتنا وتقلل احتياجنا إلى الاجانب وتحمي ثغورنا بلدنا من هجماتهم من معرفة كفريات نيتشه وشوبن هاور  السوانح العمرية لفلان المجنون توماس  .. مما يدلل هذا الرجل عكف عمراً في قراءة الأفكار وسهر ليالي لنقد هذه النظريات .

ثمرة هذه الليلة جاءت من عقل وإرادة لكنها ميّاله ولم تتعادل مع الأسف الشديد لينبسط عقل الأخرين علينا ويهمن برأيه 


ب -المعانة الإنسانية 

الشكل الأول: 

العقل المنحرف طرح مفهوم المساوة المرأة: أصبحت ضحية حين عطل مفهوم التقابل وجعلها في مفهوم التعدد فجعل وجود المرآة محل تنافس لوجود الرجل فأفسد مبدأ التقابل الذي يعني التكامل بين المرأة والرجل وركز على مبدأ التعدد الذي أفسد عقل المرأة بأنها نداً للرجل ونحن مع المساواة العادلة الذي حددها الشارع المقدس الذي يعطي كرامة للمرأة . 

كما حصل في الغرب جاء العلم الحديث ظن أنه يخلص المرأة من الأسر فأوقعها في أسر أكبر هو التساوي في كل شيء غافلاً عن طبيعة الرجل وطبيعة المرأة 

وللأسف في العالم أن تجعل المرأة يد في السرقة البيضاء وهو استغلال انوثتها في أخذ ما في يد الغير من غير حاجة سوى أشباع رغبات الرجل المقابل لها وهذا الأسر المقنع للمرأة. فنحن بحاجة أن تخرج المرأة بكرامتها وتعود بكرامتها 

الشكل الثاني 

المغالاة في التمدن : 

يقول عبد الرحمن بدوي فكلما زادت المدنية زاد الألم ولذا نجد الرجل البدائي أي في القرى أقل ألم من الحياة المدنية . كما يتكلم جيرني في كتابه في عصر الوصول .

يقول : كأوربي في تقدم الأمم فيقول في كتابة فإن هذه الفضائل لا تعفي السلوك الأوربي من التعالي والمرأة الإنسانية التي انبثقت منه ولا يوازي الأوربيين في غطرستهم وفي نظرتهم إلى الأخر من الأجناس و الحضارات سابقة وقد اقترنت الغطرسة الأوربية بسلوك مشين يبقى وصمة في تاريخ الحضارة الأوربية ص ١٠ .

العلاج : قال تعالى { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (١١٨) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ

(١١٩)}هود .

تريد أن تقول الآية هناك وجود عقل وإرادة ولكن تريد أن تضع علاج دافع و رادع دافع وجود أسباب الهداية و رادع وجود الوعيد و العقاب 

وهكذا الحسين عليه السلام مارس الدافع في الأمر بالمعروف ومارس الرادع وهو النهي عن المنكر. فقال: ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا ينتهي عنه. ويقول في موضع أخر الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم فمارس دور الرادع والدافع فحين يمارسه العفو والسماحة بقوله اذهبوا أنتم في حل من بيعتي ... 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حوارية (122)ماذا يريد الإمام الصادق عليه من شيعته في هذا العصر؟

  حوارية ( 122) ماذا يريد الإمام الصادق (ع) من شيعته في هذا العصر ؟ 👆السائل : في ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام ماذا يريد منا الإما...