❇️ الإمام علي (ع) وذوبانه في الله سبحانه
عظم الخالق في قلب الإمام علي (ع)
💡مقدمة :
ورد عن سيد الموحدين عليه السلام في صفات المتقين (.. عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم، فهم والجنة كمن قد رآها، فهم فيها منعمون، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون.. )(1)
أمير المؤمنين عليه السلام بلغ من الكمال أنه لا يُرى في قوله وفعله وعمله إلا ما يُرضي الله سبحانه وتعالى فوصل لمقام أن يكون هو الحق المحض الذي يدور الحق حوله بل الحق يدور حوله قولاً وفعلاً وعملاً
س : أين الدليل على ذلك؟
نصت كثير من الروايات على ذلك سنقف على بعضها
على لسان سيد المرسلين وخاتم الأنبياء عليهم السلام بعدة ألفاظ مفادها واحد، فعن ثابت مولى أبي ذر قال: دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي وقالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يقول: علي مع الحق والحق مع علي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة.
فعن مجاهد قال أبو ذر قال النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي من أطاعك فقد أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاك فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله.
قال أبو ذر قال النبي (صلى الله عليه وآله): لا تضادوا عليا فتكفروا ولا تفضلوا عليه فترتدوا. (2)
وعليه مولانا أمير المؤمنين أرواحنا فداه وعليه السلام وصل الكمال بعد نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنه عظُم الله في قلبه فبلغ أعلى درجاتها فلا يرى إلا ما يحبه الله ولا يعمل إلا ما يريده الله ولا يفعل إلا ما يجزم أنه في رضا الله سبحانه فإذا كان كذلك يتفضل الله عليه بجائزة خاصة وهو حبه فمن أحبه الله سبحانه تعالى يكن محط عنايته فدعاؤه مستجاب وعمله مقبول بل يكن أعلى من ذلك فيكون الحق سبحانه لعبده الذي عظم الخالق في قلبه سمع وبصر ويد عبده المؤمن وأجلى مصادقيها في مقالنا هذا سيد الموحدين أمير المؤمنين عليه السلام كما ورد الحديث القدسي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . قال الله عز وجل: ما تقرب إلي عبد بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وإنه ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها، إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته .(3)
فلا كلام بعد هذا الحديث العظيم الذي يصف مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وكل حديث لأمير المؤمنين (ع) لو تأملت فيه تجده غني عن غيره من الفضائل وما أكثر فضائل أمير المؤمنين عليه السلام أحببت أن أقف معكم هذه الوقفة مع مولانا أرواحنا فداه كي نتأمل في عظمة هذا الرجل الذي فتح باب الدنيا في أقدس بقعة الذي هو من شرفها وهي الكعبة المشرفة وخدم أفضل خلق الله سبحانه وهو النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وتعلم علومه وأخذ أخلاقه وسجاياه وخصاله وزوجه أفضل نساء الوجود سيدة أهل الجنة الزهراء عليها السلام وكرمه بأبناء اختارهما الله سبحانه أن يكونا سيدي شباب أهل الجنة وأعطاه الله من السجايا والخصال . جمعها حفيده زين العابدين عليه السلام وكلها مشتركة لأهل بيت الطهارة في قوله : أيها الناس أعطينا ستاً وفضلنا بسبع: أعطينا العلم، والحلم، والسماحة، والفصاحة، والشجاعة، والمحبة في قلوب المؤمنين، وفضلنا بأنا منا النبي المختار محمدا، ومنا الصديق، ومنا الطيار، ومنا أسد الله وأسد رسوله، ومنا سبطا هذه الأمة ..)
وأخيراً ختم حياته الحافلة برضوان الله سبحانه في بيت من بيوت الله سبحانه فسلام عليك حين ولدت وحين تستشهد وحين تبعث حياً ثبتنا الله على ولايته في الدنيا ورزقنا شفاعته يوم القيامة وحشرنا الله سبحانه وتعالى معه في درجته آمين رب العالمين .
✍️زاهر حسين العبد الله
🔍المصادر
(1)بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٤ - الصفحة ٣١٥.
(2)بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٨ - الصفحة ٢٩.
(3)ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ٢٥٤٠.
(4)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق