لماذا ميثم التمار (ر) من الاصفياء؟

❇️ حوارية ( 125) لماذا ميثم التمار (ر) صار من الأصفياء؟ 

☝️السائل : لماذا ميثم التمار يُعد من الأصفياء لأمير المؤمنين عليه السلام وهل صحيح أنه عنده أسرار وعنده علم المنايا والبلايا 

✋الجواب بسمه تعالى

أخي  قال تعالى في محكم كتابه العزيز

{ وَ لَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّـهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّـهُ وَ رَسُولُهُ وَ ما زادَهُمْ إِلاَّ إِيماناً وَ تَسْلِيماً (22)}الأحزاب.

شاهدنا في الآية ليس سبب النزول وإنما الشاهد في آخر الآية (هذا ما وَعَدَنَا اللَّـهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّـهُ وَ رَسُولُهُ وَ ما زادَهُمْ إِلاَّ إِيماناً وَ تَسْلِيماً) 

إن عباد الله الصالحين الذين شربوا التسليم وذاقوا طعم اليقين وذابت أرواحهم في حب محمد وآله الطاهرين لابد أن تكشف لهم أسرار الغيب فتصبح عندهم حالة الغيب والشهادة سيان بل تزيدهم ثباتاً وصلابة وعزيمة حتى لو كان ثمن هذه المعرفة أن يقطعوا بالسيوف والمواس والسكاكين يجدون حلاوتها في نفوسهم أحلى من العسل المصفى ومن هذه النماذج ميثم التمار رضوان الله عليه. 

فأول درجات اليقين وجدها في صحبته لأمير المؤمنين عليه السلام حيث فتح في روحه وعقله لذة اليقين بكلمات منه وأفعال. 

☝️السائل: شوقتني وماهي تلك الكلمات والأفعال التي تلقاها ميثم التمار وماكانت نتائجها على روحه وعقله ويقينه ؟

✋الجواب :

لو راجعنا الأخبار وجدنا في طيات التاريخ ما يكشف لنا المراد خصوصاً إذا وردت تلك الأخبار من العلماء الكبار كما 

في الإرشاد حيث 

يقول :كان ميثم عبداً لامرأة من بني أسد فاشتراه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) 

 منها فأعتقه، فقال: ما اسمك؟

فقال: سالم، فقال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن اسمك الذي سماك به أبوك في العجم ميثم، 

قال: صدق الله ورسوله وصدق أمير المؤمنين  والله إنه لأسمي، قال:

فارجع إلى اسمك الذي سماك به رسول الله صلى الله عليه وآله ودع سالما، فرجع إلى ميثم و اكتنى بأبي سالم.. 

م: م:بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٢ - الصفحة ١٢٤

وكأني به لما وجد الصدق الوافي والمنبع الصافي الجلي امتلأ وجوده وكيانه حباً ويقيناً بهم عليهم السلام. فأصبح وأمسى أمير المؤمنين عليه السلام بصره وسمعه وروحه ولبه ووجدانه الذي يتكلم به مع ربه سبحانه وتعالى 

فكان يصحب أمير المؤمنين عليه السلام كظله في كثير من الأحيان ينهل من علمه ويستقي من فضله حتى أصبح لأمير المؤمنين عليه السلام كسلمان المحمدي لنبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم. 

ولذا حينما رأى أمير المؤمنين عليه السلام الاستعداد الكامل والذوبان الخالص فيه من محبة أوليائه كشف له ستار الغيب عن حاله. 

فقال علي عليه السلام ذات يوم له : إنك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دما فتخضب لحيتك، فانتظر ذلك الخضاب، فتصلب على باب دار عمرو بن حريث عاشر عشرة، أنت أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة، وامض حتى أُريك النخلة التي تصلب على جذعها، فأراه إياها. 

م: م:بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٢ - الصفحة ١٢٤. 

☝️السائل: 

وماذا فعل ميثم التمار بعد أن علم ذلك من أمير المؤمنين عليه السلام فالمفروض يخاف أن يذهب إليها صحيح؟ 

✋الجواب : 

بالعكس من يذق طعم التسليم واليقين في محبة المصطفى وآله الطيبين الطاهرين يتصرف بشوق ولهفة شديدة ورعاية ويترقب بلهفة اليوم الذي سيحدث ما أخبر به حبيبه

لأن هذا الموعد بالنسبة له لقاء العاشق لمعشوقه والحبيب إلى حبيبه 

فقد ورد في الخبر في نفس المصدر السابق 

كان ميثم يأتيها - أي النخلة التي سيصلب عليها- فيصلي عندها

 ويقول: بوركت من نخلة لك خلقت ولي غذيت، ولم يزل معاهدها  حتى قطعت، وحتى عرف الموضع الذي يصلب عليها بالكوفة

 قال: وكان يلقى عمرو بن حريث 

فيقول: إني مجاورك فأحسن جواري فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يريد... 

م: م:بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٢ - الصفحة ١٢٤. 

☝️السائل : واعجباً أهكذا يفعل الحب والعشق واليقين والتسليم بصاحبه ياويلتاه أي حب نحن ندعيه وأي تشيع ننسب له ولا نملك عُشر معشار هذا الوفاء والإيمان 

✋الجواب : 

نعم يا أخي العزيز وأزيدك من الشعر بيتاً ومن العجب ما هو أعجب فقد ورد في الخبر من سيرة ميثم التمار رضوان الله عليه. 

حج في السنة التي قتل فيها فدخل على أم سلمة رضي الله عنها، 

فقالت:من أنت؟ قال: أنا ميثم، قالت: والله لربما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يذكرك ويوصي بك علياً في جوف الليل، فسألها عن الحسين عليه السلام 

فقالت: هو في حائط له، قال: أخبريه أنني قد أحببت السلام عليه، ونحن ملتقون عند رب العالمين إن شاء الله، فدعت بطيب وطيبت لحيته، وقالت: أما إنها ستخضب بدم. فقدم الكوفة فأخذه عبيد الله بن زياد فأدخل عليه، فقيل له: هذا كان من آثر الناس عند علي عليه السلام قال:

ويحكم هذا الأعجمي؟ قيل له: نعم، قال له عبيد الله أين ربك؟

 قال: بالمرصاد لكل ظالم وأنت أحد الظلمة، 

قال: إنك على عجمتك لتبلغ الذي تريد: قال:أخبرني ما أخبرك صاحبك أني فاعل بك، قال: أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة أنا أقصرهم خشبة وأقربهم إلى المطهرة،

 قال: لنخالفنه، قال: كيف تخالفه فوالله ما أخبر  إلا عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن الله تعالى، فكيف تخالف هؤلاء؟ ولقد عرفت الموضع الذي أصلب فيه وأين هو من الكوفة، وأنا أول خلق الله أُلجم في الإسلام .

م: م:بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٢ - الصفحة ١٢٤. 

☝️السائل :

لا إله إلا الله وحده لا شريك له الله أعلم حيث يجعل رسالته وماذا فعل له اللعين عبيد الله بن زياد بعد رد ميثم التمار رضوان الله عليه ؟ 

✋الجواب :

حبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيدة الثقفي 

فجرى حوار بينهما حيث 

قال له ميثم: إنك تفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين عليه السلام فتقتل هذا الذي يقتلنا

وفعلاً ماهي إلا قليل 

فلما دعا عبيد الله بالمختار ليقتله طلع بريد بكتاب يزيد إلى عبيد الله يأمره بتخلية سبيله، فخلاه وأمر بميثم أن يصلب، فأخرج فقال؛ له رجل لقيه: ما كان أغناك عن هذا؟ فتبسم وقال وهو يومئ إلى النخلة لها خلقت ولي غذيت، فلما رفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث، قال عمرو: قد كان والله يقول: إني مجاورك، فلما صلب أمر جاريته بكنس تحت خشبته ورشه وتجميره، فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم، فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد، فقال: ألجموه وكان أول خلق الله أُلجم في الإسلام ، وكان قتل ميثم رحمه الله قبل قدوم الحسين بن علي عليهما السلام العراق بعشرة أيام، فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن ميثم بالحربة فكبر، ثم انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دما، وهذا من جملة الأخبار عن الغيوب المحفوظة عن أمير المؤمنين عليه السلام وذكره شائع والرواية به بين العلماء مستفيضة. 

م:بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٢ - الصفحة ١٢٥.

☝️السائل :

آمنت بالله وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وبعترة أهل بيته عليهم السلام بهم أتولى ومن أعدائهم أتبرأ. ماهي الخلاصة التي نخرج بها من هذه الشخصية العجيبة في الجوهر والمضمون؟ 

✋الجواب :

الخلاصة أخي العزيز

جواب سؤالك لأن ميثم التمار رضوان الله صدق الصحبة وآمن وسلّم وأسلم وجهه لله وأخلص لأولياء الله في السراء والضراء فأصبح مصدقا لقول أمير المؤمنين عليه السلام ( من أحبنا بقلبه ونصرنا بيده ولسانه فهو معنا في الغرفة التي نحن فيها، ومن أحبنا بقلبه ونصرنا بلسانه فهو دون ذلك بدرجة، ومن أحبنا بقلبه وكف بيده ولسانه)

 

م: الأمالي - الشيخ المفيد - الصفحة ٣٣. 

فميثم التمار ممن أحب أهل البيت عليهم السلام بقلبه ونصرهم بيده و لسانه فأصبح في درجتهم وفي غرفهم اي تابع وخادمكم لهم عليهم السلام نسأل من الله سبحانه أن يلهمنا الله بفضله رشحة من رشحات أوليائه وأصفيائه الصالحين الذين تشرفوا بخدمة أهل البيت عليهم السلام وأن يثبتنا الله على ولايتهم ولا يخرجنا من هذه الدنيا إلا وهو راض ٍ عنا بحق محمد وآل محمد. 

✍️زاهر حسين العبدالله

https://t.me/zaher000

أو المدونة

https://zaher000.blogspot.com/2024/06/blog-post_29.html