الأحد، 23 يوليو 2023

حوارية (٩٧) هناك من يزعم أن إسرائيل هو النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟

حوارية (٩٧) هناك من يزعم أن إسرائيل هو النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟

ولكن الشيعة يخفون هذه الحقيقة الواردة على لسان الإمام الصادق عليه السلام 

التي جاء فيها 

جاء في تفسير العياشي: عن هارون بن محمد الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (يا بني إسرائيل) قال: هم نحن خاصة .

م: بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٤ - الصفحة ٣٩٧

لكي لا يقول الناس من الشيعة والسنة أن تراثهم مأخوذ من النصارى واليهود ثم أن القران الكريم لم يبين لنا من هم إسرائيل ولا بني إسرائيل بشكل صريح فما هو تعليقك ؟ 

 

الجواب بسمه تعالى : 

لرد هذا الإشكال نقول أن المنهج المتبع في البحث عن صحة الرواية من عدمها يأخذ عدة أبعاد لفهمها فنحن نحتاج إلى ذكر الآيات الواردة في كلمة إسرائيل وبنيه وننظر لسياقتها ثم ننظر لأقوال أهل البيت عليهم السلام فيها وأقوال المفسرين الذين استفادوا من علوم أهل البيت لتفسير هذه الآيات ثم نخرج بنتيجة من هو إسرائيل المذكور في القرآن الكريم فتعال معي نسرد الآيات التي ذكر فيها كلمة إسرائيل 

الآية الأولى 

{ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَ إِيَّايَ فَارْهَبُونِ( ٤٠)}البقرة . 

الآية هنا مدنية وفي المدينة يوجد يهود ويوجد نصارى فالخطاب هنا في الآية يشمل المسلمون واليهود والنصارى فإذا فيها تعليمات يجب أن تصل لجميع هذه الفرق ولذا علينا أن نرجع لأقوال النبي الأعظم وأهل بيته عليهم السلام وأقوال المفسرين الذين استفادوا من أهل البيت في تفسير هذه الآية 

 

التفسير الأول : 

في تتبعنا لأقوال أهل البيت في خصوص هذه الآية سنجد جملة من الأقوال نسردها ثم نقف في تحليلها 

جاء في تفسير العياشي: عن هارون بن محمد الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (يا بني إسرائيل) قال: هم نحن خاصة .

م: بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٤ - الصفحة ٣٩٧

طبعاً هذه الرواية ضعيفة سنداً لا يمكن التعويل عليها ولذا سنذكر روايات غيرها تبين المطلوب 

وفي رواية أخرى عن الصادق عليه السلام يقول فيها أن بني إسرائيل هم 

(وَ یَعْقُوبُ هُوَ إِسْرَائِیلُ وَ مَعْنَی إِسْرَائِیلَ عَبْدُ اللَّـهِ لِأَنَّ إِسْرَا هُوَ عَبْدٌ وَ إِیلَ هُوَ اللَّـهُ عَزَّ‌وَ‌جَل)

م: تفسير اهل البيت عليهم السلام ج١، ص٢٩٢ - نورالثقلین/ علل الشرایع، ج١، ص٤٣

وروي عن الصادق عليه السلام في تفسير كملة إسرائيل 

[إنَّ إِسْرَا هُوَ الْقُوَّةُ وَ إِیلَ هُوَ اللَّـهُ عَزَّ‌وَ‌جَلَّ فَمَعْنَی إِسْرَائِیلَ قُوَّةُ اللَّـهِ عَزَّ‌وَ‌جَل]

م: تفسير اهل البيت عليهم السلام ج١، ص٢٩٢ - نورالثقلین/ علل الشرایع، ج١، ص٤٣.

الآن ننظر لسياق الآية كاملة ماذا يريد الله سبحانه أن يقول في هذه الآية حينما يقول (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَ إِيَّايَ فَارْهَبُونِ( ٤٠)}البقرة .

هناك عهد وميثاق إذا التزمتم به ووفيتم به وهو تصديقكم بأني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقاً وصدقاً وقد جئتكم بين يدي عذاب شديد فلا تنكروني كما نكر بني إسرائيل نبيهم فاستحقوا العذاب والهلاك والتيه ونحن عهد الله وميثاقه اليوم بين أظهركم كما كان نبي الله إسرائيل كذلك فهنا مشابهة الحال بين الأنبياء عليهم السلام وليس كما توهم السائل أن إسرائيل هو النبي الأعظم عليه السلام . 

والدليل على ذلك حينما سُئل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في تفسير هذه الآية قال 

[ قَدْ یَحْسُنُ الِامْتِنَانُ بِالنِّعمَةِ وَ ذَلِکَ عِنْدَ کُفرَانِهَا وَ لَوْلَا أَنَّ بَنِی ‌إسرَائِیلَ کَفَرُوا النِّعمَةَ لَمَا قَالَ اللَّـهُ لَهُمْ: اذْکُرُوا نِعْمَتِیَ الَّتِی أَنْعَمْتُ عَلَیْکُمْ.]

م: تفسير اهل البيت عليهم السلام ج١، ص٢٩٦

وقول مولانا الإمام العسكري عليه السلام في تفسير هذه الآية 

[اذْکُرُوا إِذْ کَانَ الْبَلَاءُ یُصْرَفُ عَنْ أَسْلَافِکُمْ وَ یَخِفُ بِالصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ (صلی الله علیه و آله) وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ، أَ فَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّکُمْ إِذَا شَاهَدْتُمُوهُ، وَ آمَنْتُمْ بِهِ کَانَتِ النِّعْمَةُ عَلَیْکُمْ أَعْظَمَ {وَ أَفْضَلَ} وَ فَضْلُ اللَّـهِ عَلَیْکُمْ {أَکْثَرَ} وَ أَجْزَل] 

م: تفسير اهل البيت عليهم السلام ج١، ص٢٩٤ . 

ونختم بقول الله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتبين حال هذه الآية المباركة 

حيث قال : 

( مَّا أَنْزَلَ اللَّـهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ أَوْفُوا بِعَهْدِی أُوفِ بِعَهْدِکُمْ وَ اللَّـهِ لَقَدْ خَرَجَ آدَمُ (علیه السلام) مِنَ الدُّنْیَا وَ قَدْ عَاهَدَ عَلَی الْوَفَاءِ لِوَلَدِهِ شَیْثٍ (علیه السلام) فَمَا وُفِیَ لَهُ وَ لَقَدْ خَرَجَ نُوحٌ (علیه السلام) مِنَ الدُّنْیَا وَ قَدْ عَاهَدَ قَوْمَهُ عَلَی الْوَفَاءِ لِوَصِیِّهِ سَامٍ (علیه السلام) فَمَا وَفَتْ أُمَّتُهُ وَ لَقَدْ خَرَجَ إِبْرَاهِیمُ (علیه السلام) مِنَ الدُّنْیَا وَ عَاهَدَ قَوْمَهُ عَلَی الْوَفَاءِ لِوَصِیِّهِ إِسْمَاعِیلَ (علیه السلام) فَمَا وَفَتْ أُمَّتُهُ وَ لَقَدْ خَرَجَ مُوسَی (علیه السلام) مِنَ الدُّنْیَا وَ عَاهَدَ قَوْمَهُ عَلَی الْوَفَاءِ لِوَصِیِّهِ یُوشَعَ‌ بْنِ‌ نُون (علیه السلام) فَمَا وَفَتْ أُمَّتُهُ وَ لَقَدْ رُفِعَ عِیسَی بْنُ مَرْیَمَ (علیه السلام) إِلَی السَّمَاءِ وَ قَدْ عَاهَدَ قَوْمَهُ عَلَی الْوَفَاءِ لِوَصِیِّهِ شَمْعُونَ بْنِ حَمُّونَ (علیه السلام) الصَّفَا فَمَا وَفَتْ أُمَّتُهُ وَ إِنِّی مُفَارِقُکُمْ عَنْ قَرِیبٍ وَ خَارِجٌ مِنْ بَیْنِ أَظْهُرِکُمْ وَ قَدْ عَهِدْتُ إِلَی أُمَّتِی فِی عَهْدِ عَلِیِّ‌بْنِ‌أَبِی‌طَالِبٍ (علیه السلام) وَ إِنَّهَا لَرَاکِبَةٌ سَنَنَ مَنْ قَبْلَهَا مِنَ الْأُمَمِ فِی مُخَالَفَةِ وَصِیِّی وَ عِصْیَانِهِ أَلَا وَ إِنِّی مُجَدِّدٌ عَلَیْکُمْ عَهْدِی فِی عَلِیٍّ (علیه السلام) فَمَنْ نَکَثَ فَإِنَّما یَنْکُثُ عَلی نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفی بِما عاهَدَ عَلَیْهُ اللَّـهَ فَسَیُؤْتِیهِ أَجْراً عَظِیماً) م: تفسير اهل البيت عليهم السلام ج١، ص٢٩٦ - بحارالأنوار، ج٣٨

 

الخلاصة أخي الكريم في تتبع تفسير هذه الآية من كلمات النبي الأعظم محمد صلى عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام هو : أن الله سبحانه أنزل القرآن الكريم لجميع الناس على مختلف أديانهم وهداية لهم وذكرى وموعظة كي يفهم كل واحد منهم عهد الله وميثاقه فيلتزم به كي يوفي الله سبحانه وتعالى بعهده لهم وأن أبرز مصداق اليوم ببني إسرائيل عليه السلام هو نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام فهم عهد الله وميثاقه فاستمسكوا به وأوفوا العهد له والخطاب هنا للمسيحين واليهود والمسلمين جميعاً . 

 

ولو بحثنا في تفسير هذه الآية عند المفسرين منهم العلامة الطباطبائي صاحب الميزان فأنه يقول : 

أخذ سبحانه في معاتبة اليهود وذلك في طي نيف ومائة آية يذكر فيها نعمه التي أفاضها عليهم، وكراماته التي حباهم بها، وما قابلوها من الكفر والعصيان ونقض الميثاق والتمرد والجحود، يذكرهم بالإشارة إلى اثنتي عشرة قصة من قصصهم، كنجاتهم من آل فرعون بفرق البحر، وغرق فرعون وجنوده، ومواعدة الطور، واتخاذهم العجل من بعده وأمر موسى إياهم بقتل أنفسهم واقتراحهم من موسى أن يريهم الله جهرة فأخذتهم الصاعقة ثم بعثهم الله تعالى، إلى آخر ما أشير إليه من قصصهم التي كلها مشحونة بألطاف إلهية وعنايات ربانية، ويذكرهم أيضا المواثيق التي أخذ منهم ثم نقضوها ونبذوها وراء ظهورهم، ويذكرهم أيضا معاصي ارتكبوها وجرائم اكتسبوها وآثاماً كسبتها قلوبهم على نهي من كتابهم، وردع صريح من عقولهم، لقساوة قلوبهم، وشقاوة نفوسهم، وضلال سعيهم.

قوله تعالى: وأوفوا بعهدي، أصل العهد الحفاظ، ومنه اشتقت معانيه كالعهد بمعنى الميثاق واليمين والوصية واللقاء والمنزل ونحو ذلك.

م: تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١ - الصفحة ١٥١

ونأخذ مفسر أخر هو صاحب كتاب الأمثل الشيخ مكارم الشيرازي يقول في تفسير هذه الآية المباركة 

أوهام اليهود في هذه الآيات خطاب آخر إلى بني إسرائيل فيه تذكير بنعم الله: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم.

هذه النعم سابغة واسعة النطاق، ابتداء من الهداية والإيمان، وانتهاء بالنجاة من فرعون ونيل العظمة والاستقلال.

ثم تشير الآية من بين كل هذه النعم إلى نعمة التفضيل على بقية البشر، وهي نعمة مركبة من نعم مختلفة، وتقول: وأني فضلتكم على العالمين.

لعل البعض تصور أن هذا التفضيل صفة أبدية مستمرة على مر العصور. لكن دراسة سائر آيات القرآن تبين أن هذا التفضيل هو تفضيل بني إسرائيل على غيرهم من أفراد عصرهم ومنطقتهم، لا تفضيلاً مطلقاً. فالقرآن الكريم يخاطب المسلمين في آية أخرى ويقول: كنتم خير أمة أخرجت للناس...

م: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١ - الصفحة ١٩٧. 

هذا كله في تفسير آية واحدة فقط أخي الكريم تعال لآية فاصلة وحاسمة تبعد أن بني إسرائيل هو النبي الأعظم عليه السلام 

ما رأيك في قوله تعالى 

{ وَ جاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى‏ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى‏ أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (١٣٨) } الأعراف . 

هل المقصود في الآية المباركة هو النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأنه جاوز بهم البحر فعليك أن تتأمل وسنذكر جملة من الآيات التي تبعد فكرة أن بني أسرائيل أو إسرائيل هو النبي الأعظم صلى الله عيله وآله وسلم وأهل بيته الطيبين الطاهرين لمجرد قراءتها لأول مرة نعم موجود خذ العبرة منها كي لا تكونوا مثل بني إسرائيل في نكرانهم لأنبيائهم وتعاليمهم 

وقال تعالى { وَ جاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَ جُنُودُهُ بَغْياً وَ عَدْواً حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩٠)} يونس . 

وقوله تعالى { وَ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَ جَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً (٢)} الإسراء .

وقوله تعالى {أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ ومِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَ إِسْرائِيلَ وَ مِمَّنْ هَدَيْنا وَ اجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى‏ عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَ بُكِيًّا (٨٥)} مريم 

فمن بعد إبراهيم عليه السلام غير إسحاق وأبنه يعقوب عليهم السلام 

وقوله تعالى { يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَ واعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوى‏ (٨٠)} طه .

فمن الذين أُنزل عليهم المن والسلوى هل هم النبي الأعظم  وأهل بيته عليهم السلام!؟ . 

وقوله تعالى 

{ قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي(٩٤)}طه.

فمن يقصد نبي الله هارون حينما خاطب أخاه (خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل) هل كان منهم النبي الأعظم محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين 

وقوله تعالى {أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ (١٧) قالَ أَ لَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَ لَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (١٨) وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَ أَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (١٩)} الشعراء . 

فهل كان المخاطب في هذه الآيات النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته أم نبي الله موسى عليه السلام.!؟ 

وقوله تعالى {وَ إِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (٦)}الصف 

فمن كان يخاطب نبي الله موسى عليه السلام في هذه الآية المباركة غير قومه الذي كانوا في زمانه 

وقوله تعالى { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ كَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى‏ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ (١٤)}الصف . 

فمن الطائفة التي أمنت بنبي الله عيسى عليه السلام ومن التي كفرت في هذه الآية المباركة فهل كانت أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم منها ؟!

إذاً المراد من كل هذه الآيات المباركة إنما جاءت في القرآن الكريم لتكون عظة وعبرة لأمة محمد صلى الله عليه وآله وتأخذ الدروس ولا تقع في أخطاء من سبقهم من الأمم السابقة وإلتزام هدي نبيها الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترة أهل بيته عليهم السلام  منها كما قال تعالى 

{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَ إِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ (٣)}يوسف . 

والمخاطب هنا النبي الأعظم صلى الله عليه وآله والتحذير لأمته كي لا يقولو كنا غافلين عن هذا  .

والله أعلم . 

 

 

ولو بسطنا الكلام في هذا المجال لأحتجنا لكتب ترد على هذه الشبهة 

هذا المقدار يكفي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

✍️زاهر حسين العبد الله

https://t.me/zaher000 

هناك 5 تعليقات:

  1. ش حبيب الفرج23 يوليو 2023 في 7:33 م

    حياك الله استاذنا العزيز
    وعظم الله لكم الأجر في مصابنا بالحسين عليه السلام.
    احسنتم كثيرا الإجابة واستفدنا منكم
    لعلى الآية خاصة أيضا تأويل . ومناسب للسياق

    ردحذف
  2. ش محمد جواد الحاجي23 يوليو 2023 في 7:34 م

    حياكم الله أستاذنا الغالي أستاذ زاهر ....
    بما أن هذا الموضوع متضمن في بحار الأنوار فجميل أن تستعرضه لدفع هذه الشبه ....وقد ابتدأت بالحكم على الرواية وعلى أنها ضعيفة ثم تكلمت في مفهومها وأثبت في النهاية أنهم لا ....الصحيح في خلاف هذا التصور ...نعم على أنه ليس إسرائيل محمدا ص ... الموضوع جيد ولكن لربما أكثرتم الاستشهادات فجعله طويلا ...واليوم أكثر مايحبه الشباب البيان المختصر وقراءته دون كلفة أو مؤونة ...أما أنا فشدني بسبب أنه وافق موضوع سماحة سيد المقاومة قبل ٣ ليال تقريبا ليبين فيه مدى جلافة ونذالة بني اسرائيل .....شكرا لمجهودك الطيب واهتمامك في استنارة الأفهام والعقول 🌸🌷

    ردحذف
    الردود
    1. اشكر لطفك واهتمامك وحسن ظنك شيخنا العزيز ولم أرسله للشباب شيخنا العزيز هذا لطلاب العلم لاني احتملت انهم قليلي البلوى به ولذا جعلته لطلاب العلم امثالكم

      حذف
  3. ش يوسف المعيبد23 يوليو 2023 في 7:36 م

    ستاذي كلي خجل
    ما شاء الله ، بارك الله في مددكم. ووفقكم وحفظكم
    ومنكم نستفيد ونفيد بإذن الله

    ردحذف
  4. ش حيدر السندي23 يوليو 2023 في 7:43 م

    ولو صحت فمكان العلم بان اسرائيل غير النبي صلى الله عليه و آله ، و بني اسرائيل غير أهل البيت عليهم السلام و المسلمين في زمن النبي وبعده ، لابد أن يقال المقصود غير الظاهر ، و فيه احتمالات هم أعلم بمقصودهم ، من الاحتمالات فقط النظر إلى باطن بعض الايات والتاويل أو جريان القرآن مجرى الليل و النهار ، و تطبيقه في زماننا باتباع من هم كبني اسرائيل المعصومين الدين فضلهم الله في زمانهم على العالمين .

    ردحذف

حوارية (122)ماذا يريد الإمام الصادق عليه من شيعته في هذا العصر؟

  حوارية ( 122) ماذا يريد الإمام الصادق (ع) من شيعته في هذا العصر ؟ 👆السائل : في ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام ماذا يريد منا الإما...