الاثنين، 3 ديسمبر 2018

سلم الكمال محفوف بالبلاء


سلم الكمال محفوف بالبلاء

حديث رقم ( ١٦ )
قال أمير المؤمنين عليه السلام: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)[1]
قال الله تعالى:{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}[2]
١ـتعريف البلاء : ما يصاب الإنسان من مصائب في هذه الدنيا

٢-س/ لماذا سبحانه وتعالى أوجد لنا البلاء في دار الدنيا؟
أوجد الله سبحانه هذا البلاء للإنسان، لأنه يحبه ولعل منْ يسأل كيف يكون الحب بالبلاء؟ نعم هذه حقيقة أغفلناها من حيث لا نشعر، ولو تأملنا قليلا، وتفكرنا لوجدنا أننا نخطئ كثيرا في التعاطي مع الدنيا، حيث إننا نعتقد أن السعادة في هذه الدار هي الغاية، وهي المنتهى، ولذا تجد الأب يحاول جاهدا توفير كل ما تحتاجه الأسرة من احتياجات كمالية ليدخل السرور في قلب أهله وولده، وكذا الصديق يجهد نفسه لإرضاء صديقه، وكل شخص منا يبحث عن السعادة لا بد له من جهد مسبق لينالها. ولعل أحد الأخوة لمح في هذه الكلمات ما أرمي إليه، فمن جهة أدخل السرور على قلب من يحب، وهذا ظاهره سعادة، ولكن من جهة أخرى وهي الأساس هو التعب والعناء والجهد بالمال والوقت والكلمات وصرفها من أجل أن يخرج بنتيجة لا تتجاوز الساعة، وربما يعمل الإنسان منا سنوات طويلة من عمره في تحقيق أمر ما يرى في نهايته السعادة كبناء بيت. يتضح من ذلك أن البلاء هو الذي يصقل الشخصية ويهيئها كي ترقى إلى سلم الكمال، ومن خلال ذلك نستطيع الإجابة على سؤالنا، ونقول إنّ الله بفضله ومنه وتحننه علينا أراد لنا التعب والعناء في هذه الدار كي نرقى وتسمو نفوسنا، ونقترب من ساحة قدسه مسلمين له طامعين في كرمه سبحانه وتعالى.
٣-ما هي الثمار التي يتحصل عليها الإنسان من البلاء؟
أ-البلاء سمة الأنبياء والأوصياء والصالحين، وروي عن سيد البشر أجمعين محمد صـلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: (ما أوذي أحد مثل ما أوذيت في الله)[3]. وقال سيد الموحدين أمير المؤمنين علي عليه السلام: (صبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا)[4].
ب - البلاء يحدد هوية المبتلى إن كان مع الله أو كان مع نفسه وهواه، فكلما كان مع الله  وبعد عن هواه قرب من سلم العروج لله سبحانه. قال سيد الموحدين عليه السلام(يا صفراء يا بيضاء لا تغريني، غري غيري)[5]. وقد عرضت على رسول الله صلى الله عليه واله الرئاسة وأموال قريش، واختار ما كان لله رغم الصعاب، وقال قولته الشهيرة: (والله لو وضعوا الشمس في يميني القمر في شمالي عن أن أدع هذا الذي جئت به ما تركته)[6]
ما هي القناعة التي يجب أن يصل إليها الإنسان من وراء البلاء؟
بعد هذا البحث المتواضع أعتقد أنّه يجب أن نصل إلى قناعة هي أن الله سبحانه وتعالى من فاضل منّه وكرمه وحبه لخلقه يريد أن يدخلوا في فسيح رحمته، ويبعدهم عن معصيته وشديد نقمته لا لحاجة منه جل اسمه لخلقه بل حبا ورأفة بعبادة. فيا أخوتي إن لنا رباً رحيماً غفوراً كريماً، صنائعه لا تحصى، ونعمه لا تعد على خلقه. فكيف نجترئ عليه ونقابله بالمعاصي والذنوب؟! فحريٌ بنا أن نلوذ بساحة غفرانه، ونلتجئ إلى ظل رضوانه، لأنه أهل للعبادة، ونطمع في أن نكون من خيار خلقه مع محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم. والحمد لله رب العالمين.

٤-مسألة شرعية
سؤال : ما هي الامور التي هي من المعروف ؟
الجواب : الاعتصام بالله تعالى ، قال الله تعالى : ( ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم ) وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : [ أوحى الله عز وجل إلى داود : ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته ، ثم تكيده السماوات و الأرض من فيهن إلا جعلت له المخرج من بينهن ]

٥-قصة قصيرة
بلاء نبي الله أيوب عليه السلام


[1] تحف العقول ص53
[2]  العنكبوت: آية (2).
[3] التبليغ في الكتاب والسنة - محمد الريشهري - الصفحة ١٢٧
[4] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١ - الصفحة ١٥٣
[5] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤١ - الصفحة ١٠٣
[6] الروض الأنف ج3 ص10

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركة المميزة

حوارية ( ١٣٧ ) كيف يحصل الشاب والفتاة المؤمنة فضل الساعات في شهر رمضان

  🔲 حوارية ( ١٣٧ ) كيف يحصل الشاب والفتاة المؤمنة فضل الساعات في شهر رمضان   المبارك ؟     السائل :   الأستاذ الفاضل أبا سجاد وفقك الله للد...