الثلاثاء، 16 يوليو 2024

البكاء على الإمام الحسين (ع) باب لرضا الله سبحانه

 ❇️ البكاء على الإمام الحسين (ع) باب لرضا الله سبحانه

 

💡مقدمة:

إن لكل شيء صيانة إما مادية أو معنوية بشكل دوري يساهم في بقائه لفترة أطول في هذه الحياة

فصيانة الأدوات المادية بشكل دوري مثل السيارة أو المنزل وغيرها يُبقي هذه المادة في حالة جيدة لمدة أطول لأنه يتابع كل ما يتعرض للخراب فيصلحه أولاً بأول كذلك  إذا يتابع الإنسان حالته الصحية بشكل دوري ويراعي ماذا يأكل وماذا يشرب يستحم بشكل منتظم وينظف نفسه ويغسل أسنانه كلها عوامل يُبقي الجسد في حالة صحية أفضل ويطيل العمر حسب الظاهر بالموازيين المادية هذا لو أغمضنا النظر عن الظروف المحيطة الخارجة عن إرادة الإنسان مثل الحادث أو الموت أو الخلل الوظيفي المفاجئ وغيرها.

كذلك في الجانب المعنوي عند الإنسان مثل الحزن والألم والفرح والغضب وغيرها من الأمراض التي تؤثر بشكل إيجابي أو سلبي على نفسية الإنسان إذا لم يتم صيانتها وتقويمها بشكل دوري قد تخرج من إطارها الطبيعي إلى أمور تخل بنظامه الطبيعي

وهناك ما هو أعمق في هذا الإنسان المعقد والمعجز في الخلق وله تماس بشكل مباشر بالمحرك الرئيس في هذا الجسد ولولا وجودها لكان الإنسان مجرد جثة خامدة لا حراك فيها

هي الروح المهيمنة على ذلك الجسد وهنا يأتي سؤال

🕌السؤال المركزي : بالفناء في الله سبحانه

س : كيف يتم صيانة الروح بشكل دوري ؟ ج : كي تصل إلى النفس المطمئنة

والتي تحتاج إلى توازن فهنا أنواع للنفس منها النفس اللوامة التي إذا أذنبت تعيد توازنها من خلال الندم والحزن والألم والبكاء لتعود لفطرتها وتوازنها بين العقل والشهوات

وهناك أمور تحدث في النفس كلها بصيانة شاملة تعيد التوازن في كل ملكات الإنسان وهو غسل الروح من كل ما يشوبها من ملوثات وأفضل تلك الأمور هي البكاء من خشية الله سبحانه وتعالى حباً وشوقاً وتقصيراً منه. _سبحانه وتعالى _

وهناك نموذج اخر جعله الله وسيلة تقرب الإنسان إلى فطرته فتحها الله لعباده وهي البكاء على أوليائه الصالحين تذيب القسوة في القلوب الجافة وترقق القلوب لمن حولها فيكون رحيما حنونا لين الجانب لمن حوله وتكون له درجات عالية يوم القيامة ومن أهم تلك الأبواب التي فتحتها الحق سبحانه هو البكاء على الإمام الحسين عليه السلام

وقد نصت الروايات الكثيرة في فضل البكاء على الحسين عليه السلام وسنعرض هنا جملة من الروايات في فضل البكاء على الحسين عليه السلام منها :

الرواية الأولى :

في مسنده، بالإسناد إلى عبد الله بن نجا عن أبيه: أنه سار مع عليّ (عليه السلام)، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين، نادى: «صبراً أبا عبد الله، صبراً أبا عبد الله بشط الفرات»، قال: قلت: وما ذاك؟ قال: «دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: قام من عندي جبرئيل قبل، فحدثني أن ولدي الحسين يقتل بشط الفرات، فقال: هل لك إلى أن أشمّك من تربته؟

قال: قلت: نعم، فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني إن فاضتا .(١)

 

الرواية الثانية :

عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول:

أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لاذي مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله بها في الجنة مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة  ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار .(٢)

الرواية الثالثة :

وعن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كنا عنده فذكرنا الحسين (عليه السلام) فبكى أبو عبد الله (عليه السلام) وبكينا، قال: ثم رفع رأسه، فقال: قال الحسين (عليه السلام): أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى.

الرواية الرابعة:

عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال الحسين (عليه السلام) أنا قتيل العبرة قتلت مكروبا وحقيق علي أن لا يأتيني مكروب قط إلا رده الله واقلبه إلى أهله مسرورا. (٣)

الرواية الخامسة :

عن الإمام الرضا (عليه السلام): فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام. ثم قال (عليه السلام): كان أبي (عليه السلام) إذا دخل شهر المحرم لا يُرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قُتل فيه الحسين (عليه السلام)(٤).

الرواية السادسة :

عن أبي هارون المكفوف، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل له:

ومن ذُكر الحسين (عليه السلام) عنده فخرج من عينيه من الدموع مقدار جناح ذباب، كان ثوابه على الله عز وجل، ولم يرض له بدون الجنة.(٥)

الرواية السابعة :

عن الريان بن شبيب دخل يوماً على الإمام الرضا عليه السلام فقال له الإمام

يابن شبيب لقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده عليهم السلام أنه لما قُتل جدي الحسين صلوات الله عليه أمطرت السماء دماً " وترابا " أحمر.

يابن شبيب إن بكيت على الحسين عليه السلام حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيراً " كان أو كبيراً " قليلاً " كان أو كثيراً ".

يابن شبيب إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام.

يابن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله صلوات الله عليهم فالعن قتلة الحسين عليه السلام.

يابن شبيب إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين عليه السلام فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً " عظيماً ".

يابن شبيب إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا، فلو أن رجلاً " تولى حجراً " لحشره الله معه يوم القيامة .

 

الرواية الثامنة :

الرواية المفجعة

يابن شبيب إن كنت باكياً " لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام فإنه ذُبح كما يُذبح الكبش وقُتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الأرض شبيه ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قُتل فهم عند قبره شُعثٌ غُبرٌ إلى أن يقوم القائم فيكونون من أنصاره وشعارهم يا لثارات الحسين. (٦)

 

المكافأة الكبرى دعاء المعصوم لمن بكى على الإمام الحسين عليه السلام

فقد روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام دعاء وهو ساجد

ابن أبي عمير عن معاوية بن وهب قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وهو في مصلاه فجلست حتى قضى صلاته فسمعته وهو يناجي ربه فيقول:

يا من خصنا بالكرامة ووعدنا الشفاعة وحملنا الرسالة وجعلنا ورثة الأنبياء وختم بنا الأمم السالفة وخصنا بالوصية وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولإخواني وزوار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم رغبة في برنا ورجاء لما عندك في صلتنا وسرورا أدخلوه على نبيك محمد صلى الله عليه وآله ..إلى أن قال

اللهم إن أعداءنا أعابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافا عليهم، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس وارحم تلك الخدود التي تقلبت على قبر أبي عبد الله الحسين عليه السلام وارحم تلك العيون التي جرت دموعها رحمة لنا وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهم إني أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى ترويهم من الحوض يوم العطش، فما زال صلوات الله عليه يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد ..(٧)

الخاتمة هي الشهادة منا للإمام الحسين عليه السلام ومن معه

بأبي أنت وأمي ونفسي يا أبا عبد الله، أشهد لقد اقشعرت لدمائكم أظلة العرش مع أظلة الخلائق، وبكتكم السماء والأرض، وسكان الجنان والبر والبحر، صلى الله عليك عدد ما في علم الله، لبيك داعي الله، إن كان لم يُجبك بدني عند استغاثتك ولساني عند استنصارك، فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري، سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا.(٨)

 

✍️ زاهر حسين العبدالله

المصادر :

(1)      الصواعق المحرقة 2 / 566.

(2)      كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه - الصفحة ٢٠١

(3)      كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه - الصفحة ٢١٦.

(4)      ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ١٩٨٤.

(5)      كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه - الصفحة ٢٠٢

(6)      بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٨ - الصفحة ١٠٣

(7)      ثواب الأعمال - الشيخ الصدوق - الصفحة ٩٥

(8)      بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٨ - الصفحة ٣٣٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حوارية (١٢٨) لماذا تفرضون الوصاية علينا؟

  🔲 حوارية (١٢٨) لماذا تفرضون الوصاية علينا؟ ☝️السائل:   سلام عليكم بوسجاد كلما تنصح أحداً أو تنبه أحداً أو تأمر بمعروف أو تنهى عن منكر مبا...