السبت، 21 أغسطس 2021

ليلة الثاني عشر

 

المحاضرة الثاني عشر :  ١٤٤٣ هـ
شيخ : عبد الجليل البن سعد
عنوان المحاضرة: الصراع العملي بين الإنسان والعقل

قال تعالى {...فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِه...(٧)}آل عمران .
الدائرة الثالثة في الأطروحة في هذا المساء هي صور الاستلاب والاغتراب
تذبذب العقل بين والوهم والتوهيم

أولاً : الوهم :
هو ما يقع فيه الانسان بفعل طبيعي . مثل مجتمع في القرن الأفريقي لا توجد مدارس ومنقطعين تدخلهم الأوهام بسهولة فلو وصلت له بعض الأحكام يقعون في بعض الأحكام المخالفة ومن غير قصد وله مناشئ منها
الوهم يكون وليد سلوكيات ومن ضمن ذلك التساهل في الاعتقاد وهذا يعطي التسليم لعقله دون أن يخضع لمنهج معرفي وهو الذي لا يعرف معنى الفهم بل يعتقد أن الفهم هو ذلك الشيء الذي يتبادر للذهن بمجرد ما يمر التعبير عنه أو يراه أو يسمعه وله نوعين

نوع ١: يأخذ العلم بتسليم دون تحليل
لو أخذنا مثال المعلم في تفهيم الطلاب فحين يشرح للطلاب يرى الطالب يفهم الدرس في وقته وحتى لو وقع الإستاذ في خطأ غير مقصود.

ونوع٢: ياخذ العلم أو يسمعه فينزل الفهم ويحلله
وفق منهج معرفي مثال
هناك طالب يفهم الدرس ويأتي غداً يحلله وتجد ذلك واضح عند معلمين الرياضيات .
  وهذين النوعين موجودين حول الأئمة عليهم السلام فمنهم من يستمع النص لا يتجاوز إلى الفهم وهناك من يعي الفهم
مثال روي في البحار  ج٤٨ /٢٠٤ عن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فورد عليه رجل من الشام  فقال: إني صاحب كلام وفقه وفرائض، وقد جئت لمناظرة أصحابك، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: كلامك هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله، أو من عندك؟ فقال: من كلام رسول الله بعضه، ومن عندي بعضه، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: فأنت إذا شريك رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: لا،
قال: فسمعت الوحي عن الله ؟
قال: لا، قال: فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: لا قال: فالتفت إلي أبو عبد الله عليه السلام فقال: يا يونس هذا خصم نفسه قبل أن يتكلم ثم قال: يا يونس لو كنت تحسن الكلام كلمته، قال يونس: فيالها من حسرة، فقلت:
جعلت فداك سمعتك تنهى عن الكلام وتقول: ويل لأصحاب الكلام يقولون: هذا ينقاد وهذا لا ينقاد، وهذا ينساق، وهذا لا ينساق  وهذا نعقله وهذا لا نعقله فقال أبو عبد الله عليه السلام: إنما قلت: ويل لقوم تركوا قولي بالكلام  وذهبوا إلى ما يريدون به،
.. )
فلو نقل يونس أن الإمام الصادق عليه السلام أنه نهى عن علم الكلام دون أن يوضح ما أراده الإمام بعلم الكلام لنتشر حكم أن الصادق عليه السلام يحرم علم الكلام فولا هذا الموقف لما عرف هناك تفصيل في هذا المجال .
وبعض أصحاب الإمام عليه السلام يسمع الكلام الامام الصادق عليه السلام يفهم الكلام بأبعاده المختلفة فيراجع الإمام في تفكيك كلام الإمام.
ولعل متسائل يقول لعل كثير من الرواة من الصنف الأول الذين يسمعون الإمام ولكن لا يفهمون كلامه بالشكل الصحيح ؟
الجواب :
١-أن الروايات فيها نصوص وفيها مطلقات وهذه المشكلة تحدث في مع المطلقات والعمومات فقط وحدوثها مع النصوص نادر جداً
٢-من الإعتقاد الخاطئ أن الرواة يسمعون الكلام ثم يذهبون ويكتبونه والصحيح كثير من الرواة يدخلون على الإمام عليه السلام بألواحهم أو ما يكتبون عليه فيسمعون من الإمام ويكتبون مباشرة في نفس الوقت .

٣-في الحديث الذي ذكرناه كان الحديث عن نص يتحدث عن أناس يسمعون الكلام ويخالفون قولي

٤-علمائنا ملتفتين أن إذا أطلق الإمام أمر معناه أراده جداً فإذا جاءت أحاديث تقيد هذا الحديث علمنا أن ليس مراد جدي وإذا رأينا الإمام يكرر الاطلاق في عدة مرات علمنا بمراده الجدي فيه .
وهناك منشأ من مناشأ الوهم هو المقارنة الخاطئة بسبب النتائج المتوقعة رسمها في ذهنة
١-لو هناك طالب استشار أحدهم على الابتعاث وقال له نعم اذهب هناك من ذهب ونجح وحين سمع كلام من استشارة ذهب الطالب وفشل في دراسته
٢- مثال أخر في المقارنة الفلسفية الخاطئة
عندنا شخصيتين فلسفيتين هما أبو المجد الأصفهاني و أبو الحسن الندوي
البعض يقول : هناك عتب على علماء الذين يتابعون ويطاردون الفلسفة الأوربية ويردون عليها ويهدموها وليس لها حاجة في مجتمعة لأننا عندنا ما يكفي من علوم محمد وآل محمد ولا راح نتأثر . هذا التساؤل كان مطروح قبل ١٠٠ عام في زمن أبي المجد الأصفهاني تطرق لها ص ١٧ وهو يقول البعض
يقول أن الفلسفة اليونانية دخلت العالم الإسلامي مبكراً ولم يتأثر بها الإسلام فأجاب أبي المجد الأصفهاني : أن العلوم اليونان لم تنقل إلينا إلا بعد زوال عزهم ولم يصل إلينا كتبهم ونظرياتهم بكتابهم و لم تصل بأليات أو أجندة ولو أثرت تكون أثرت ببعض النخب . ورأي هؤلاء – الأوربيين – في أبان مجدهم وأبهة سلطانهم ولقد ملكت صفاتهم و عادتهم ولغات البلاد وصار  أقوى البراهين في الحياة حتى وصل الشباب يقولون لبعضهم في الإقناع أن الإفرنجة يقلون هكذا أو أن البلاد المتمدنة يفعلون كذا . وهذا للأسف ما نعيشه اليوم في حياتنا اليوم في لباس شبابنا ولغة شبابنا انقلبت على أي نمط
مقارنة أبو الحسن الندوي : سر تخلف المسلمين أنهم اشتغلوا بالعلوم النظرية وتركوا العلوم التجريبية التي من ورائهم الصناعة كما يذكر في كتابة ماذا خسر العالم بإنحطاط ص ١٢٣-١٢٤ .
وهذه مقارنة خاطئة اليوم المجتمع الأوربي يحفل بالفلسفة بشكل ما مر على العالم على الكرة الأرضية فهم يشتغلون بالألسنيات والفلسفيات وأبواب كثيرة من العلوم النظرية ومع هذا لم يتركوا العلوم التجربية . كما كان في العهود الأولى في الإسلام اهتموا بالعلوم التجربية مثل أبو الحسن الهيتمي ولكن هناك من أهملهم وترك الدعم عنهم ومن الذي قال أن العلوم لا تحتاج إلى قواعد كلامية أو فلسفية أو نظرية .

ثانياً التوهيم المعرفي والثقافي :
أي هناك من يمارس دور أن يخلق الوهم بفعل فاعل  غرضه الاغتراب أو الاستلاب .
ولها شكلين في استعراض الفكرة
الأساطير السياسية أو المادية
تأتي تقدم أساطير معرفية بعد مدة من الزمن تكون دومية في يد هؤلاء بعد أن تؤمن بها وتصدقها
مثال مجلة نوشيون الأمريكية منقولة من كتاب المتلاعبون ضمن سلسلة عالم المعارف الكويتية ص ٢٤ .
تتكلم المجلة أن أسطورة دخلت في مناهج الدراسة الأمريكية وهي أن الطبيعة الإنسانية لا تتغير. بمعنى أن العالم لا يعيش إلا بحروب ونزعات والسرقة والابتزاز لأن ذلك من طبيعة الإنسان لا تتغير . ماذا تتوقع أن من جيل هذا التعليم فبثت هذا النوع من الأساطير بشكل علمي من أجل الهيمنة على العالم
الشكل ثاني في السبعينات
القبول بالمثلية رسمياً هذه المشكلة موجودة في السويد حتى أن أهلنا هناك لا يستطيعون الحديث عن نفيها وسوئها أمام أبنائه فيطلبون من الكلام عوضاً عنهم .

ما هو السر الذي جعل المثلية تتنتشر هذا الانتشار الكبير؟
سببها حسب استنتاجي وقراءة كتاب استينلوف ص٣٣ في كتابه الإنسانوية أعطى أشاره خفية بين قصة تنامي المثلية وأن على ارتباط بالأدلجة السابقة أن طبيعة الإنسان لا تتغير وبين سبب آخر
أن الشعب الأوربي والشعب الأمريكي بالخصوص حينما أعطه مساحة للملحدين في التعبير عن رأيهم لوجود مساحة من الحرية ولا أحد يحاسبهم واجهوا مشكلة وهي .
إذا أرادوا الزواج كثيراً من البيوت ترفض الملحد أن تزوجه ولذا حصل فراغ يحتاج إلى سد فلجؤا إلى صناع الألحاد لحل هذه المشكلة ففتحوا لهم باب المثلية كردة فعل انتقامية بسبب رفضهم تزويجهم.
وهم طرحوا الجبرية الإستسلامية في  الولايات الأمريكية وشكلت عليها ثقافة وراح ضحيتها الشعب الإمريكي كذلك أنتقلت هذه الثقافة في العالم الإسلامي كما يذكر أبو هلال العسكري أن معاوية ابن أبي سفيان أول من زعم أن الله يريد أفعال العباد كلها وصعد يوم على المنبر فقال مضمون الكلام
لا يأتي أحدكم يقول أني أكنز المال عنكم الذي أخذه منكم بل أخذه الله منكم وتلى عليهم قوله تعالى { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ(٢١) } الحجر . أي أن ما ينزل عليكم هو القدر الذي تحتاجونه فقط
كذلك عبد الله ابن عمر حينما سأل معاوية عن سبب تنصيب يزيد على رقاب المسلمين فقال له قضاء من القضاء وليس للعباد الخيرة من أمرهم .
ولذا خرجوا المفندون والمحللون والمعترضون يناقشوا هذه الأفكار المنحرفة ولكنهم لم يتركوا . فهناك محمد أبن أسحاق وهو أول من كتب في السيرة فكانت عقوبته الجلد من النظام وكذلك الحسن البصري رأى من واجبه نقض هذه الفكرة جاؤا له وأنذروه وحذروه أن لا يتكلم عن ذلك بعد اليوم فقال لهم لن أعود لمثلها تجد ذلك في كتاب الملل و النحل للشيخ جعفر السبحاني وهذا الكتاب قيم جداً في جـزء ١ / ٢٤١ .
فحين ترا يزيد فعل ما فعل من أباحه المدينة والهجوم على الكعبة وقتل النفوس الشريفة والمحرمة هذا لم يأتي في يوم وليلة بل مهد له بأقوال أن كل ما يحدث لكم هو من الله سبحانه ولذلك فتح لهم الطريق ولم يكن يخجلون من قتل الصحابة وتابعيين بحيث كل انتشرت عند أمراء بني أمية فيحن دخلت السبايا على أبن زياد عليه اللعنة رأى شاب مع السبايا فسأل من هذا فقالوا له هذا علي ابن الحسين عليهما السلام فقال أليس الله قتل عليا فقال الإمام السجاد عليه السلام بل قتله الناس فغضب من هذا القول وهناك سبب أخر وهو صبر زينب عليها السلام حيث أبهرهم وكان مفاجئاً لهم جداً كيف لا وقد رأوا العجب من أمرأة فقدت كل أبناءها وأخوتها واقربائها ولم تنهار فكانت محاولات منهم لتنهار وأخر ما صنعوا أنهم مروا بها على جثامين الشهداء

لقراءة في التلقرام
https://t.me/zaher000
لقراءة في المدونة

للإستماع للمحاضرة

https://youtu.be/QcOJ0LoXJ_8

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حوارية (122)ماذا يريد الإمام الصادق عليه من شيعته في هذا العصر؟

  حوارية ( 122) ماذا يريد الإمام الصادق (ع) من شيعته في هذا العصر ؟ 👆السائل : في ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام ماذا يريد منا الإما...