💎حوارية (٩٩) هل أهل البيت عليهم السلام يخلقون ؟
👆السلام عليكم ورحمة الله أستاذ كثر الكلام في موضوع الغلو هذه الأيام وكثرت المنشورات التي تبحث في موضوع خلق أهل البيت عليهم السلام للموجودات فما تعليقك؟
✋الجواب: بسمه تعالى
سنجيب بحول لله بلغة بسيطة يفهما الشباب نسأل من الله ان تكون واضحة لهم
هناك آيات وروايات تؤكد على خلق بعض الأولياء لمخلوقات لكنها مشروطة لإعلاء كلمة الله سبحانه وإقامة لدينه وحجة على خلقه
مثل خلق نبي الله ابراهيم عليه السلام للطيور الأربعة في قوله تعالى
{وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(٢٦٠)}البقرة.
وفي شأن نبي الله عيسى عليه السلام
{وَ رَسُولاً إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّـهِ وَ أُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ أُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللَّـهِ وَ أُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَ ما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(٤٩)}آل عمران.
وغيرها من الآيات الغرض بالمجمل دون الخوض في أعماق تفسير وتأويل الآيات هو إعلاء كلمة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
وهنا وجد خلط في فهم الروايات في موضوع خلق أهل البيت عليهم السلام هنا سأناقش الموضوع من عدة زوايا
🕯️الزاوية الأولى :
إذا كان أهل البيت عليهم السلام من خلق الله سبحانه وتعالى فكيف للمخلوق أن يخلق ؟ وإن صح الخلق لهم عليهم السلام فبأي عنوان هل بنحو التفويض والاستقلال عن أمر الله ونهيه أم بإذنه سبحانه؟ ثم ما هي الغاية من جعل أهل البيت عليهم السلام يخلقون هل لزيادة مكانتهم في قلوب الأمة أم لممارسة هذا الفعل واقعاً؟ هل وردت آيات أو روايات تؤكد أن أهل البيت عليهم السلام مارسوا الخلق واقعاً؟ فإن قلت عندهم الاستعداد لذلك لكن لا يفعلون إلا بإذن الله سبحانه وتعالى فهم أمناء على خلقه فلا يفعلون شيئاً خارج عن مشيئته سبحانه حتى لو كان لديهم خزائن الله سبحانه وتعالى .
🕯️الزاوية الثانية :
فإن قلت نريد إثبات أنهم يخلقون من باب أن ما دونهم من الخلق مثل الملائكة أعطاهم الله سبحانه مهام الرزق والموت والريح والمطر وغير ذلك؟ فمن باب أولى أنهم يفعلون كل ذلك؟
إذا كان من باب أنهم عندهم الاستعداد والقابلية أنهم يفعلون كل ما قام به خلق الله سبحانه وتعالى من باب الاحتجاج والتفضيل على بقية خلقه؟ نقول لا مانع منه لأن علماءنا قالوا كلمة جامعة في حق أهل البيت عليهم السلام وأتذكر أن مرجع الطائفة السيد الخوئي ( قدس ) له كلمة في هذا الصدد نقلها ثقته الشيخ علي الدهنين حفظه الله في حق أهل البيت عليهم السلام يقول : أن الله سبحانه وتعالى منه الوجود وبهم عليهم السلام خُلق الوجود . أي أن أهل البيت عليهم السلام غاية الخلق ومنتهاه فهم واسطة الفيض الإلهي وهم محال ذكر الله وأمره ونهيه لا ينفكون عنه طرفة عين. ولازم ذلك أن لا مشيئة في عالم التكوين والولاية التكونية إلا بأمر الله ونهيه فليس للمعصوم إذن مستقل في تحريك أي ذرة من ذرات الكون ما لم تكون تحت ضوابط أهمها هو إعلاء كلمة الله سبحانه وإقامة الحجة على خلقه ما عدا ذلك لا يستعملون هذه الولاية لمجرد أن عنده الاستعداد لذلك.
🕯️الزاوية الثالثة :
تناول الروايات الدالة على أن الخلق نشأتهم من نور النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام كما ورد في الرواية
عن جابر أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أول ما خلق الله نوري، ابتدعه من نوره، واشتقه من جلال عظمته. وقول جابر في حديث آخر قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله: أول شئ خلق الله تعالى ما هو؟ فقال: نور نبيك يا جابر، خلقه الله ثم خلق منه كل خير.
وفي رواية عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في رواية
عن المفضل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف كنتم حيث كنتم في الأظلة؟
فقال: يا مفضل كنا عند ربنا ليس عنده أحد غيرنا في ظلة خضراء، نسبحه ونقدسه و نهلله ونمجده، وما من ملك مقرب ولا ذي روح غيرنا حتى بدا له في خلق الأشياء، فخلق ما شاء كيف شاء من الملائكة وغيرهم، ثم أنهى علم ذلك إلينا.
م: بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٢٤.
نستفيد من هذه الروايات عدة فوائد أبرزها أن الخلق هم نتيجة لخلق أشرف المخلوقات وهم محمد وآل محمد.
💡الخلاصة يا أخي الكريم
كفانا المزايدة على حب أهل البيت عليهم السلام ومكانتهم الرفيعة عند الله سبحانه فكل اتباع أهل البيت عليهم السلام بالمجمل يعرفون مكانتهم وقربهم وفضلهم وكفانا تصنيف في بيتنا الداخلي نحتاج لحسن ظن عالي ببعضنا ونرجوا من الله سبحانه أن نتبعهم في أفعالهم ونهتدي بهداهم ونسير بسيرتهم بما يصلح أمر ديننا ودنيانا ونرجوا زيارتهم في الدنيا وشفاعتهم في الآخرة
فليس من المقبول أبداً التلاعب بالكلمات التي توهم بأن أهل البيت عليهم السلام هم الذين خلقوا الوجود أو أن الله سبحانه خلق الوجود من نورهم ثم فوّض ذلك كله لهم يفعلون به ما يشاؤون دون أمره ونهيه وغاية من خلقه وفي مقتضى حكمته ومنتهى تدبيره والموضوع له شعب كثيرة نكتفي بهذا القدر لمن له قلب واعي وبصيرة صافيه. والحمد لله رب العالمين
✍️زاهر حسين العبدالله
https://t.me/zaher000
أو الصفحة
أحسنت أخ زاهر
ردحذف