حوارية ( 122) ماذا يريد الإمام الصادق (ع) من شيعته في هذا العصر ؟
👆السائل : في ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام ماذا يريد منا الإمام نهتم به ونحرص على تآديته؟
✋الجواب : بسمه تعالى
مقدمة :
إن الإمام الصادق عليه السلام انفتحت عليه فرص الدعوة في نشر تعاليم السماء واخضرت الجنان في بث علوم الدين والدنيا فاتخذ من قبر جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم منبراً ليهدي الناس إلى الطريق المستقيم ويدعوهم لعبادة الرحمن الجليل وليذكرهم بما ينفعهم من أمر دينهم ودنياهم
ولكن كان هناك هم أكبر يعمل عليه الإمام الصادق عليه السلام هو تزكية أرواح أصحابه وترويض نفوسهم على التقوى وحسن الخلق والكف عن المحارم صغيرها وكبيرها
نجد ذلك جلياً إذا جلس بين أصحابه وهو يوصيهم
فعن سليمان بن مهران قال: دخلت على الصادق وعنده نفر من الشيعة فسمعته وهو يقول: معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا قولوا للناس حسنا، واحفظوا ألسنتكم، وكفوها عن الفضول وقبيح
القول (1)
وهنا نستفيد من هذه الرواية ماذا يريد منا الإمام الصادق عليه السلام أرواحنا فداه
يرد منا :
1- يقول مولانا (معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا) أن نكون أفضل الناس أخلاقاً وعلماً وعملا وحلما وورعا وتقوى كي يفتخر بنا إمامنا أرواحنا فداه ونكون مصداقاَ
لقوله عليه السلام: عن زيد الشحام أنه
قال: " يا زيد خالقوا الناس بأخلاقهم، صلوا في مساجدهم، وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وإن استطعتم أن تكونوا الأئمة والمؤذنين فافعلوا، فإنكم إذا فعلتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية رحم الله جعفر ما كان أحسن ما يؤدب أصحابه، وإذا تركتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية فعل الله بجعفر
ما كان أسوأ ما يؤدب أصحابه ".(2)
2- ويقول (ع) (قولوا للناس حسنا، واحفظوا ألسنتكم) أن نخالط الناس بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة بالصدق وأداء الأمانة ولين الجانب والسباق إلى المكارم.
3- أن نترك المحرمات صغرت أم كبرت ولا نبيع ديننا لأصحاب الشهوات والأهواء وهنا جمرة تحرق كل مؤمن غيور فقد عادت بعض مظاهر الفساد في الاعراس حتى باتت الناس تتستغرب هل تغيرت أحكام الله أم الناس اتبعت الشهوات ورجعت مجالس اللهو والطرب فيها وضاع الحجاب واختلط الحرام بالحلال.
فالمؤمن يتجرع غصص الألم مما يحدث لمن يسمونهم شيعة جعفر بن محمد الصادق عليه السلام. فكيف بقلب إمامنا صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه.
4- ويقول (ع) ( وكفوها عن الفضول وقبيح القول )
كثرة الأخطاء والوقوع في والأهواء وابتعد كثير من الناس عن طاعة الله ورسوله وأهل بيته عليهم السلام فهناك من يضلل الناس باسم الدين وأهل البيت عليهم السلام مستغلاً عواطفهم وولاءهم الصادق الصافي ومنهم من ينشر الفساد تحت مسمى الفاكهة والتسلية والتفاهة ومنهم من يجد نفسه عاجزاً عن أن يحجب نساءه الحجاب الشرعي تحت مسمى الانفتاح والحرية. وهناك من أصبح لسانه يفوح الفساد منه بكل صورة من كذب وبهتان ونميمة وغيبة وحسد وأقوال بذيئة يستحي منها الغيور المؤمن ووو.
💡هل هذا مايريده مولانا الصادق عليه السلام؟ هل هذا الزين الذي حثنا عليه؟
فعلينا أن نرحم قلوب أهل البيت ونحفظ أمانتهم قبل فوات الأوان ولا نسود وجهه ونسيء إليه بأفعالنا وأقوالنا
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وأستغفر الله وأتوب إليه والعاقبة للمتقين وقد حذرنا ربنا في كتابه العزيز من هذا الظلم لأنفسنا بقوله
{فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَ لا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57)} الروم.
✍️زاهر حسين العبدالله
المصادر
(1)بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٨ - الصفحة ٣١٠.
(2)من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق - ج ١ - الصفحة ٣٨٣.
ش صلاح الحاجي
ردحذفكلام جميل واقعي، يحكي ألم محب للناس الخير والفضيلة، كما ألفت نظركم فقط إلى ضرورة الكلام عن هذه النقطة:
هل يصل إلى قلب الإمام ع ألم عندما نسيء لأنفسنا ونظلمها بخصوصها؟ ومن أي جهة يصله ألم أفعالنا؟ وما هي صور كلامه التي يعبر بها عن وصول الألم إليه من فعالنا السيئة ؟
دمتم في عناية الله تعالى وأهل البيت ع.
زاهر العبدالله
حذفاشكر لطفك واهتمامك وحسن ظنك شيخنا العزيز
الألم الذي يصل للإمام هي ماقالته الرواية إذا سلمنا ان كلامهم صالح لكل زمان ومكان وأنه لا فرق في وجودهم النوراني بين أن يكون في عالم الملك أو الملكوت خصوصا إذا قرأنا قول والله تعالى {وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ سَتُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
فنستنتج من ذلك وصول الألم اليه عليه السلام
ش صلاح الحاجي
ردحذفاحسنتم ، غير اني أردت أن تتعمقوا في سبر الروايات وقراءة مابين سطورها بما تكشفه كشفا بينا عن طبيعة علقة المعصوم ع بالمؤمن وأن وجع الذنب اذا وقع فيه المؤمن يحس به المعصوم ع بصورة آكد ، والفرق أن المعصوم روحه شفافة بينما المؤمن غير المعصوم ربما صار قلبه ميتا قد خدر فلم يعد يحس بألم رأسه كما يقال ( وامات قلبي عظيم جنايتي).
بمعنى اخر ربما يكون الاعتماد على الملازمات العقلية في الجانب الروحي يضعف تأثير المعاني الروحية ووصولها لمنطقة الوصول، لأن الجانب الروحي المستهدف القلب وليس العقل.
ولكم مني جزيل الشكر أن نظرتم لتعليقي وابديتم لنا ملاحظتكم. 🌹🌹🌹
زاهر العبدالله
ردحذفاحسنتم بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء شيخنا العزيز واجدتم التعليق
من افضل 5 مدرسين لقلبي في ثانوية هوازن الله يوفقك وييسر دربك( عبدالخالق الغانم)
ردحذف