حوارية رقم ( ٦٥) دعوى شعارات مغلوطة عند الإمامية في قضية عاشوراء الحسين عليه السلام
أرسل لي أحد الأحبة هذه الرسالة وطلب التعليق عليها
بسم الله الرحمن الرحيم هل دم الامام الحسين (صلوات الله وسلامه عليه ) أبقى الأسلام حياً؟!
• دأئماً مانسمع ممن يؤمن بصحة (وصية ابن أعثم الكذاب) ان الاسلام محمدي الوجود حُسيني البقاء اعتمادا على ان (الاصلاح) الذي كان ينشده المولى (عليه السلام) قد تحقق!
بيد ان هذا الشعار وهذه الفكرة تكاد لا تصمد امام بيانات ال محمد (صلوات الله عليهم) ، تحت عنوان (قتلوا بقتلك الاسلام) وسنذكر هنا بعض الروايات التي تؤكد ان الاسلام قتل يوم عاشوراء خلافا لما نسمعه من شعارات براقة اساسها النظرة الحزبية والتحليلات المجانبة للروايات!
• مجموعة من الشواهد:
١- قال الامام الصادق (عليه السلام) : أرتد الناس بعد قتل الحسين (عليه السلام) إلا ثلاثة: ابو خالد الكابلي، ويحي ابن ام الطويل، وجبير بن مطعم.
معرفة الرجال للطوسي ج١ ص ٣٣٨.
٢- وعنه (عليه السلام): لا والله ما هم على شيء مما جاء به رسول الله (صلى الله عليه واله) إلا استقبال الكعبة فقط.
المحاسن للبرقي ج ١ ص ١٥٦.
٣- عن الفضل بن شاذان: لم يكن في زمن علي بن الحسين (عليه السلام) في أول امره إلا خمسة أنفس.
شرح اصول الكافي للمازندراني ج١٠ ص ٥٠.
٤- ذكروا ان الناس والهاشميين في زمن السجاد (عليه السلام) الى ان مضت سبع سنين من إمامة الباقر (عليه السلام) كانوا لايعرفون كيف يصلون ولا كيف يحجون!
الصحيح من السيرة للعاملي ج١ ص ١٦٤.
ونفس هذه الحقيقة وردت في كتب النواصب وباعترافهم!
١-روى مالك (امام المذهب المالكي) عن عمه ابي السهيل عن ابيه قوله: ما اعرف شيئا مما ادركت الناس عليه إلا النداء بالصلاة! الموطأ لمالك ج ١ ص ٧٢.
٢- اخرج الشافعي (امام المذهب الشافعي) بطريقه عن بن كيسان:
كل سنن رسول الله (صلى الله عليه واله) قد غُيرت حتى الصلاة!
الام للشافعي ج١ ص ٢٦٩.
٣- قال الحسن البصري: لو خرج عليكم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) ماعرفوا منكم إلا قبلتكم، بل حتى القبلة قد غُيرت وجعلوها الى بيت المقدس حيث صخرة اليهود! .
مختصر مفيد للعاملي ج١ ص ٥٢.
٤- وقال ابو الدرداء: والله لا أعرف فيهم من أمر محمد ( صلوات ﷲ عليه واله) شيئا الا انهم يصلون جميعا!
مسند احمد بن حنبل ج٥ ص ١٩٥.
• هذه الشواهد تثبت انه لم يبق من الاسلام إلا اسمه ومن الدين إلا رسمه، ولهذا نؤكد ونقول ان بقاء الاسلام منوط ببقاء المعصوم عليه السلام) نفسه لا ان قتله بقاءا للإسلام!
من هنا ندعو الى مراجعة هذه الشعارات التي لا تمت الى ال محمد (صلوات الله عليهم) بصلة وانما هي وافدة من ثقافات وتحليلات شخصية. اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم أجمعين آمين يا رب العالمين.
لسلام عليكم استاذي
وعظم الله اجركم في مصاب سيد الشهداء واهل بيته سلام الله عليهم
استاذي ما رايك في هذا المقال؟
الجواب : بسمه تعالى
قبل الخوض في الجواب المفصل على هذه الرسالة لنعطي جواب مختصر للمتابعين
كل ما ورد من الروايات أو جلها إذا سلمنا بصحة صدورها إجمالا عن المعصوم تركز على مصطلح حديثي مهم وهو كلمة (الناس) وسأذكر لك حسب
الحديث
حديث ١ : أدركت الناس
حديث ٢: الشافعي وهو غير ملزم للشيعة
حديث ٣: الحديث الحسن البصري واضح انه يكلم من لم يعتقد بعصمة أهل البيت وهو الخط الأموي كما سابين لك في الاخير
حديث ٤: مسند ابن حبل وهو غير ملزم للشيعة أضف إلى ذلك أقوى في حجتنا لأن اتباعه هم من أهل سنة الصحابة
الخلاصة أخي المؤمن أن كلمة الناس موجهة بالخصوص وبالذات وهي تعني أبناء العامة حين اتبعوا حكامهم وتركوا عترة أهل البيت عليهم السلام فلم يبقى من الإسلام من شيءكما أن أئمة المذاهب كأحمد ابن حنبل مالك ابن أنس يخاطبون أبناء العامة من أتباعهم
وهذا يلزم أن شيعة أهل البيت عليهم السلام ثبتوا على تعاليم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أن وصلتنا اليوم بيد علمائنا الأبرار
فمقالة الإسلام قتل بقتل الحسين عليه السلام يصدق على أبناء العامة حين غرقوا في اتباع حكامهم اما اتباع أهل البيت عليهم السلام ثبتوا وخرجت الثورات بعد قتله الكثيرة لنصرة أهل البيت عليهم السلام فالمقال الذي أرسلته مقال حق يراد به باطل
ومن جهة أخرى كما أعننا أحد الأخوة الكرام في التعليق على هذه الرسالة أحمد البجحان أبو سجاد
يقول: اصل المسالة او الاشكال من كون شهادة الحسين عليه السلام لا مساس لها ببقاء الدين! و هذه شنشنة نعرفها من اخزم!
فيقال على ما ضحى الحسين بنفسه؟
فبدليل عصمته عليه السلام يقطع ان حياة المعصوم توازي بيضة الإسلام الواجب الحفاض عليها، بل هو الاسلام عينة (لذلك عبّر قتلو بقتلك الإسلام) فالأمام الحسين عليه السلام كان بوسعه المهادنة كما سبقه و لحقه من الائمة، و لكن لما كانت المهادنة تفضي لمحو الإسلام كان تكليفه الشهادة للحفاظ على الدين.
وبتعبير اخر ان تكليف كل امام هو الحفاظ على الدين و ذلك قد يقتضي المصالحة و المهادنة كما في صبر الامام علي غصب الخلافة و ظلم الزهراء و قتل المحسن في سبيل الحفاظ على الإسلام، كذلك ضحى الإمام الحسين عليه السلام في سبيل حفظ الإسلام، وكذلك الحال مع جميع الائمة عليهم السلام.. والقول خلاف ذلك يقتضي القدح في هدفية شهادة الحسين وكونها من غير طائل و هذا خلاف العصمة..
ثم ان بقاء الإسلام لا يعني انتشاره وظهوره على دين كله، فان هذ لم يحصل حتى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل يعني الحفاظ على الدين الاصيل ونقله للأجيال اللاحقة حتى تتكون العصابة التي تتولى نشره مع صاحب الزمان عليه السلام.
ولا يقال ان صاحب الزمان غير محتاج لناصر وارضية تحتضن ثورته، فلو كان للأمر ان يتم بالمعجزة لوحدها لكان ارسال الرسل عبث، فالله قادر ان يدخل الناس في الايمان من اول الخلق ولكن هذا خلاف الاختيار الذي هو أساس التكليف، لذلك قضت حكمة الله تعالى ان تجري الامور بأسبابها ومن اسباب التوطئة لظهور المهدي عليه السلام وانتصار ثورته شهادة الحسين عليه السلام.
والله اعلم.. وصلى الله على محمد وآل محمد
أما المناقشة السندية لما نقله من نقولات ونرى مدى تهافتها وضعفها
تناولاها الشيخ مرتضى العبد الكريم
أولاً: لم يثبت أن ابن أعثم الكوفي كذاب نعم اختلف الرجاليون فيه: هل هو سني؟
أو هو شيعي؟ ولكنهم لم يختلفوا أنه من أئمة علم التاريخ، وأنه حُجة فيه!
فمقولة: (إن ابن أعثم كذاب) غير صواب!
ثانياً: الوصية المشار لها هي: وصية الإمام الحسين (ع) لأخيه ابن الحنفية (ر) ..«إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح». الفتوح لابن أعثم: ج٥/ ص٢١.
هذه الوصية لم يثبت كذبها؛ ورواها جمعٌ من السنة والشيعة: كالخوارزمي في مقتل الحسين ج١/ ص٢٧٢، وابن شهرآشوب في المناقب: ج٣/ ص٢٤١، وغيرهما.
بل يظهر من ابن شهرآشوب أنه يرويها من غير طريق ابن أعثم، وأنها مروية عن غيره أيضاً، وأن الإمام (ع) قالها لابن عباس (ر) كذلك، وليس فقط لابن الحنفية (ر).
فنسبة هذه الوصية إلى الكذب نسبة غير صحيحة، وليس عليها أيُّ دليل؛ لأنها على أسوأ الفرضيات مرسلة ضعيفة لا مكذوبة!
ثالثاً: إن مقالة: (الإسلام محمدي الوجود، حسيني البقاء) معروفة بأوساط المؤمنين، وما يُعرف قائلها بالضبط - وهي متأخرة - وأياً كان قائلها، فقد أجاد وأفاد (فجزاه الله خير الجزاء عن الإسلام وأهله).
وهذه المقولة ليست إلا تعبيراً عن حقيقة ثابتة من جانب، وتفسيراً لقول النبي (ص) «حسين مني، وأنا من حسين».حيث أن الإمام (ع) نهض بوجه الانحراف والظلم والفساد، وثار في وجه المحاولات الخطيرة لبني أمية، للقضاء على الإسلام، فضحَّى بنفسه وبأهل بيته وبأصحابه (ع) من أجل بقاء الإسلام، وصَوْن تعاليمه.
أما رواية رجال الكشي "اختيار الطوسي" ج١/ ص١٢٣/ ح١٩٤، فمضافاً على ضعفها، ورد ما يخالفها؛ ففي رواية الطيار، زاد بها: جابر الأنصاري، وفي رواية أسباط بن سالم زاد بها: سعيد بن المسيب، ورواية الفضل بن شاذان، زاد بها: محمد بن جبير.
ثم إن المقصود من هؤلاء هم الحواريون؛ كما ورد بالأخبار، أي: خاصة الإمام (ع)، لا عامة الشيعة، فضلاً عن عموم المسلمين. ويمكن مراجعة رجال الكشي: ج١/ ص١٠/
ح٢٠، وص١١٥/ ح١٨٤، وص١٢٣/ ح١٩٤.
• وأما رواية محاسن البرقي: ج١/ ص١٥٦/ ح٨٩، فمضافاً إلى ضعفها، فإنها لا علاقة لها بالدعوى لا من قريب ولا من بعيد؛ إذ هي واردة في (باب الأهواء)، وبيان الفَرْق بين الفِرَق، ولا دلالة بها على شيء متعلِّق بشهادة الإمام الحسين (ع).
• وأما رواية الفضل بن شاذان؛ فهي عينُها ما تقدَّم مناقشته، في رواية رجال الكشي.
• وأما كلام السيد العاملي بكتابه الصحيح من سيرة النبي (ص): ج١/ ص١٦٤، فينقله عن كتاب كشف القناع عن حجية الإجماع ص٦٧، للشيخ التستري، وهو ينقل الرواية بلا سند، ثم إنها واردة في سياق: أن الإمام
الباقر (ع) هو الذي بقر العلم بين الشيعة، فعلَّم الشيعة وبني هاشم الدين، وصاروا لا يحتاجون لأحد من الناس.
فأين هذا من دعوى كاتب المقال؟!
• أما رواية مالك في الموطأ: ج١/ ص١٢٠/
ح١٨٧، فهي صحيحة السند، ولكن لا تدلُّ
على شيء متعلِّق بالإمام الحسين (ع)، بل
هي دليل واضح على ما انتهتْ إليه الحالة
الإسلامية العامة من تدهور ملحوظ، حيث
صارت ثورة الإمام الحسين (ع) ضرورة في
تغيير الواقع البائس، وتصحيح أخطائه.
وقد نصَّ شُرَّاح الرواية على هذه الحقيقة،
وذكروا: أن بالعصر الأموي مُحِقَ الدِّين.
• أما رواية الشافعي في الأم: ج١/ ص٢٦٩،
فهي ضعيفة السند، وهي واضحة الدلالة:
أن الحكم الأموي بدَّل السنة النبوية، حتى
تَغيَّرت العبادات وجُهلتْ أحكامُها، فاضطرَّ
الإمام الحسين (ع) ينهض لإعادة البوصلة
الإسلامية لمسارها الصائب.
ونفس روايات هذا الباب دليل واضح على
مراد الشافعي، لأنه أخرج فيه روايات بهذا
المعنى، وكلها تؤكِّد البِدَع الأموية.
• أما رواية الحسن البصري في جامع بيان
العلم لابن عبد البر: ج٢/ ص١٢٢١/ ح٢٤٠٠
وهي مرسلة بلا سند، مضافاً لكون الكاتب
خلط بين: كلام البصري، وتعليق العاملي..
فإن كلام البصري ينتهي إلى (قبلتكم)، ثم
تعليق العاملي يبتدي من (بل حتى).
فليلاحظه القارئ في مختصر مفيد: ج١/
ص٥٢/ ت٦، وليحكِّم وجدانه وضميره.
ثم إن كلام البصري وارد بنفس سياق بقية
الروايات الماضية، وهو أن الإسلام انمحتْ
معالمه في وقت الأمويين، ما حدا بالإمام
الحسين (ع) أن يواجه مشروعهم.
• أما رواية أبي الدرداء فهي بمسند أحمد
ج٣٦/ ص٣٠/ ح٢١٧٠٠، وج٤٥/ ص٤٩١/ ح
٢٧٥٠٠، وصحيح البخاري: ج١/ ص١٣١/ ح
٦٥٠، وهي احتجاج على الواقع الأموي في
تحويل مسار الأمة إلى الجاهلية، وهي في
سياق الروايات السالفة، كما نصَّ شُرَّاحها.
الخلاصة :
أرجو من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام من مهتمين ومثقفين لكثرة الهجمات الثقافية على المذهب والتي توسع نطاقها من الداخل و الخارج أن لا تمرر عليهم أي رسالة مجهولة المصدر الغرض منها تشكيك المؤمنين في معتقداتهم وزلزلة يقينهم وهذا يدفعنا لوجود المخلصين والمنافحين عن المذهب في كل مكان وأعلاهم مراجع الدين حفظهم الله ثم العلماء المؤتمنين والمعروفين في الأوساط الحوزوية بالورع والتقوى ثم الشباب المثقف المؤمن الغيور على دينه ومذهبه ليأخذ منهم ما يزيد يقينه بما هو عليه لا بما يزلزل ذلك اليقين
ختاماً : أشكر كل من ساهم في جواب هذه الشبهة من الأخ العزيز أحمد البجحان أبو سجاد والأخ العزيز الشيخ مرتضى العبد الكريم
والحمد لله لرب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق