الإمام الكاظم (عليه السلام) وإرهاصات المرحلة

 


 

📖المحاضرة الأولى: الإمام الكاظم (عليه السلام) وإرهاصات المرحلة

 

1️⃣ الولادة والظروف المحيطة
وُلد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) في منطقة الأبواء بين مكة والمدينة يوم الأحد 7 صفر سنة 128هـ.
والتحقيق الأخير لبعض الأعلام أنه وُلد في العشرين من ذي الحجة، وذلك في زمنٍ انتقلت فيه الأمة من الحكم الأموي إلى الحكم العباسي.
وكان الشيعة يعلّقون آمالًا على الدولة العباسية ظنًا أنها ستنصف أهل البيت (ع)، غير أنّ العباسيين سرعان ما كشفوا وجههم الحقيقي بالبطش والتضييق.
نشأ الإمام في بيت العلم والتقوى، بيت الإمام الصادق (عليه السلام)، في مدينة علمية نشطة تموج بتيارات الفكر والكلام، مما جعله يتشرّب علوم القرآن والسنة منذ طفولته.

2️⃣ الإمامة بعد أبيه الصادق (عليه السلام)
بعد شهادة الإمام الصادق (ع) سنة 148هـ، أوصى بالإمامة إلى ابنه موسى الكاظم (ع). وكان عمره حينها عشرين عامًا، وقد امتدت إمامته خمسًا وثلاثين سنة، حتى استشهد سنة 183هـ.

📜 النص على إمامته – قال الشيخ المفيد في الإرشاد:
عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله الصادق (ع)، قال: قال له منصور بن حازم: «بأبي أنت وأمي، إن الأنفس يُغدى عليها ويُراح، فإذا كان ذلك فمن؟»
فقال أبو عبد الله (ع): «إذا كان ذلك فهو صاحبكم»، وضرب على منكب أبي الحسن الأيمن، أي الإمام موسى الكاظم (ع)، وكان يومئذٍ خماسيًا، وعبد الله بن جعفر جالس معنا.
📚 المفيد، الإرشاد، ج2، ص218 / ابن الصباغ، الفصول المهمة، ص232.

استلم موقع الإمامة في ظروف حرجة:

•           الاضطراب السياسي مع بداية حكم المنصور العباسي.

•           الانقسامات العقائدية داخل الأمة (ناووسية، فطحية، إسماعيلية..)

3️⃣ الفرق التي واجهها الإمام (ع)

•           الناووسية: قالوا إن الإمام جعفر الصادق (ع) لم يمت، بل هو المهدي المنتظر. نسبت إلى رجل يُقال له عجلان بن ناووس. وقد سببت ارتباكًا كبيرًا بين الشيعة، لكن الإمام الكاظم (ع) ردّ عليهم وأثبت إمامته بالنصوص.

•           الفطحية: نسبوا إلى عبد الله الأفطح بن الإمام الصادق (ع)، واعتقدوا أن الإمامة له لأنه أكبر الأبناء سنًّا. وبعد وفاته بلا عقب، رجع كثير منهم إلى إمامة الإمام الكاظم (ع).

•           الإسماعيلية: قالوا إن الإمامة بعد الصادق (ع) هي لإسماعيل بن جعفر، وزعم بعضهم أنه لم يمت. وقد واجههم الإمام بالحجة والبرهان.

✒️ بهذه المواجهات الفكرية رسّخ الإمام موقعه، وأكمل مسيرة أبيه الصادق (ع) في التوسع العلمي، حيث برزت الحاجة إلى قائدٍ يواجه الانحراف.

4️⃣ إجباره على مغادرة المدينة واعتقالاته
رأى الخلفاء العباسيون أن بقاء الإمام في مدينة جده المصطفى (ص) يشكّل خطرًا على سلطتهم.
فقد اتُهم بالباطل أنه يجمع الأنصار والأموال للثورة. وتعددت الوشايات ضده، من أبرزها:

•           وشاية هارون الرشيد نفسه، إذ ادّعى أن الإمام يسعى للخلافة.

•           وشاية يحيى بن خالد البرمكي وزير هارون، الذي خشي على منصبه.

•           وشاية علي بن إسماعيل بن جعفر (ابن عم الإمام) طمعًا في المال.

•           وشاية القاضي أبي البختري بأمر من هارون، لتوفير غطاء قضائي للاعتقال.

📌 ومن أبرز المواقف:

•           حادثة فدك: طلب هارون من الإمام أن يحدّد له حدود فدك ليعيدها، فقال: «حدودها عدن، وسمرقند، وإفريقيا، وسيف البحر مما يلي الجزر وأرمينية». فقال الرشيد غاضبًا: «لم يبق لنا شيء!» فأجابه الإمام (ع): «قد علمتَ أنك لا تردّها».

5️⃣ السجن والشهادة
اعتُقل الإمام (ع) بأمر هارون، ونُقل قسرًا إلى العراق:

•           سُجن أولًا في البصرة عند عيسى بن جعفر.

•           ثم في بغداد عند الفضل بن الربيع، والفضل بن يحيى.

•           وأخيرًا عند السندي بن شاهك، الذي دسّ له السم حتى استشهد سنة 183هـ.

🔻 النتيجة:
لقد كان الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) مثالًا للصبر والوعي، ومدرسة في الثبات أمام ظلم الحكام، ومصباحًا هاديًا للأمة في أشد المراحل خطورة.


✍️ زاهر حسين العبدالله

على المدونة 

https://zaher000.blogspot.com/2025/09/blog-post_21.html

 

أو التلقرام في التعليقات 

https://t.me/zaher000

 

للاستماع للمحاضرة على 

https://youtu.be/gQaaubFtc9Y


 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

🔲 حوارية (١٣٢) هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل مرجع التقليد؟

🔲الشيخ جواد الدندن( شمعة العلم والتقى)

أبرز دلالات تنصيب أمير المؤمنين عليه السلام يوم غدير خم