حوارية (١٤٧) هل الإمام الحجة عجل الله فرجه سيطلب النصرة؟
حوارية (١٤٧) هل الإمام الحجة عجل الله فرجه سيطلب النصرة؟
السائل:
ان الإمام الحسين عليه السلام قال ما مضمونه: (لا يسمعُ اليومَ واعيتنا أحدٌ فلا يُعيننا إلا كبَّه الله لوجهِه في جهنَّم). فهل الإمام الحجة عجل الله فرجه سيطلب النصرة بحيث تصبح واجبة على كل من سمعها؟ وبالأخص أن الصيحة سيسمعها من في المشرق والمغرب. غفر الله لشيعة أمير المؤمنين عليه السلام.
الجواب بسمه تعالى:
أحسنتم، وسؤالك عميق يدل على تأمل في مقامات النصرة والتمحيص في عصر الظهور. لنستعرض المسألة بتفصيل فقهي وكلامي:
🔹 أولًا: قول الإمام الحسين عليه السلام
هنا نحتاج أن نقف على لفظ الرواية بدقة كي نعرف عظم جرم من لم ينصر الإمام الحسين عليه السلام إذا سمع واعتيه ونصرته فقد جاء رجل إلى الإمام الحسين عليه السلام يقول
ثم صرت إلى الحسين (عليه السلام)، فسلمت عليه وأخبرته بما سمعت من أبيه في ذلك المنزل الذي نزل به الحسين (عليه السلام) فقال: معنا أنت أم علينا؟ فقلت: لا معك ولا عليك، خلفت صبية أخاف عليهم عبيد الله بن زياد. قال: فامض حيث لا ترى لنا مقتلا، ولا تسمع لنا صوتا، فوالذي نفس الحسين بيده، لا يسمع اليوم واعيتنا أحد فلا يعيننا إلا كبه الله لوجهه في جهنم. (١)
تدل هذه الرواية على وجوب النصرة الفورية عند تحقق الشرط: "سماع النداء الموجب للنصرة، مع القدرة عليها" وهو وجوب عيني لا كفائي كما ذكره غير واحد في الكتب الفقهية
باعتبار انه معصوم مفترض الطاعة ومخالفته مخالفة الله سبحانه ومستحق تلك المخالفة النار كما ذكر الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب المسائل حينما قال: اتفقت الامامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار. (٢). فمن باب أولى لو طلب الإمام المعصوم ولم ينصر. إذا النصرة واجبة إذا توفرت الشروط وارتفعت الموانع للإمام الحسين عليه السلام وكذلك لإمام زمننا الحجة عليه السلام.
🔹 ثانيًا: صيحة جبرائيل في عصر الظهور
الصيحة من الروايات المستفيضة أنها أحد العلامات الحتمية في أخر الزمان وهو نداء من السماء يدعوا الناس ويذكرهم بنصرة إمام الزمان الحجة عجل الله فرجه كما ورد عن محمد بن مسلم يروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع ما بين المشرق إلى المغرب، فلا يبقى راقد إلا قام، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه من ذلك الصوت، وهو صوت جبرئيل الروح الأمين. (٣)
فالصيحة علامة من علامات الظهور الحتمي، وهي إيذانٌ إلهي بالتمهيد لقيام دولة الحق.
فالصيحة تبليغ عام للناس كافة ولكن وليست تكليفًا مباشر لهم لأن طلب النصرة يكون واجبًا عينيًا، لا بد أن يصدر طلب صريح من الإمام الحجة (عج) يدعو فيه المؤمنين إلى نصرته، كما فعل الإمام الحسين (ع) في كربلاء، حين قال: هل من ناصرٍ ينصرنا؟
🔹 ثالثًا: هل الإمام الحجة (عج) سيطلب النصرة؟
نعم لأن سيحلو ذكره على السن الناس ويكون لا شغل إلا هو وهذا لمن أحبه كما ورد في الرواية قال أبو رومان، قال علي بن أبي طالب: إذا نادى مناد من السماء: إن الحق في آل محمد، فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشربون ذكره، فلا يكون لهم ذكر غيره. (٤)
فإذا تحقق ذلك الحب والإيمان واليقين عند المكلف، حين يسمع ا نداء الإمام الحجة (عج) أو من ينوب عنه مع تحقق القدرة والتمكن، وجب عليه النصر وجوبًا عينيًا.
🔸 هنا تنبيه فقهي:
ليس كل من يسمع الصيحة يجب عليه الخروج مباشرة. يجب توفر الشروط:
1. أن يكون الخطاب موجهًا إليه مباشرة.
2. أن يكون قادرًا على النصرة (نفساً أو مالاً أو ولداً)
3. ألا يكون موانع عقلية أو شرعية تمنع المشاركة (مثل ضعف أو ضرورة الرعاية).
✅ خلاصة الجواب:
الإمام المهدي (عج) سيطلب النصرة صراحة.
١-إذا بلغ هذا الطلب لجميع الناس، وكانوا قادرين، فإن النصرة تصبح واجبة عينًا.
٢-الصيحة ليست نفسها طلب النصرة، لكنها إيذان ببدء مرحلة الظهور.
٣-من سمع نداء الإمام ولم ينصره وهو قادر، فقد تشمل عليه قاعدة:
"أكبه الله على وجهه في النار" كما ورد في كربلاء.
🌿 غفر الله لنا ولكم، وثبتنا الله وإياكم على نصرة الحق وأهله، وجعلنا من جند الإمام المهدي عليه السلام عند ظهوره.
بقلم : زاهر حسين العبد الله
المصادر:
(1) الأمالي - الشيخ الصدوق - الصفحة ٢٠٠.
(2) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨ - الصفحة ٣٦٦.
(3) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٢ - الصفحة ٢٩٠.
(4) شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ٢٩ - الصفحة ٣٨١.
تعليقات
إرسال تعليق