المشاركات

المشاركة المميزة

تساؤلات حول – محاضرة الشباب الجامعي في صناعة الوعي

صورة
  تساؤلات حول – محاضرة الشباب الجامعي في صناعة الوعي   السؤال الأول   كيف يمكن للطالب الجامعي أن يوفّق بين طلب العلم الأكاديمي من جهة، وأداء مسؤوليته الثقافية تجاه مجتمعه من جهة أخرى؟ يمكن للطالب الجامعي أن يوفّق بين طلب العلم الأكاديمي وخدمة مجتمعه إذا جعل العلم طريقًا للوعي والعمل، لا غاية في ذاته. فأهل البيت (عليهم السلام) كانوا يقولون: «العالم إذا لم يعمل بعلمه زلّت موعظته عن القلوب كما يزلّ المطر عن الصفا»(١)، أي إن العلم لا يثمر إلا إذا اقترن بالفعل.   الجواب : المطلوب من الطالب أن يجتهد في تحصيل المعرفة الأكاديمية بإتقان، لكنه في الوقت نفسه يجعل ما يتعلمه وسيلة لنهضة مجتمعه: يكتب، يحاور، يشارك، ويُضيء العقول. فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): «كونوا لنا دعاةً صامتين»، قالوا: وكيف ندعو وأنتم صامتون؟   قال: « تعملون بما أمرناكم به من طاعة الله وتنتهون عما نهيناكم عنه ومعاصيه، فإذا رأى الناس ما أنتم عليه علموا فضل ما عندنا فسارعوا إليه.».(٢) فالطالب الجامعي يُترجم توازنه بأن يكون متفوقًا في دراسته، وفي الوقت نفسه قدوة في الأخلاق، مشاركًا في نشر الوعي، ...

الإمام الكاظم (عليه السلام) وإرهاصات المرحلة

صورة
    📖 المحاضرة الأولى: الإمام الكاظم (عليه السلام) وإرهاصات المرحلة   1️⃣ الولادة والظروف المحيطة وُلد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) في منطقة الأبواء بين مكة والمدينة يوم الأحد 7 صفر سنة 128هـ. والتحقيق الأخير لبعض الأعلام أنه وُلد في العشرين من ذي الحجة، وذلك في زمنٍ انتقلت فيه الأمة من الحكم الأموي إلى الحكم العباسي. وكان الشيعة يعلّقون آمالًا على الدولة العباسية ظنًا أنها ستنصف أهل البيت (ع)، غير أنّ العباسيين سرعان ما كشفوا وجههم الحقيقي بالبطش والتضييق. نشأ الإمام في بيت العلم والتقوى، بيت الإمام الصادق (عليه السلام)، في مدينة علمية نشطة تموج بتيارات الفكر والكلام، مما جعله يتشرّب علوم القرآن والسنة منذ طفولته. 2️⃣ الإمامة بعد أبيه الصادق (عليه السلام) بعد شهادة الإمام الصادق (ع) سنة 148هـ، أوصى بالإمامة إلى ابنه موسى الكاظم (ع). وكان عمره حينها عشرين عامًا، وقد امتدت إمامته خمسًا وثلاثين سنة، حتى استشهد سنة 183هـ. 📜 النص على إمامته – قال الشيخ المفيد في الإرشاد: عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله الصادق (ع)، قال: قال له منصور بن حازم: «بأبي أنت وأمي، إن ...

دور الشباب الجامعي في صناعة الوعي الثقافي

صورة
  دور الشباب الجامعي في صناعة الوعي الثقافي   ✨ تمهيد يُعدّ الشباب الجامعي في أي مجتمع طليعة التغيير وبوصلة الوعي، فهم يمتلكون طاقة فكرية وروحية قادرة على صياغة المستقبل. إذا أحسنوا استثمار سنوات الجامعة، فإنهم يضعون اللبنات الأولى لبناء وعي ثقافي يقي الأمة من الانحراف ويقودها إلى النهضة.     أولاً: الأساس القرآني للوعي الشبابي   لقد حمّل القرآن الكريم الشباب المؤمن مسؤولية صناعة الوعي، فقال تعالى:   {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} [آل عمران: 104].   والخطاب في هذه الآية المباركة موجّه لجميع فئات المجتمع وخصوصا الشباب قبل غيرهم، لأنهم الأكثر حيوية وقدرة على التبليغ والقدوة. كما أن الآية الآتية تشدّد على ضرورة تحصين الذات والغير:   {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]. وهذه الآية تشمل وقاية المجتمع من الانحدار الثقافي والفكري بتسليحها بالعلم المعرفة       ثانياً: وصايا أهل البيت (عليهم السلام) للشباب   ...