❇️حوارية (١١٠) ماهو الأثر العقدي لإحياء ذكرى شهادةالسيدة فاطمة الزهراء (ع)؟
✋الجواب بسمه تعالى
الأمر العقائدي أمر يبنى عليه اتخاذ موقف عبادي نتيجة جنة ونار أو أمر بمعروف أونهي عن منكر أو تولي لأهل البيت عليهم السلام والتبري من أعدائهم
☝️السائل : اسمح لي أكون جريء معك
ماحصل للزهراء عليها السلام أمر تاريخي لا ينظرله مجرد مشكلة حدثت في إرث أمر دنوي وانتهى لا أثر له ولا ينبغي الوقوف عنده وتأجيج المشاعر فيه ونمزق وحدة المسلمين لأجله
✋الجواب : مشتبه جدا جدا الموضوع أكبر بكثير مما تتصور فالزهراء عليها السلام في هذا الموقف مفصل عقائدي واختبار حقيقي لإيمان الأمة فهل ستنجح في هذا الاختبار أم تفشل فإذا فشلت ما هي عواقب ذلك الفشل وإن نجحت ما هي آثار ذلك النجاح
☝️السائل : أين الاختبار في إمرأة تطلب ميراث أبيها والطرف الآخر يقول لن أعطيك لأن عندي دليل أن الأنبياء لا يورثون؟
الجواب : الاختبار في هذه الآيات وهذه الروايات.
فتأمل هداك الله وتدبر ثم ستكتشف حجم المصيبة بعين قلبك
قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً(٥٧)} الأحزاب
حاصل الآية الكريمة تقول
أن أي أذية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقول أو فعل أو تقرير لازمه الطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى ويستحق عذابا مهينا يوم القيامة
وقد ثبت عند الفريقين أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في حق ابنته الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام ( أما علمت أن فاطمة بضعة مني وأنا منها، فمن آذاها فقد آذاني [ومن آذاني فقد آذى الله] ومن آذاها بعد موتي كان كمن آذاها في حياتي، ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي؟ (١)
وورد بألفاظ مشابهة عند إخواننا السنة
عن عبد الله بن الزبير في صحيح الترمذي وصححه الألباني
أن رسول الله صلى الله عليه وآله
قال (فقالَ إنَّما فَاطِمةُ بَضعَةٌ منِّي يؤذيني ما آذَاها وينصِبني ما أنصبَها)
وفي رواية أخرى تنقلها العامة
وبألفاظ مشابهة ورد في صحيح مسلم 4/1902). وفي بعضها: قال : فاطمة بضعة مني وأنا منها، فمن آذاها فقد آذاني، من آذاني فقد آذى الله.
وفي رواية أخرى تقول من طريق أهل البيت عليهم السلام
فلما مرضت فاطمة (عليها السلام) مرضها الذي ماتت فيه أتياها عائدين و استأذنا عليها فأبت أن تأذن لهما فلما رأى ذلك فلان أعطى الله عهدا لا يظله سقف... حتى توسط أمير المؤمنين علي عليه السلام أن يدخل على الصديقة فاطمة من ظلمها
فقالت: أنشدكما بالله أتذكر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) استخرجكما في جوف الليل بشئ كان حدث من أمر علي؟ فقالا: اللهم نعم، فقالت: أنشدكما بالله هل سمعتما النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: فاطمة بضعة مني وأنا منها من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذاها بعد موتي فكان كمن آذاها في حياتي ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي؟ قالا: اللهم نعم فقالت: الحمد لله.
ثم قالت: اللهم إني أشهدك فاشهدوا يا من حضرني أنهما قد آذياني في حياتي وعند موتي، والله لا أكلمكما من رأسي كلمة حتى ألقى ربي فأشكوكما إليه بما صنعتما [به و] بي وارتكبتما مني، فدعا فلان بالويل والثبور وقال: ليت أمي لم تلدني، فقال فلان : عجبا للناس كيف ولوك أمورهم وأنت شيخ قد خرفت تجزع لغضب امرأة وتفرح برضاها وما لمن أغضب امرأة، وقاما وخرجا.(٢)
لاحظ مقدار المصيبة التي أدركها فلان ولم يعر لها الثاني فلان أي أهمية هنا الاختبار الحقيقي الذي يبنى عليه عقيدة وموقف لابد أن يسجله كل غيور على دينه ومبدئه
وهناك رواية عند إخواننا السنة تؤكد
غضبها حتى ماتت ولم تكلم من ظلمها ولم تبايع أحدا منهما حتى قال ابن حبان الصفحة أو الرقم : 4823
فأبى فلان أنْ يدفَعَ إلى فاطمةَ منها شيئًا فوجَدتْ فاطمةُ على فلان مِن ذلك فهجَرتْه فلم تُكلِّمْه حتَّى تُوفِّيتْ وعاشت بعدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم ستَّةَ أشهُرٍ فلمَّا تُوفِّيت دفَنها عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضوانُ اللهِ عليه ليلًا ولم يُؤذِنْ بها فلان فصلَّى عليها عليٌّ وكان لعليٍّ مِن النَّاسِ وجهٌ حياةَ فاطمةَ فلمَّا تُوفِّيتْ فاطمةُ رضوانُ اللهِ عليها انصرَفتْ وجوهُ النَّاسِ عن عليٍّ حتَّى أنكَرهم.. (٣)
💡النتيجة : من وراء هذه الأحاديث أن أذية الزهراء عليها السلام أذية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأذية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أذية لله سبحانه وتعالى وأذية الله سبحانه وتعالى مستحق فاعلها عذاب مهين كائن من كان. كما أشارت الآية المباركة
قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً(٥٧)} الأحزاب.
وهنا نقول بعد هذه الشهادات من الفريقين هل نعتبر ما جرى مجرد حدث تاريخي لا أثر له وليس من الضروري تأجيج المشاعر عليه ماتعليقك؟
☝️السائل : لا بل أسجل موقفا أقل هذا الموقف أعلن البراءة ممن ظلم الزهراء عليها السلام ولو على محيطي الداخلي ولكن أليس من الضرر أن تثأر فيشاهدها الآخر من المسلمين فيتأذى لأن رموزه تتساقط أمام هذا الحدث؟
✋الجواب :
نؤكد الأثر العقدي تولّد من هذه الحادثة
وهو من اغتصب إرث الزهراء عليها السلام بحجة حديث آحاد يخالف صريح الآيات والروايات التي احتجت بها الزهراء عليها السلام في خطبتها الفدكية لا بد من اتخاذ موقف منه ومن اتبعه حتى يومنا الحاضر
يبقى هل علينا إظهار هذه المظلومية للعلن أي في أوساط إخواننا المسلمين من السنة
الجواب لا. وإنما نبين الحقائق لمن يريدها منهم وأما الآخرين من المسلمين نصاحبهم بالمعروف لأنهم ورثوا تراثاً لم يصنعوا أحداثه وإنما ألقى بضلاله عليهم نحاول قدر الإمكان أن ننشره في أواسط الشيعة بعيداً عن مجالس إخواننا أهل السنة ولو أحد من إخواننا السنة تعمد الدخول لمواقعنا وقنواتنا هذا شأنه المهم في مجالسنا الكلام موجه لأبناء الطائفة وهذا حق مكفول أن يمارس الإنسان عقيدته دون أن يؤذي الآخرين في محافل غيرهم.
☝️السائل : أشكرك كفيت ووفيت.
✍️زاهر حسين العبدالله
https://t.me/zaher000
المصادر :
(١) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٣ - الصفحة ٢٠ ٢.
(٢)بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٣ - الصفحة ٢٠٤.
(٣) التخريج : أخرجه البخاري (4240، 4241)، ومسلم (1759) باختلاف يسير.
السلام عليكم ورحمة الله بارك الله فيك وزادك الله علماً
ردحذفرحم الله والديك وجزاك الله خير الجزاء
حذفصادق الأحمد
ردحذفجميل جدا اخوي
ان شاءالله بهذا العمل الطيب تشفع لك ولوالديك سيدتي ومولاتي الزهراء عليها السلام