المشاركات

الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): صبرٌ وصمود وتربية للأمة

صورة
  🌿 الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): صبرٌ وصمود وتربية للأمة   ا لإمام الحسن العسكري (عليه السلام) عاش في زمنٍ شديد القسوة، إذ فُرضت عليه الإقامة الجبرية والمراقبة العباسية الصارمة، لكن نور الإمامة كان أقوى من كل قيود الظلم والاضطهاد. فقد حوّل مولانا الإمام الحسن الزكي (عليه السلام) سجنه وضيق عيشه إلى مدرسة تُربّي القلوب، وتثبّت العقول، وترسم لنا الاستقامة على خط أهل البيت (عليهم السلام) وكان (عليه السلام) يزرع في شيعته روح الوعي والرشاد والثبات،  قائلاً: «أوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة لمن ائتمنكم من برٍّ أو فاجر» (1) بهذه الكلمات النورانية من الهدي النبوي جعلهم قدوةً بين الناس، وأداةً عملية لإحياء رسالة الإسلام في زمن التزوير والانحراف والتضليل الإعلامي الذي أرادته تلك السلطة الظالمة. كما كان الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) يُعلّمهم الصمود أمام المحن، مذكّرًا بأن الارتباط بالله هو الحصن الأقوى، والملاذ الأمتن، والنجاة في الدين والدنيا والآخرة. وقد جسّد ذلك بقوله (عليه السلام):  «اتقوا الله وكونوا زينًا ولا تكونو...

حوارية (١٥١) ما هو أثر صدق وأمانة وعفاف النبي الأعظم محمد (ص) في هداية الأمة؟

صورة
حوارية (١٥١) ما هو أثر صدق وأمانة وعفاف النبي الأعظم محمد (ص) في هداية الأمة؟   السائل: شيخنا، كثيرًا ما نسمع أن أخلاق النبي الأعظم (ص) قبل البعثة وبعدها كانت سببًا رئيسًا في دخول الناس إلى الإسلام. فكيف أثّر صدقه وأمانته وعفافه في هداية الأمة؟   الجواب: بسمه تعالى لقد أراد الله سبحانه أن يكون نبيّه الخاتم (ص) قدوةً حيّةً يلمسها الناس بحواسهم ويستشعرونها بعقولهم وبصائرهم، قبل أن يسمعوا تشريعاته بلسانه. فجعل منه عَلَمًا للصدق والأمانة والعفاف، فصار محطّ القدوة والاقتداء، أرواحنا فداه، ومصداقًا لقوله تعالى:    {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيراً (٢١)} [الأحزاب].   وسنقف عند هذه الصفات الثلاث لنرى أثرها النفسي والعقلي في نفوس الناس، وكيف كانت سببًا لهدايتهم:   1. الصدق   قبل البعثة، كان مشركو مكة يلقّبون النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) بـ "الصادق الأمين"، فقد خبروا صدقه وجربوه في تعاملاتهم، حتى كانوا يودعون عنده أماناتهم وهم أعداؤه لاحقًا. لقد...

حوارية (١٥٠) زيارة الأربعين… رحلة تزكية لا عرض إعلامي

صورة
  حوارية (١٥٠) زيارة الأربعين… رحلة تزكية لا عرض إعلامي السائل  : سلام عليكم أستاذي، لاحظت في مشاية الأربعين بعض الزوار والزائرات مشغولين بتوثيق رحلتهم ليروها الآخرين في السناب شات وغيرها من وسائل التواصل، فتأذّيت، فهل من توجيه نرسله للأحبة كي يتنبّهوا لذلك؟ الجواب بسمه تعالى:  إن زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في الأربعين هي عبادة قلبية قبل أن تكون مسيرة بدنية، ومقصدها الأسمى هو تهذيب النفس والسمو بالروح، لا الانشغال بعدّ الصور والمقاطع، فإن الله سبحانه وتعالى وكَّل بنا ملائكة يسجّلون أعمالنا، وقد ورد النهي عن الحديث عن النفس أو الأعمال التي وُفِّق لها العبد من قبل الله سبحانه، ففي رواية عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: << لا تقطعوا نهاركم بكذا وكذا، وفعلنا كذا وكذا، فإن معكم حفظة يحفظون علينا وعليكم، اذكروا الله في كل مكان فإنه معكم». (1) السائل : هل من توجيهات عامة ينبغي مراعاتها كي لا نقع في فخ العرض الإعلامي للناس؟ الجواب:   أوصي نفسي وإياكم بتوجيهات عامة في زيارة أربعين الإمام الحسين (عليه السلام)، التي من المفروض أن تكون إحدى علامات المؤ...

تفوق الإمام الرضا (عليه السلام) العلمي على علماء الملل والنحل

صورة
  تفوق الإمام الرضا (عليه السلام) العلمي على علماء الملل والنحل   مقدمة: حسب معتقد الشيعة الإمامية، فإن الإمام الرضا (عليه السلام) إمامٌ معصومٌ منصَّبٌ من قبل الله سبحانه، فلا يُنعَت بالتفوق العلمي أو العبقرية وغيرها من النعوت التي يتفاضل بها الناس، لكن في هذا المقال سأفكّر بمنهج إخواننا أهل السنة في تفضيل الناس بعضهم على بعض، حيث يجعلون الذات هي مقياس التفاضل، وليس الأمر الإلهي. ولنأخذ شاهدًا من إخواننا السنة يوافق نوعًا ما تذهب إليه الشيعة الإمامية في الاعتقاد بأهل البيت (ع) في التفضيل. رُوي عن أحمد بن حنبل غير ذلك بخصوص الإمام علي، قال عبد الله: قلت لأبي (أحمد بن حنبل): ما تقول في التفضيل؟ قال: في الخلافة: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان. فقلت: فعلي؟ قال: يا بني، علي بن أبي طالب من أهل البيت، لا يُقاس بهم أحد. (1) أما الشاهد عند أهل البيت (ع): في "عيون أخبار الرضا (ع)": بهذا الإسناد قال: قال على (عليه السلام): "نحن أهل البيت لا يُقاس بنا أحد، فينا نزل القرآن، وفينا معدن الرسالة." (2) فالإمام الرضا (عليه السلام)، حسب نظر علماء العامة، هو الإمام الثامن عند الشيعة الإثني ...

زيارة الأربعين… عبور من الظاهر إلى أعماق النفس المطمئنة

صورة
  زيارة الأربعين… عبور من الظاهر إلى أعماق النفس المطمئنة في كل عام، تمتد الأقدام وتكثر الخطوات من شتى بقاع الأرض نحو كربلاء الحسين (عليه السلام)، حيث ينادي العشق الحسيني الأرواح قبل الأجساد 🕊 زيارة الأربعين… عبور من الظاهر إلى أعماق النفس المطمئنة في كل عام، تمتد الأقدام وتكثر الخطوات من شتى بقاع الأرض نحو كربلاء الحسين (عليه السلام)، حيث ينادي العشق الحسيني الأرواح قبل الأجساد. 🌿 الأربعين، ظاهريًا، هي مسيرة مشاة، خطوات يقطع المؤمنون فيها مئات الكيلومترات، في تعبٍ وسفرٍ وترابٍ وحرّ… لكن في جوهرها، هي عبورٌ من ظاهر الجسد إلى أعماق الروح، وانتقالٌ من ضجيج الدنيا اليومي إلى سكون النفس المطمئنة، ومن صخب الحياة إلى حنايا الطاف الإمام الحسين (عليه السلام). محاور المقال  1- من ظاهر المشي إلى باطن السلوك 🚶‍♂️ المشي إلى الأربعين ليس رياضةً بدنيةً فحسب، بل هو تربية تلامس الروح؛ 💧 كل خطوة في طريق الإمام الحسين (عليه السلام) تُطهّر القلب، 💧 وكل دمعة على درب كربلاء تُزيل صدأ الذنوب وتنقّي النفس. كما ورد عن الربيع بن المنذر عن أبيه عن الحسين بن علي عليه السلام قال: "ما من عبد قطرت عي...