الأحد، 15 أغسطس 2021

المحاضرة السابعة ش عبد الجليل البن سعد ١٤٤٣

المحاضرة لليلة السابعة : 

مركزية الإنسان دينيا || أقدم معاناة مع الإنسان: سلوكه خط اللامنهجية مع الدين !

روي ( إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق )

عناصر المحاضرة 

١-صور من التاريخ المعاصر ( مشاهد مؤسفة في فهم الدين ) 

٢-صور  قديمة حديثة وحديثة قديمة 


١-صور من التاريخ المعاصر (مشاهد مؤسفة في فهم الدين) 

(١) صورة المثقف الديني حول الدين :

مقدمة : تحدث هذه الضائقة الفكرية  النفسية للإنسان مع دينه وهي الأقدم خصوصاً بعد نبي الله موسى وعيسى عليهما السلام رغم ما قدموه من شريعة فوصلت مشوهة فشكلت مأساة بسبب عدم المنهجية في الدين وأفرزت شخصيتين 


الشخصية الأولى: ذوي الانطباعات الدينية سواء كانوا من اليهود أو المسحيين أو بدن دين فهم يكتبون عن الدين لتوثيق انطباعات ولكن كلهم سلكوا خط غير المنهجية مثل المستشرقين.


الشخصية الثانية: ذوي الطباع وعادتاً يكون من ذوي الدين لهم عدة صور 


أ- الأولى المثقف الذي يسير حول الدين 

وكان غرضه الدفاع عن الدين بتجاوز بعض المشكلات. 

يتحدث عن  المثقف الديني الدكتور الرفاعي

ويقول : المثقف النقدي له سمات اربع ويذكرها سنذكر منها اثنان 

💡عدم الارتياب من العلوم والمعالم الحديثة 

💡عدم تحريم الأسئلة الكبرى. 


وتحليلي الشخصي له أقول إنه أدخلنا في المتاهة الدلالية فما معنى الارتياب وماهي الأسئلة المحرمة. فهل تقصد من الارتياب هناك محاربة للعلوم الحديثة وإذا سلمنا به نقول لا يوجد له واقع ولعلك تقصد الأمزجة التي تقاطع العلوم الحديثة فليس لنا علاقة بالأمزجة واسقطها على الواقع العام فهذا الأسلوب يعتبر لا منهجية في تناول الدين 

وإذا قصدك ثقل الثقافة الدينية وأبرز صورة لها الحوزات العلمية وعليها أن تواكب العلوم الحديثة وتعطيها الثقة المطلقة فهذا مسير على الطريق الغير المنهجي ولو رجعنا بعض كتبك مثل كتاب مقاصد الشريعة من المنهجية أن نقيس العلوم والمعارف الحديثة على مقاصد الشريعة هل توفر حقيقة أو مقاصد فهذه العلوم توفر حقيقة وليس مقاصد 

مثال :  مسألة الهلال علينا أن نخضع للحسابات الفلكية وندع الشريعة فهذا السلوك غير منهجي . لأن من المنهجية أن نعود للشريعة لنعرف هل الرؤيا هنا يقصد بها رؤية العين من خلال النصوص الشريفة قد يكون مقصد الشريعة العرف وهي المشاركة الإيمانية بين المؤمنين فهذا مضمون روحاني ونفسي و اجتماعي والعلوم الحديثة تتحدث عن حقيقة فقط. 

مثال : السرقة في الشريعة يحتاج وجود شهود والعلوم الحديثة تكشف الحقيقة من خلال البصمات فهل العلوم الحديثة تحفظ المضامين الأخلاقية والاجتماعية و النفسية . 

وكذلك في الزنا جعلها معقدة في شهادة الشهود لأنه لا يريد البحث عن حقيقة بل يبحث عن مضامين ليضل باب التوبة مفتوح . فهذا يقّوم الخلق عند الإنسان 

فالإنسان عبارة عن شبكة من جوانب متعددة من أخلاق و نفسي و وروح ومضامين مختلفة فالشريعة جاءت تحفظ هذه الاعتبارات. 


فالعلوم الحديثة والمعارف يعالج موقف لكن لا يعالج الإنسان 

هنا مقاربة : العلوم الحديث تبحث عن أشياء لا وجود لها في الواقع الملموس. 

مثل ولو وضعوا الحيوان المنوي تحت المجهر لعلم مواصفات الجنين ولكن هذا لا وزن له في الميزان الشرعي لأنه لا يرتب الأثر عليه حتى يكون واقع ملموس. 

و الدكتور علي المرهج يقول : لا وجود للمثقف الديني لأنه يدافع عن الخطباء في الجو الشعبي وهذا مفهم مغلوط وخلط لماذا ؟ لوجود أشكال مختلفة في تناول المثقف فهناك عدة أشكال منها 


الشكل الأول: مثقف قارئ فقط ولا يملك مؤهلات الفحص والنظر 

مثقف مسكين أنت ظلمته حين صنفته أنه مثقف وهو غير متنبه للأخطاء الشعبية لكي لا يقع في الأخطاء الشعبية يحتاج ذهنية خاصة فليس المثقف مجرد قارئ فقط فليس من الإنصاف أن تصنفه أنه يحامي بقصد عن الثقافة الشعبية .


الشكل الثاني : مثقف يجامل الناس فيما يكتب أو لمصالح فيكون بدافع مزاج أما لمصالح خاصة هذا من الظلم تصنيفه في سلة المدافع عن الأخطاء الشعبية التي تفضلت بها .


الشكل الثالث : هو المثقف أو الكتاب أو الخطيب المثقف 

يمارسون النقد ويتحدثون عن كل ظاهرة غير صحيحة لكن ليس بأسلوب المهيج للعواطف ولا بأسلوب يخرجهم من حفرة فيقع فيه هوة بركان بحيث يتكلمون بكلام موزون ومشفر ويفرز في أفهام الناس هذا الكلام الموزون وهذا النوع لا يصل لأصحاب الصدامية و الحنق والمشاغلة والمشاغبة فبعض المثقفين والكتاب والخطباء إذا خرج وضع على عاتقه تربية المجتمع تجده سنة عن سنة يخرج بنتاج فكري محترم ويوصل للمجتمع أن النقد الهادف تربية وليس صدام فيؤهل الناس النفسية والروحية ليتجددوا في تناول الخطاب والأفهام. 


(٢)الصورة الثانية من التاريخ المعاصر (الذين يعانون من التصرف اللا منهجي مع الدين

 

💡الانهماك في الشعائر : 

كلنا يقبل على الشعائر ونحن نمارس جزء من الشعائر ولكن هناك مشكلة عند بعض المؤمنين أقبال عشوائي على الشعائر ولكيلا يقع المؤمن في العشوائية في هذا الإقبال عيله أن يمارس خطتين أما روحية نفسية أو اجتماعية . 


الخطة الأولى : التقدم الروحي والنفسي 

فعليك أيها المؤمن أمام هذا العرض الضخم في الوسائل والوسائط يلزم منك وضع خطة بحث تنتقي من هذا العرض الخطباء وتنتقي من الخطباء محاضرات بحيث يكون لدى المتلقي حس خاص بأن يميّز أفضل محاضرة قدمها من يزاول على متابعته ولو تعددت المتابعات للخطباء تكون له ذهنية فرز بحيث حدد المحاضرات الأبرز لكل خطيب 

بالمقابل تجد بعض شباب ينهمك في أعجابه بالرواديد ويفرز اثنتان أو ثلاث ويقف عليها طيلة العشرة لا يغيرها ولا يسمع غيرها لأنه سمعها من أول الموسم بالمقابل هل تجد من كل مائة من المستمعين يكرر سماع محاضرة . 


الخطة الثانية: خطة اجتماعية 

في أثناء ممارستك الشعرية لأحد أمرين لإدارة الشعائر 

الأثر الأول :

تلمّس الأثر: ألوان من العزاء من قراءة ونعي و عزاء وله أثر فوري (مباشر ) وأثري رجعي وأحياناً تأثير فوري مباشر  من يشاركك في المذهب يؤذيه ويثير حفيظته فعليه أن يزن الأثر الرجعي لأنه يسبب لك أثار مستقبلية على المستوى الاجتماعي .


الأثر الثاني :

عدم المغالاة : ولا نقصد من المغالاة بأنه يقدم الشعيرة على الفرائض بل نقصد المغالاة في الدخول المناقشات والسجالات في الخلافات التي يعملها المكلف وهو بناني فعله على متكأ شرعي أخذه من مرجع تقليده . فعلينا أن نحذر من العصبية لأنها تفسد العلاقات الاجتماعية فتتكلم عن أزمة الأخلاقية وليس دينية .

من الاختزال المجحف للشعيرة في مفردة الجزع فقط بل عليّ أن أنوع صور الجزع مثل الصور واللباس والسلوك والحزن ووو 


💡ولذا هناك توصية للمؤمنين 

قراءة كتب خاصة مثل القرآن الكريم والأحاديث ونهج البلاغة وقراءة المقتل 

وكلها ملهمة للقارئ ومتجدد في النفس 



 (٣) الصورة الثالثة: إنتاج ديني هجين 

من حيث الشكل أو للباس ثوب حجازي على عمامة عمانية 

متدين يأخذ معلومات منافية للدين ويرتب الأثر عليها 

متدين يعطي أولوية لغير التعليم الديني 

فهذا خلط ومزج غير مقبول ولكن ما هي أسباب ذلك نذكر منها 

١-دوافع سياسية : فهناك دول تدعم هذه التعددية لأنهم وجدوا فيها مجال ينصر أهدافهم 


٢-ضعف المتدين ولذا يقع في التهجين سواء كان رجل عادي أو طالب علم بسيط هب في قراءة الكتب بطريقة غير منهجية فحين تمر عليه شبه يسارع فيه تصحيحها بما يملك من رصيد دون التروي و الرجوع لأهل الخبرة فيقع في إشكال أكبر لم يحسب له حساب لأنه يصل أن لا يملك حجة كافية في ردها فيُقرّ بها كما وقع عند المسحيين حينما حاربوا النظرية الدارونية حتى نفذت حججهم فقبلوها مع الوقت بل أكثر من ذلك حينما مات داورون دفنوه إكراماً له في مقبرة الكنيسة وذلك لفقدان الحجة عليه وهذا نتيجة الضعف الذي قادهم لذلك 


٣-دافع البؤس : للأسف مجتمعنا اليوم أصبح زاخر بصور البؤس خصوصاً في التفكك الأسري رغم الاهتمام البالغ في صيانة الأسرة ولكن للأسف تضاعفت مشاكل الأسرة فسبب حالة من البؤس خصوصاً عند الشباب الناعمين الذي من أيام قليلة متزوج فإذا ضعف موقفه في التعاطي مع المشاكل الأسرية يفقد التمييز ممن يأخذ النصيحة وصل بعضهم يحيل الشباب لضعفه في حل المشاكل إلى مبروك عطية لحل مشاكلة الزوجية وحلول هذا الرجل قاصرة جداً وتجد كثير من شبابنا يتوجه في حل مشاكلة إلى وصايا جورج قرداحي المسيحي في برنامج المسامح كريم يضعهم تحت ضغط الجمهور فيرجعون لكن دون قناعة فرجوع المشكلة بشكل أشد وارد جداً . 

💡تنبيه : ولعل البعض يقول هذه مصادرة للرجل فقد يكون نجح في بعض الموارد في برنامجه أقول لك كلامك صحيح ولكن أنا في مورد تسجيل نقدي على أمر علني لا أكثر.

هذا النوع من التعاطي يسمى تهجين فأصبح المتدين لا يعرف ممن يأخذ معالم دينه 

-------------

العنصر الثاني: صور حديثة قديمة وقديمة حديثة

 

أولاً: اللامنهجية الطائفية: 

هناك فضول طائفي محمود يأتي من المذاهب ليطلع فقط ما يفعله الشيعة هذه الأيام هذا النوع لا مشكلة عندنا عليه بل نشجعه ولكن من نقصده الفضول المذموم الذي نعاني منه هو التدخل في مفردات التشيع من باب الكرامات والمعاجز ويعطي قراءة أنها جاءت من الدولة الحمدانية والبوهئية تعال نناقش قوله 

أنها دولتان هذا خطأ بل هما إمارتان هذه الإمارات اتفقت مع الدولة العباسية الكبرى تعطيها إمارة مستقلة بها مقابل أن تحارب بالوكالة عن الدولة العباسية ولذا الإمارة الحمدانية كانت مشغولة بالحرب والمقاتلة مع البزنطنين والصلبين بين كر وفر من انتصار وهزيمة واستمرت على ذلك تحت سيف الدولة و ناصر الدولة فتجد تحت بلاط سيف الدولة شعراء وأدباء وغيرهم لكن لاوجود لفقهاء بينهم بل أكثر من ذلك كل أمارة منهم عندها منبر أعلامي تعتمد عليه في توصيل رسائلهم لعامة الناس وهي صلاة الجمعة وفقهائنا في ذلك الوقت كان رأيهم أن صلاة الجمعة لا تجب . وهذا يعطي طابع أنه لا تأييد واضح لهذه الأمارة .


تعال لأقدم خرم للمنهجية وهو مبدأ الإمامة وهو تسليم غير الأكفاء مع وجود الأكفاء

مثال أمير المؤمنين عليه السلام : 

تسليم غير أمير المؤمنين علي عليه السلام مقاليد السلطة رغم كل ما شهد له النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وما قام به لتثبيت أمامته ولكن  الأمة ضعفت بعدة وسائل وسلمت ذلك لغيره .


 كذلك جاؤا الدولة العباسية تحت مسمى خلفاء فأساؤا تمثيل الدين لأنهم ليسوا الأكفأ ولو وجد الأكفاء لكن لا يجيد بالقدر الكافي . 

 

ومبدأ الكفاءة ليس حكراً على الشيعة لأنه من البدهيات 

 فمبدأ الكفاء ليس يقره منهج لأهل البيت عليهم السلام فقط بل حتي غيرهم مثل أبو الحسن الندوي له كتاب كامل يعيد ويزيد في هذا الموضوع.

 

💡والدرس الذي نأخذه هذه الليلة أن الإمام الحسين عليه السلام مارس المنهجية الصحيحة فأصبح أصحابه من الفقهاء والعلماء والأتقياء فكانوا صفوة ومن الفقهاء هو أبو الفضل العباس عليه السلام حيث تجلت في مواقفه أعلى مراتب اليقين حين تجده 

يقول : والله أن قطعتم يمني أني أحامي أبداً عن ديني وعن إمام صادق اليقيني نجل النبي المصطفى الأميني . ذوق يحتاج إلى وعي خاص وهو في اللحظات الحرجة ويقين راسخ 

ويقول : يانفس لا تخشي من الكفاري .


للإستماع للمحاضرة كاملة

https://youtu.be/wuVLH4f1HRA


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حوارية (122)ماذا يريد الإمام الصادق عليه من شيعته في هذا العصر؟

  حوارية ( 122) ماذا يريد الإمام الصادق (ع) من شيعته في هذا العصر ؟ 👆السائل : في ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام ماذا يريد منا الإما...