الخميس، 1 أغسطس 2024

❇️ تربية النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في القرآن الكريم

❇️ تربية النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في القرآن الكريم

 

💡 مقدمة :

إن الله سبحانه وتعالى بعث لنا أنبياء وهادين مهديين إتماماً لحجته وإمضاءً لعزيمته وإنفاذاً لمقادير حتمه . فكانوا هم النموذج الأكمل الذين اصطفاهم الله سبحانه وتعالى ليكونوا أسوةً وقدوةً يقتدي بهم الناس ويحتذون حذوهم ويتبعون أثرهم لينالوا المغفرة والرضوان والفوز بالجنة في الجنان وهنا سنقف معكم مع أدوار النبي الأعظم صلى الله عليه وآله التربوية في القرآن الكريم والسيرة النبوية كي نأخذ منها زاداً لدنيانا وآخرتنا وفق المحاور التالية :

 

١-مكانة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله عند الله سبحانه وتعالى.

٢-أهم أدوار تربية النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في هداية الأمة.

٣-كيف لنا أن نعمل بسيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

 

١-مكانة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله عند الله سبحانه وتعالى

إن مكانة النبي الأعظم عند الله سبحانه وتعالى لا يجاريها أحد من خلقه بنص الآيات والروايات وهنا سنكتفي ببعضها

أن الله تعالى ذكر عنايته بالنبيّ محمد(ص) في مرحلة صباه وطفولته، فقال في القرآن الكريم في سورة الضحى: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى(8) }. حتى وصل نتيجة هذه العناية الربانية بقوله تعالى { وَ إِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ (٣)}

 

لكي نعرف معنى هذه الآيات نحتاج أن نعرف ماذا قال أمير المؤمنين عليه السلام وماذا قالت الزهراء عليها السلام لأنهم صنيعة وتربية رسول الله صلى الله عليه وآله حيث كان يقول أمير المؤمنين

" وقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّه (صلى الله عليه وآله) بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ والْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ، وَضَعَنِي فِي حِجْرِه وأَنَا وَلَدٌ يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِه، ويَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِه ويُمِسُّنِي جَسَدَه، ويُشِمُّنِي عَرْفَه، وكَانَ يَمْضَغُ الشَّيْءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيه "

وكذلك ابنته سيدة نساء العالمين الزهراء البتول فهما أعرف الناس بمقام النبي الأعظم صلى الله عليه وآله حيث قالت في خطبتها الفدكية في حق أبيها :

( وأشهد أن أبي محمدا عبده ورسوله اختاره قبل أن أرسله، وسماه قبل أن اجتباه، واصطفاه قبل أن ابتعثه ... إلى أن قالت : ابتعثه الله إتماما لأمره، وعزيمة على إمضاء حكمه، وإنفاذا لمقادير حتمه، فرأى الأمم فرقا في أديانها، عُكّفا على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها فأنار الله بأبي محمد صلى الله عليه وآله ظلمها، وكشف عن القلوب بهمها ، وجلى عن الأبصار غممها ، وقام في الناس بالهداية، فأنقذهم من الغواية، وبصرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الطريق المستقيم.(١) حتى أصبح النبي الأعظم محط عناية الله فقال تعالى  { وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ (٤٨)﴾ الطور

ونختم بهذه الرواية عن الصادق عليه السلام في وصف النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم

"إنًّ الله عز وجل أدب نبيه فأحسن أدبه، فلما أكمل له الأدب قال: ﴿إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ (، ثم فوض إليه أمر الدين والأمة ليسوس عباده" . (٢)

 

٢-أهم أدوار تربية النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في هداية الأمة

 

تربية الخلق أجمعين وهدايتهم وتعليمهم الكتاب الحكمة وتزكية أنفسهم وتهذيبها كل ذلك برحمة ورأفة وحنان وليس بغلظة وتنفير لأن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز

{فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّـهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ.. (١٥٩)} آل عمران. وقد أشار القرآن الكريم كيف كان دور رسول الله صلى الله عليه وآله في هداية الناس قال تعالى {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢)} الجمعة.

وقد أشارت الزهراء عليها السلام إلى رأفة رسول الله صلى الله عليه وآله على أمته ومدى حرصه على هدايتهم بقولها في خطبتها الفدكية مستشهدةً من كتاب الله العزير

لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فإن تعزوه وتعرفوه: تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمي دون رجالكم..(٣)

 

٣-كيف لنا أن نعمل بسيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم؟

 

١-نفتخر بنبينا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ونتبع أثره في القول والفعل.

٢- أن نستخدم أساليب النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم التربوية في تربية أنفسنا وأبنائنا ومجتمعنا .

٣-أن الأخلاق مفتاح كل خير في هذه الحياة لأن نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة والسلام نشر الإسلام كله بهذا الشعار حيث

 قال : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، وقال (صلى الله عليه وآله): أدبني ربي فأحسن تأديبي،

وقال (صلى الله عليه وآله): إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار

وعن أبي الدرداء قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): مامن شئ أثقل في الميزان من خلق حسن، وعن الرضا، عن آبائه عليه وعليهم السلام، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة وإياكم وسوء الخلق، فان سوء الخلق في النار لا محالة(٤).

 

✍️زاهر حسين العبدالله

https://t.me/zaher000

أو المدونة 

https://zaher000.blogspot.com/2024/08/blog-post.html

 

المصادر:

(١) الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ١٣٣

(٢) الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٢٦٦

(٣) الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ١٣٤.

(٤) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٨ - ص ٣٨٢ إلى ص ٣٨٣. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حوارية (١٢٨) لماذا تفرضون الوصاية علينا؟

  🔲 حوارية (١٢٨) لماذا تفرضون الوصاية علينا؟ ☝️السائل:   سلام عليكم بوسجاد كلما تنصح أحداً أو تنبه أحداً أو تأمر بمعروف أو تنهى عن منكر مبا...