الثلاثاء، 21 مايو 2024

سرقة المقال لا تقل حرمة عن سرقة الأموال

 ❇️سرقة المقال لا تقل حرمة عن سرقة الأموال

روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال لكميل بن زياد: (اَلنَّاسُ ثَلاَثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَ مُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ اَلْعِلْمِ وَلَمْ يَلْجَؤُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ)


💡مقدمة

نفهم من هذا الحديث المبارك حرص مولانا أمير المؤمنين -أرواحنا فداه- على طلب العلم، وأن نتعلم مادام فينا عرق ينبض، وأن نكون ممن يحب العلم والعلماء كما أن في هذا الحديث أمرا خطيرا جدًا، وهو إذا لم نكن من العلماء فلا بد أن نكون من المتعلمين وإلا فنحن همج رعاع والعياذ بالله. فأوصي نفسي وإياكم أن نحرص أشد الحرص على التعلم بكل أشكاله سواء كان دينينا أم كان غيره مما يرضي الله ورسوله وأهل بيته عليهم سلام الله.

وما دعاني لكتابة هذا الموضوع هو تصفحي للمواقع والمنتديات لطلب القراءة والتأمل فيما يُكتب، وما هِيَ المواضيع التي تحمل عناوين جذابة ومفيدة المضمون، لكن فوجئت أن بعض المواضيع تحمل عناوين متقاربة لها نفس النص بالضبط، ولكن الكاتب يختلف، فتعجبت من هذه الجرأة الغريبة، وهذه تحتمل معاني مختلفة واحدة منها السرقة الواضحة، فعجبت كيف أن هذا السارق لم يخجل من هذا التصرف، فأردت أن أدرس أسباب هذه المشكلة، ولماذا يلجأ بعضهم إلى مثل هذا السلوك الخاطئ؟

نقاط بحثنا في هذا المقال المختصر ما يلي:

1- منشأ مشكلة سرقة المقال ونسبتها إلى السارق.

2-أسباب مشكلة سرقة المقالات.

3-علاج مشكلة سرقة المقالات.


1-منشأ مشكلة سرقة المقال ونسبتها إليه

أعتقد أنَّ منشأ هذه المشكلة يعود إلى عوامل منها ما يلي:

- التربية الأولية حيث إنّ الابن لم يُعلم من قبل الوالدين بأن السرقة تكون حتى في الكلمة أو القصة أو غيرها، بل علموه فقط أن السرقة تكون في المال أو الحاجات المادية، وليس مقتصرة في الوالدين، بل لعله غفلة من الوالدين، فلم يعرف أن هذا السلوك خاطئ يجب اجتنابه.

- يعيش الإنسان عقدة النقص، ويتساءل كيف يملأ هذا النقص خصوصا إذا كان أقرانه يكتبون مواضيع نافعة وجيدة، وهو لا يمتلك أدوات الكتابة إما لقلة تعليمه مثلاً، ويريد المشاركة، فيأخذ المواضيع الجاهزة، ويمسح العنوان، ويضع له عنوانا آخر كي ينسبه لنفسه، ويتساوى مع زملائه في العطاء حتى ولو كان عن طريقة سرقة غيره.

- الغيرة المتولدة في نفس الإنسان التي تشعره أنه لا بد أن يتفوق بأي شكل من الأشكال، فالمهم أن يكون الأول في السباق والظاهر في الساحة، وحب الشهرة يدفعه لممارسة هذه الحالة الخاطئة. 


2-أسباب مشكلة سرقة المقالات

- ضعف الوازع الديني الذي يمنعه من أن يأخذ ما ليس له.

- سرقة المقالات مصطلح يجهله الفرد أحيانا، فلا يعي أن فعله خاطئ.

- استخفافه بعقول القراء يدفعه لذلك، بحيث يشعر أن كل الناس يفعلون فعله، أو لا يفعلون ما يفعل.

- وجود حالة من التنافس والتسابق مع الزمن، فينظر إلى الكم في العطاء، وأنه يستطيع أن يشارك بمقالات أكثر حتى ولو كان على حساب غيره.

- ضعف الإنسان ثقافيا ومعرفيا يجعله يحاول أن يسد هذا النقص، فيلجأ إلى سرقة المقالات ونسبتها إليه.

- التفاخر على حساب الآخرين وخداعهم بتغيير العنوان بصيغة أخرى، ثم وضع نفس النص الذي كتبه غيره أو اقتباس كثير من المقال بشكل قص ولصق يريد بذلك خداع القارئ.

- هي موضة وشعار جديد يريد الركوب فيه حتى لو لم يعِ ما يفعل، فالمهم أن يكون مثل غيره وفقط.


3-علاج مشكلة سرقة المقالات

- الورع عن محارم الله، ومعرفة أن هذا السلوك يعد سرقة يؤثم عليها ما لم تكن بإذن صاحبها.

- رحم الله من عرف قدر نفسه، فإنه إذا لم يستطع الكتابة فعليه بطرح الفكرة لمن لديه القدرة والآلية وأدوات الكتابة والتعبير الجيد فيصوغها له، ثم ينسبها لنفسه.

- المشاركة بأي مقال أخذه من غيره بشرط أن يكون الناقل شجاعا، ويقول هذا بقلم فلان، وقد أعجبني الموضوع، ونقلته لكم لتعم الفائدة، وهذا يكون له مصدر فخر وعز، لأنه لم يطلب شيئا لنفسه، وإنما المهم أن تعم الفائدة للجميع، فيُحترم لأجل أمانته العلمية، ويرتفع قدره بهذا السلوك السليم والنافع.

- لكي يقوى القلم لا بد من كثرة القراءة والمطالعة وزيادة الحصيلة المعرفية والثقافية، وأن يحمل هم القضية كي يصل بالقارئ إلى فائدة جيدة.

- أخيراً علينا بتقوى الله في كل أمورنا، وأن نقصد القربى فيما نفعل عسى الله سبحانه أن يتقبل منا هذا القليل من العمل ونشكر الله أن وفقنا لخدمة المؤمنين ولو بالكتابة.

الخلاصة

أوصي نفسي وإخواني القراء أن نكون على مستوى عالٍ من الأمانة العلمية، وأن يكون همنا خدمة المجتمع بالقلم الناصع والناصح الذي لا يهمه كثرة قرائه قدر ما يهمه مقدار الفائدة التي يقدمها لإخوانه سواء كانوا رجالا أم نساء، فلو استفاد واحد فهذا يكفيه، وهذا نأخذه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: (لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم) .  فعلينا يا أخوتي أن نحرص على طلب العلم والمعرفة ما دمنا أحياء نرزق. فهذا ما يحثنا عليه رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم حيث يقول: (أكثر الناس قيمة أكثرهم علما، وأقل الناس قيمة أقلهم علما).

هناك 3 تعليقات:

  1. احسنتم، اختيار موفق، نعم السارق قد يسرق للحاجة إلى الظهور مع جفاف في منابع القدرة لديه.

    ردحذف
  2. للأسف محمد سعيد الحكيم سرق ابحاث استاذه الحلي ياويله

    ردحذف
    الردود
    1. هات دليل قطعي على مدعاك وإلا انت كاذب ومفتري ننتظر دليلك القطعي

      حذف

حوارية (١٢٨) لماذا تفرضون الوصاية علينا؟

  🔲 حوارية (١٢٨) لماذا تفرضون الوصاية علينا؟ ☝️السائل:   سلام عليكم بوسجاد كلما تنصح أحداً أو تنبه أحداً أو تأمر بمعروف أو تنهى عن منكر مبا...