صيانة الفكر من الانحراف
حوارية (١٤١) صيانة الفكر من الانحراف
السائل:
في ظل الانفجار المعرفي وتعدد المشارب الفكرية والعقدية والمتغيرات المختلفة أصبح شباب اليوم في حيرة من زحمة كل هذه التوجهات فما هي الطرق المناسبة لصيانة الفكر من الانحراف؟
الجواب: بسمه تعالى
المقدمة:
المقصود من صيانة الفكر هو المحافظة على متابعة كل الأفكار والعقائد ومراجعتها وفق الأصول والفروع المبنية على المسلمات والثوابت التي أسسها لنا الإسلام الحنيف من القرآن الكريم والعترة الطاهرة التي أوصى بها النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض.) (١)
هذه الركيزة الأساس التي تكون هي حاكمة على الحفاظ على صيانة العقل والفكر والوجدان عن الانحراف ولكن للحفاظ على هذه الجوهرة الثمينة نحتاج محاسبة يومية كل يوم كما ورد
عن علي بن موسى الكاظم (صلوات الله عليه) قال: ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فإن عمل خيرا استزاد الله منه وحمد الله عليه، وإن عمل شيئا شرا استغفر الله وتاب إليه. (٢)
السائل:
ماهي طرق صيانة الفكر من الانحراف يعني ماهي الأشياء التي أقوم بها كي أحافظ على صيانة فكري من خطر الانحراف في ظل هذه التحديات وزحمة المعارف في مختلف الوسائل بعد أن عرفت الحاكم الذي أرجع إليه وهو الكتاب والعترة الطاهرة أجبني إذا سمحت.
الجواب:
1. الاهتمام بالعبادات:
الالتزام بالعبادات التي فرضها الله علينا مثل الصلاة، والدعاء، وقراءة القرآن، فهي تحافظ على صفاء القلب والفكر وتعزز الارتباط بالله.
2. التعليم المستمر:
القراءة والاطلاع على مصادر موثوقة من الكتب والدراسات الدينية والثقافية والفكرية لتعزيز المعرفة وتنمية الوعي. ضمن وصية النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم المتمثلة في القرآن الكريم والعترة الطاهرة.
3. سؤال العلماء والمختصين:
عدم التردد في استشارة العلماء الموثوقين من المراجع المؤتمنين على دين الناس أو المختصين في الأمور الدينية والفكرية أصحاب الخط السليم وفق وصية النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم عند وجود شكوك أو تساؤلات.
4. التواضع الفكري:
التحلي بالتواضع والاعتراف العلمي وعدم الغرور وتضخيم الأنا الأنانية ونعترف بأننا قد نخطئ، والسعي لاستيعاب آراء الآخرين والنقد البناء، الذي يصحح المسار ويرفع الشك ويعزز اليقين داخل نفسك.
5. التفكر والتأمل:
ممارسة التفكر في الذات وكيف خلقت ومشاهدة عظمة خلقه فينا وعظمته في خلق الكون الفسيح حولنا لنتيقن به سبحانه ونعبده وحده لا شريك له، واستعراض الفكر النقدي للأفكار والمعتقدات لتحليلها وفهمها بعمق. ثم ردها وفق المرجع الأساس من القرآن الكريم والعترة المطهرة.
6. مراجعة المفاهيم:
قد تبنى مفاهيم لا أساس لها من الصحة والتأكد من عدم التمسك بمعتقدات خاطئة أو غير مؤسسة على أسس قوية، وإعادة النظر في المعتقدات والأفكار بشكل دوري. من خلال مناقشة أهل العلم والمتخصصين الموثوقين وليس كل من تحدث عن الدين نأخذ منه أو غير متخصص في العلوم الطبيعية.
7. التواصل مع الأشخاص ذوي الفكر الصحيح:
الحوار مع الأشخاص الذين يمتلكون أفكارًا مستقيمة وصحيحة، والاستفادة من خبراتهم ووجهات نظرهم. في معترك التوجهات الفكرية المعاصرة لمعرفتهم بالمغالطات والخدع والانحرافات الناعمة التي تمر بخفية غادرة في نفوس الشباب.
8. تجنب المصادر المضللة:
الحذر من المعلومات والأفكار التي تأتي من مصادر غير موثوقة أو ذات أجندة معينة تهدف إلى الانحراف الفكري. وتكون موجهة لتغيير الأفكار عن طريق برامج تلفزيونية أو قنوات في وسائل التواصل أو ألعاب وغيرها.
9- تجنب المحرمات
من شرب الخمر والزنا والفواحش كبيرها وصغيرها وكذلك المحرمات الفكرية مثل
الشبهات الإلحادية: وتجنب الأماكن والأشخاص الذين يروجون لأفكار منحرفة. وعلينا التفحص والبحث والتحقق من المعلومات قبل الاعتقاد بها.
10- الاعتدال في الانفتاح على الثقافات الأخرى:
قبول الأفكار الجديدة مع الحرص على الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية، وممارسة النقد البناء.
11-ممارسة ضبط النفس:
تدريب النفس على عدم الانجرار وراء الأفكار السلبية أو المعقدة، وممارسة التركيز على الإيجابيات والأفكار البنّاءة.
12- الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى
في الحفاظ على سلامة فكرك وعقلك وعقيدتك وما انعقد عليه قلبك
فقد ورد في الدعاء ينقل الشيخ الكليني في كتابه الكافي ذكره عقيب زيارة الجواد عليه السلام وهو قوله: اللهم أنت الرب وأنا المربوب اللهم صل على محمد وآل محمد، وأرني الحق حقا فأتبعه، والباطل باطلا فأجتنبه، ولا تجعله علي متشابها، فأتبع هواي بغير هدى منك، واجعل هواي متبعا لرضاك وطاعتك، وخذ رضا نفسك من نفسي، واهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. (٣)
ابن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى لا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق قلت: وكيف دعاء الغريق؟ قال: تقول: يا الله يا رحمان يا رحيم، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فقلت: يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك، فقال: إن الله عز وجل مقلب القلوب والأبصار ولكن قل كما أقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. (٤)
إن اتباع هذه الطرق يمكن أن يسهم في بناء فكر سليم وقادر على مواجهة التحديات والانحرافات.
السائل:
حقيقة نحن نحتاج كشباب اليوم من يأخذ بإيدينا دائما، لأننا أصحاب مزالق وهفوات جدا كبيرة.. فلا خلا ولا عدم أن نكون مستجيبين لنداء صوتكم إن شاء الله.
التركيز والتلخيص أجدت بعد تبيين كل نقطة عندها بشكل واضح بلا تكلف. فالحمدالله على الطلاقة والأناقة اللغوية في البدء والانتهاء وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده وأنتم من أهله ونحن لاحقين الركب بكم إن شاء الله.
نسأل الله تعالى أن يجعلها دائمة إلى كل من استمع إليها وسلكته نحو الرشاد. وجعلتنا في حصن حصين من الانحراف وتياراته. أشكرك غاية الشكر والامتنان حيث جعلتني بهذه الأهمية مشاركا وآخذا بتعليقي 🙏🏻🤍.
نسأل الله تعالى أن يحفظك ويفيض عليك ويحفظ علمك ونفعنا بك ومن الفوائد الفيضية بمحمد وآله عليهم السلام، ورزقكم كل خير، وحقق آمالكم وأمانيكم ومرادكم في مبتغاه ومرضاته وجعلكم بصحة وعافيه دائمة وأطال الله عمركم في خدمة العلم وأهله والمجتمع.
الجواب:
بالغت كثيراً جداً في ثنائك الذي لا أستحقه ولكم الفضل على أن خصصتني بالسؤال فشكر الله سعيك وأسأل من الله سبحانه أن نكون عند حسن ظنك الذي وضعتني فيه إنه ولي ذلك والقادر عليه وأن يحسن عاقبتنا بحق محمد وآل ومحمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين. والحمد لله على العالمين.
بقلم: زاهر حسين علي العبد الله
المصادر:
(١) وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ٢٧ - الصفحة ٣٤.
(٢) ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ١ - الصفحة ٦١٩.
(٣) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٩ - الصفحة ٧٧.
(٤) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٢ - الصفحة ١٤٩.
ما شاء الله
ردحذفخطوات مهمه وبسيطه وموجزه
بورك قلمك
ش يوسف المقهوي
ردحذفإن صيانة الفكر من الانحراف مسؤولية عظيمة، تبدأ من معرفة الحق والسير في نوره، وتبتعد عن مسالك الشبهات والتأثر بالأهواء أو الأفكار الهدامة. فالعقل أمانة، والفكر مسؤولية، وكم من إنسان ضلّ الطريق حينما أطلق لفكره العنان بلا ضوابط، أو تبنّى أفكارًا مشبوهة بلا تمحيص ولا علم.
علينا أن نغذي عقولنا بالعلم النافع، ونحوطها بالتقوى، ونزن الأمور بميزان الشرع والعقل السليم. فإن سلامة الفكر مفتاح لاستقامة السلوك، وطهارة القلوب، وصلاح المجتمعات
موضوع اكثر من رائع .. موفق عزيزي
باقر الجاسم
ردحذفاولا قبل ان لايصل الانحراف الحقيقي لعقولنا وتفكيرنا
علينا تحصين انفسنا بالتمسك الحقيقي بما اوصاه النبي صل الله عليه واله
كتاب الله وعترته الطاهره تمسك مراقبة النفس بااقسامها
اللوامه والاماره بالسوء حتى تصلنا للنفس المنجيه التي نتطمن بها
ثانيا غرس حب اهل عليهم السلام في صغارنا واعطاهم الدروس
الافكار تاتينا من كل حدب وصوب
مراقبة النفس هي احدى صيانه الفكر
ش سمير المسلمي
ردحذف👌 جميل جدا توجيه في غاية الأهمية حيث أنه شمل المطلوب بجميع نواحيه من الحث للرجوع إلى *( العقل والنقل )* .
ش فوزي ال سيف
ردحذفزاد الله توفيقكم ونفع بجهودكم المؤمنين ومذهب ال محمد
بوبتول
ردحذفالموضوع هام جداً وحساس في ظل التحديات الفكرية التي تعصف بشبابنا المؤمن من كل حدب وصوب ، لكن وجود امثالكم اخي العزيز وبقلمكم السيال الذي يتصدى لِ تساؤلات وهموم وحيرة الشباب ع مستوى الفكر والمعتقد اتصور لانخشى من شبابنا الانجراف مع التيار الا ماشذ وندر .
طرحكم لهذا الموضوع كان سهلاً جداً ومنظماً وتناولتم فيه تقريبا اغلب جوانبه
بوركتم وزادكم الله علماوتوفيقا ، ونفع الله بكم المؤمنين نصرة لمذهب الحق مذهب ال محمد
صالح العلي
ردحذف١. ليس من السّهل أن يتحلّى الإنسان بالإنصاف مع غيره؛ لأنّ معنى "الإنصاف" هو أن ينظر الإنسان للشيء الذي حدث مع أخيه متجرّداً عن كلّ مؤثّر يؤدّي إلى الخطأ في التشخيص مثل حب النفس أو الأنفة من الاعتذار أو الكبرياء أو..
٢. ما أصعب أن تكون "مواساتنا" لإخواننا طلباً لوجه الله تعالى لا للتّزلف أو جرّ المنافع على المدى البعيد أو القريب، فضلاً عن المنّ عليه وتحميله الجميل.
٣. يتحقّق "ذكر الله" على كلّ حال عندما تتكامل الملكات النّبيلة في الإنسان بحيث يتجنّب كلّ معصية تعرض له ويلبّي نداء ربّه تعالى في فعل الطّاعات التي يتمكّن منها.
٤. إنّ الأمر الأوّل يرتبط بعلاقة الأخ مع أخيه، والأمر الأخير يركّز على علاقة العبد بربه، وما بينهما مزيج بين الاثنين، فهو يرتبط بجانب إنسانيّ وعباديّ في وقت واحد، ولعلّ كلّ واحد منها أشدّ شيء في بابه.
زاهر العبدالله
ردحذفزادك الله توفيقا وبركة وسعادة يارب العالمين واشكر لطفك واهتمامك وحسن ظنك شيخنا العزيز واضافتك القيمة الا
ش رضا القرين
ردحذفإضاءات معرفية قليلة في شكلها جليلة في محتواها ، زاد الله في توفيقاتكم ونفع بكم
ش حسين العطية
ردحذفأحسنت وأجدت في الإنتقاء علما بأن الموضوع شائك جدا في واقعنا المعاصر فحبذا التدرج السلس في نقاط البحث وطرح المعضلة الفكرية الآنية من هشاشة الإنزلاق الفكري كحدث إساسي التمسه الفكر وأهله لتشبع بعه طرق العلاج من الإستدلالات التي تناولتها من خصوبة فكركم الناضج من أدلة مصودرة بوثائق قطعية السند من آيات وروايات ودرايات يصل بها راكب سفينة النجات ساحلا الى بر الأمان بفكره كي لاتذهب به زوابع وملتويات الطريق الدالة الى رشد النفس فالله تعالى تعبدنا بعقولنا لتصفو الأفكار من عوامل التعرية شاكرا جهدكم في طرح مواضيعكم الهادفة والبناءة حفظكم الله وإلى المزيد نفع الله بكم
زاهر العبدالله
حذفاشكر لطفك واهتمامك وحسن ظنك شيخنا العزيز واضافتك القيمة
أ. مبارك البخيتان
ردحذفموضوع شيق وجواب موفق وطرح سلس وجميل جدا
ووفقكم الله لكل خير. بحق محمد واله الاطهار
ياحبذا ذكرت مصادر موثوقه في العقائد التي يمكن للشباب الرجوع عليها
وخصوصا انه هناك اعلام محببه للجميع
مثل اية الله سبحاني والمرجع المرحوم السيد محمد سعيد الحكيم. وخصوصا. انهم محبوبين من الجميع
ورحم الله والديكم
وزادكم الله علما ونفعا للمؤمنين والمومنات
بحق محمد واله الاطهار
اللهم صل على محمد وال محمد. وعجل فرجهم واهلك. اعداءهم
والفاتحة. للجميع
ابراهيم النويصر
ردحذفمن وجهة نظر قاصرة للوصول للشباب بهذا التوجه وحفظ سلامة عقولهم ومعتقداتهم وللحفاظ على تلقيهم المعرفة من الطرق الصحيحة والسليمة
تنشأ منذ نعومة الأظفار وتحت اشراف من الوالدين وان تكون ثقافتهم ومكسبهم العلمي والمعرفي سليم
أبو هاشم المنسف
ردحذفالانحراف امر سلبي للغاية و لكن في حالة فراغ العقل من علوم تحميه من الضياع و ايضا تدخل معه في متاهات لا يحصل له النجاة منها يغرق
بصراحة اسلوبك ممتاز في طرح الفكرة و التدرج جميل في معالجة و مساندة الشباب للعودة الى الصواب و تصحيح المسار في حال الضياع
زادك الله شرفا ورفعة ، موضوع مهمّ جدا
ردحذففي الحديث عن الإمام الباقر عليه السلام في توجيه الآية المباركة قال ( فلينظر الإنسان إلى طعامه قال فلينظر إلى علمه الذي يأخذه عمن يأخذه) .
ردحذفموضوع مهم جدا بسم الله الرحمن إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11] هو الموضوع نفسي اذا تصالح المرء مع نفسه سيتجنب الفكر السيئ وخوفه من الله تعالى الدافع الاكبر لذلك وفقك الله استاذ زاهر العبدالله
ردحذفمقال اكثر من رائع وفقك الله لكل خير
ردحذففعلا اصبحنا في زمن تتضارب فيه الأفكار وتتزاحم فيه المغريات وتتنوع فيه وسائل التواصل والاتصال ففي السابق كانت وسائل تغذية العقل محدودة وتختلف عن ايامنا هذه فمن لم يكن قد حصن من قبل تربية ابويه وبعدها حصن نفسه بالاطلاع والتعليم المستمر ربما جرفه تيار الانحراف
اخوك ابوعلي الحسن
احسنتم وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا على هذا الموضوع المفيد خصوصا للشباب لتنوير بصيرتهم وتقوية معرفتهم في ضل الارهاصات والتقيرات الحديثه الحديثه . وفقكم الله وزادكم علما ومعرفة.
ردحذفاحسنت ولا اريد على تعليقات الأخوة الكرام .. الله يوفقك ويسدد خطاك
ردحذفأ. حسين عبد النبي
ردحذفاحسنتم وبارك الله فيكم على هذا الموضوع المفيد خصوصا للشباب لتنوير بصيرتهم وتقوية معرفتهم في ضل الارههاصات والتقيرات الحديثه ..... زادكم الله علما وتوفيقا