العلامة الشيخ علي الدهنين… عين المرجعية ونور هَجَر الوضاء


 🌟 العلامة الشيخ علي الدهنين… عين المرجعية ونور هَجَر الوضاء


💎 العلامة الفقيه الشيخ علي الدهنين (حفظه الله ورعاه)

علمٌ من أعلام هَجَر، وشعلةٌ من نورها الوضاء، عُرف بعمق علمه، وسعة صدره، وثقة المراجع به، حتى صار في أعينهم موضع نظرٍ وعناية.


🌿 نشأته العلمية ومقامه الفقهي


تربّى سماحته على أيدي كبار العلماء وفحول الفقه في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف، أمثال زعيم الطائفة السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره)، والسيد عبد الصاحب الحكيم، والعلامة البروجوردي (قدس الله أسرارهم)، وغيرهم من عظماء العلم والتحقيق. وقد اجازه بعضهم في الإجتهاد 

وقد دارسهم وباحثهم وتعلّم منهم، حتى غدا محلَّ ثقتهم، فلقّبه أهل الفضل والعلم بـ ثقة المرجعية إلى يومنا هذا، ومن أبرز من وثق به وأثنوا عليه:

السيد المرجع الأعلى السيد علي السيستاني (حفظه الله)، والمرجع السيد محمد سعيد الحكيم (قدس سره)، والشيخ المرجع محمد إسحاق الفياض، والعلمان الجليلان الشيخ جواد التبريزي (قدس سره) والشيخ الوحيد الخراساني.

فعُرف في الأوساط العلمية بدقة نظره، وعمق تحقيقه في الفقه والأصول والفلسفة والكلام.

حتى من أقرانه في الأحساء أمثال الشيخ حسين العايش حفظه الله الذي اخذت منه شهادة من لسانه أنه يرى الشيخ علي الدهنين حفظه الله من اعلم الموجودين من الفضلاء في المنطقة فسمعته غير مرة يقول انا اعتقد أن الشيخ العلامة علي الدهنين اعلم من البارزين في الأحساء حينما سألته عن شخصية بارزة لا يشق لها غبار في علمه واجتهاد وورعة واكتفي بالإشارة له وليس بالتصريح. 

وكذلك صديقه المقرب الشيخ محمد الشهاب رحمة الله عليه الذي يراه اعلم فضلاء الأحساء في الفقه والأصول والكلام. 

ومنذ شبابه المبكر مارس الخطابة الحسينية، فكانت منبره الرافد الأول نحو خدمة الدين في المنطقة. وبعد عودته من النجف، غدت منابره التوعوية مناراً للجماهير الغفيرة من مختلف المناطق، حتى ضاقت الحسينيات بالحضور، فامتدّ صوته الولائي الحسيني إلى الشوارع والساحات الواسعة كما في بلدة القارة وغيرها من البلدات الأحسائية، لما يمتاز به منبره من الجمع بين العِبرة والموعظة، والعلم الغزير والعَبرة المصحوبة بالدمعة الساخنة.


📚 التدريس والعطاء العلمي


درّس المراحل المختلفة في الحوزة العلمية، حتى فتح بحث الخارج لسنواتٍ طويلة، تخرّج على يديه ثُلّة من العلماء، وأجاز عدداً منهم.

من أبرز تلامذته:

سماحة الشيخ حيدر السندي (حفظه الله) الذي أجازه في الخمس، والشيخ حسن الهودار، والشيخ هيثم العلي، والشيخ عبد الرؤوف القروش، وغيرهم من أهل الفضل والعلم الكثيرين الذين لا تحضرني أسماؤهم الشريفة.

ولا يزال عطاؤه مستمرًّا حتى اليوم رغم تراكم المرض على جسده المبارك.


وقد عُرف بدقته الفائقة في حفظ المسائل الشرعية لمختلف المراجع، فكان يُرجع إليه في أعوص المسائل وأدقها، خصوصاً في موسم الحج، إذ يملك الخط الساخن للتواصل المباشر مع المراجع العظام.


🌺 سجاياه وأخلاقه


التواضع عنوانه، وحسن السيرة خلقه، وغزارة العلم زاده. يشجّع العلماء، ويرعى الشباب، ويحثّهم على التعمّق في دينهم من منابعه الأصيلة.

يجلّ أهل الفضل، ويعظّم المراجع، فلا يتجاوز قولهم ولا يُنقص من قدرهم.

وقته مشغولٌ بالعلم والتعليم، يجد راحته في القراءة والبحث، وقُرّة عينه في سؤالٍ يثير الفكر أو شبهةٍ يرفعها عن قلوب المؤمنين.


ولم أحضر عند مرجعٍ أبلغه سلامه إلا تهلّل وجهه وابتسم ثغره، وبادلني بالقول:


«بلّغ عنّا السلام لسماحة الحجة الشيخ علي الدهنين حفظه الله».


وللتاريخ أقول: سألتُ السيد المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني (حفظه الله) مرةً عن ثقته وعينه الناظرة ووكيله المطلق في الأحساء، فقال:


«سماحة الحجة الشيخ علي الدهنين حفظه الله».


وكذلك سألتُ المرجعين الجليلين الشيخ بشير النجفي والشيخ إسحاق الفياض (حفظهما الله)، فأثنوا على علمه وتقواه وورعه، وكذلك المرجع الراحل السيد محمد سعيد الحكيم (قدس سره).

ولا يفوتني ذكر الصف الثاني من أولاد المراجع وأحفادهم، مثل آية الله السيد محمد رضا السيستاني وولده السيد حسن السيستاني، فقد أثنوا عليه ثناءً عالياً، وكذلك ابن المرجع الشيخ بشير النجفي.


🕊️ صفاته الإنسانية والروحية


رجلٌ تقيّ، غيورٌ على دينه، يكره المدح والثناء، طويل الهمّ، بشوش الوجه، حزين القلب لما يرى من أحوال الأمة.

قويّ في الحق، بليغ الحجة، حسن البيان، جميل المعاشرة، حليم عند الجهل، صبور في البلاء، لا يميّز أحداً إلا بالجدّ والعلم والاجتهاد.


له تقريرات متينة في أصول الفقه وفقهه، ولم يدّعِ لنفسه مقاماً، بل جعل منبر الإمام الحسين (عليه السلام) موطناً لخدمة الدين لا لتمجيد الذات.


وهنا كلمة حقّ أقولها من تجربةٍ خاصة معه:

أنا – القليل في علمه – تعلّمت منه الكثير، ولا زلت أتعلّم. وجدته يعشق السؤال ويبحث عن السائل.

كثيراً ما رأيته يستلقي للراحة فيقول لي: «اسأل»، فيجيب حتى تغفو عيناه.

ورأيته يستمع إلى دروس العلماء ومحاضراتهم وهو على فراشه، ورافقته في الحضر والسفر احيانا أيام الخطابة فكان المقعد الخلفي لسيارته عامراً بالمراجع والكتب التي يطالعها باستمرار، ليكون منبره فريداً في طرحه.


لا يتأفّف من السائل، ولا يفرّق في تعليمه بين العالم والجاهل، بل يجعل مركز اهتمامه هو رفع الوعي ونفي الشبهة.

لا يعرف الطبقية، يعطي ظهره للوجهاء والأغنياء، ويقبل على أمثالي ليعلّمهم مسائل دينهم.

يهتمّ بالدارسين الجادّين أصحاب العطاء الفكري والعلمي، ويخصّهم بالرعاية، لكنه لا يُقدّم أحداً في مالٍ من الحقوق الشرعية إلا المستحق.


طيبة قلبه الكبيرة جعلت أمثالي يتجاوزون حدود الأدب معه بكثرة الإشكال والسؤال، ومع ذلك يحتملهم بصدرٍ واسع، ويجيبهم بعمقٍ وتواضعٍ جمّ.

وكلما رأى السائل أكثر علماً، أروى عطشه المعرفي بما يحتاج.

هذه شهادة أتركها للحقّ والتاريخ.


وأمام كل هذا النور، يبقى الشيخ علي الدهنين (حفظه الله ورعاه) مثالَ العالم العامل، الذي جمع بين عمق العلم ونقاء السيرة، وبين الفكر الراشد والتواضع الخاشع.

نسأل الله أن يمدّ في عمره الشريف، ويحفظه من مزالق الفتن، ويزيده نوراً على نور. والعصمة لأهلها إلا من عصمه الله سبحانه فقد ذكرت ما أعلمه من ظاهره الخير والله اعلم به في السر ولا اظنه إلا ظاهره وباطنه واحد من باب حسن الظن بالمؤمن والحمد لله رب العالمين 

✍️ زاهر حسين العبد الله


https://t.me/zaher000

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

🔲 حوارية (١٣٢) هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل مرجع التقليد؟

🔲الشيخ جواد الدندن( شمعة العلم والتقى)

أبرز دلالات تنصيب أمير المؤمنين عليه السلام يوم غدير خم